عبر زيارات غير شرعية.. مسؤولون أتراك "يستبيحون" السيادة العراقية
أنفوبلس/..
هرج ومرج ترتكبه تركيا على الأراضي العراقية، يرافق سلسلة انتهاكاتها في الخاصرة الشمالية للعراق، والتي مضى عليها أكثر من عام ونصف، من دون أن يكون هناك أي ردٍ أو قرار حكومي أو نيابي، يردع قواتها العابثة بالسيادة العراقية، ويحرم تواجدها داخل العراق، حيث شهدت الآونة الأخيرة دخول وخروج العديد من المسؤولين الاتراك من والى الأراضي العراقية، سيما تلك التي تشهد اجتياحاً للقوات المحتلة، وبالخصوص المسؤولين العسكريين ومن بينهم وزير الدفاع التركي الذي قضى أياماً من دون أن يكون له دخول رسمي أو لقاء مع المسؤولين في حكومة الإقليم.
كما في الوقت نفسه، مازالت حكومة وبرلمان المركز منشغلة بصراع السياسة ومباحثات تشكيل الحكومة التي تعاني انسداداً معقداً للغاية، وهذا كله على حساب السيادة.
ومع هذا الضعف لدى الجانب العراقي إزاء ملف السيادة، جعل من الجانب التركي "يشرعن" استباحة الأراضي العراقية بالنسبة لها، ويسهّل عليها مهمة التوغل في داخل الحدود.
إذ قام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ، ورئيس الأركان يشار غولر، وقائدا القوات البرية موسى آفسفار، والجوية حسن كوجوك آقيوز، بزيارة تفقدية إلى الحدود مع العراق، على خلفية مقتل 3 جنود أتراك وإصابة 4 آخرين في عملية “المخلب القفل” التي تجريها القوات التركية في المنطقة ضد إرهابيي “بي كا كا”، برغم الظروف الجوية السيئة.
وتتهم كتل سياسية كردية “الحزب الديمقراطي” ورئيسه مسعود بارزاني بـ”العمالة” وتسهيل مهمة الجانب التركي في اجتياح الأراضي العراقية.
وتواصل القوات التركية، عملياتها العسكرية في الشمال العراقي بحجة القضاء على حزب العمال الكردستاني، في وقت يتوعّد فيه الإطار التنسيقي للقوى الشيعية بإصدار قرار نيابي يحدُّ من توغلها على الأراضي العراقية.
وترتبتْ على الاجتياح التركي، موجة نزوح للعوائل الساكنة في القرى والمدن التي تعيش تحت القصف التركي، فضلاً عن استهداف المنازل وممتلكات المواطنين.
بدوره، أكد المحلل السياسي فراس الياسر، أن “استباحة الأراضي من الجانب التركي هي جزء من الهتك المستمر للسيادة العراقية من قبل تركيا وأمريكا”، مشيرا الى أن “المشروع الأمريكي هو عدم تمتع العراق بالسيادة الكاملة والعمل على اخضاعه للصراعات والتوازنات الدولية، وهذا الأمر سمح بالتوغل التركي داخل الأراضي العراقية”.
وقال الياسر، “هناك إرادة ان تبقى الأراضي الممتدة من شرق الفرات الى العراق، تحت الهيمنة الأمريكية، مقابل توغّل تركيا في أجزاء كبيرة من الشمال العراقي بهدف اضعاف الدولة العراقية”.
وأضاف، “أن غياب موقف الحكومتين المركزية والإقليمية إزاء التوغل التركي، قد فاقم حجم الانتهاكات بالشكل الذي جعل أنقرة تدخل وتخرج قياداتها متى ما تشاء الى الأراضي العراقية”. ولفت الى أن مجلس النواب الجديد يجب أن تكون له وقفة خاصة إزاء هذه الانتهاكات المستمرة.