لماذا احتُجز المواطن الإيراني محمد رضا نوري أكثر من عام بالسجون العراقية؟ وما علاقة أمريكا باعتقاله؟
تعرف على القصة المحزنة
لماذا احتُجز المواطن الإيراني محمد رضا نوري أكثر من عام بالسجون العراقية؟ وما علاقة أمريكا باعتقاله؟
انفوبلس/..
أكثر من عام مضت على احتجاز المواطن الإيراني محمد رضا نوري (أبو عباس) في السجون العراقية، بعد أن اختُطف عقب ساعات من عملية اختطاف مواطنة روسية تحمل الجنسية الامريكية في منطقة الكرادة وسط بغداد.. فما تفاصيل قصته المحزنة؟
*التفاصيل
في 28 آذار 2023، أفادت مصادر أمنية مطلعة، باعتقال شخص يحمل الجنسية الإيرانية بعد اختطاف مواطنة روسية تحمل الجنسية الامريكية في العاصمة بغداد.
وذكرت المصادر، إن "القوات الأمنية اعتقلت الإيراني محمد رضا حسين نوري في بغداد وذلك بعد ساعات من عملية اختطاف مواطنة روسية تحمل الجنسية الامريكية في منطقة الكرادة".
وأشارت المصادر إلى أن "القوات الأمنية تحقق مع المواطن الإيراني محمد رضا حسين نوري عن كيفية دخوله إلى الأراضي العراقية والمواقع التي كانت يتواجد بها في بغداد خلال الـ 72 ساعة الماضية".
وأكدت أن "مكتب القائد العام للقوات المسلحة وجه بضرورة توسيع عمليات البحث والتحقيق للعثور على المواطنة الروسية التي تحمل الجنسية الأمريكية والتي اختُطفت في بغداد".
*اتهامات تتغير
بعد ذلك، قال مساعد الشؤون الدولية في القضاء وأمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية، كاظم غريب آبادي، إن المعتقل الإيراني في العراق محمد رضا نوري لم يعد متهماً بالإرهاب بل تغيّر عنوان التهمة إلى “اتهامات أخرى”، مبيناً أن السلطات الإيرانية تتابع عن كثب موضوع احتجازه.
ونقلت وكالة “مهر الإيرانية” تصريح آبادي، أنه أشار مساعد رئيس الشؤون الدولية للسلطة القضائية وأمين لجنة حقوق الإنسان في إيران إلى أوضاع السيد محمد رضا نوري، المواطن الإيراني المسجون في العراق والمتابعات المختلفة التي تمت في هذا الصدد، وقال: “تمت مناقشة وضع هذا المواطن الإيراني مرتين عبر الهاتف وأيضاً خلال زيارة رئيس السلطة القضائية المحترم إلى العراق في شهر آذار/ مارس من العام الماضي.
ونتيجة للإجراءات القانونية والقضائية، تم تغيير عنوان التهمة الموجهة إلى السيد نوري من العمل الإرهابي إلى (اتهامات أخرى)، ولذلك، فقد تم توفير الأساس القانوني للنقل المذكور إلى إيران في إطار اتفاقية نقل المحكوم عليهم. وبالطبع فإن الادعاءات والاتهامات الموجهة ضده لا أساس لها من الصحة، وفي نفس الإطار والمتابعات، لم يحظ الطلب الأمريكي بتسليم هذا المواطن الإيراني بموافقة الجانب العراقي.
وأضاف غريب آبادي أنه: “بعد أن التقى بي والد السيد نوري قبل بضعة أشهر وشرح لي الوضع غير المناسب له، كانت لدي مراسلة مع السيد خالد شواني وزير العدل وحقوق الإنسان في العراق، وطلبت منه أن يأخذ التدابير اللازمة فيما يتعلق بتحسين ظروف احتجاز السيد نوري وتوفير التسهيلات اللازمة للقيام بالعمل له. وسفارة بلادنا في العراق على تواصل مع السيد نوري وسلطات السجن بهذا الخصوص”.
وأكد مساعد الشؤون الدولية بالسلطة القضائية أن نقل السيد نوري إلى إيران على جدول الأعمال ومتابعة جادة من السلطة القضائية ووزارة الخارجية في هذا الاطار.
