تعاقبت عليه خمس حكومات و15 عاما من الترقب.. ما قصة مشروع ملعب كركوك الأولمبي؟

انفوبلس/ تقرير
يترقب أهالي محافظة كركوك إنجاز مشروع ملعب كركوك الأولمبي بعد 15 عاما من بدء العمل به من قبل الجهات المختصة، لكن كان ولا يزال جانب التمويل والتخصيصات المالية من أهمّ العوائق التي تحول دون إكماله، فأين وصلت الاعمال؟ وما هي نسب الإنجاز لغاية الآن؟
ومن المؤمل أن يكون ملعب كركوك الأولمبي صرحاً رياضياً متكاملاً يدخل الخدمة في الدوريات الكروية الرسمية واستضافة البطولات الخارجية أيضاً.
تفاصيل الملعب
يقع ملعب كركوك الأولمبي على مساحة (95) دونماً، ويتسع لـ(25) ألف متفرج، ويضم أربعة ملاعب تدريبية إضافية، اثنان منها دوليان واثنان لخماسي الكرة. كما يضم البناية الرئيسية (VIP) المكوّنة من أربع طبقات، والتي تشمل المقصورة الرئيسة، غرف إدارة الملعب، والأخرى المتعلقة باللاعبين والإدارة والعلاج حسب مواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويحتوي المشروع أيضاً على فندق من طبقتين يضم (20) غرفة، وبناية للاستعلامات والحراسات، وكافتيريات ومطاعم، حدائق، ومواقف كبيرة للسيارات، ليكون منشأة رياضية متكاملة تخدم رياضيي المحافظة والعراق بشكل عام.
وكانت شركة هندية قد أنشأت الملعب الأولمبي في كركوك عام 1982، إلا أنه استُغل كمقر لدبابات الجيش خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وحرب الخليج في العام 1991، وأعادت تأهيله وزارة الشباب والرياضة عام 1994، غير أن الجيش العراقي استخدمه مرة أخرى، وبعد العام 2003، اتخذت منه الأُسر التي تم تهجيرها من محال سكناها مقراً لها، إلى أن تم تعويضهم من قبل رئيس الجمهورية جلال الطالباني لإخلاء الملعب.
يذكر أن محافظة كركوك، 250 كم شمال العاصمة بغداد، تفتقر إلى ملاعب رياضية حديثة، إذ تضم ملعبين فقط وسط المدينة، هما ملعب نادي كركوك الذي تم إنشاؤه في العام 1947، وملعب نادي الثورة الرياضي الذي أقيم في العام 1954.
وبدأ العمل على إعادة تأهيل ملعب كركوك الاولمبي عام 2010 من قبل إحدى الشركات التابعة لوزارة الإسكان إلا أنها تعذرت عن إكمال العمل بعد 2014 ودخول البلاد في أزمة مالية خانقة أجّلت العمل به الى نهاية 2019 بعد أن تم تعديل الكلفة المالية للمشروع.
وفي عام 2020، أعلن وزير الشباب والرياضة أحمد رياض آنذاك، استئناف العمل بالملعب الأولمبي في كركوك والذي يُعد أكبر ملعب في المحافظة، مثمناً "دور مجلس الوزراء واللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء ومجلس المحافظة في ضمان تخصيص مبلغ أكثر من 33 مليار دينار".
وفي عام 2021، خرج مدير شركة افا سبور التركية هوشيار رشاد يحيى وقال، إن أسباب تأخر العمل كانت خارجة عن إرادته بسبب العقد الذي أبرمته الشركة السابقة والتي تلكأت بشكل كبير قبل إحالة المشروع للشركة الحالية فضلا عن التغييرات التي طرأت على مبلغ المشروع والأزمة المالية التي مرت بالبلاد بعد أحداث عام 2014".
وخلال العام الماضي 2024، أكد رئيس اللجنة الاولمبية في كركوك حربي خالد، أن "خمس حكومات متعاقبة ومعها خمسة وزراء للشباب زاروا هذا الملعب الذي يعد من أكبر الملاعب في العراق، ولكن دون جدوى"، موضحا أن "لجاناً تأتي ووزير يزور ويشكل لجانا أخرى للانتهاء من الملعب، ولكن تنتهي عمر الحكومة، والملعب على حاله".
