السوداني .. نحو سياسة السوق المدعومة
تعتبر الأسواق التعاونية حجر الأساس في بناء منظومة الأمن الغذائي، من ناحية دورها في تشجيع الزراعة والصناعة المحلية، وتقليل حجم الاستيراد، الذي عادةً يستنزف العملة الأجنبية، كما ويمكن فرض قاعدة سعرية تتناسب مع سقوف الدخل لغالبية المواطنين

تعتبر الأسواق التعاونية حجر الأساس في بناء منظومة الأمن الغذائي، من ناحية دورها في تشجيع الزراعة والصناعة المحلية، وتقليل حجم الاستيراد، الذي عادةً يستنزف العملة الأجنبية، كما ويمكن فرض قاعدة سعرية تتناسب مع سقوف الدخل لغالبية المواطنين
كتب / سلام عادل
في بادرة مهمة من نوعها، كسرت الحكومة هذا العام محاولات المضاربة والجشع التجاري المعتادة في الأسواق خلال بعض المواسم، وخصوصاً مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث ترتفع أسعار المواد الغذائية في ظل ازدياد الطلب على السلع، مما يشكل أحمالاً متزايدة على الشرائح الفقيرة وذوي الدخل المحدود، ويتسبب على التوازي في نفس الوقت بارتفاع تكلفة الخدمات بشكل عام.
وعلى الرغم من كون اقتصاد السوق المفتوحة يفرض إيقاعه عادةً ويتيح التنافس بلا حدود، إلا أن قدرات الدولة، التي لطالما جرى تغييبها، تكون قادرة بلا ادنى شك على ضبط الأسعار وفرض محددات وضوابط، وهو ما جرى اللجوء له من خلال فتح منافذ بيع تعاونية بالشراكة مع وزارة التجارة العراقية، تكون قادرة على ضخ خزيناً كببراً من البضائع بسعر الكلفة، أو بتخفيض اقل من 20% في الحد الادنى عن بقية الأسواق التجارية.
وتعتبر الأسواق التعاونية حجر الأساس في بناء منظومة الأمن الغذائي، من ناحية دورها في تشجيع الزراعة والصناعة المحلية، وتقليل حجم الاستيراد، الذي عادةً يستنزف العملة الأجنبية، كما ويمكن فرض قاعدة سعرية تتناسب مع سقوف الدخل لغالبية المواطنين، إذا ما نظر إلى دور آخر مهم يتعلق باتساع قدرة المشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية، في الحصول على احتياجات مناسبة من البضائع، نظراً للتخفيض المخصص لهم.
وافتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني (الأسواق التعاونية) نهاية الأسبوع الماضي، تحت إسم (تعاون هايبر ماركت)، بمعدل 6 مراكز متفرقة في احياء كبيرة وسط بغداد، على أن يتم إنجاز الأعمال التنفيذية لقرابة 23 مشروعاً مشابهاً، وسط طموح أكبر يستهدف افتتاح 150 مركزاً في عموم المحافظات، ستشكل جميعها منافذ بيع تحت رقابة الدولة وخاضعة لمعايير السيطرة النوعية.
ومن الملاحظ، بحسب آراء المتبضعين، أن سعر كيلو لحم الغنم 16 ألف دينار في (تعاون هايبر ماركت)، أو (أسواق وفر)، مقارنة بالأسواق التجارية الأخرى، التي قد يصل فيها سعر كيلو لحم الغنم إلى 23 ألف دينار، وقائمة المقارنات تشمل كيلو الدجاج قرابة 4 آلاف دينار في (هايبر + وفر)، مقابل 6 آلاف في الأسواق الأخرى، وسعر طبقة البيض 4 آلاف مقابل 6 آلاف.
وتحظى المنتجات المحلية في (الأسواق التعاونية) على نسبة الطلب الأكبر، سيما منتجات اللحوم والخضروات والفواكه، وهي بطبيعة الحال (عضوية / Organic)، اي خالية من المدعمات الكيميائية، وتحديداً منتجات العتبات المقدسة في كربلاء.
#شبكة_انفو_بلس