الأولمبي العراقي أمام خيارين أحلاهما مُر.. إما منازلة إسرائيل أو خسارة كأس آسيا.. ما الأقرب للمنطق؟
انفوبلس/ تقرير
يبحث المنتخب الأولمبي العراقي عن حجز مقعد مباشر في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة "باريس 2024"، عندما يلتقي نظيره الياباني مساء يوم غد الاثنين، في الدور نصف النهائي من بطولة كأس آسيا تحت 23 عاما، والمقامة حاليا في الدوحة، لكن مواجهة "إسرائيل" المحتملة قد تُفسد فرحة الجماهير العراقية.
ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، على خيارات المنتخب الأولمبي العراقي بعد احتمالية مواجهة "إسرائيل" في حال التأهل لأولمبياد باريس
سيواجه المنتخب الأولمبي العراقي، نظيره الياباني في نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً بالمباراة التي ستُقام على استاد جاسم بن حمد في الدوحة عند الساعة الثامنة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي للدوحة وبغداد يوم غد الإثنين 29 نيسان/ ابريل 2024.
*حسابات التأهل الى أولمبياد باريس 2024
في حال فوز المنتخب الأولمبي العراقي بكأس آسيا تحت 23 عاماً، فيتوجب عليه اللعب ضد منتخب "إسرائيل" في أولمبياد باريس 2024 في دور المجموعات، حيث سيقع في المجموعة التي تضم البارغواي ومالي و"اسرائيل".
والخيار الوحيد الذي يجنّب العراق من مواجهة "إسرائيل" في أولمبياد باريس 2024، هو خسارة الأولمبي العراقي كأس آسيا تحت 23 عاماً في المباراة النهائية في حال التأهل يوم غد الاثنين أمام اليابان، وهو احتمال غير مضمون لأنه من المحتمل أن يكون الخصم هو المنتخب الإندونيسي الذي يعاني من نفس الحرج من اللعب مع "إسرائيل" وسبق لإندونيسيا قبل عام الانسحاب من تنظيم كأس العالم للشباب بسبب تواجد المنتخب الإسرائيلي، او الفوز بالبطولة ثم الانسحاب من أولمبياد باريس 2024 كما حصل في العديد من المسابقات.
أمام الخيارات الأخرى، فهي الخسارة أمام اليابان في نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً، والذهاب لمواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع، حيث سيتأهل الفائز مباشرة أما الرابع فيذهب لخوض مباراة فاصلة في الملحق.
وسيفتقد المنتخب الأولمبي العراقي لخدمات قائده منتظر محمد في مواجهة اليابان، بعد حصوله على ثاني البطاقات الصفراء في مباراة فيتنام.
وسيحصل المنتخبان المتأهلان إلى نهائي كأس آسيا تحت 23 عاماً، على بطاقتي التأهل إلى أولمبياد باريس 2024 بشكل مباشر، بانتظار الكشف عن هوية المنتخب الثالث، من خلال مواجهة تحديد المركزين الثالث والرابع، حيث سيتأهل الفائز مباشرة أما الرابع فيذهب لخوض مباراة فاصلة في الملحق.
وتقام مواجهتا نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 عامًا، يوم غد الإثنين بلقاء أول عند الساعة الخامسة مساء بتوقيت العاصمة القطرية الدوحة، يجمع بين إندونيسيا وأوزبكستان على أرضية استاد عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل، فيما تلتقي اليابان مع العراق عند الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت الدوحة على أرضية استاد جاسم بن حمد بنادي السد.
*كيف ينظر الشارع العراقي لهذه الحسابات؟
يرى المدون فاضل النشمي أنه من الأفضل أن لا يحرز منتخبنا الأولمبي دون 23 سنة لقب آسيا، لأنه سيكون مضطرا الى اللعب في مجموعة اسرائيل بأولمبياد فرنسا والمرجح والأكيد أنه سينسحب ولن يخوض اللقاء مع الكيان.
وأضاف، أن على اللاعبين أن لا يكلفوا أنفسهم ويفوزون باللقب، الأفضل لهم أن يبحثوا عن الظفر بالمركزين الثاني او الثالث، وحتى المركز الرابع بعد أن يقابلوا فريقا من افريقيا في مباراة الملحق.
لكن المدون ضياء الميالي يقول، إنه في رأيي الشخصي أن اللعب مع الكيان الصهيوني في محفل رياضي دولي لا يعني اعترافا بشرعيته التي نرفضها جملة وتفصيلا وخصوصا أن اتحادات كرة القدم ترتبط إداريآ بالفيفا وليست الحكومات ولكن عمليا من الصعب أو المستحيل القبول بخوض تلك المباراة من قبل منتخب العراق.
واقترح الميالي، إنه يتم الاتفاق على عدم مصافحة لاعبي المنتخب الاولمبي نظيرهم الصهيوني وكذلك عدم الاستماع للنشيد الوطني لذلك الكيان، حيث في حال إحراز العراق لقب البطولة وتأهله للأولمبياد أول عن آسيا سيقع في مجموعة اسرائيل وفي حال انسحابه من المباراة ستتم معاقبته وإقصاؤه من أولمبياد باريس.
*موقف الفيفا "المحتمل"
واستفسرت شبكة "انفوبلس"، من خبراء قانون بالشأن الرياضي، عن وقف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إزاء انسحاب المنتخب العراقي "المتوقع" في حال أوقعته القرعة مع الفريق الاسرائيلي، وأجاب قائلاً "إذا أوقعتنا القرعة مع اسرائيل وانسحبنا، فإن الفيفا سوف يعاقبنا عقوبة قاسية"، مؤكدين أن "الاتحاد الدولي سوف يعتبر الانسحاب العراقي فعل من أفعال إقحام السياسة بالرياضة والذي يُعد مخالفة للنظام الأساسي للفيفا الذي يمنع منعا باتا زجّ الدين والسياسة برياضة كرة القدم".
ونصح الخبراء، الاتحاد العراقي ضرورة "التحرك من الآن لضمان تحاشي وضع العراق و"إسرائيل" في مجموعة واحدة"، لافتين إلى أن "هكذا إجراء أخذ به الفيفا عندما ضمن عدم وقوع روسيا وجورجيا في مجموعة واحدة".
*إحصائيات "مميزة"
بات المنتخب العراقي ممثل العرب الوحيد في كأس آسيا تحت 23 عاماً، بعد نجاحه في تجاوز عقبة فيتنام بالدور ربع النهائي، إثر الفوز عليه 1-0 بفضل هدف علي جاسم من ركلة جزاء عند الدقيقة 64.
جدير بالذكر أن العراقي علي جاسم بات يملك فرصة كبيرة للفوز بلقب الهداف، حيث يملك 3 أهداف في الصدارة إلى جانب السعوديين أيمن يحيى سالم وعبد الله هادي رهيف إلى جانب الكوري الجنوبي لي يونغ جون، علمًا أن الثلاثي الأخير ودع منافسات كأس آسيا تحت 23 عامًا بالفعل من الدور ربع النهائي.
*التفكير في المواجهة مع إسرائيل "مؤجل"
إدارة وفد المنتخب الأولمبي العراقي، قررت اللعب في مباراة اليابان من أجل الفوز وخطف بطاقة التأهل إلى أولمبياد باريس 2024، والأولمبي لن يرضى بالخسارة والدخول في مرحلة الحسابات الصعبة التي قد تتسبب بضياع حلم التأهل، وفق مصدر مسؤول من داخل الاتحاد العراقي تحدثت لشبكة "انفوبلس".
المصدر ذكر أن إدارة المنتخب الأولمبي ستحاول تحقيق الفوز على اليابان وبعدها ستنتظر قرار قيادة الدولة بشأن احتمالية مواجهة "الكيان الصهيوني" في حال التتويج بلقب كأس آسيا تحت 23 عاماً.
*مواقف عراقية وعربية سابقة
خلال السنوات السابقة شهدت بطولات دولية عدة في مختلف المجالات الرياضية رفض فرق رياضية عراقية ورياضيين عراقيين وعرب مواجهة فرق أو لاعبين إسرائيليين في البطولات الدولية، وذلك رفضًا للتطبيع مع "إسرائيل" بأشكاله كافة، وتأكيدًا لدعم القضية الفلسطينية.
والعام الماضي 2023، أعلن الاتحاد العراقي للمبارزة، انسحاب بعض لاعبيه من بطولة العالم في إيطاليا، بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة ضمّت لاعبين إسرائيليين، وذلك بحسب بيان رصدته "انفوبلس".
كما أعلن الاتحاد العراقي للجوجيتسو، في العام 2022، انسحاب لاعب المنتخب علي البازي أمام نظيره الاسرائيلي للمنافسة على تحديد المركز الثالث في بطولة العالم للشباب التي أقيمت في أبو ظبي.
أقر مجلس النواب العراقي، في العام 2022، قانوناً يجرّم تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، وفقا ما أطلعت عليه شبكة "انفوبلس".
وينص القانون الجديد على عقوبات، بينها السجن المؤبد أو المؤقت، ويهدف وفق مادته الأولى إلى "منع إقامة العلاقات الدبلوماسية أو السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية أو أية علاقات من شكل آخر مع الكيان الصهيوني المحتل".
وتنص المادة 201 من قانون العقوبات العراقي، على أنه يُعاقب بالإعدام كل من روج لـ"مبادئ الصهيونية، بما في ذلك الماسونية، أو انتسب إلى أي من مؤسساتها، أو ساعدها ماديا أو أدبيا، أو عمل بأي كيفية كانت لتحقيق أغراضها".
ولا يقيم العراق أي علاقات مع "إسرائيل"، وترفض الحكومة وأغلبية القوى السياسية التطبيع معها. ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع "إسرائيل".
ويقول الرافضون لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" إنها ما تزال تحتل أراضي عربية في فلسطين وسوريا ولبنان منذ 1967 وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
*حكاية أول انسحاب عربي ضد إسرائيل في كرة القدم منذ 52 عاما
وكان أول رفض للعب أمام "إسرائيل" كان منذ 53 وتحديدا في عام 1971 ضمن منافسات بطولة الأندية الآسيوية 1971 وشهدت هذه البطولة أول اعتراض عربي وإسلامي بعدم المشاركة أمام فريق إسرائيلي.
وشهدت بطولة الأندية الآسيوية عام 1971 تأهل نادي آليات الشرطة العراقي للمباراة النهائية، وكان الطرف الآخر فريق مكابي حيفا الإسرائيلي، واعترض الفريق العراقي على تواجد مكابي في المباراة النهائية.
قام نادي الشرطة العراقي بالانسحاب من المباراة النهائية، وتم اعتبار فريق مكابي حيفا فائزا بالمباراة بعد انسحاب فريق الشرطة، وجاء فريق استقلال طهران الإيراني في المركز الثالث وجيش جمهورية كوريا في المركز الرابع.