لأول مرة منذ 20 عاما.. العراق يسيطر بنسبة 100% على حدوده مع سوريا: كيف تحقق ذلك؟
انفوبلس/ تقرير
أكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية مؤخراً، إحكام سيطرتها على الشريط الحدودي مع سوريا ومنع عمليات تسلّل العناصر الإرهابية إلى البلاد لأول مرة منذ غزو العراق عام 2003، وذلك بعد نصب حواجز وأجهزة مراقبة وأبراج استطلاع وأسلاك شائكة وخندق مانع وخطوط دفاعية، وكذلك جهود القوات الأمنية بمختلف أصنافها.
ووفقاً للمتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي في تصريحات للصحفيين، فإنّ "العام الحالي سيكون مميزاً من خلال الجهد الاستخباري والضغط الكبير على تنظيم داعش، إذ تستمر عمليات ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم". مضيفاً، أنّ "الأجهزة الاستخبارية، ومنها جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الوطني، نفذت عمليات أدت إلى مقتل عدد من الإرهابيين خلال الأسبوع الماضي واعتقال آخرين يشغلون مناصب إدارية في التنظيم الإرهابي".
وكان الأمن العراقي قد كثّف العمل الاستخباري بمتابعة وتحديد تحركات عناصر تنظيم "داعش" في عموم المحافظات، ضمن استراتيجية أمنية جديدة اعتمدها بالتوازي مع التحرك الميداني، وهو ما نتج عنه تراجع واضح بأعمال العنف والهجمات التي كانت قد نشطت في مطلع العام الجاري.
الخفاجي أكد، أنّ "شلّ حركة الإرهابيين في أعقد المناطق الجغرافية، جاء بفعل التنسيق بين الجهات الأمنية المختلفة، من نواحي المراقبة والتحليل والتخطيط والتوزيع ومن ثم تنفيذ ضربات جوية دقيقة". مشيراً إلى، أنّ "القوات المسلحة تعتمد على المواطن بنحو كبير في تقديم المعلومات الأمنية إلى الأجهزة الاستخبارية بشأن تحركات العناصر الإرهابية".
* العراق يسيطر بنسبة 100% على حدوده مع سوريا
ولفت إلى إحكام السيطرة على الشريط الحدودي مع سوريا الذي يمتد إلى أكثر من 610 كيلومترات". مشدداً على، أنّ "هذه العملية جاءت بعد نصب حواجز وأجهزة مراقبة وأبراج استطلاع وأسلاك شائكة وخندق مانع وخطوط دفاعية". وأكد الخفاجي وجود مراقبة مستمرة واستطلاع متواصل للحدود السوريّة، معتبراً أنّ "هذه الإجراءات أثبتت توقف تسلّل الإرهابيين عبر تلك المناطق".
كما أشار إلى، أنّ "الواقع أثبت أن تنظيم داعش الارهابي فقد القيام بكل مبادرة أو عمل إرهابي وذلك في مناطق كانت توصَف بأنها معقّدة جغرافياً سواء جنوب غرب كركوك، وشمال الثرثار، وصحراء الأنبار وجنوب غربها، وصحراء الرطبة، وسلسلة جبال حمرين وبحيرتها، ومكحول". مؤكداً، أن "قواتنا استطاعت من خلال عمليات نوعية وتواجد مكثّف بهذه المناطق أن تحرم العدو من أي تأثير يُذكر".
وخلال العامين الماضين أجرت القوات العراقية، عمليات عسكرية متتابعة لضبط أمن الحدود مع سوريا، ضمن محافظتي الأنبار ونينوى، تضمنت نشر وحدات عسكرية واستبدال أخرى، ونصب أبراج وكاميرات مراقبة وغير ذلك من الإجراءات، كما نفّذت عمليات عسكرية بإسناد من قبل الطيران العراقي، لمنع عمليات تسلل.
*العراق يبني حاجزا خرسانيا على حدوده مع سوريا
أنهى العراق العام الماضي، بناء حاجز خرساني عند حدوده الغربية مع سوريا، التي يناهز طولها 610 كيلومترات. وقال مصدر عسكري عراقي رفيع، إن "قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش العراقي نجحت بنصب حاجز خرساني في منطقة جبل سنجار بمحافظة نينوى على الحدود مع سوريا".
وأضاف، أن الهدف قطع الطريق أمام تسلل عناصر من تنظيم داعش الإرهابي"، موضحاً أنه "تمّ نشر قوات أمنية خلف هذا الجدار" الذي يبلغ ارتفاعه 3.5 أمتار، ويمتدّ إلى 10 كيلومترات".
وأشار المصدر العسكري إلى أن هذا الجدار "مرحلة أولى" إذ تنوي السلطات الأمنية في مرحلة ثانية "غلق المناطق الحدودية كافة مع سوريا التي قد يتسلل منها عناصر للتنظيم". وأكّد أن العمل "مستمر" بدون أن يحدد الطول النهائي للجدار أو متى سينتهي العمل به.
يُذكر أن مشروع إنشاء السور الأمني على طول الحدود العراقية مع سوريا بدأ ومنذ منتصف عام 2018، والبالغ نحو 620 كيلومتراً.
