العراقي الأول في كأس الاتحاد الأوروبي وجاء في زمن الحصار.. قصة اللاعب علي وهيّب
انفوبلس/ تقرير
ترك اللاعب العراقي المحترف السابق علي وهيب أثراً طيباً في المستطيل الأخضر الذي ظل صامداً في ذاكرة الجمهور الرياضي العراقي على الرغم من مرور سنين عـدة على اعتزاله اللعب.
*نبذة عن علي وهيّب
وُلِد اللاعب علي وهيب شنين في 24 كانون الأول من عام 1975م في العاصمة بغداد، وهو لاعب دولي لعب للمنتخب الوطني العراقي، ولعب مع أندية القوة الجوية، والطلبة، وأربيل، والشرطة، والنفط، والكهرباء، واحترف اللعب في الدوري القطري، ولعب مع كل من نادي الخور والعربي، ومن أبرز المدربين الذين أشرفوا على تدريبه حميد سلمان، وصلاح عبيد، وجمال صالح، ويحيى علوان، وعدنان درجال، وأيوب اوديشو، وثائر جسام، وجمال علي، وعدنان حمد، وعمو بابا، وبيرند ستانج، وشاكر محمود، وناظم شاكر.
*بداياته في عالم كرة القدم
بدأ اللاعب علي وهيب مسيرته الكروية من الفرق الشعبية في مدينة الصدر متأثراً بمايسترو الكرة العراقية السابق هادي أحمد، حيث قاده هذا التأثر والإعجاب الكبيران إلى اللعب في خط الوسط في الفرق الشعبية في هذه المدينة وتحديداً فريق قطاع "62" الذي كان يضم في صفوفه بعض لاعبي دوري الكبار وكذلك دوري الدرجة الثانية إذ استطاع علي وهيب أن يؤكد مقدرته بين لاعبين يفوقونه عمراً وتجربة.
وفي بداية ثمانينيات القرن المنصرم قرر اللاعب علي وهيب خوض الاختبارات الخاصة بمنتخبات الفئات العمرية ونجح في الاختبار وشارك في بعض البطولات الخارجية مثل بطولة هلسنكي في فنلندا وبطولة السويد الدولية، بعد ذلك قرر التوجه نحو فرق الفئات العمرية في نادي القوة الجوية وتم ضمه إلى صفوف فريق الأشبال عام 1987 ثم تم ترحيله إلى فريق الناشئين وبعد ذلك إلى صفوف فريق الشباب الذي قاده للفوز ببطولة دوري الشباب. ونظراً للمستوى الجيد الذي قدمه اللاعب علي وهيب مع شباب نادي القوة الجوية تمت دعوته من قبل المدرب عادل يوسف لتمثيل الفريق الأول لكن لم تسنح له الفرصة في اللعب بدوري الكبار نتيجة لصغر سنه وقلة خبرته.
وفي عام 1990 تم اختيار اللاعب علي وهيب إلى صفوف منتخب الناشئين، وهنا حصلت مصادفة جميلة وتاريخية في مسيرته الكروية عندما وجه له مدرب فريق الطلبة آنذاك يحيى علوان الدعوة للعب في الفريق الأول ولم يتجاوز حينها عمره 15 عاماً حيث كان اختيار علوان له تتويجا حقيقيا لطموحاته الكبيرة، ولعب مع فريق الطلبة أول مباراة له في دوري الكبار ضد فريق التجارة والتي انتهت طلابية بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، وسجل فيها أول هدف له في دوري الكبار لتكون بداية موفقة جداً حيث مثل فريق الطلبة مواسم عدة وأسهم بفوزه بلقب بطولة الدوري في موسم 1992-1993، بعد ذلك تم اختياره إلى منتخب الشباب الذي حصل على المركز الرابع في بطولة شباب آسيا التي جرت في إندونيسيا عام1994، وفي موسم 1994ـ 1995 قرر الانتقال إلى صفوف نادي القوة الجوية ولعب معه موسماً واحداً فقط ليعود مرة أخرى الى الطلبة.
*بروز موهبته
في عام 1995 اختاره المدرب أنور جسام إلى صفوف المنتخب الأولمبي وكان أحد الأعمدة الأساسية التي أسهمت بفوز المنتخب المذكور في بطولة لال نهرو الدولية في الهند، وكذلك الفوز ببطولة مرديكا الدولية ومن ثم التأهل إلى الدور الحاسم في تصفيات أتلانتا الأولمبية بعد تجاوز المنتخبين الأردني والقطري، حيث كان اللاعب علي وهيب من العناصر الفاعلة في صفوف منتخبنا الأولمبي في تلك التصفيات، ثم شارك في المرحلة الحاسمة من التصفيات المذكورة، وكان منتخبنا قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى النهائيات لولا الخسارة أمام المنتخب السعودي بهدف ذهبي.
