لماذا يكره العدو هذا المنبر؟

أغلق الشارع من الرصيف إلى الرصيف بدءاً من مدخل شارع الطوسي باتجاه مدخل السوق الكبير وتحول إلى بحر بشري يموج بالسواد اليافع إذ كان أغلب الحضور المتحمس من فئة الشباب العشرينيين الفئة التي نعدها في قلب الخطر الفكري ومرمى سهام العدو وهي كذلك بلا شك.
كتب أحدهم
البارحة وُفقت لحضور مجلس (كرار أبو غنيم) في مدينة علي العظيم
قيل لي إن المجلس يبدأ في الواحدة فجراً لكن عليك الحضور قبل ساعتين على الأقل وإلا فلن تجد محط قدم!
أغلق الشارع من الرصيف إلى الرصيف بدءاً من مدخل شارع الطوسي باتجاه مدخل السوق الكبير وتحول إلى بحر بشري يموج بالسواد اليافع إذ كان أغلب الحضور المتحمس من فئة الشباب العشرينيين الفئة التي نعدها في قلب الخطر الفكري ومرمى سهام العدو وهي كذلك بلا شك.
فكّرت أن الجلوس بهذا التحشّد والتزاحم لساعات يضع الهمم ويتعب الأجسام ولكن ما إن بدأ كرار قصيدته (الگعدية) حتى هب آلاف الشباب كالمجانين بتفاعل عجيب لم أرَ قط مثله في أي زمان ومكان طوال عمري.
ساعة واحدة لا أبالغ إن قلت عنها تعادل سنة. شحن ثوري هادر
وتنظيف روحي من كل أشكال الدنس..إمداد هائل بالطاقة التي تنازع أرواح النشء الجديد لاكتسابها.
لوهلة كنت أتبسم وهو مجلس عزاء.. لقد كان مشهد فخر وسرور بهذا الطوفان من العنفوان
أقلب نظري في أبعاده وأرى جواباً جلياً: لماذا يكرهون هذا المنبر؟
إننا لم نلتفت بتركيز وتمعن لهذا الجانب في مجالسنا من قبل فنحن بفطرتنا وعقيدتنا أقمنا العزاء وعاهدنا أن نموت عليه ودونه حباً ومودة وحزناً على عشق لا نريد به جزاء ولا شكوراً لذلك لم ندقق في ما يصنع بالشباب تحديداً حتى نبّهنا العدو لذلك
هذا العزاء تطعيم سنوي لا يمكن للمواظب عليه أن يذوب في سموم أمريكا التي تريد جيلاً منحلاً منحطاً. لا أقول إنه يمنح العصمة أبداً فهذا ما لم يقدر عليه الأنبياء والرسل ولكنه تحصين وسلطان ينصر صاحبه أمام أشرس موجات الرداءة الغربية والتسافل. إنه القدرة الخفية التي تقلب صاحبها فدائياً شرساً إذا ما لمح تهديداً لأرض مقدساته أو تدنيساً من بني التطبيع.
لذلك يريدون إنهاءه بكل أشكال الحرب. ليس الآن بل منذ سبعينيات القرن الماضي على الأقل
#شبكة_انفو_بلس