معلومات خطيرة عن الخلية الأمريكية التي رُصدت في الكرادة.. السفارة حرّكتها وإشاعة الفوضى هدفها

انفوبلس/ تقارير
في تطورات جديدة وخطيرة، ظهرت معلومات إضافية عن الخلية الأمريكية التي رصدتها القوات الأمنية في منطقة الكرادة وسط بغداد أظهرت أن الخلية كانت تحوز أسلحة متطورة وأجهزة تنصت وسط تحذيرات بأنها خلية تجسسية زرعتها السفارة الأمريكية وسط العاصمة، فما المعلومات التي ظهرت بالضبط؟
تحركات مشبوهة وقلق
في أحدث التطورات، أبدى النائب مختار الموسوي، اليوم السبت، قلقه إزاء ما وصفه بـ"التحركات المشبوهة" لعناصر تابعة للسفارة الأميركية ومجاميع أميركية أخرى غير معروفة الانتماء تجوب مناطق في العاصمة بغداد، مؤكداً أن هذه التصرفات تثير الشبهات وتفتقر إلى الشفافية.
وكانت شعبة استخبارات الكرادة قد رصدت في وقت سابق سيارة نوع "توسان" بيضاء اللون، مظللة، بداخلها أربعة أشخاص مسلحين من الجنسية الأمريكية، هؤلاء الأشخاص كانوا يحملون أجهزة اتصالات سريّة تُستخدم للتنصت الميداني، بالإضافة إلى بطاقات دبلوماسية صادرة عن قيادة عمليات بغداد.
وقال الموسوي، في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "هناك تساؤلات مشروعة بشأن زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى واشنطن، متسائلاً عن طبيعة الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الإدارة الأميركية وما إذا كانت هناك تفاهمات أو اتفاقات سرية جرت بعيداً عن أعين الرأي العام العراقي".
وبين، إن هذه "التحركات مرتبطة بعمليات استخبارية تنفذها الإدارة الأميركية داخل المجتمع العراقي"، محذراً من "خطورة مثل هذه الأنشطة على السيادة الوطنية واستقرار البلاد".
تحذير من خطر كبير جراء التحركات الامريكية
بدوره، حذّر عضو تحالف الفتح سلام حسين، من تحركات مريبة تقوم بها فرق تخريب أمريكية في عدد من مدن العراق، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تنذر بخطر كبير يستهدف أمن البلاد ووحدة شعبه.
وقال حسين في تصريح تابعته شبكة انفوبلس، إن "ما تقوم به بعض الفرق الأمريكية من تجوال غير مبرر داخل المدن العراقية يثير الشكوك حول نواياها، خاصة في ظل الحديث عن عودة بعض البؤر الإرهابية ومحاولات بث الفتنة الطائفية من جديد".
وأضاف، إن "هذه التحركات تأتي في وقت حرج تحاول فيه القوى الوطنية ترسيخ حالة من التماسك والاستقرار، وهو ما لا يصب في مصلحة الجهات التي تسعى لإعادة العراق إلى دائرة الفوضى"، داعيًا الجهات الأمنية والحكومية إلى "رصد هذه التحركات واتخاذ إجراءات حازمة لكشف خلفياتها".
وأكد، "الشعب أصبح أكثر وعيًا من أن يُخدع بمخططات تهدف لإشعال الفتن، وأن أي محاولات لإعادة إنتاج الطائفية أو خلق بيئة حاضنة للإرهاب ستُواجه برفض وطني واسع".
وختم حديثه بـ"التأكيد على أن القوى السياسية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات خارجية للمساس بأمن العراق أو وحدته"، مطالبًا "البرلمان بأن يكون له موقف واضح إزاء هذا الأمر".
فرق لإشاعة الفوضى
من جانبه، اتهم المحلل السياسي صباح العكيلي، اليوم الخميس، الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي لإشاعة الفوضى وتأجيج النعرات الطائفية داخل العراق عبر إرسال فرق جوالة تمارس أنشطة مشبوهة في مناطق مختلفة من البلاد.
وقال العكيلي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن "الولايات المتحدة لا ترغب باستقرار الأوضاع الأمنية في العراق، وتسعى بشكل مستمر إلى خلط الأوراق من خلال تحركات ميدانية مشبوهة ومخططات خبيثة تنفذها تحت غطاء التعاون الأمني".
وأضاف، إن "أمريكا تمسك بزمام الأمور في العراق سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وهي من تقرر متى تنفجر الأزمات ومتى تهدأ، في إطار سياسة مدروسة تهدف إلى إبقاء البلاد تحت رحمتها وتوجيهاتها".
وتابع العكيلي، إن "الفوضى التي تشهدها بعض المناطق بين الحين والآخر ليست بعيدة عن التدخلات الأمريكية التي تتخذ من بعض المؤسسات والبرامج غطاءً لتحركاتها المشبوهة".
