جماعة (إيران فوبيا) في العراق

لعل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته إلى لندن تحدث لقناة BBC عن هذه الحالة المرضية، (فوبيا إيران)، التي تعشعش في عقلية بعض النشطاء المعلقين والمحللين والإعلاميين داخل العراق وخارجه
كتب / سلام عادل
بعد أن وصل الوفد الإيراني إلى فندق كمبنسكي، والوفد الأمريكي إلى فندق مندرين، وكلاهما في العاصمة العُمانية مسقط، وبعد ذلك انطلقت الجولة الاولى من التفاهمات بإيجابية، بدا أن مسار التصعيد بين واشنطن وطهران ذاهب نحو التهدئة، وهو ما جعل صناع الأزمات في الشرق الأوسط يدخلون في حالة هستيريا التحليل، على رأسهم إسرائيل بالطبع، التي باتت وكأنها في حالة عزلة دولية.
وكانت الأيام، التي سبقت لقاء مسقط، غارقة بالتشاؤم جراء التهويل والمبالغات حول إمكانية اندلاع حرب خليج ثالثة، إلا أن دبلوماسية العُمانيين أثبتت قدرات توازي أو تفوق قدرات سويسرا في نزع فتيل الأزمات، ومن بين ذلك رفض العُمانيين نقل رسالة ترامب المذيلة بالتهديد إلى المرشد الأعلى الإيراني، باعتبار أن الوسيط الناجح يسعى للوئام كهدف أساسي، الأمر الذي أنيط بالإمارات لاحقاً بواسطة أنور قرقاش مستشار محمد بن زايد، فيما كانت إيران ذكية في الرد، وفي دعم المفاوض العُماني الناجح، حين اختارت أن يكون ردها برسالة عبر مسقط.
وعلى عكس الموقف السعودي الرافض للمفاوضات بين إيران وأوباما سنة 2015 نرى الرياض هذه المرة ترحب بمفاوضات إيران ترامب، وهو انعكاس للعلاقات الطيبة بين السعودية وإيران، وتنامي الرغبة بالاستقرار والازدهار بين أطراف الخليج.
ومع ذلك تذهب بعض القوى المحسوبة على المدنيين في العراق نحو تقديم صورة مغايرة، يركض معهم في هذا المضمار بقايا البعثيين، من ناحية تقديم افتراضات يجري تسويقها إعلامياً هنا وهناك بصورة ساذجة، توحي بأن إيران ضعيفة، أو أن العراق مرتعب، أو أن أمريكا جدار صلب غير قابل للكسر، دون الأخذ بالاعتبار القاعدة الأساسية في العلاقات الدولية المبنية على منطق المصالح وليس الحب والكراهية.
وعموماً، تبدو المشاعر المعادية لإيران، وتعبيرات الكراهية تجاه كل صغير وكبيرة، مجرد ازدراء غير عقلاني، إذا لم نقل حالة مرضية توجب المراجعة الطبية والخضوع لعلاج نفسي، وتحديداً حين يتحول هذا (الرِهاب) أو (عُصاب المخاوف) إلى متبنى سياسي، لوحظ ذلك مؤخراً لدى مجموعة كوردية من المرتزقة تعمل في واشنطن على تشريع قانون أمريكي يهدف إلى (تحرير العراق من النفوذ الإيراني)، وهو يكشف دون أدنى شك عن تفكير سياسي مضطرب ومرضي لابد أن يصنف على كونه (فوبيا).
ولعل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته إلى لندن تحدث لقناة BBC عن هذه الحالة المرضية، (فوبيا إيران)، التي تعشعش في عقلية بعض النشطاء المعلقين والمحللين والإعلاميين داخل العراق وخارجه، الذين لا يرون في العلاقات الجيدة بين العراق وإيران مساراً سليماً في العلاقات الدولية، وبكون العراق يتبنى سياسة (صفر مشاكل) مع جميع الدول، لا سيما دول الجوار الإقليمي وعلى رأسهم الجار الأكبر إيران.
#شبكة_انفو_بلس