تطور جديد بمعركة الإصلاح في ذي قار.. أحمد الرميض متهم باغتيال عبد المهدي جميل ونائل ثامر.. إليك خلفيات الصراع بالتفصيل
انفوبلس/ تقارير
كان ظهر يوم الخميس 13 أبريل/ نيسان 2023 ساخناً في قضاء الإصلاح شرق مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، حينما اندلع نزاع مسلح بين عشيرتين إثر تراكمات ومناكفات طويلة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، لتتفجر الخلافات مجددا بعد اتهام قائممقام الإصلاح أحمد الرميض باغتيال ضابط الأمن الوطني عبد المهدي جميل والمنتسب نائل ثامر. فما هي خلفيات الصراع؟ وما علاقة منصب قائممقام القضاء به؟.
*بداية القصة
بدأت القصة حينما خرج أهالي قضاء الإصلاح إلى الشوارع مطالبين بتوفير المياه، حيث تعاني المدينة من أزمة مائية قاسية، وطالبوا بتوفير مياه الشرب والخدمات وإقالة "القائممقام"، وعلى إثر ذلك اشتدَّ الخلاف بين المتظاهرين والقائممقام، ليتحول إلى أعمال شغب ومصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وفق ما يؤكده علي محمد، وهو شاهد عيان من قضاء الإصلاح.
ووفق محمد، كانت نتيجة المصادمات، إصابة بعض المتظاهرين واعتقال أكثر من 15 منهم وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، لتستمر الاحتجاجات لأكثر من 3 أيام. وبعد الإفراج عن المعتقلين عاد الهدوء للمدينة، واتفق شيوخ العشائر ووجهاء المدينة على أن يبقى القائممقام في منصبه مدة 6 أشهر ومن ثم يقدم استقالته.
*شرارة النزاع المسلح
أما عن النزاع المسلح، فقد انطلقت شرارته بعد أن كتب أحد الشباب من أقرباء القائممقام منشورا على فيسبوك يمتدحه فيه، ليرد عليه أحد المعلقين بطريقة سلبية، ثم تطور الوضع ليذهب الشاب الى محل إقامة الشخص المعلق ويطلق عليه النار.
ووفق شاهد العيان، فإن عشيرة الشخص المعلِّق أقدمت بعد ذلك على إطلاق النار على شخص آخر من عشيرة صاحب المنشور، ليتحول قضاء الإصلاح إلى ساحة حرب طاحنة، حيث صار القتل على الهوية ووفق الانتماء العشائري.
من جانبه، يقول المواطن علي سامي من أهالي قضاء الإصلاح، "إن النزاع بدأ من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثالثة ظهرا من يوم الخميس، لتتحول أجواء المدينة إلى حرب شوارع، ولم نتمكن من الخروج من المنازل مطلقاً، وكان أحد وجهاء المدينة قد حاول التواصل مع الطرفين لإيقاف النزاع لكنه لم يتمكن من ذلك".
*مقتل الضابط عبد المهدي جميل
وخلال تواجده في المدينة المذكور أعلاه للعشيرة الأخرى، كان نجله الأكبر عبد المهدي جميل -وهو ضابط بجهاز الأمن الوطني- قد لحق بأبيه للمشاركة في إيقاف المشكلة، لكن العشيرة الأخرى كانت قد نصبت للضابط كميناً وسط الشارع، حيث أمطروه بالرصاص ليسقط قتيلا أمام الناس، مما دفع عشيرة الضابط القتيل للاستنفار والدخول في مواجهة مباشرة مع العشيرة الأخرى، وفق ما يؤكده سامي.
*أحمد ناظم الرميض متهم بالاغتيال
وبعد أشهر من اغتيال الضابط جميل، ذكر مصدر في محكمة جنايات ذي قار للوكالة الرسمية، أن مذكرتي اعتقال وفق المادة ٤٠٦ صدرت بحق قائمقام قضاء الإصلاح والمرشح ضمن انتخابات مجلس محافظة ذي قار أحمد ناظم بدر آل رميض.
وقال المصدر، إن مذكرة الاعتقال الأولى صدرت عن قاضي تحقيق الإصلاح عن جريمة مقتل ضابط الأمن الوطني عبد المهدي جميل العمري والمذكرة الثانية من محكمة تحقيق الناصرية عن جريمة مقتل منتسب الشرطة نائل ثامر العمري.
*تحرك أمني
وعلى إثر المصادمات المسلحة، سقط 4 قتلى وأكثر من 10 من الجرحى، في حين اعتقلت القوات الأمنية أكثر من 12 من المتسببين بإثارة النزاع دون أن تنتهي القصة، وفق ما أعلنته القوات الأمنية.
في السياق، أفاد مصدر أمني من محافظة ذي قار، بأن 5 أفواج من الشرطة الاتحادية والمحلية والجيش تحركت تجاه قضاء الإصلاح للسيطرة على الأوضاع، إضافة لقوة من جهاز مكافحة الإرهاب.
وأكد المصدر، أنه في ساعة متأخرة من ليل الخميس وفجر الجمعة، كانت العشائر المتقاتلة قد أغلقت الطرق الرئيسية والفرعية داخل قضاء الإصلاح، حيث تحصنت كل عشيرة واستحدثت بعض الخنادق، كما أن أوامر قبض قضائية صدرت بحق 4 من شيوخ العشيرتين لاعتقالهم من أجل إنهاء التوتر بين جميع الأطراف.
*تدخل المرجع السيستاني
وبعد فشل الجميع في التوسط بين العشيرتين لإنهاء الازمة، أرسل المرجع الديني السيد علي السيستاني، مبعوثاً خاصاً للتدخل في حل النزاع العشائري.
ونقل الوفد عن السيد السيستاني قوله في رسالة لعشيرتي آل عمر والرميض على خلفية الأحداث الاخيرة "بعثتُ إليكم رسولي الخاص العلامة السيد محمد حسين العميدي لبذل المساعي الجليلة في صدد احتواء الأزمة بين الطرفين".
وأضاف المرجع الأعلى، "المأمول من الطرفين الاستجابة لرسولنا الخاص، ووضع حد نهائي للأزمة المفتوحة".
*خلفيات الصراع
واندلع آخر نزاع بين العشيرتين في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، كما أبلغ مصدر أمني شبكة انفوبلس، أن "العطوة العشائرية (الهدنة) بين عشيرتي (آل عمر والرميض) التَين تسكنان قضاء الإصلاح شرقي ذي قار، انتفت من قبل عشيرة الرميض مما أدى إلى تجدد الاشتباك بين الطرفين على خلفية خلاف سابق حصل بين الطرفين في شهر رمضان الماضي، فيما احتشد العشرات من المسلحين من الطرفين بمواضع عسكرية خارج مركز المدينة".
وتابع المصدر، أن "قوات أمنية كبيرة من الجيش والشرطة وصلت للإصلاح لفرض السيطرة على تجدد النزاع، واعتقال مثيريه".
وأشار المصدر، إلى أن "هناك أيادٍ سياسية كبيرة تضغط باتجاه افتعال الأزمة بين الطرفين، تمثلت بامتناع المحافظ عن إصدار أمر للقائممقام الجديد بتولي إدارة القضاء خلفاً للقائمقام السابق، أحمد الرميض".