خرق وانتهاك لسيادة العراق
في غضون ذلك، حذّر النائب محمد البلداوي، من محاولات الولايات المتحدة للتهرب من اتفاق انسحاب قواتها نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أنها تستخدم دائما ذريعة تزايد نشاط تنظيم داعش.
وقال البلداوي، إن "الولايات المتحدة تتذرع بعودة نشاط تنظيم داعش في بعض المناطق، كذريعة لإعادة الانتشار العسكري وزيادة أعداد جنودها في قواعد عدة"، مشيراً إلى أن "هذا التحرك يمثل خرقاً واضحاً للاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية بشأن انسحاب القوات الأجنبية".
وأضاف، إن "الجانب الأميركي لم يلتزم فعلياً بأي خطوة جدية تجاه تنفيذ اتفاق الانسحاب، بل إنه يستثمر أي توتر أمني لتبرير بقائه"، لافتاً إلى أن "واشنطن تحاول الالتفاف على الاتفاق من خلال التحركات العسكرية تحت غطاء التدريب والمشورة".
أجندات تخدم المصالح الأمريكية
بدوره، أكد المحلل السياسي، كاظم الحاج، إن التحركات الأخيرة في قاعدتي عين الأسد والحرير إضافة إلى الفرق الأمريكية الجوالة، تأتي ضمن أجندات تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة، لافتاً إلى أن واشنطن تضغط باتجاه إدخال شخصيات موالية لها داخل العملية السياسية.
وقال الحاج في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إن " تحركات أمريكا وإعادة تموضعها في قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل، جاءت لتخدم أجنداتها ومصالحها في المنطقة"، مؤكداً أن "وجود القوات الأمريكية في العراق يمثل احتلالاً مباشراً، وعاملاً معرقلاً لأي استقرار أمني داخلي".
وأضاف أن "الولايات المتحدة توظف عدة أدوات لزعزعة الأمن، منها المتغيرات في الجانب السوري، والإرهابيون في مخيم الجدعة، في محاولة لإرباك الساحة العراقية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات".
وأشار الحاج إلى أن "واشنطن تمارس ضغوطاً مستمرة لدعم شخصيات موالية لها داخل العملية السياسية، في إطار سعيها للتأثير على نتائج الانتخابات وتحقيق مصالحها الاستراتيجية في البلاد.
تنفيذ أعمال عدائية
من جهته، حذر عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، حيدر اللامي، من خطورة تحول السفارة الأمريكية في بغداد إلى أوكار للتجسس، مؤكدا على ضرورة مراقبة عمل السفارات بشكل دقيق.
وقال اللامي في تصريحات صحفية له تابعتها شبكة انفوبلس، إن "السفارة الأمريكية في بغداد أصبحت قاعدة للجواسيس والمجرمين الذين يعملون لصالح أمريكا والكيان الصهيوني"، لافتا الى أن "عمل السفارات الغربية، وعلى رأسها السفارة الأمريكية، بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لسيادة العراق".
وأكد، أن "الأشخاص الذين تم القبض عليهم مؤخرا كانوا يعملون لصالح أمريكا لتنفيذ أعمال عدائية تهدف إلى زعزعة الوضع الأمني في بغداد، بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال، وهذا يعد مؤشرًا خطيرًا على تدهور الأوضاع".
تساؤلات ومطالبات بالتعويض
في النهاية، رأى الباحث في الشؤون الأمنية إبراهيم السراج، أن الحكومة العراقية وقيادة العمليات ووزارة الداخلية بحاجة إلى تقديم توضيحات بشأن المجموعة الأمريكية المسلحة التي تجولت مؤخراً في شوارع العصمة بغداد.
وقال السراج في تصريح صحفي تابعته شبكة انفوبلس، إن "وجود هذه المجموعة الأمريكية المسلحة في شوارع بغداد، وتحديداً في سيارة مدنية، يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة المهام التي تقوم بها هذه القوة".
وأضاف ان "المجموعة التي رُصدت عبر كاميرات المراقبة كانت تحمل أسلحة متطورة وأجهزة تكنولوجية حديثة، مما يطرح علامات استفهام حول الهدف من وجودها في العاصمة العراقية وسبب تجوالها في الشوارع بهذه الطريقة".
وأشار إلى أن" وجود مثل هذه المجموعات المسلحة يثير القلق ويحتاج إلى تفسير واضح حول المهام المكلفة بها والغرض من وجودها في العاصمة بغداد".
وأكد السراج على "ضرورة أن توضح الحكومة العراقية، بالإضافة إلى قيادة العمليات ووزارة الداخلية، طبيعة هذه المجموعة المسلحة"، لافتا إلى أهمية أن "تُقدم الجهات الحكومية شرحاً رسمياً حول ماهية أعمالهم، والغرض من تحركاتهم في بغداد وهم يحملون أسلحة متطورة وأجهزة تجسس".