منشورات لتنظيم "داعش" في الأنبار تثير الريبة وأزهر شلال يغمز أحمد السلماني.. انفوبلس تستعرض أسرار القضية
انفوبلس/ تقرير
منذ أيام ولا تزال قضية العثور على منشورات لعصابات "داعش" الإرهابية تتضمن تهديدات للقوات الأمنية في قضاء القائم أقصى غرب محافظة الأنبار، مفتوحةً وسط مطالبات للأجهزة الأمنية المختصة بالتحقيق والإسراع في حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق لتعقب بقايا التنظيم الإجرامي.
وتسلط شبكة "انفوبلس"، الضوء على ملابسات هذه القضية التي تهدد أمن محافظة الأنبار والاحتمالات "المطروحة"
*العثور على منشورات
عثرت قوة أمنية مؤخراً، على منشورات تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في قضاء القائم بمحافظة الأنبار. وذكرت مصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية في الأنبار عثرت على منشورات لتنظيم داعش الإرهابي تتضمن تهديدات للقوات الأمنية.
وأضافت المصادر من خلال حديثها لشبكة "انفوبلس"، إن "القوات الأمنية أغلقت مداخل ومخارج منطقة الرمانة في قضاء القائم بمحافظة الأنبار، ونفذت حملات دهم وتفتيش بعد العثور على منشورات تنذر بعودة تنظيم داعش الإرهابي من جديد"، لافتة الى أن "أهالي تلك المناطق رفضوا هذه التهديدات معلنين مساندتهم للقوات الأمنية".
وتُعد المحافظات المحررة من قبضة التنظيم الإرهابي (كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى)، من أكثر المحافظات التي تسجل تحركات لعناصر "داعش" وأعمال عنف في البلاد.
وتأتي هذه الحادثة بعد فترة قصيرة من سيطرة التنظيم الاجرامي، على بيجي – حديثة لساعات، وسط قلق من عودة النشاطات الإرهابية ودعوات لتأمين المنطقة المفتوحة باتجاه سوريا وتحذير من استغلال مئات القرى المهجورة في هذه الصحراء.
*ردود أفعال "واسعة"
وأثارت هذه المنشورات التابعة للتنظيم الإجرامي والتي تنذر بعودة "داعش" من المحافظة التي خرج منها منذ قرابة 10 أعوام، ردود أفعال واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في العراق.
أزهر شلال المهتم بالأخبار الأمنية والسياسية في العراق، فقد قال في تغريدة عبر منصة أكس (تويتر) تابعتها "انفوبلس"، "طلع الموضوع على حده وصل إلى مستوى يجب محاسبة الخونة، منشورات في منطقة القائم - الرمانه – البوحردان". مضيفا بالقول، "ها أحمد سلماني ارتاحيت رجعتهم …ارتاحيت هسه مو!".
كما حذّر رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، مؤخراً، من إمكانية تسلل عناصر تنظيم "داعش" وتنفيذ أعمال عنف، داعياً القوات الأمنية إلى اليقظة والحذر، فيما وجه وزير الداخلية العراقي الحواجز الأمنية على الطرق بتكثيف التدقيق الأمني.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد وجه سابقاً، القيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعة شاملة للخطط العسكرية بعموم محافظات البلاد، خاصة المحررة منها، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لعناصر "داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم، وتحدُّ من تحركاتهم.
يجري ذلك في وقت ينفذ الجيش العراقي، عملية عسكرية لملاحقة بقايا تنظيم "داعش" بمحافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، بدعم من طيران الجيش العراقي الذي كثف ضرباته مستهدفا تحركات ومضافات التنظيم.
وقال النائب عن "الإطار التنسيقي" علي تركي، إن "عودة الإرهاب بالتزامن مع طلبات شرعية للعراق باسترداد كامل سيادته وخروج الأميركيين متوقعة"، مضيفاً أن "البرلمان سيقود حراكاً مؤيداً لجهود حكومة محمد شياع السوداني في هذا الأمر، والعراق قادر على التعامل مع التهديدات الإرهابية بمختلف أشكالها، ولا حاجة له بأحد".
وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءًا أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات تنظيم "داعش"، التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، الأنبار) لاسيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم.
إلا أن هذا الهدوء بدأ يتراجع نسبياً بعدد من مناطق البلاد، وقد اعتمدت القوات العراقية الضربات الجوية التي ينفذها الطيران العراقي، كاستراتيجية رئيسية بعمليات ملاحقة بقايا عناصر "داعش" في المحافظات العراقية المحررة، وقد حجمت من تلك التحركات.
ووفق الخبير الأمني رائد الحامد، فإن التنظيم الإرهابي "ما يزال يحتفظ بإمكانية تهديد الأمن والاستقرار في العراق وسوريا وتنفيذ هجمات نوعية، لكنها بالتأكيد ليست على مستوى السيطرة أو إعادة السيطرة على المدن والمناطق في ذات المناطق التي خضعت لسيطرته بعد عام 2014".
وتواصل القوات الأمنية منذ عدة أشهر ما تصفه بعمليات استباقية ضد خلايا وجيوب من بقايا تنظيم "داعش"، تنشط في الجانب الشمالي ضمن محافظات صلاح الدين والانبار وكركوك ونينوى وأجزاء من ديالى، مستغلة المناطق الجبلية الوعرة للاحتماء والتخفي فيها.
وأعلن العراق الانتصار على "داعش" الارهابي في 2017، فيما خسر التنظيم آخر معاقله عام 2019 في سوريا، لكن عناصره لا يزالون ينشطون في مناطق ريفية ونائية ويشنون هجمات متفرقة.
يعيش العراق حالياً الأمن والاستقرار والعمران والوضع الاقتصادي المستقر، بفضل فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)، وتأسيس الحشد الشعبي الذي أعطى دماء كثيرة وعظيمة استطاع من خلالها أن يصنع النصر وأن يستمد من الفتوى كل البطولات والتضحيات وأعطى هؤلاء الشهداء من أجل هذا الوطن.