edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. الأساس الشرعي وهوية المقاومة

الأساس الشرعي وهوية المقاومة

  • 8 تموز
الأساس الشرعي وهوية المقاومة

يبدأ فهم الشعائر من شرعيتها الفقهية التي تحصنها ضد من يسعى لانتزاعها من سياقها الديني ونسبتها إلى الطقوسية والتراث؛ فالبكاء على الشهداء ليس بدعة، بل هو فعل إنساني طبيعي أقرّه الإسلام؛ وقد بكى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

 

كتب  / شادي علي 

 

تمثل واقعة كربلاء في الوجدان الشيعي "نموذجاً معرفيًا" مستمراً للصراع بين الحق والباطل؛ فكيف تحولت حادثة تاريخية وقعت عام 61 للهجرة إلى منظومة ثقافية وسياسية، تشكل الهويات وتصنع مستقبل جماعات ودول؟ وكيف انتقلت الشعائر المرتبطة بهذه الواقعة، من بكاء ولطم ومواكب، من كونها مجرد طقوس حداد، إلى ظاهرة حية تتطور وتتكيف وتصنع المستقبل السياسي للشيعة؟

الأساس الشرعي وهوية المقاومة
يبدأ فهم الشعائر من شرعيتها الفقهية التي تحصنها ضد من يسعى لانتزاعها من سياقها الديني ونسبتها إلى الطقوسية والتراث؛ فالبكاء على الشهداء ليس بدعة، بل هو فعل إنساني طبيعي أقرّه الإسلام؛ وقد بكى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على عمه الحمزة وأمر بالبكاء عليه، كما سجلت كتب التاريخ بكاءه بحرقة على شهداء مؤتة.

على هذا الأساس، لا يقتصر الحكم في الفقه الشيعي على جواز البكاء على الحسين، بل يرتقي إلى الاستحباب المؤكد، الذي قد يصل إلى "الوجوب الكفائي"؛ فإقامة الشعائر تُعد من مصاديق تعظيم شعائر الله، ووسيلة أساسية لحفظ رسالة أهل البيت انطلاقاً من روايات مثل "أَحيوا أمرنا".

مسار تاريخي: من السر إلى العلن
لم تظهر الشعائر بشكلها الحالي فجأة، بل تطورت عبر التاريخ. فبعد كربلاء، وفي ظل قمع الدولتين الأموية والعباسية، كانت الشعائر سريةً تُمارس في البيوت، وكان الشعر هو الأداة الإعلامية الأبرز لحفظ الذاكرة الجماعية والطاقة العاطفية والروحية للخط السياسي لمذهب أهل البيت (ع)، ولكن كانت نقطة التحول الكبرى في القرن الرابع الهجري، حين أمر السلطان البويهي معز الدولة بإقامة العزاء علناً في شوارع بغداد، لتنتقل الشعائر من الفضاء الخاص إلى العام. ثم في العصر الصفوي، تحولت الشعائر إلى أداة أيديولوجية بيد الدولة لترسيخ الهوية الشيعية، وشهدت ظهور مسرح العزاء (التشابيه) وانتشار الحسينيات، أما العصر الحديث، فقد بلغ العنف وقمع الشعائر ذروته إبّان الغزو الوهابي لكربلاء عام 1802 ميلادياً ثم تدمير ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، واستمر الحال وصولًا إلى لحظة سقوط نظام صدام حسين عام 2003 م التي مثّلت "انفجاراً شعائرياً" هائلاً في العراق، تحولت معه الشعائر، كمسيرات الأربعين المليونية، إلى استعراض للهوية المستعادة والقوة السياسية.

صناعة الذاكرة والإنسان الثائر
تتجاوز الشعائر كونها تاريخاً لتصبح "مواقع للذاكرة" حية، ترسخ الماضي في الحاضر، حيث تقدم الشعائر من خلال الأماكن أو الأشياء المادية والرمزية مرتكزًا للذاكرة الجماعية لحمايتها من النسيان؛ ففي السياق الحسيني، المجالس، والمواكب، والأعلام السوداء، واللطم، والبكاء، وحتى الأطعمة الخاصة التي توزع في هذه المناسبات، جميعها تعمل كـ"مواقع ذاكرة" حية توقف الزمن عند كربلاء وتخلق مرافئ للذاكرة الجمعية عندما تجسد ما هو غير مادي؛ فكل لطمة على الصدر، وكل دمعة، وكل خطوة في مسيرة الأربعين، هي فعل مادي يرسخ الذاكرة غير المادية لكربلاء في جسد ووعي المشارك، وتكتسب هذه الشعائر أهمية مضاعفة في حالة الاغتراب الثقافي التي تعيشها المجتمعات المسلمة؛ حينما تصبح المجالس الحسينية هي الفضاء الآمن الذي يعيد إنتاج الهوية، ويبني الروابط الاجتماعية، وينقل القيم للأجيال الجديدة، عندما تعمل هذه الطقوس على خلق "مجتمع من التعاطف" يساعد أفراده على مواجهة الشعور بالغربة والتهميش.

إن الذاكرة التي تنتجها الشعائر ليست مجرد أرشيف سلبي للماضي، بل هي فعل حاضر ومستمر وموجه نحو المستقبل؛ فالطقوس لا تستدعي الماضي كقصة منتهية، بل كنموذج حيوي لتفسير الحاضر. فيصبح كل ظالم في الحاضر هو "يزيد العصر"، وكل ثائر من أجل العدل هو "حسين العصر". هذا يجعل الذاكرة أداة تحليلية وسياسية نشطة، تؤطر الحاضر في قيم الماضي وتلهم الفعل المستقبلي.

فالحزن هنا ليس يأساً، بل هو بوابة لفهم رسالة العزة ورفض الظلم، وهو وقود يولد طاقة ثورية، حيث الشعائر تعيد إنتاج "فلسفة الشهادة"، التي تقدم "الموت الواعي" من أجل المبدأ كأعلى درجات الانتصار والإنسانية.

من كربلاء إلى الجغرافيا السياسية
لقد تحولت سردية كربلاء من نموذج للمعارضة ضد الحاكم الجائر إلى محرك أيديولوجي للدول والحركات عابرةً للحدود المصطنعة. فمنذ أن نجح الإمام الخميني في تحويل هذه الطاقة الثورية إلى وقود لبناء دولة إيران، وحتى اليوم، تعود رموزها لتؤطر الصراعات المعاصرة، انطلاقًا من شعارات حزب الله في لبنان إلى شعارات الحشد الشعبي، لم تكن الشعائر مجرد ذكرى، بل أضحت مشروعاً مستمراً لصناعة المعنى والهوية والمستقبل.

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
الانتخابات العراقية شرعية القضاء وليس شرعية يونامي

الانتخابات العراقية شرعية القضاء وليس شرعية يونامي

  • 22 تموز
رسالة المرجعية إلى الإطار  المعلن أكثر من المخفي

رسالة المرجعية إلى الإطار  المعلن أكثر من المخفي

  • 20 تموز
الحشد الشعبي .. عينٌ على (تقرير كروكر)

الحشد الشعبي .. عينٌ على (تقرير كروكر)

  • 15 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة