عن (الضرطه) الإسرائيلية في آخر الليل
يُذكر أن الشعر العربي عبر تاريخه الطويل احتوى على العديد من القصائد وأبيات الهجاء، بعضها اشتمل على كلمة (ضراط)، والتي تندرج في سياق الاستهزاء والاستخفاف، وحتى البغداديون في أمثالهم استخدموا هذه المفردة للتقليل من أهمية بعض الأفعال والأشخاص
كتب / سلام عادل
أنجزت الحكومة الاسرائيلية فجر يوم السبت ما وعدت به من رد على طهران، على خلفية تعرضها لوابل من الصواريخ الايرانية مطلع شهر اكتوبر، بحدود 250 صاروخاً فرط صوتي، دكت مواقع عسكرية متفرقة داخل الأراضي الفلسطينية المغتصبة، ضمن عملية (الوعد الصادق 2)، إلا أن الرد الإسرائيلي، الذي استغرق التحضير له حوالي 25 يوماً لم يكن بالمستوى المطلوب، ولا حتى بالحد الادنى المتعارف عليه في المواجهات العسكرية لخلق حالة توازن.
ومن هنا بدت حكومة نتنياهو في موقف ضعيف لم تشهده إسرائيل منذ 75 سنة، خصوصاً حين اتخذت الحكومة قرار الرد العسكري على ايران من داخل ملاجئ حصينة تحت الارض، خوفاً ورعباً، بل وشعب إسرائيل بالكامل كان في حينها أيضاً داخل الملاجئ، في الوقت نفسه كانت عواصم الممانعة (طهران، بغداد، دمشق)، تعيش حياة سهرة طبيعية، وفي أقصى حد كان سكان البلاد الثلاثة يتابعون عبر شاشات التلفزيون هذه الضربة الاسرائيلية الضعيفة جداً وغير المؤثرة.
ويذكر أن الشعر العربي عبر تاريخه الطويل احتوى على العديد من القصائد وأبيات الهجاء، بعضها اشتمل على كلمة (ضراط)، والتي تندرج في سياق الاستهزاء والاستخفاف، وحتى البغداديون في أمثالهم استخدموا هذه المفردة للتقليل من أهمية بعض الأفعال والأشخاص، كما قيل في أحد الأمثال "ضرطه بسوگ الصفافير"، ومعناها صوت لا يمكن سماعه بين زحمة مجموعة اصوات قوية تخرج نتيجة الطرق اثناء صناعة الأواني النحاسية، التي يختص بها سوق الصفافير في العاصمة العراقية.
وفي إطار هذا الرد العسكري، الذي استخدمت فيه طائرات أمريكية متطورة جداً وصواريخ ذكية، وقيل إنه بشراكة أمريكية - اسرائيلية، صرنا نستذكر بيتاً من الشعر العربي مجهول النسب، (كلا الأخوين ضرّاطٌ ولكن .. شهاب الدين اضرطُ من أخيهِ)، ولا شك من كون شهاب الدين هنا هو نتنياهو، الذي خسر تقريباً جميع فعالياته العسكرية في مواجهة قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، باستثناء جرائم الإبادة الجماعية وتهجير السكان المدنيين العزل.
ولذلك يكون من المناسب وصف (الضربة) الاسرائيلية على ايران بـ(الضرطه) الاسرائيلية، وهو ما دفع احد الأصدقاء لصياغة بيت من الشعر قال فيه (ضحك الجميعُ وضجت الأفواهُ .. والسر يكمن ب"ضراط" النتن ياهو)، ولعل ما جرى ويجري منذ السابع من اكتوبر حين اندلع طوفان الأقصى، بات يفرض تعديل المقاييس، التي كان يحسب فيها لقوة إسرائيل حساب، باعتبار أن الكيان الخاسر في الميدان صار عبارة عن مكب صواريخ وقاذفات سقطت على إثرها جميع قببه الحديدية، التي اتضحت أنها كارتونية.
وفي الختام .. على إسرائيل أن تنتظر (الوعد الصادق 3)، الذي سينتزع باب خيبر ويعيد الكيان إلى ما قبل 1948، حين كان فيه بني صهيون عبارة عن مجموعة لقطاء ومشردين جاءوا من عدة بلدان ليغتصبوا أرضاً ومقدسات ستعاد لها الأمجاد، وهو قطعاً وعد ونصر سيتحقق على يد رجال هذه الأمة الشجعان، وقطعاً سوف لن ننتظر من إسرائيل غير المزيد من (الضراط).
#شبكة_انفو_بلس