صواريخ في بابل وعبوات في النجف ورسالة من الحنانة.. مَن تنبأ مِن الصدريين بتفجّر الأوضاع عقب مقتل أيسر الخفاجي؟
انفوبلس/ تقارير
شهدت ليلة 21 شباط/ فبراير، توترات أمنية في محافظتي بابل والنجف الأشرف، تمثلت بهجمات إرهابية طالت مقرات لـ"عصائب أهل الحق" بالإضافة إلى مقر تابع للحشد الشعبي، وذلك بعد مقتل الناشط الصدري أيسر الخفاجي. فمَن يقف وراء تلك الهجمات؟ ومن تنبأ بها من الصدريين قبل أن تصدر قرارات العودة إلى الكهف من الحنانة؟ ولماذا "اعتذرت" سرايا السلام بعدها؟
*هجمات بابل
منذ حسم الحكومة المحلية في بابل وتسنم عدنان فيحان منصب المحافظ، لم تهدأ المدينة أبدا، ففيحان التابع إلى عصائب أهل الحق لم يحظَ بمقبولية من خصومه المسيطرة على المحافظة وهم سرايا السلام، والتي هدد أتباعها بطريقة مبطنة بعرقلة عمل هذه الحكومة، قبل أن يتنبأ مدونون وإعلاميون بارزون في التيار الصدري باحتمالية حدوث تصعيد في المحافظة وهو ما حدث بالفعل.
وبعد التنبؤات بالتصعيد، أفاق أهالي بابل يوم أمس على أصوات الـ "آر بي جي" ليتضح بعد ذلك، أن مسلحين استهدفوا مقرا أمنيا تابعا للحشد الشعبي في مدينة الحلة بالصواريخ.
وقال مصدر أمني، إنّ "مجهولين قاموا بإطلاق قذيفتين نوع RBG من مسافة بعيدة على الواجهة الأمامية لمكتب هيئة الحشد قرب مجسر نادر في مركز مدينة الحلة".
وأضاف، إن "القذيفة أصابت جدار المكتب دون إصابات بشرية تذكر"، مشيرًا إلى أنّ "المبنى لم يتعرض لأضرار كبيرة ما عدا الجدار الأمامي لمكتب الهيئة".
*ماذا قالت شرطة بابل؟
من جانبه، أوضح المتحدث باسم قيادة شرطة بابل، العميد عادل العناوي الحسيني، تفاصيل استهداف مقر الحشد الشعبي في مدينة الحلة خلال ساعات متأخرة من ليلة أمس.
وقال الحسيني، إنّ "أشخاصا مجهولي الهوية أطلقوا صاروخ RBG7 على مبنى هيئة الحشد في الحلة الواقع قرب مجسر نادر، ولم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية".
وأشار إلى أنّ "سياج المقر تضرر قليلًا من الجهة الخارجية"، مبينًا أنّ "قائد شرطة بابل شكل فريقًا برئاسته للتحقيق والتحرير في الحادثة وسيتم كشف الجناة بأسرع وقت، مع استمرار تطبيق الخطة الأمنية المحكمة في ساعات الليل لتأمين المحافظة".
*سرايا السلام "تعتذر"!
بعد ذلك، أصدر مدير هيئة الحشد الشعبي في بابل، لؤي الزاملي، توضيحًا حول ما حدث، قائلًا إنّ "الحشد الشعبي تلقى اتصالات من سرايا السلام أعرب فيها الفصيل عن أسفه للهجوم الذي طال المقر".
وتحدث الزاملي عن "استمرار التواصل مع كافة الأطراف، مبينًا أنّ "ما تتداولته مواقع التواصل عن الوضع الأمني السيئ في بابل، عارٍ عن الصحة".
*هجمات النجف
أما في محافظة النجف، فقد تم استهداف مقر "عصائب أهل الحق"، بالقنابل كما تم تداول فيديوهات وصور من موقع الحادثة.
وأفاد مصدر أمني، باستهداف مكتب تابع لعصائب اهل الحق بواسطة قنبلة محلية الصنع وسط مدينة النجف معقل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال المصدر، إن عبوة ناسفة محلية الصنع انفجرت بمنطقة حي السلام وسط مدينة النجف مركز المحافظة.
وأضاف، إن الحادث وقع فجرا واستهدف مكتباً لعصائب اهل الحق في المحافظة وأدى إلى وقوع أضرار مادية جسيمة في المكان من دون خسائر بشرية او اصابات.
*تصعيد بعد مقتل أيسر الخفاجي
ويأتي هذا الهجوم عقب مقتل القيادي في التيار الصدري أيسر الخفاجي في محافظة بابل حيث جرى اختطافه يوم الأحد 18 من شهر شباط الجاري ليتم العثور على جثته في اليوم التالي.
وعقب خبر اختطافه، شهدت مناطق في محافظة بابل استنفاراً وانتشاراً لعناصر سرايا السلام.
