مطاردة ناجحة تطيح بقاتل المنتسب علي نجم.. علي عبد الكريم المعروف بـ "بمبش" يسقط قتيلا وروايات أخذ الثأر تتضارب.. من قتله الحشد أم الداخلية؟
انفوبلس/ تقارير
لم يكن العراقيون يسمعون أنباءً مثل قتل امرأة لزوجها حرقاً، أو إنهاء ابنة لحياة أبيها باستخدام آلة حادة أو مسدس، ولا حتى العثور على جثث مشوهة مرمية في الشوارع وعلى الأرصفة والساحات، وبرغم المشاكل الأمنية التي عصفت بالبلاد منذ عقود، إلا أن المجتمع العراقي بقي محافظاً على عاداته وسلميّته في التعامل مع الخلافات الشخصية والاجتماعية، لكن في الآونة الأخيرة، صُدم المجتمع بجرائم قتل مفجعة وبطرق إجرامية لم تكن مألوفة، وربما ما حدث يوم أمس في منطقة الراشدية خير برهان على ذلك، بعد إقدام مسلح على قتل منتسب أمني وإصابة آخر قبل أن تتمكن القوات الأمنية بذات اليوم من مطاردته وقتله مع جملة عقوبات طالت القيادات الأمنية، فما هي تفاصيل حادثة الراشدية وما سبب التصعيد الكبير؟
*تفاصيل الحادثة
يوم أمس، أفاد مصدر أمني، بمقتل منتسب وإصابة آخر إثر تعرضهما لإطلاق نار في منطقة الراشدية ببغداد.
وقال المصدر، إن "مسلحا يستقل دراجة نارية فتح النيران باتجاه دورية لنجدة بغداد ما أسفر عن مقتل منتسب وإصابة آخر ضمن منطقة الراشدية في بغداد"، مبينا أن "المسلحين لاذوا بالفرار".
*سبب الحادث
بعد الحادثة بساعات، كشف مصدر أمني، عن التقرير النهائي لهجوم استهدف دورية للنجدة في الراشدية شمالي العاصمة بغداد.
وأوضح المصدر، أن "مشاجرة حصلت بين شخص ملقب بـ"بمبش" ويدعى علي عبد الكريم يستقل دراجة نارية مع عناصر من دورية نجدة بغداد، قبل أن يتمكن من أخذ السلاح من عناصر الدورية، وإطلاق النار عليهم، والفرار إلى جهة مجهولة وبحوزته السلاح".
*الإطاحة بالمتهم بعد مطاردة ومقاومة شديدة
مساء أمس الأحد، أعلنت القوات الأمنية تمكنها من قتل المتهم بحادثة الراشدية بعد تحديد مكانه ومن ثم مطاردته.
وقال مصدر أمني، إنّ "قوة أمنية من وزارة الداخلية حددت مكان المتهم ومكان تواجده وحاصرته قرب الراشدية".
وأوضح، أنّ "المتهم قاوم أثناء محاولة اعتقاله وأطلق النار على القوة ما دفعها إلى الرد وإصابته بشكل بالغ"، مشيرًا إلى أنّ "المتهم فارق الحياة بعد وقت قصير من اعتقاله".
ولفت المصدر الى، أن "المتهم بالجريمة تبين أنه من أرباب السوابق".
*من قتله.. الحشد أم الداخلية؟
بعد مقتل منفذ جريمة الراشدية وقاتل المنتسب علي نجم، تضاربت الروايات عن الجهة التي قتلته، فتبنّي وزارة الداخلية لعملية المطاردة، وإعلان الحشد الشعبي قتله، أثار العديد من التساؤلات حول الجهة الحقيقية التي قتلته أو هل أن العملية كانت مشتركة ولماذا لم يتم الإعلان عنها أن كانت كذلك.
وذكر الحشد الشعبي في بيان، جاء كالآتي، "بعد ملاحقتهِ والاشتباك معه.. قوات الحشد الشعبي تقتل المجرم الذي أقدم على قتل ضابط وجرح منتسب بالنجدة بعد استهداف دوريتهم في الراشدية شمالي بغداد".
مصادر أمنية، رجحت أن الحشد هو من قام بعملية المطاردة في بادئ الأمر ومن ثم لحقته فرق الداخلية واشتبكا مع المجرم ومن ثم القبض عليه قبل أن يفارق الحياة بعدها".
*عقوبات أمنية بعد الحادثة
من جانبه، أفاد مصدر أمني، بمعاقبة آمر قاطع نجدة الراشدية في العاصمة بغداد بنقله الى مدينة السماوة في محافظة المثنى على خلفية مقتل منتسب أمني.
وقال المصدر، إن القرار صدر بناءً على توجيهات من المراجع الأمنية العليا نتيجة التقصير والإهمال.
*تحقيق فوري
إلى ذلك، وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بإجراء تحقيق فوري في ملابسات الهجوم المسلح الذي استهدف دورية نجدة شمالي بغداد.
وقال مصدر أمني، إن الشمري وجه بتشكيل تحقيق فوري لمعرفة ملابسات حادثة الراشدية التي راح ضحيتها منتسب وإصابة آخر من نجدة بغداد.
*انفلات أمني
بدوره، رأى الخبير العراقي أحمد الشريفي، أن "ما يجري في العراق من جرائم مفجعة، أمر خطير، ويعكس الانفلات الأمني وعدم الخوف من العقاب من قبل القتلة والأشخاص الذين يفكرون بانتقام"، لافتاً إلى أن "العراق يتحول تدريجياً إلى منطقة وحشية بفعل الإهمال لمطالب الناس، وتحولهم تدريجياً إلى مزاجيين وعصبيين ويتعاملون بشراسة مع مشاكلهم وأفكارهم، ما يعني أن هذه الجرائم التي تنتشر وتتزايد ليست أكثر من كونها حصيلة سنوات الفوضى وسوء الإدارة للحكومات التي أعقبت الاحتلال الأميركي للبلاد".
*جرائم غير مألوفة
من جانبه، قال عضو اللجنة القانونية النيابية محمد عنوز، إن "الجرائم التي تحدث حالياً، ليست مألوفة لدى العراقيين، المعروفين بحلمهم ومروءتهم وتربيتهم السلمية، وهي حالات تشير إلى انهيار على مستويات المجتمع والأمن والقانون، بالتالي فإن هناك حاجة ملحّة بشكلٍ كبير لرسم خارطة طريق لإنهاء هذا الانفلات".