وسط توتر أمني وتساؤلات مستمرة.. هل تنقل بطولة الخليج من البصرة إلى الكويت؟
انفوبلس/..
رغم التطمينات والأمنيات التي يطلقها رياضيون وصحفيون خليجيون، إلا أن تساؤلات جديّة تدور في الشارع الرياضي العراقي حول إمكانية نقل بطولة الخليج من البصرة إلى الكويت، خصوصًا مع تصاعد وتيرة العنف في البلاد خلال الفترة الأخيرة، ما يرجّح إمكانية انتقال البطولة إلى دولة مستضيفة بديلة.
ما يزال العمل العراقي مستمرًا لاستضافة بطولة الخليج في البصرة، رغم تصاعد وتيرة العنف في البلاد
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، توجّه الاتحاد الخليجي لكرة القدم إلى الكويت، للاطلاع على استعداداتها للبطولة في حال تعذر إقامتها في العراق، وهو ما أثار استفهامات كثيرة عن مصير البطولة.
وتلقى ملف استضافة البصرة لبطولة خليجي 25، ضربتين موجعتين، الأول بانسحاب استراليا من تصفيات كأس آسيا للشباب بالتزامن مع اعتداء طال بعثتها الدبلوماسية في بغداد، ما جعل الاتحاد الآسيوي يقرر نقل البطولة إلى الكويت أيضًا.
أما الضربة الثانية، فتمثلت بالصراع المسلح الذي دار خلال الأسابيع الماضية في المنطقة الخضراء، وكان للبصرة نصيب من ذلك.
العمل مستمر والموعد الخليجي غير مقدس
على الرغم من المعطيات السلبية حيال بقاء تنظيم بطولة خليجي 25 في البصرة، لكن الجهات المعنية استمرت أعمالها للانتهاء مما يتعلق بالبنى التحتية، الأمر الذي يؤكده مدير إعلام وزارة الشباب والرياضة علي العطواني.
ويقول العطواني في حديث صحفي، إن "وتيرة العمل مستمرة في ملعب الميناء وهو الذي لم يكتمل إلى الآن حيث هناك ثلاث وجبات تتناوب، ولا يتوقف العمل في هذا المرفق الرياضي"، مشيرًا إلى "قطع شوط كبير في إكمال الملعب، إذ يحتاج إلى ما يقارب 10 أيام لإكمال تسقيفه، ومن ثم إنهاء المضمار الخاص به".
وكان الوفد الخليجي الذي أجرى زيارة تفقدية في حزيران/يونيو الماضي، خرجت بملاحظتين حول جاهزية الملاعب، تخص "الحاجز الأمني المحيط بالملاعب وأماكن تأشيرات دخول الجمهور الخليجي الزائر".
في تصريح للاتحاد الخليجي، حدد منتصف الشهر الحالي موعدًا نهائيًا لجاهزية لملعب الميناء؛ لكن العطواني يؤكد أن "هذا الموعد ليس مقدسًا، والأهم هو إكمال الملعب، وفيما يخص بالمتعلقات الخاصة به فأنها لا تستغرق وقتًا طويلًا، وبالتأكيد فأن الملعب سيكون جاهزًا قبل موعد البطولة".
تطمينات خليجي: البطولة بصراوية
وعن إمكانية نقل بطولة الخليج من البصرة إلى الكويت، يكشف العطواني عن وصول تمطينات من الاتحاد الخليجي، على أن "البطولة قائمة في العراق وهم ينتظرون بشغف موعد انطلاقها"، خصوصًا وأن "الاتصالات لم تنقطع بين وزير الشباب والرياضة عدنان درجال ورؤوساء الاتحاد العربية"، حسب العطواني الذي قال إن "الأيام المقبلة ستشهد لقاءات لدرجال معهم من أجل الاستمرار بملف خليجي 25 في البصرة".
