متغيرات العراق .. سياسة التحديات والفرص
من هنا صار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني متشجعاً على تطبيق مفردات الدبلوماسية المنتجة، يشمل ذلك أكثر الملفات تعقيداً، كالعلاقات الإيرانية - الأمريكية المزمنة، وقد وصلت بذلك إشارات تدعو بغداد للعب دور المصالحة بين واشنطن وطهران
كتب / سلام عادل
تبدو الأحداث على أرض الواقع في العراق تسير على النحو الإيجابي، مقارنة بالطروحات السلبية هنا وهناك، التي يتم تداولها على منصات السوشيال ميديا ببلادة وبلاهة، من ناحية الاستقرار السياسي والأمني الآخذ بالتطور، ومن ناحية التفاهمات بين القوى على ضرورة تجنيب البلاد جميع أشكال الأزمات الداخلية والخارجية، وهو ما جعل من بغداد مركزاً للتفاهمات الداخلية ومركزاً للتعاون الدولي.
ولعل التحديات المتعددة الأوجه في المنطقة خلقت فرصاً للخروج من دوامة الـ20 سنة الماضية، حين كان فيها العراق ملعباً خلفياً لأطراف تعمل بالوكالة على تصفية الحسابات الإقليمية، إلا أنها لم تعد تجد تلك المساحة الهشّة، ويظهر ذلك بوضوح في ما دار من أحداث ابتداءً من السابع من أكتوبر، حين اتخذت بغداد قرار إطفاء فتيل الحرب الشاملة بدل إشعالها، مع الاحتفاظ بالموقف التاريخي للعراق المساند للقضية الفلسطينية.
وعلى المستوى الداخلي كان يُتوقع أن يتحول رئيس البرلمان د. محمود المشهداني إلى طرف مناكف للحكومة، وذلك بحسب مشتهيات بعض غرف المؤامرات السياسية، ولكن اتضح أن الرجل على قدر الشعور بالمسؤولية، وذلك حين أعلن عن رغبته بجعل السلطة التشريعية داعمة للسلطة التنفيذية في كل ما يتعلق بنجاح عملها ومهامها الدستورية، خلال ما تبقى من الوقت لحين الانتخابات القادمة نهاية العام الحالي.
ولا شك من كون التوافق السياسي الحاصل في ائتلاف إدارة الدولة، بموازاة الدعم المنسّق لقوى الإطار التنسيقي، قد ساهما في جعل حكومة السوداني تقلب التحديات إلى فرص، ولا ننسى في هذا الشأن إقليم كردستان، الذي وجد نفسه هو الآخر محاصراً بالتحديات، التي لن ينجو منها دون الاحتماء بالعاصمة الاتحادية، والاستفادة من قدرات الدولة ومواردها، مما أدى إلى تجميد حقبة طويلة من المناكفات، تتمثل بثنائية صنع القرار بين بغداد وأربيل.
ومن هنا صار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني متشجعاً على تطبيق مفردات الدبلوماسية المنتجة، يشمل ذلك أكثر الملفات تعقيداً، كالعلاقات الإيرانية - الأمريكية المزمنة، وقد وصلت بذلك إشارات تدعو بغداد للعب دور المصالحة بين واشنطن وطهران، بحسب ما جاء على لسان مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مارك كيميت خلال تصريحات إعلامية قال فيها: إن الأميركان يرون في السوداني قوة استقرار كبيرة في داخل العراق، وربما يستطيع أن يلعب دور الوسط بين إيران والدول الغربية لحل الخلافات دبلوماسياً وليس عسكرياً.