بدوره قال (غريب عثمان)، وهو مواطن أتخذ من أحد زوايا الملعب سكناً له قبل سنوات، إنه "سكن الملعب بعد سقوط النظام، حيث كان مرحل عن كركوك، وتم تعوضيه بمبلغ مالي للخروج منه"، مضيفا لوكالة شفق نيوز، إنه "بعد أكثر من 15 عاما مازال الملعب لم يعمر، ولم يكتمل". وتابع حديثه بالقول، "لو بني ملعب جديد لاكتمل، بدل هذا الملعب الذي صرفت عليه مليارات ولم يكتمل".
لكن في العام الجاري 2025، فقد أكد مستشار رئيس الوزراء، عامر الجبوري، إن متابعة مشروع ملعب كركوك الأولمبي، جاءت بتوجيه مباشر من مكتب رئيس الوزراء، حيث تم إرسال فرق مختصة لمتابعة سير العمل في المشروع، الذي يُعد حلماً طال انتظاره لشباب المحافظة وأحد المشاريع المهمة ضمن البرنامج الحكومي.
وأضاف الجبوري أن "الفترة السابقة شهدت تلكؤاً كبيراً في العمل، وهو أمر غير مقبول، ما دفع إلى عقد اجتماع عاجل، ضم ممثلين عن الحكومة المحلية، ووزارة الشباب والرياضة، واتحاد الكرة، لمناقشة العقبات والعمل على تسهيل إجراءات الافتتاح"، لافتا الى أن "رئيس الوزراء، مهتم شخصياً بالمشروع، وسيتم عقد اجتماع قريب مع الجهات المعنية لتذليل العقبات المتبقية، بهدف الإسراع في إكمال الملعب وافتتاحه رسمياً في أقرب وقت ممكن".
ومع ملامسة "نسبة الإنجاز (90 %)، بحسب رأي مدير مكتب المهندس المقيم مما يتيح إمكانية افتتاح جزئي لبعض المرافق المنجزة في الملعب والملاعب المحيطة به، للتحفيز على إكمال المشروع إلا أنَّ الأزمة المالية تُلقي بظلالها في كل مرة نكون فيها على وشك الاكتمال".
آخر الأعمال
آخر الأعمال المنجزة قبل التوقف الأخير تمثلت بأعمال الأرضية للملعب وقص العشب الطبيعي والإدامة والتخطيط مع أعمال فرش التارتان ومضمار ألعاب القوى وأعمال رفع التغليف القديم واستبداله بجديد بالنسبة للغلاف الخارجي لسياج الملعب وصبغه بطلاء مقاوم للظروف الجوية.
وفي داخل الملعب الرئيس تم إكمال مد وتسليك شبكات الماء تحت القسم السادس للمجموعات الصحية، وفي ما يخص الإنارة والكهرباء أنهت الشركة أعمال تركيب الإنارة وساحبات الهواء ومصادر الطاقة للأجزاء (11 ، 12) فضلاً عن إيصال المصدر والتسليك إلى المركز الأمني والبوابة والكافتريات وغرف التذاكر، أما الأعمال الأخرى فهي مجرد إنهاء لبخ وتركيب صحيات وتثبيت محجرات مدارج الجمهور ومن الممكن الانتهاء منها في فترة قصيرة بحال وجود التمويل اللازم.
وبحسب حديث المستشار الحكومي عامر الجبوري فان العام الحالي سيشهد افتتاح ملعب كركوك الأولمبي"، مبيناً أنَّ "المحافظة بحاجة ماسة لهذه المنشآت، لا سيما مع وجود استحقاقات رياضية مقبلة مثل دورة الألعاب الآسيوية ومشروع حلم الأولمبي".
وهناك ملاعب عراقية جاهزة لاستضافة مباريات دولية، في مقدمتها ملعب "جذع النخلة" في محافظة البصرة الذي افتتح عام 2013، ويتسع لنحو 60 ألف متفرج. ويقع الملعب ضمن مدينة رياضية واسعة تضم منشآت رياضية وفنادق سياحية.
وفي بغداد، يوجد "ملعب الشعب" الدولي، وهو من أقدم الملاعب العراقية، ويتسع لأكثر من 50 ألف متفرج. وهناك أيضا ملعب كربلاء الدولي الذي افتتح عام 2016 ويتسع لنحو 30 ألف متفرج. أما ملعب فرانسو حريري، الذي يقع في أربيل في إقليم كردستان العراق وافتتح عام 1992، فيتسع لـ35 ألف متفرج. ويأتي بعده ملعب زاخو الدولي في كردستان أيضا الذي افتتح عام 2015 ويتسع لأكثر من 20 ألف متفرج.