ينتظر الخليجيون بشغف موعد انطلاق البطولة في البصرة
وحول التسريبات عن نقل بطولة الخليج من البصرة إلى الكويت، قال مدير إعلام وزارة الشباب إن "التسريبات لن تتوقف، ففي أي حدث يستضيفه العراق، هناك من يحاول الحصول على سبق صحفي بطريقة غير جيدة، والتأكيد على أن البطولة لن تقام في العراق، وهذا أمر مؤسف يتم العمل به باستمرار".
على الضفة المقابلة، لا يمانع الكويتيون استضافة بطولةخليجي 25، وقد استقبلوا الوفد الخليجي المشرف على البنى التحتية، وأعلنوا الجاهزية لتنظيم البطولة في حال تم نقلها من البصرة إلى الكويت.
تمنيات خليجية للبصرة
رغم ما تخلقه من المنافسة بين دولتين على تنظيم بطولة ما، وحرب التصريحات التي ترافق المنافسة؛ لكن الصحفي الكويتي ماجد المهندي يقولها بملئ الفم: "أتمنى خليجي 25 بصراوي".
يرى المهندي في حديثه، أن "الجميع يمني النفس في أن يقام خليجي 25 في البصرة، لكن هذا لا يمنع بأن يختار الاتحاد الخليجي دولة بديلة في حال لا يمكن للعراق أن يستضيف البطولة"، مبينًا أن "تهيئة أرض بديلة هو أمر معمول به في البطولات السابقة وليس وليد اللحظة".
وعن جاهزية الكويت إن أُقيمت البطولة على أراضيها، يذكر المهندي أن "بلاده على أتم الاستعداد وهي نظّمت سابقًا الكثير من البطولات الخليجية؛ لكن بكل تأكيد فأن الأمنيات تذهب صوب قبول ملف البصرة، وانتهاء كافة ما يمنع إقامة البطولة فيها"، لافتًا إلى أن "الجميع يتمنى الحضور إلى العراق ورؤية الخليجي فيه بعد انقطاع طويل".
إبراهيم سالم: اعذروهم اذا لم يأتوا
تقلل بعض الأوساط الرياضية من أهمية بطولة الخليج، خصوصًا مع عدم اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كبطولة رسمية، بل يعتبر مبارياتها ودية تندرج ضمن أيام "فيفا دي"، وبالتالي تؤثر على تصنيف المنتخبات.
يقول رياضيون إن بطولة الخليج ليست بالأهمية الكبيرة، ويجب إعطاء العذر للمنتخب الخليجية إذا لم تحضر بسبب الأوضاع الأمنية
من هؤلاء، حارس المنتخبات الوطنية السابقة ومدرب حراس المرمى الحالي إبراهيم سالم الذي يرى أن "بطولة الخليج أسسها شيوخ وليس اتحاد اللعبة، وعلينا النظر إلى مديات أبعد منها إذا ما أردنا التطور".
يقول سالم في حديث صحفي، إن "العراق يمر بأزمات كبيرة جدًا؛ ولكن كبلد يجب أن يرتفع سقف طموحنا ولا يتوقف على بطولة الخليجي، فعلينا النظر إلى السعودية التي تريد تنظيم الأولمبياد، وقطر التي ستحتضن كأس العالم 2022".
ولا يستبعد سالم أن يُستبعد العراق من تنظيم البطولة بسبب الأوضاع الأمنية في البصرة، والأحداث الأخيرة التي جرت خارج نطاق الدولة، إذ أن تناقل ذلك في وسائل الإعلام، جعل الكثير من الاتحادات تخشى القدوم إلى العراق خوفًا على منتخباتها ومشجعيها.
وطالب سالم بعدم رمي التهم على المنتخبات التي سترفض القدوم إلى البصرة، لأن "المشاكل مستمرة والانقسامات في تزايد وغياب القانون، كل هذه تجعل البعض لا يأتي إلى العراق وعلينا تقبل هذا الموضوع، وإعطائهم العذر؛ ولكن عندما يكون هناك قانون رادع للجميع وتهدأ الأمور فبكل تأكيد يكون على المنتخبات واجب الحضور والمشاركة في البطولات التي ينظّمها العراق".