ونقل العراق خلال السنوات الماضية عشرات الآلاف من العوارض الإسمنتية التي كانت داخل المدن، مستغلاً التحسّن الأمني فيها إلى الشريط الحدودي مع سوريا، من ناحية الغرب تحديداً، مع إشراك وحدات الجيش وحرس الحدود في مهام التحصين.
ويمثل ملف الحدود العراقية السوريّة، البالغة نحو 620 كيلومتراً ــ وتمتد من محافظة الأنبار غربي العراق التي تقابلها بلدة البوكمال من الجهة السوريّة، وصولاً إلى محافظة نينوى التي تقابلها من الجانب السوري محافظة الحسكة ــ يمثل أحد أبرز التحديات الأمنية للعراق، ويُقدّر عدد القوات العراقية التي تنتشر على طول الحدود بأكثر من 50 ألف جندي، موزَّعين بين قوات حرس الحدود والجيش والشرطة الاتحادية، إضافة إلى الحشد الشعبي.
من جهته، بيَّن الخبير الأمني طارق العسل، أن "الجدار الأمني والعوازل الخراسانية، تُعد من أكثر المصدّات التي تمنع استمرار التهريب وتسلّل الإرهابيين، لكن الأمر أيضاً يعتمد على نوعية القوات الماسكة للمناطق الحدودية".
*مخطط أمريكي "خبيث"
وكشفت مصادر أمنية في محافظة الأنبار، عن مخطط أمريكي يهدف إلى إبعاد قوات الحشد الشعبي عن مناطق الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار. وقالت المصادر، إن "القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدتي الأسد الجوية بناحية البغدادي بقضاء هيت غربي الأنبار والتنف السوري وبحسب معلومات مُسرَّبة تُفيد بوجود مخطط لإفراغ قوات الحشد الشعبي وإبعادهم عن مناطق الشريط الحدودي مع سوريا غربي اأانبار، لدواعٍ لم تتضح معالمها بعد لوجود تكتيم من الجانب الأمريكي على هذا الإجراء ".
وأضافت المصادر، إن "القوات الأمريكية تحاول وبشتّى الوسائل غير المعلنة إبعاد قوات الحشد الشعبي عن هذه المناطق كونها ترفض الانصياع لأوامرها عند تنفيذها لعمليات استطلاع برّي قريبة من مواقع الحشد". وأشارت إلى، أن "أمريكا تحرّك أطرافا سياسية تابعة لها لتحقيق مخططاتها الرامية إلى إبعاد قوات الحشد الشعبي عن مناطق تواجدها".
ووفقا للمصادر، فإن "قيادات من الحشد الشعبي رفضت ولمرات عديدة أوامر القوات الأمريكية في السماح من اقتراب قواتها من مناطق تابعة للحشد على الشريط الحدودي مع سوريا. مؤكدة، إن "مواقع قوات الحشد الشعبي كافة متواجدة على طول الشريط الحدودي مع سوريا ولم يطرأ عليها أي تغير".
ومنذ سنوات، عزّزت قوات الحشد الشعبي انتشارها على الحدود العراقية – السوريّة، لتأمينها من تسلّل الإرهابيين والدواعش وكان لها دور "بارز" في السيطرة عليها.
* مراجعة للخطط الأمنية
وأجرى المجلس الاستخباري العراقي، مراجعة لخططه للمرحلة المقبلة، بملاحقة الجماعات الإرهابية وتضييق الخناق عليها، محذّراً من التراخي بتنفيذ الخطط.
وترأس مستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، اجتماعاً لمجلس الاستخبارات الوطني، بحضور أعضاء مجتمع الاستخبارات والقيادات الاستخبارية.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتبه، فإنّ "الاجتماع ناقش الموضوعات المُدرَجة في جدول أعماله، واتخذ القرارات والتوصيات اللازمة بشأنها، وشدد على أهمية الاستمرار بملاحقة الجماعات الإرهابية، وعدم التراخي في أمن الوطن والمواطن، وكذلك متابعة مصادر تمويل الإرهاب (البشرية والمالية والإعلامية)، لتجفيفها وقطع أوصالها".
وأضاف، أنّ "المجلس ناقش الخطط والمهام المرسومة للأجهزة الأمنية والاستخبارية، من أجل تقييمها وتحديثها، بما يتماشى ومتطلبات تحقيق أعلى نسب من الأمن والاستقرار في البلاد".
ونجح الطيران العراقي خلال الشهرين الأخيرين، بتنفيذ ضربات جوية استهدفت تحركات عناصر تنظيم "داعش" بالمحافظات المُحرَّرة (ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار)، ضمن استراتيجية وضعتها لسلب عناصر التنظيم القُدرة على تنفيذ الهجمات المباغتة، وقد أوقعت الضربات قتلى من عناصر الأمن.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد سيطر على عدد من المحافظات في عام 2014، وكان قبلها قد سيطر على مناطق داخل الأراضي السوريّة وكان يتنقل بين البلدين بأريحية قبل أن يتعرّض إلى خسائر كبيرة في معارك مع القوات الأمنية والحشد الشعبي.