وأصدرت وزارة الداخلية العراقية، يوم الاثنين 19 من شهر شباط، بيانا أوضحت فيه ملابسات مقتل الخفاجي "بحادث دهس في بابل"، مشيرة إلى أن عناصر خارجة عن القانون تحاول تعكير صفو الاستقرار.
وقالت الوزارة في بيانها، "مجموعة من الخارجين عن القانون اقدمت على دهس مواطن أمام منزله في قضاء أبي غرق في مدينة الحلة واقتياده إلى جهة مجهولة ، حيث باشر فريق عمل مختص ضمن قيادة شرطة محافظة بابل بالبحث والتحري وجمع المعلومات وعُثر على جثة المغدور صباح يوم الاثنين ملقاةً على الطريق السريع في منطقة جبلة".
*مَن تنبأ من الصدريين بهذه الهجمات؟
قبل حدوث التصعيد، والهجمات الإرهابية والانفلات الأمني في محافظتي بابل والنجف، خرج مجموعة من الإعلاميين والمدونيين الصدريين والبيجات التابعة لهم، تتنبأ بما سيحدث، لدرجة أن أحدهم قال، الأسبوع الحالي سيشهد توترا كبيرا في المحافظتين وهذا ما حدث!.
وتساءل الإعلامي التابع للتيار الصدري عمر الجنابي إن كان “أيسر الخفاجي قد اختُطف وعُذّب وقُتل وقُطعت يده بسبب آخر منشوراته عبر حسابه على فيسبوك”، متوقّعا في تعليق نشره على منصّة إكس أنّ “بابل مقبلة على تصعيد بعد اختطاف واغتيال عضو التيار الصدري”.
من جهتهم، حمّل ذوو الخفاجي محافظ بابل عدنان فيحان مسؤولية مقتل ابنهم وأمهلوه أربعا وعشرين ساعة للكشف عن ملابسات عملية الاغتيال متوعّدين بأن تكون “جميع المكاتب” هدفا لهم بعد انقضاء المهلة.
أما المنصات الصدرية على تويتر ومنها "لا شرقية ولا غربية" فقد دأبت على النشر منذ مقتل الخفاجي إلى ليلة حدوث التصعيد، وركزت تلك المنشورات على أن بابل قد تشهد توترا امنيا كبيرا، وأن المقرات الحكومة والأمنية التابعة للمحافظ والعصائب قد تتعرض للاستهداف، وهذا ما حدث أيضا!.
*الصدر يعترف ويدعو أتباعه لـ"التزام الكهف"
بدوره، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يوم أمس، أنصاره مما وصفه بـ"الفتنة" والتفاعل مع "أعمال الفاسدين والميليشيات الوقحة"، وذلك عقب تعرض مقر للحشد الشعبي في بابل لهجوم مسلح بالصواريخ ، وآخر لـ"عصائب أهل الحق" بمحافظة النجف. في رسالة نقلها صالح محمد العراقي كانت أشبه بالاعتراف بأن من يقف وراء هذه الهجمات هم سرايا السلام.
وقال صالح محمد العراقي، المقرب من الصدر، في منشور على فيسبوك، إنه "مرة أخرى تمتد يد الفساد لتؤجج الفتنة وفيكم سمّاعون لهم مع شديد الأسف، ومن هنا أنقل لكم ما قاله الصدر".
ونقل العراقي عن الصدر قوله، إن "كل من يتفاعل إيجابياً أو سلبياً مع أفعال الفاسدين والمليشيات الوقحة من أعمال عنف وقتل واغتيال فهو منهم، ونبرأ الى الله ورسوله وأهل بيته منهم أجمع".
وتابع الصدر، "على المؤمنين المخلصين أن يتجنبوا الخوض بالدماء والفتن وعليهم التزام (الكهف) وإلا فلْيعتبر نفسه مطروداً وعلى الجميع مقاطعته كما يقاطع أهل الفساد الذين يريدون تأجيج الفتن بعد أن تصالحوا وتولوا المحتل وأذنابه.. ومن يتولهم منهم أو منكم فأولئك هم الفاسدون".
*مَن يُريد إفشال حكومة الصادقون في بابل؟
إلى ذلك، أكد النائب عن كتلة الصادقون، حبيب الحلاوي، أن أميركا تخاف من تولي عدنان فيحان منصب محافظ بابل.
وقال الحلاوي، إن “الشيخ عدنان فيحان هو (أسد بابل)، مؤكدا أن “أميركا تخاف من توليه منصب محافظ بابل”.
وأضاف، أن “مجموعة قليلة مدفوعة الثمن تتظاهر الآن في بابل، مشيرا الى أن بعض (المضغوطين) يحاولون استهداف المحافظة وأن الألفاظ المسيئة بالتظاهرات لا تعبّر عن ثقافة محافظة بابل”.
وتابع الحلاوي بالقول، إنه “تبنينا (المقاومة السياسية) والجهاد ليس (رشاشة) فقط”، لافتا الى أنه “لم نخُض معركة إلا وانتصرنا فيها”.