كيف تغيرت حياة الجمهور الرياضي العراقي في مونديال 2022؟
انفوبلس/..
تغيّرت حياة الكثير من العراقيين، وتحديدًا الجمهور الرياضي العراقي، مع انطلاق مونديال قطر 2022 واستمرار المباريات منذ وقت الظهيرة وحتى منتصف الليل، ما جعل الجماهير متسمرة أمام شاشات التلفاز في أغلب الأوقات.
يحاول موظفون إقناع مديريهم للسماح لهم بمشاهدة المباريات أثناء أوقات العمل
ومن المتوقع أن يزداد شغف الجمهور الرياضي العراقي مع اقتراب الدور الثاني من البطولة، حيث تبقى المنتخبات القوية والمرشحة لخطف اللقب، في مباريات يُصعب تفويت مشاهدتها، خصوصًا مع تأهل المنتخب المغربي.
علي حسن، موظف حكومي، يتحدث عن تغيير طرأ على حياته منذ بدء المونديال، ويقول، إن
"المباريات التي بدأت في الساعة الواحدة لم يتمكن من رؤية أغلبها خاصة وأنها تتعارض مع أوقات دوامه به، وكان هناك استثناء لمباراة السعودية والأرجنتين".
لا تقتصر رؤية مباريات المونديال فقط في المنازل أو المقاهي، بل هناك من حاول البحث عن حيلة وإقناع مدير العمل للسماح بشراء الأجهزة التي تبث المباريات، ومنهم علي حسن، الذي يشير إلى أن "الساعة الأخيرة من العمل تصادف مع الشوط الأول للمباراة الأولى في اليوم المونديال لذلك سمح لنا المدير بتشغيل التلفاز ومشاهدة هذه اللقاءات".
هناك من تغير موعد عودته للمنزل الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاكل مع عائلته، ومنهم (زين حسام) الذي اعتادت عائلته على أن تراه في الساعة العاشرة مساء متواجدًا داخل أروقة البيت؛ لكن بسبب المونديال تغير ذلك".
الحماس والتنافس الكروي دفع مشجعين عراقيين إلى مشاهدة المباريات خارج المنزل
وعن ذلك، يقول حسام، إن "بعض الأحداث تتطلب منك تغيير النظام الذي كنت تتبعه، وكأس العالم واحد من هذه الأحداث التي تمر علينا كل أربع سنوات".
ويشير حسام، إلى أن "رؤية المباريات مع الأصدقاء وفي المقاهي لها طعم آخر خاصة وأن التشجيع في العراق أصبح مختلفًا حيث أن الخلافات حول المنتخبات واللاعبين كبرت، وهذا يعطي حماسًا ودافعًا لمشاهدة فريقك المفضل خارج أسوار المنزل".
مساندة لافتة للعرب
وبشكل واضح، كان الجمهور العراقي مساندًا للمنتخبات العربية في المونديال، سواء في مواقع السوشيال ميديا، أو في الشارع الرياضي، وكانت شرارة الانطلاقة عندما انتصرت السعودية على الأرجنتين.
ولم يقتصر الزهو العربي في المونديال بانتصار السعودية، بل تلاه تعادل تونس مع الدنمارك، وكذلك تعادل المغرب مع كرواتيا وفوزها على بلجيكا، الذي زاد من سقف طموحات الجماهير العربية.
ساند الجمهور العراقي المنتخبات العربية خصوصًا بعد تألقها في المباريات الأولى
وفي بطولات كأس العالم السابقة، كان التشجيع يقتصر على المنتخب المفضل؛ لكن هذه المرة تصاعدت الرغبة في انتصار عربي وأيضًا آسيوي من أجل مواكبة التطور الكروي، والإيمان بأن الفرصة ما زالت مؤاتية للكرة العراقية بغية أن تكون في هذا المركب.
التفاعل مع مستويات المنتخبات العربية لوحظ في الصفحات المعروفة والمختصة بالشأن الرياضي، والتي كانت داعمة للمنتخبات العراقية.
يقول (زيد رجاء)، وهو صحفي في أحد المواقع الرياضية، إن "الجمهور العراقي بطبيعته سلبي حتى مع انتصار المنتخب الوطني لكنه كان ينتقد الأداء وبعض اللاعبين ويصل إلى التنكيل بهم على عكس ما يحدث حاليًا في المونديال".
ويتحدث رجاء عن حجم التفاعل مع المنشورات الرياضية مقارنة بمنشوري فوز السعودية على الأرجنتين، وانتصار المغرب على بلجيكا، ويقول إن "نشر خبر الفوز وصورة المنتخبين تم التفاعل معها بشكل مضاعف".
ويقول رجاء، إن "المونديالات السابقة كانت المنتخبات العربية فيها مجرد محطات عبور كما جرى للسعودية في أكثر من مناسبة وكذلك لمنتخب مصر؛ ولكن في مونديال قطر، فأن السعودية والمغرب جلبا الأضواء بعد انتصارهما على إثنين من أفضل منتخبات العالم".
التفاعل مع ميسي ورونالدو
المونديال في العراق، لم يقف عند تشجيع المنتخبات العربية أو القيام بطقوس خاصة خلال المباريات، بل هناك صراعات ناديوية تحولت إلى الشق الدولي، وهذا الأمر بالإمكان اختصاره باسمين: رونالدو، ميسي.
تفاعل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي العراقية مع أخبار المنتخبات العربية
الدون والبرغوث، وما يشكلاه من ذاكرة عند الكثير من المشجعين سواء الشباب أو الكبار، فكل طرف يريد أن يرى نجمه الأول متوجًا بكأس العالم، خاصة وأنهما لم يسبق لهما الحصول على الكأس الذهبية.
وتحملت كل جهة تشجيعية هجمة من الجهة الأخرى، فعند خسارة الأرجنتين غير المتوقعة أمام السعودية، كانت هناك انتقادات ومنشورات ساخرة عن ميسي، وهذا الأمر انعكس على محبي رونالدو عند رفض (فيفا) احتساب الهدف الأول للبرتغال بمرمى الأورغواي لصالحه، والتأكيد على أن الهدف جاء من أقدام متوسط الميدان برونو فرنانديز.