طريق بيجي - حديثة تحت سيطرة "داعش" لساعات.. كاميرات حرارية ترصد تحركات إرهابية "مريبة" ورسائل عاجلة للسوداني
انفوبلس/ تقرير
في حادثة هي الأولى منذ تحرير المناطق العراقية التي احتلتها "داعش" الإرهابية عام 2014، سيطرَ التنظيم الاجرامي، أول أمس السبت 27 كانون الثاني/ يناير 2024، على بيجي – حديثة لساعات، وسط قلق من عودة النشاطات الإرهابية ودعوات لتأمين المنطقة المفتوحة باتجاه سوريا وتحذير من استغلال مئات القرى المهجورة في هذه الصحراء، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على هذا الخرق الأمني وتداعياته.
طريق بيجي – حديثة في صلاح الدين تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي لساعات
قالت مصادر أمنية لـ"انفوبلس، إن "إرهابيي داعش سيطروا على طريق بيجي - حديثة لساعات، حيث اكتشفت الكاميرات الحرارية التابع للقوات الأمنية العراقية، تحركات لعجلات إرهابية تابعة لتنظيم الإرهابي"، مشيرة الى أن "هذه العجلات الإرهابية انسحبت لمكان مجهول بعد سيطرتها على الطريق لساعات".
أما أزهر شلال المهتم بالإخبار الأمنية والسياسية في العراق، فقد قال في تغريدة عبر منصة أكس (تويتر) تابعتها "انفوبلس" موجهة الى القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أن جزيرة صحراء المحافظات الثلاث (صلاح الدين ونينوى والأنبار) تشهد ومنذ مدة تحرك كبير لإرهابيي "داعش" وهنا نعني بالكبير عندما تسيطر "داعش" على الطريق الرابط بين البيجي - حديثة لمدة من الزمن وترصدها الكاميرات الحرارية دون تدخل الطيران وقصفها".
وأضاف، إن هناك سيطرة كبيرة وخطيرة للتنظيم على تلك المناطق وهي مهمة بناحية كبيرة لأنها تربط مع الحدود السورية وتعلم سيادتكم والقادة الأمنيين من وزراء الامن والقوات الساندة منها الحشد الشعبي، أن هناك قرى تعد بالمئات فارغة في تلك الصحراء وهي عبارة عن منازل لم يرتدها السكان او وصلتها القوات الامنية بعد التحديد منذ عام ٢٠١٨، لذا نقترح على سيادتكم والمعنيين بالشأن الامني أن تكون هناك قوات مسيطرة في هذه القرى وتنزل إلى الصحراء لتنظيف الصحراء من جرذان داعش أولا وثاني دعم عودة المزارعين وأصحاب المنازل والقرى لتأمين المنطقة بشكل رسمي ومقاطعة المعلومات بين عمليات (الجزيرة والأنبار وصلاح الدين وسامراء ونينوى) وأن يكون لهذه العمليات غرفة عمليات خاصة في تداول المعلومات الاستخبارية وربطها بطيران الجيش وان يكون دور مهم لقيادة العمليات المشتركة في هذا الأمر ولكم جزيل الشكر لخدمة العراق والعراقيين والحفاظ على أمن وسلامة البلاد من الأعداء".
كما أرفق التغريدة بفيديو، قال عنه، "هذا الفيديو قبل ساعة على الطريق الرابط بين (حديثة - بيجي) وهذه الحركة لداعش وتقربها من نقاط الجيش وهذا الأمر يضعنا بموضوع الدفاع فقط!".
والاسبوع الماضي، قال مصدر أمني لـ"انفوبلس"، أن 3 جنود استُشهدوا وأُصيب آخر نتيجة هجوم لعناصر داعش على طريق بيجي – حديثة، لافتا الى الشهداء والجريح من "الفوج الأولى في لواء المغاوير في قيادة عمليات الجزيرة".
كما حذّر رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، ليل الأربعاء – الخميس الماضي، من إمكانية تسلل عناصر تنظيم "داعش" وتنفيذ أعمال عنف، داعيا القوات الأمنية إلى اليقظة والحذر، فيما وجه وزير الداخلية العراقي الحواجز الأمنية على الطرق بتكثيف التدقيق الأمني.
يجري ذلك في وقت ينفذ الجيش العراقي، منذ السبت الماضي، عملية عسكرية لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" بمحافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، بدعم من طيران الجيش العراقي الذي كثف ضرباته مستهدفا تحركات ومضافات التنظيم.
وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءًا أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، الأنبار) لاسيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران ضربات نوعية ضد التنظيم.
إلا أن هذا الهدوء بدأ يتراجع نسبيا بعدد من مناطق البلاد، وقد اعتمدت القوات العراقية الضربات الجوية التي ينفذها الطيران العراقي، كاستراتيجية رئيسة بعمليات ملاحقة بقايا عناصر "داعش" في المحافظات العراقية المحررة، وقد حجمت من تلك التحركات.
"ورقة داعش"
العاصمة الامريكية واشنطن وطيلة الفترة السابقة، كانت تتمسك بورقة "داعش"، فكانت بمثابة العصا التي تمسك العراق من رقبته، فكلما تحدثت بغداد عن "طرد" الاحتلال، وضعت أمامها ملف "تهديد الإرهاب".
بدوره، رأى العميد المتقاعد والخبير الأمني، عدنان الكناني، أن "ملف داعش الإرهابي انتهى في الأرض العراقية، لكن على ما يبدو أن ورقته بيد الأمريكان"، مبينا أن "الإدارة الأمريكية قادرة على إثارة الفوضى من خلال تحفيز العناصر الإرهابية النائمة".
ويلفت إلى، أن "هذه العصابات تخشى ضربات الأجهزة الأمنية"، لافتا إلى "عناصر داعش، قد يتواجدون أيضا في الأراضي السورية، ويجري تهريبهم إلى الأراضي العراقية عبر قنوات تشرف عليها الإدارة الأمريكية".
ويوضح الخبير الأمني، أن "أمريكا دائما ما كانت تهدد بملف داعش؛ لأنها تملك خزينا استراتيجيا في الحسكة والباغوث، والذين يتواجدون بأعداد كبيرة جدا"، لافتا إلى أن "واشنطن، عندما تريد إشعال المنطقة، فإنها تستخدم هذه العصابات".
ويشير إلى، أن "القوات الأمنية العراقية لا تخشى تنظيم داعش المتطرف؛ لأنه أوراقه أصبحت بيدهم"، مؤكدا أن "قواتنا الأمنية أصبحت هي من تبادر وتمتلك زمام الأمور".
الضغوط الكبيرة التي تمارسها المقاومة الإسلامية في العراق، ربما تدفع أمريكا لاستخدام أوراقها القديمة، وأساليبها "المعتادة"، والتي ضجّت أسماع العالم بها، فكل دولة تتواجد فيها قواتها العسكرية، تجد هناك حجة ووسيلة للبقاء على الرغم من المطالبات السياسية والشعبية بالتخلص من هيمنتها.