أحمد صبري وقصة تألق بأصعب الفترات.. مَن هو ؟ وما سرّ تركه لنادي الشرطة؟
إنفو بلس/ تقارير
مثّل فرق: الكرخ، القوة الجوية، الشرطة، الطلبة، الزوراء، النفط، نفط الجنوب. كما مثّل المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها، وحصل على لقب أول هدافي العراق في فئة الشباب، احترف خارج العراق في سوريا والبحرين، ثم التجأ إلى عالم التدريب بعد مسيرة حافلة بالعطاء، فمَن هو اللاعب أحمد صبري الذي تألق في فترة صعبة من تاريخ العراق وعاش الكثير من الصعوبات في نادي الشرطة؟.
*مَن هو؟
أحمد صبري عبد الجبار مواليد 3 ديسمبر 1978 في بغداد، هو مدرب حالي ولاعب كرة قدم عراقي دولي سابق كان يلعب في مركز الوسط، يعمل حالياً مساعداً لمدرب نادي الميناء العراقي (عماد عودة) حيث انضم إلى الجهاز الفني للنادي مؤخراً، انضم صبري إلى تشكيلة منتخب العراق تحت 17 سنة وتحت 20 سنة وتحت 23 سنة كما شارك مع المنتخب الوطني العراقي.
*بداياته
بدأ اللاعب أحمد صبري مسيرته الرياضية حاله حال أقرانه من خلال ممارسة كرة القدم في الأزقّة والشوارع، إلا إنه سرعان ما وجد الطريق الصحيح عندما قرر وبوقت مبكر جداً من عمره الرياضي الاختبار مع فريق أشبال نادي الصليخ وفيه تعلم بعض أسرار اللعبة وكيفية اللعب وفق خطط منظّمة بعيدة عن اللعب العشوائي والارتجالي، ثم قرر مرة أخرى وبشكل جريء وشجاع التوجّه نحو فريق الشرطة للناشئين، وفيه طوّر مستواه الكروي وأصبح لاعباً مهماً في الفريق المذكور، وبدلاً من أن يستمر مع الفريق المذكور توجه نحو جاره فريق القوة الجوية الذي دعاه ملاكه التدريبي إلى الانضمام لفريق شباب النادي، حيث قدّم صورة طيبة مع شباب الصقور وحصل على لقب هداف دوري الشباب فضلاً عن اختياره كأفضل لاعب في الموسم لفئة الشباب، ثم توجه نحو فريق شباب الكرخ وحصل معه أيضاً على نتائج جيدة وألقاب شخصية حيث قاده المستوى الرائع الذي قدّمه مع فريق شباب الكرخ إلى تمثيل الخط الأول للفريق وبقي مع الفريق المذكور لمدة خمسة مواسم متتالية، كما اُختير قبل ذلك إلى منتخب الناشئين وحصل على لقب أفضل لاعب صاعد، ومن ثم اُختير لصفوف منتخب الشباب وكذلك اُختير للمنتخب الأولمبي ومثـَّل المنتخب الوطني في مباراة واحدة فقط ضد المنتخب التونسي التي جرت في العاصمة بغداد وانتهت لصالح منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
*رحلة الشرطة
بعد رحلة مستقرة مع فريق الكرخ برز اللاعب الشاب حينها أحمد صبري وأصبح من اللاعبين الذين يُشار إليهم بالبنان، فقرر التوجه نحو فريق الشرطة وأصبح أحد لاعبيه الأساسيين عندما كان الراحل أحمد راضي يشرف على تدريبه، حيث بات من اللاعبين المؤثّرين في تشكيلة الفريق برغم أنه كان يضم الكثير من لاعبي المنتخب الوطني، وبرغم أن جمهور الشرطة أحبَّه كثيراً وأصبح من اللاعبين المفضّلين لديه، لكنه لم يستقر معه، بسبب "صعوبات بينه وبين الراحل أحمد راضي وعدم إعطائه الفرصة الكاملة"، وفق رياضيين.
كما يؤكد صبري أن المدرب صالح راضي شقيق الراحل أحمد راضي، قام بظلمه كثيراً في الملاعب ولم يمنحه الفرصة التي استحقها في وقتها، وهذا أحد أسرار تركه لنادي الشرطة.
*الانتقال إلى الجوية
قضى اللاعب أحمد صبري ثلاثة مواسم متتالية مع فريق الشرطة وانطلق من بوابة الفريق المذكور نحو النجومية، إلا إنه قرر بعد ذلك التوجه إلى فريق القوة الجوية وكأنه يُعيد ذات السيناريو الذي قام به عندما كان يلعب في فرق الفئات العمرية عندما انتقل من فريق الشرطة للناشئين إلى فريق القوة الجوية للشباب وبقي في فريق القوة الجوية لثلاثة مواسم وكان من لاعبيه الأساسيين وزامل نجومه الكبار أمثال عبدالجبار هاشم وسمير كاظم وحمزة هادي وجاسم سوادي والشهيد منذر خلف وأحمد خضير ومن ثم هوار ملا محمد عندما كان في بداياته، إلا إن بعض الظروف التي صادفته جعلته يبتعد عن الفريق المذكور ومنها عدم إيفاء إدارة النادي بتسديد مستحقاته المادية برغم مطالباته الكثيرة بهذا الخصوص.