وأضاف غريب آبادي: “كما وجهنا في هذا الصدد كتاباً إلى وزارة الخارجية حتى يتم تحقيق هذا الأمر قريباً باستخدام الإمكانات اللازمة”.
وفي الختام أكد أمين لجنة حقوق الإنسان أن اعتقال السيد نوري هو مثال للاعتقال التعسفي ويجب نقله إلى إيران في أسرع وقت ممكن.
*توضيحات حول آخر المستجدات
قبل يومين، قدم مساعد الشؤون الدولية في السلطة القضائية وأمين هيئة حقوق الإنسان في إيران توضيحات حول آخر مستجدات متابعة وضع محمد رضا نوري، المواطن الإيراني المسجون في العراق.
كاظم غريب آبادي؛ وفي شرحه لوضعية محمد رضا نوري، المواطن الإيراني المسجون في العراق، قال، إن وضع هذا المواطن الإيراني تمت مناقشته مرتين من قبل، هاتفيا وأيضا خلال زيارة رئيس السلطة القضائية إلى العراق في شهر آذار من العام الماضي.
وأضاف: إن الادعاءات والاتهامات الموجهة ضد هذا المواطن الإيراني لا أساس لها من الصحة وفي نفس الإطار والمتابعات فإن الطلب الأمريكي بتسليم هذا المواطن الإيراني لم يحظَ بموافقة الجانب العراقي.
*ما علاقة أمريكا؟
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن "محمد رضا نوري (أبو عباس) هو من قدامى المدافعين عن العتبات المقدسة وهو في أسر الأمريكان في العراق منذ ما يقرب من 400 يوم، ويعيش ظروفا صحية سيئة بسبب التعذيب الذي تعرض له، وبحسب الاتفاق بين البلدين، (إيران والعراق) يجب نقله إلى البلاد بأسرع ما يمكن، لكن الحكومة العراقية رفضت نقله بسبب ضغوط الأمريكيين".
ومنذ ستة عشر شهرا يقبع في السجون العراقية، المواطن الإيراني محمد رضا نوري الذي قاتل داعش دفاعا عن العتبات المقدسة، وكان عنصرا فاعلا في محور المقاومة.
وقال المحلل السياسي واثق الجابري: "إن واشنطن تتدخل بالشأن العراقي كثيرا، حتى في أبسط التفاصيل التي ليست لها علاقة فيها، وبالتالي في ما يخص القضايا التي تتعلق بين الجمهورية الإسلامية والعراق حاولت أن تفكك هذه العلاقة من خلال الضغط، بالتالي يجب على الحكومة العراقية والسلطة القضائية أن تتصرف وفقا للاتفاقيات المبرمة بين العراق وإيران دون تدخل الجانب الأميركي".
وطيلة الفترة الماضية مارست واشنطن ضغوطا على العراق من أجل تسليمه لها، الأمر الذي رفضه القضاء العراقي بعد ان أسقط عنه تهمة الإرهاب".
وقال المحلل السياسي سعيد البدري: "في ما يتعلق بقضية تسليم المواطن الإيراني إلى طهران، في إطار الاتفاقيات بين الوزارات المختصة في طهران وبغداد، أعتقد أن هناك تأثيرات سياسية منطلقة من جانب الأميركي، مؤخرا تم رفع حالة الإرهاب عن قضية المواطن نوري المعتقل في السجون العراقية".
من جهته، قال الخبير القانوني علي التميمي: "الذي يحكم تبادل السجناء والمحكومين بين الدول هي الاتفاقيات الثنائية، وبين العراق والجمهورية الإسلامية اتفاقية لتبادل المحكومين، باستثناء الجرائم الدولية، كالمخدرات، والارهاب، وغسيل الأموال والفساد الاداري والمالي، القضية موضوع النقاش تم تبديل التكليف القانوني من المحكمة المختصة بعد أن كانت وفقه المادة أربعة في القانون العراقي التي تنص على الإرهاب حولت إلى مادة أخرى قابلة لتبادل المحكومين بين إيران والعراق".
ويوم أمس، أطلقت أُسرة المواطن الايراني المعتقل في السجون العراقية محمد رضا نوري حملة توقيعات جماهيرية للإفراج عن "أبو عباس" وقد تضامن الآلاف مع الحملة.