*قصته مع المنتخب الوطني العراقي
إن ما قدّمه اللاعب علي وهيب مع المنتخب الأولمبي من مستوى متميز سهّل عملية انضمامه إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في نهائيات بطولة أمم آسيا التي جرت في الإمارات عام 1996 ويومها خاض أول مباراة دولية في مسيرته الكروية مع المنتخب الوطني ضد المنتخب الإيراني وانتهت عراقية بهدفين مقابل هدف واحد، ثم شارك في تصفيات كأس العالم عام 1997، لكن اللاعب علي وهيب تعرض إلى نوع من الظلم في تمثيل المنتخب الوطني في البطولات اللاحقة بسبب خروجه إلى خارج العراق بحثاً عن فرص احترافية حيث تمت محاربته من قبل بعض المتنفذين في الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك، لكن نظراً للمستوى الجيد الذي قدمه مع نادي أربيل في موسم 2000 ـ2001 تمت إعادته إلى المنتخب مرة أخرى بأمر من المدرب عدنان حمد الذي فاز ببطولة غرب آسيا في سوريا ثم شارك في تصفيات كأس العالم تحت إشراف المدرب عدنان حمد أيضاً.
بعد ذلك تم استدعاؤه من قبل المدرب الألماني بيرند ستانج لتشكيلة المنتخب الوطني الذي منحه شارة الكابتن للمنتخب الوطني الذي شارك في بطولة LG التي أُقيمت في إيران وحصل فيها منتخبنا على المركز الثاني بعد خسارته أمام منتخب الاورغواي في المباراة النهائية، حيث سجل علي وهيب هدف منتخبنا الوحيد في مرمى الاورغواي لتكون هذه البطولة هي خاتمة مسيرة اللاعب علي وهيب في صفوف المنتخب الوطني برغم أنه كان يستحق التواجد مع منتخبنا الوطني في الكثير من البطولات لولا مزاجية البعض في التعامل معه.
*أول عراقي يشارك في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي
كانت رغبة اللاعب علي وهيب في خوض تجربة الاحتراف الخارجي لتحسين وضعه المعاشي قد تسببت بمحاربته من قبل بعض المسؤولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم، على اعتبار أن عمره آنذاك لا يسمح له بالاحتراف الخارجي وقد خاض هذه التجربة بطريقة مخالفة لتعليمات الاتحاد آنذاك حيث احترف في عام 1997مع أحد الأندية الجزائرية لمدة قصيرة، ثم سنحت له فرصة الاحتراف في الدوري الروماني مع نادي اوتسيل كلاس وأسهم علي وهيب في حصول هذا الفريق على المركز الخامس ليشارك معه في مسابقات كأس الاتحاد الأوروبي عام 1998، ليكون أول لاعب محلي يشترك في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، بعدها مثل النادي العربي الإماراتي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية لمدة موسم واحد وسجل له 24 هدفاً.
كما مثّل الفريق نفسه في موسم 2003ـ 2004 وسجل له 11 هدفاً، في حين كانت آخر محطة احترافية له مع النادي الأهلي الأردني وسجل له أربعة أهداف.
*العودة إلى العراق
بعد تجربته الاحترافية الأولى في الجزائر عاد اللاعب علي وهيب إلى نادي الطلبة، إلا إنه وجد أن الأجواء لم تكن في صالحه حيث تم منعه من تمثيل أي فريق.
غير أن المدرب ناظم شاكر الذي كان يشرف على تدريب نادي الكرخ تمكن من تسوية قضيته مع الاتحاد ليسمح له بتمثيل الفريق وبعدها انتقل الى نادي أربيل وسجل له 24 هدفاً ثم توجه نحو نادي الشرطة في موسم 2002 ـ2003 والموسم التالي عاد لصفوف نادي أربيل ومنه انتقل في موسم 2005- 2006 لنادي النفط.
*الخاتمة مع الكهرباء
بعد عودته من الاحتراف في الأردن لعب علي وهيب في موسم 2006 ـ2007 لنادي الكهرباء ليعتزل اللعب معه عام 2009 نتيجة لتعرضه إلى إصابة قوية ويتحول إلى التدريب.
*مميـزاتـه
تميّز اللاعب علي وهيب بالكثير من المميزات الجيدة من أبرزها قدرته على ضبط إيقاع اللعب بالصورة التي تنسجم مع حاجة فريقه، كما يمتاز بالقدرة على تسجيل الأهداف وصنعها ويكاد يكون من اللاعبين القلائل الذين تتساوى عندهم القدرتين الهجومية والدفاعية، إلا إنه تعرض للظلم مما جعله لا يحصل على الفرص التي يستحقها مع المنتخب الوطني.
*علي وهيب بعد الاعتزال
بعد اعتزاله اللعب في عام 2010م توجَّه علي وهيب للعمل في مجال التدريب، فأشرف على تدريب أندية صلاح الدين، وبيش كوتن الخطوط، كما عمل أيضًا مديرًا إداريًا لأندية زاخو وكربلاء، وكذلك عمل علي وهيب محللًا رياضيًا للعديد من القنوات والمحطات الإخبارية.