*رحلته مع الطلبة والزوراء
من فريق القوة الجوية توجه اللاعب أحمد صبري إلى فريق الطلبة ومثَّـله لموسم واحد فقط حيث لم يجد الاستقرار في الفريق المذكور، لذلك غادره في الموسم التالي نحو فريق الزوراء الذي مثَّـله في بطولة محلية واحدة، وبالتالي يتضح أن اللاعب أحمد صبري قد مثَّـل جميع الفرق الجماهيرية في البلد وهي الشرطة، القوة الجوية، الطلبة والزوراء.
*رحلته مع الأندية النفطية
توجه اللاعب أحمد صبري من فريق الزوراء إلى صفوف فريق النفط ومثَّـله لموسم واحد فقط ثم انتقل منه إلى فريق نفط الجنوب ومثَّـله لموسم واحد أيضاً، حيث أصبح لاعباً متنقلاً ما بين الفرق والدليل على ذلك تمثيله فرق الطلبة والزوراء والنفط ونفط الجنوب في أربعة مواسم.
*تجاربه الاحترافية
خاض اللاعب أحمد صبري تجربة الاحتراف الخارجي حاله حال أبناء جيله الذين كان هدفهم الأسمى والكبير هو الحصول على فرصة احترافية خارج الملاعب المحلية، وبالفعل حصل صبري على فرصتي احتراف، الأولى في الملاعب البحرينية مع فريق الحالة البحريني في عام 2004، والثانية في الملاعب السورية.
وكانت تجاربه الاحترافية مثمرة، لكن طموحه انصبّ بخوض تجارب أفضل وفي دوريات أقوى، إلا إن الظروف التي شهدها البلد لم تساعده للحصول على فرصة مثالية في خوض تجربة الاحتراف الخارجي.
*أجمل مبارياته
خاض اللاعب أحمد صبري الكثير من المباريات الجميلة في الدوري المحلي لاسيما تلك التي كانت تجمع فريقه ضد أحد الفرق الجماهيرية، كما له مباريات جيدة في الاحتراف بالملاعب البحرينية والسورية.
*أعــز أهـدافه
بالرغم من أن صبري يلعب في خط الوسط، إلا إنه يمتلك نزعة هجومية كبيرة، لذلك كان يصنع الأهداف لزملائه، وفي بعض الأحيان يسجلها ويؤكد بأن أعـز أهدافه كانت أثناء تجربته الاحترافية في الملاعب البحرينية وأيضاً في الملاعب السورية وكانت هذه الأهداف تُسجّل عن طريق الركلات الثابتة، لأنه يُجيد تنفيذها بشكل مُتقن.
*مميزاتـه
يمتلك اللاعب أحمد صبري الكثير من المميزات الجيدة داخل الميدان ومنها الثقة الكبيرة بالنفس التي جعلته يتفوق مع أغلب الفرق التي لعب لها، كما أنه يمتاز بالذكاء الميداني الكبير، إذ يُجيد قيادة المباراة بشكل رائع، كذلك يمتاز بالتسديدات القوية وخصوصاً من الكرات الثابتة التي سجّل منها الكثير من الأهداف الجميلة، أيضاً يمتلك قدرة فائقة في تكييف نفسه مع أي لاعب يلعب إلى جانبه، كما يمتاز بالروح المرحة وخلق النكتة داخل الملعب وخارجه، لذلك كان محبوباً من جميع زملائه اللاعبين، فضلاً عن محبة الجمهور له.
وبِرغم كل هذه الميزات، إلا إن اللاعب أحمد صبري لم يحصل على الفرصة التي يستحقها مع المنتخبات الوطنية وربما يكمن السبب في أن عملية بروزه في الملاعب تزامنت مع عدم وجود استقرار تدريبي في تشكيلة المنتخب الوطني أو عدم وجود مشاركات كثيرة بسبب ظروف الحصار الذي فُرض على الكرة العراقية في تسعينيات القرن المنصرم أو ربما لعدم استقراره مع فريق واحد، إذ إن كثرة تنقلاته بين الفرق ربما خلطت الأوراق على مدربي المنتخبات الوطنية، ولكن في كل الأحوال أن اللاعب أحمد صبري ترك ذكريات جميلة مع الفرق التي مثَّـلها وحظي باحترام وتقدير جمهورها.
*تجاربه التدريبية
بعد اعتزال اللعب بطريقة أشبه بالسريّة كونه لم تُنظَّـم له مباراة اعتزال حاله حال أبناء جيله وربما الأجيال الحالية ستسير على خُطى ذلك الجيل عندما تودِّع الملاعب، قرر اللاعب أحمد صبري البقاء قريباً من عالم كرة القدم من خلال ممارسة التدريب، حيث أشرف على تدريب بعض فرق الدرجة الأولى، كما عمل لسنوات عدّة في الأكاديمية العراقية مدرباً.
وقد حرص المدرب أحمد صبري على تسليح نفسه بالعلوم التدريبية، لذلك شارك في أكثر من دورة تدريبية محلية وخارجية وحصل على جميع الشهادات الدولية المصنَّـفة بفئات "A,B,C".
*أبـرز المدربين
عامر جميل، أحمد عدنان، صباح عبدالرزاق، كريم نافع، رياض سالم، أحمد راضي، شاكر محمود، كريم صدام، صالح راضي، ناظم شاكر، إبراهيم لفتة وداود العزاوي، هم أبرز المدربين الذين أشرفوا على تدريب اللاعب المخضرم أحمد صبري.