edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. في ظلال المواجهة: كيف قاد المرشد الايراني الرد؟

في ظلال المواجهة: كيف قاد المرشد الايراني الرد؟

  • 8 تموز
في ظلال المواجهة: كيف قاد المرشد الايراني الرد؟

بعيدًا عن أي خلفيات مسبقة أو انطباعات متشكلة سلفًا – تلك التي تصنف البشر على أساس المنطقة، أو الدين، أو اللون – وأي ارتباط قد يؤدي إلى تقييم غير موضوعي أو أكاديمي، تأتي هذه القراءة كملاحظات سريعة

 

بعيدًا عن أي خلفيات مسبقة أو انطباعات متشكلة سلفًا – تلك التي تصنف البشر على أساس المنطقة، أو الدين، أو اللون – وأي ارتباط قد يؤدي إلى تقييم غير موضوعي أو أكاديمي، تأتي هذه القراءة كملاحظات سريعة، لا تدّعي الإحاطة الشاملة، بل هي أقرب إلى تأمل متأنٍ لتطورات الحرب الأخيرة من زاوية شخصية المرشد الإيراني، السيد علي خامنئي، قائد الثورة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ما يمكن وصفه بثقة وإدارة معركة الردع.

 

الهادئ القوي.. 

 

لم تكن الصواريخ قد انطلقت بعد، ولا الطائرات الإسرائيلية قد خرقت حدود وأجواء العراق، لكن الحرب كانت قائمة في العقل، في البيانات، في الرسائل التي تُكتب بالرمز وتُقرأ بالشيفرة. ثمة ما يثير الإعجاب في إدارة المعركة من زاوية المرشد الإيراني؛ منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها طبول الحرب تُقرع من “تل أبيب”، بدا خامنئي كقائد أوركسترا يضبط مقام موسيقى العاصفة القادمة.

إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، دخلت منذ سنوات في طورٍ من الهوس الاستراتيجي: هدفها المعلن “منع إيران من بلوغ العتبة النووية”، ولو اقتضى الأمر ضربات عسكرية مباشرة مهما كلّف الثمن. لم تكن التهديدات مجرد كلام؛ الطائرات كانت بالفعل في السماء، وخلايا الموساد تتحرك على الأرض الإيرانية كما أُعلن رسميًا، فيما كشفت طهران عن عمليات سيبرانية تضرب من “تل أبيب” إلى العمق الإيراني.

السؤال حينها لم يكن: هل تستطيع إسرائيل؟ بل: هل سترد إيران؟ وكيف؟ وبأي شكل؟

 

وهنا كان دور المرشد..

 

 

كأن المرشد الايراني أمسك بخيوط اللعبة من أعلى السطح.. مطلا على مسرج المنطقة بأكمله.. لا يُستدرج.. لا ينفعل ابدا.. وقطعا لا يندفع.. هكذا كان المشهد إيرانيا باردا يُستشعر منه الخطر.. برغم هبة إعلامية غربية - عربية حليفة لإسرائيل او لحلفاء إسرائيل في المنطقة.. تبدأ من الاعلام وشاشات المحطات مرورا بوسائل التواصل الاجتماعي.. وصولا للمحتفلين باكرا بالضربة الإسرائيلية.. وكلهم واكبوا الغارات والعمل الأمني في اغتيال القادة والعلماء الإيرانيين.. وبدأوا تسطير المنجز الأمني والعسكري الإسرائيلي في الضربات الخاطفة.. ووضعت الساعة الرملية او العداد العكسي للسيناريو الإسرائيلي الذي قد طلّ أخيرا.. في وقت لم ترتبك حسابات طهران نفسها وهي من كانت هدفا نفذت في قلبه ضربة او ضربات خاطفة.. بقدر ارتباك دول الضفة الأخرى من الخليج.

 

في المنطقة كان الصدى المسموع من نداء طهران: نحن لا نرد على الصوت.. بل على الفعل.. ولا على الفعل حسب... بل على ما بعده.. بمعنى اخر.. فان المرشد الايراني لم يكن يريد ردا عسكريا تقليديا.. يجعل من طهران بصورة خصم متسرع.. بل أراد أن يدير المعركة وان يحولها إلى حرب مواقع سياسية وأخلاقية..

 

حين غارت إسرائيل على أهداف في طهران واصفهان وابتدأت الحرب بذلك.. لم تكن الردود الفورية من طهران سوى رسائل مضادة من طراز مختلف وجديد.. برغم أن المعركة بدأت قبل الغارات.. بدأ الصمت الايراني أولا.. تلاه خطاب من المرشد الإيراني مضمونه: "من يلعب بالنار سيحترق بها...."

