تلميحات باتفاق عراقي أمريكي حول خروج القوات الأمريكية نهاية 2025.. انفوبلس تكشف التفاصيل
انتقادات حيال الوقت الطويل
تلميحات باتفاق عراقي أمريكي حول خروج القوات الأمريكية نهاية 2025.. انفوبلس تكشف التفاصيل
انفوبلس/..
بشكل مفاجئ، كشفت وكالة رويترز للأنباء، أمس الجمعة، عن اتفاق عراقي - أمريكي، على إخراج القوات القتالية الأمريكية من البلاد، أواخر عام 2025، وفيما لم يصدر أي موقف رسمي من الطرفين (العراقي والأمريكي)، لاقى ذلك الإعلان ردود فعل سلبية، معتبرين أن هذه المدة طويلة ومن الممكن أن تُسوَّف القضية أو تخلق الولايات المتحدة عوامل تبرر إدامة تواجدها في الأراضي العراقية.
*التفاصيل
أفادت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن واشنطن وبغداد قد توصلتا إلى تفاهم بشأن خطة لانسحاب ما تسمى بـ"قوات التحالف الدولي" الذي تقوده أمريكا من العراق. ووفقاً للمصادر، تشمل الخطة انسحاب مئات من "قوات التحالف" بحلول أيلول - سبتمبر 2025، على أن يتم سحب ما تبقى من القوات بحلول نهاية العام التالي.
وأوضحت المصادر أن الخطة قد تم الاتفاق عليها بشكل كبير، وهي بانتظار الموافقة النهائية من الطرفين وتحديد موعد رسمي للإعلان عنها.
وكانت المصادر قد ذكرت أن الإعلان عن الاتفاق كان مقرراً في وقت سابق، إلا أنه تأجل بسبب التصعيد الإقليمي الناجم عن الحرب الإسرائيلية على غزة، فضلاً عن الحاجة لتسوية بعض التفاصيل المتبقية.
وأشارت "رويترز" أن معلوماتها تستند إلى تصريحات خمسة مسؤولين أميركيين ومسؤولين من دولتين أخريين في التحالف، بالإضافة إلى ثلاثة مسؤولين عراقيين، فضلوا جميعاً عدم الكشف عن هوياتهم.
*الإعلان المتوقع
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الاتفاق في وقت لاحق من هذا الشهر. وفي هذا السياق، قال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي، إن المحادثات الفنية مع واشنطن حول الانسحاب قد انتهت، وأن "العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي ستنتقل إلى مستوى جديد يركز على التعاون الثنائي في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية".
*تفاصيل الانسحاب
وبحسب الخطة، ستغادر جميع "قوات التحالف" قاعدة عين الأسد في الأنبار وتقلص وجودها في بغداد بحلول أيلول - سبتمبر 2025، بينما قد تستمر القوات الأمريكية في التواجد في أربيل حتى نهاية 2026 لمواصلة العمليات ضد "داعش" في سوريا، وفق المصادر.
ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من سحب القوات قبل شهر واحد من الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في أكتوبر تشرين الأول 2025.
وقال مسؤول أمريكي، إن الإطار الزمني الممتد لعامين يمنح الولايات المتحدة "متنفساً" يسمح بإجراء تعديلات محتملة إذا تغير الوضع الإقليمي.
وكان العراق قد بدأ في يناير الماضي محادثات مع الولايات المتحدة لإنهاء مهمة "التحالف"، وقالت بغداد إنها مستعدة لإبرام اتفاقيات أمنية ثنائية مع الدول الأعضاء الفردية.
وفي أواخر يوليو/ تموز، زار وفد عراقي بقيادة وزير الدفاع ثابت العباسي، واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة.
*أسلوب التضليل
وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية، أسلوب التضليل إزاء خروج قواتها من العراق، وفق ما يرى المتحدث باسم الحراك القانوني الشعبي محمد الصحاف.
وقال الصحاف، إن "مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية العراقي بتغيير مسمى المستشارين الى قوات قتالية لا يندرج ضمن المفاوضات بين واشنطن وبغداد".
وأضاف، إن "الجانب الأميركي يعتمد أسلوب التضليل إزاء خروج قواته من الأراضي العراقية ويحاول التهرب من وضع جدول زمني محدد".
وأشار إلى، أن "أمريكا تحاول بشتى الطرق خدمة مصالحها وضمان استمرار تواجد قواتها داخل العراق".
وتابع، إن " الحكومة العراقية ملزمة بوضع جدول زمني محدد لإخراج كامل القوات الاجنبية وعلى رأسها الأمريكية من الاراضي العراقية".
*رسالة
في السياق، كشف عضو ائتلاف دولة القانون عبد الرحمن الجزائري، عن رسالة جاء بها بارزاني الى بغداد من واشنطن.
وقال الجزائري، إن "مسعود البارزاني حمل رسالة الامريكان وسلّمها بيد حكومة السوداني خلال زيارته الاخيرة"، مشيراً الى أن الرسالة كانت تنص على عدم إنهاء التواجد الاجنبي من العراق والإبقاء على القوات الامريكية أطول مدة ممكنة".
وتابع، إن "حكومة واشنطن ستبقى تناور بسبب نظرة الاستصغار للحكومة العراقية وعدم جدية الاخير في حسم هذا الملف"، لافتاً الى أن "أعداد الجنود الامريكان في تزايد مستمر وهناك أخبار عن نوايا امريكية لبناء قواعد اخرى في البصرة".
*تحذير من مخطط
في السياق، حذر الخبير الامني قطري السمرمد من مخطط امريكي لنقل المطلق سراحهم من سجن غويران بسوريا جوا الى مناطق صحراء الانبار الغربية.
وقال السمرمد، إن "التحالف الدولي بقيادة امريكا وبحسب معلومات مسربة من داخل سوريا بصدد الشروع بنقل أعداد كبيرة من إرهابيي داعش المطلق سراحهم من سجن غويران بمدينة الحسكة في سوريا جوا، ومن ثم إنزالهم في صحراء الانبار الغربية باتجاه محافظة نينوى، في مخطط يتم حياكته في سوريا وينفذ في تلك المناطق لزعزعة أمن واستقرار المحافظات المحررة من جديد".
واضاف، إن "تطبيق المخطط على أرض الواقع مازال يلاقي صعوبة كبيرة في آلية التنفيذ، كون أن التنظيم الإجرامي فقد حواضنه في تلك المحافظات، ناهيك عن أن معنويات عناصر التنظيم منهارة وليس باستطاعته احتلال محافظات، كما كان عام 2014، فضلا عن أن الأجواء الحالية غير مهيأة في ظل وجود حكومة محلية وقوات أمنية كافية لإحباط أي هجوم إرهابي".
وتابع السمرمد قائلا، إن "الهدف من المخطط إطالة أمد بقاء قوات التحالف الدولي بقيادة امريكا في العراق الى أجل غير مسمى من خلال إشاعة الفوضى وزعزعة أمن واستقرار البلد واستخدام ورقة داعش وسيلة ضغط على الحكومة المركزية لتحقيق أهدافها".
وتتعالى مطالبات بسرعة إخراج القوات الامريكية، خلال مدة قصيرة، لأن تمديد فترة الانسحاب يهدد البلاد وقد تخلق واشنطن مشكلات عدة بينها إنشاء جماعات إرهابية جديدة مثلا داعش والقاعدة، او إعادة إحياء داعش في مناطق البلاد القريبة من سوريا، وبالتالي إدامة تواجدها بزعم محاربة الإرهاب.