 

لم تكن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على إيران عملية عسكرية عابرة.. كانت العملية كاشفة لعمق التحول في موازين القوى الإقليمية.. وسلطت الضوء على رجل واحد.. المرشد الإيراني.. 

 

انتظر الجميع إشارته.. في مشهد تصاعدت معه ألحان الحرب والبيانات المواقف.. 

كان الرجل في تصوير الاعلام الغربي كواقف على جبل اهتزت أطرافه وتضعضت سفوحه.. رغم ذاك فإنه أدار دفة الحرب بحكمة الشيوخ.. وبصمت الصقور متأنيا في حركته.. حتى إذا حان حينه بسط قبضته على خصمه.

 

تذكير فرط صوتي بتوازن لا يختل..

 

قاد المرشد الإيراني ما يشبه معركة عقل طويلة النفس امتدت من طهران إلى دمشق ومن بغداد إلى بيروت ثم ضربت عمق "تل أبيب".. إسرائيل صعدت الموقف بالضربات الجوية والعمليات النفسية.. وراهن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو -كما في مرات كثيرة- على رد فعل انفعالي إيراني يبرر تصعيدا أكبر أو ربما حربا شاملة تدخل واشنطن على الخط.. لكن الخطوات الإيرانية بيد المرشد الذي جاوز الثمانين عاما كأنها حركة لاعب شطرنج عتيق.. يعرف أن الخصم يريدك أن تتحرك أولا.. وأن الخديعة تكمن في السرعة..

 

 

لم يصدر بيانا متشنجا.. لم يتوعد بحرب مفتوحة.. بل سمح لحرس الثورة أن يتحدث بحدود مرسومة بذكاء.. وللإعلام أن يرفع منسوب التحدي.. وثم ماذا تلا ذلك؟.. جاءت الضربة الإيرانية لاحقا: (دقيقة.. مزدوجة.. مؤلمة) في أول رد على الغارات الإسرائيلية لمنشآت حساسة وشخصيات قيادية مسؤولة بارزة.. لم تكن ضربة ثأر فحسب.. بل لوحة بألوان فارسية تعطي تفسيرا واحدا.. إنها ضربة تذكير بأن التوازن لم يختل.. ولن يسمح بذلك.

 

في مقارنة عابرة في حسابات السياسة المجردة بين المرشد السيد على خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -وفي ذلك إجحاف ليس أوان توضيحه الآن- تبدو الصورة مقلوبة بالمعنى.. فالإسرائيلي الذي يفاخر بالشباب السياسي والتواصل الغربي.. اتضح خلال الحرب مرهقا.. أدار حربا نجح في تكتيكات سبقت العدوان على إيران.. لكن حسابات المواجهة مع طهران ليس بسهولة الوعيد.. كما بدا مأزوما في الكنيست وفي تشكيلته الوزارية مأخوذا بالرغبة في استعادة توازن مفقود منذ 7 أكتوبر 2023.. فيما المرشد الإيراني.. فبدا: كما لو أنه يخرج من الظلال ليعيد تشكيل المشهد بعبارات قليلة.. وقرارات محسوبة.. ورسائل لا تقرأ في الصحف بل تفهم في مراكز القرار..

 

سِنّهُ لم يكن عائقاً.. بل بدا هذا الشيخ الفريد مصدراً لهيبة الدولة في لحظة اضطراب.. أصبح الزمن حليفاً في حين الانكسار والصبر تكتيكاً له مفاعيله.. والسكوت سلاحا.. وهكذا كان.. المرشد الذي عاش ثورة الخميني والحرب مع العراق وصراع النووي وقبل ذلك الحصار.. وبعد ذلك كله الربيع العربي.. وصعود داعش.. وسقوط كابول.. بدا مستوعبًا لكل ذلك وهو يرد على أخطر عدوان مباشر منذ عقود.. دون أن يقلب الطاولة.

 

 

وفي واحدة من مفاجآت المواجهة الأخيرة.. كانت الاصطفافات التي كسرت الحواجز المذهبية.. باكستان سنية الهوى والميل وقفت على جبهة إيران -لأسباب استراتيجية بالأساس- لكن موقف اسلام اباد ساهم في إعادة تعريف الصراع خارج إطار الاصطفافات الطائفية التقليدية -على الأقل في عالمنا العربي- كانت رسالة واضحة تقول فيها: آن أوان أن نفكر في موقع إسرائيل من العالم الإسلامي.. لا في موقع إيران من المذهب.

 

ومرة اخرى تنتظر ظلال المرشد الإيراني.. لا بوصفه رمزا شيعيا.. بل قائدا لدولة لديها مشروع.. تدير تحالفاتها.. وتعرف كيف تتواصل مع الشرق الآسيوي كما مع غرب آسيا... فيما لم يكن الخطاب الذي صدر من طهران لا مذهبيا.. ولا عقائديا.. بل عاقلا ومنضبطا مؤسساتيا في لحظة التباس لدى العالم العربي ليس معروفا سببها حتى الان! وهذا ما أعاد رسم الصورة السياسية للنظام الإيراني حتى في أذهان خصومه..

 

دروس للعرب ورفض لـ”الدولة الرخوة”

 

في خضم الغضب العربي الشعبي بسبب الانحياز الغربي الواضح لتل أبيب.. برز تساؤل كبير لا يمكن إنكاره مهما ساعدت الميديا العربية في تلوين شاشات التلفزة بجدولة البرامج الترفيهية.. كان سؤالا مدويا فعلا: لماذا تبدو إيران.. رغم الحصار والاختلاف.. أكثر جرأة من العرب؟ قد يرى البعض انها دولة مؤدلجة.. وقد يرى آخرون: انها بلا حسابات خليجية معقدة.. لكن الحقيقة الأهم أن لديها قيادة مركزية وعقلا حاكما وشبكة قرار لا تنكسر عند أول عاصفة.

 

 

من هنا.. تطرح ضرورة التفكير الجاد فيما يمكن أن يتعلمه العرب من المرشد الإيراني.. لا كمذهب.. بل نموذجا في ضبط القرار.. والإيمان بجدوى الدولة العميقة.. والتمسك بمشروع ممتد.. وهذه بالمناسبة ليست دعوة لمحاكاة ولاية الفقيه.. بل الانتباه إلى أهمية وجود "عقل مرجعي" يُوازن الداخل والخارج.. لا تذروه الرياح كما فعلت في عواصم عربية كثيرة قيل انها وازنة!

 

والعبرة لا تقتصر على ما فعله المرشد الايراني في مواجهة الحرب الإسرائيلية على بلاده.. بل كونه لم يسمح يوما -كما اتضح خلال الحرب- في ان تتحول إيران إلى دولة رخوة.. أو أن ينقسم القرار فيها بين رجال دين وأمن واقتصاد.. هناك رأس واحد ومشروع واحد.. وان وجدت بطبيعة الحال خلافات داخلية.. فذلك ما يتم ضبطه من خلال مؤسسات لا تمزقها الساحات.. وهكذا اتقن الشيخ إدارة حرب سيقدمها الإيرانيون وحلفاؤهم رمزا كسرت به معادلة تفرد إسرائيل في رسم ملامح المنطقة.

 

المرشد الايراني لم يكن فقيها فقط.. بل مفكرا سياسيا.. ومراقبا دقيقا لكل ما يجري. وهو شاعر أحيانا!.. وهذا ما أعطى تجربته بعدا مختلفا عن أي زعيم.. سواء في التاريخ الإسلامي أو حتى في التجارب الغربية.. هو ليس البابا..ليس الخليفة.. ليس الرئيس.. هو المرشد.. بكل ما تحمله الكلمة من دلالات ثقافية وفكرية ونفسية. مرشد لدولة.

 

وإذا كانت التجارب الدينية في الحكم غالبا ما تفشل بفعل الجمود أو التسلط.. فإن تجربة المرشد الايراني تظهر كيف يمكن لرجل دين أن يصبح رجل دولة من الطراز الأول.. إذا امتلك أدوات الفكر والتكتيك والصبر.. والزهد عن ضوء الكاميرات.

 

الخلاصة بـ”المشروع دائماً”

 

لم تطلق طهران احتفالا صاخبا.. لكن العالم كله.. من بكين إلى واشنطن.. قرأ الرسالة: إيران باقية. والمرشد يدير. وإسرائيل لم تعد قادرة على الضرب والخروج دون رد.

 

درس مفتوح للعرب.. المسألة ليست في المذهب ولا العقيدة.. بل في وجود رجل يحمل مشروعا.. يتقن ما يريده من مشروعه ويعرف كيف يحميه.. ومتى يرفع الصوت.. ومتى يصمت ليسمع صمته أكثر من كل صراخ المتصارعين.

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
الانتخابات العراقية شرعية القضاء وليس شرعية يونامي

الانتخابات العراقية شرعية القضاء وليس شرعية يونامي

  • 22 تموز
رسالة المرجعية إلى الإطار  المعلن أكثر من المخفي

رسالة المرجعية إلى الإطار  المعلن أكثر من المخفي

  • 20 تموز
الحشد الشعبي .. عينٌ على (تقرير كروكر)

الحشد الشعبي .. عينٌ على (تقرير كروكر)

  • 15 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة