معوقات تواجه السفر العلاجي والسياحي.. فشل المصارف الحكومية في خدمة المسافرين يتسبب بارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي
انفوبلس..
شهدت اسعار صرف الدولار، اليوم الخميس، ارتفاعا في أسواق بغداد، وارتفعت اسعار الصرف مع افتتاح بورصتي الكفاح والحارثية لتسجل 156.000 دينار مقابل 100 دولار، فيما سجلت أسعار البيع ليوم أمس الأربعاء 155.600 دينار مقابل كل 100 دولار.
كما ارتفعت أسعار البيع في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد، حيث بلغ سعر البيع 157.000 دينار عراقي، بينما بلغ الشراء 155.000 دينار لكل 100 دولار.
ومنذ أكثر من 7 أشهر، وتحديدا منذ بدء عمل البنك المركزي بالمنصة الإلكترونية ونظام التحويل المالي الدولي "سويفت" (SWIFT)، لم تشهد أسعار صرف الدولار في العراق استقرارا رغم محاولات الحكومة والبنك المركزي السيطرة على سعر الصرف في الأسواق الموازية (السوداء).
وقرر البنك المركزي العراقي، في وقت سابق، تعديل سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، إذ بلغ سعر شراء الدولار من وزارة الماليَّة 1300 دينار لكل دولار وبيعه بـ(1310) دينار لكل دولار إلى المصارف من خلال المنصة الإلكترونية، ويُباع بـ(1320) دينار لكل دولار من المصارف والمؤسسات المالية غير المصرفية للمستفيد النهائي.
المسافرون يلجأون للسوق الموازي
90 بالمئة من المسافرين خارج العراق يلجأون إلى السوق الموازي لتأمين الدولار
وأكدت غرفة التجارة في محافظة ديالى، اليوم الخميس، أن "90 بالمئة من المسافرين خارج العراق يلجأون إلى السوق الموازي لتأمين الدولار".
وتشهد أسعار صرف الدولار في الاسواق المحلية العراقية قفزات غير مستقرة حتى اقتربت لتلامس الـ160 الف دينار لكل 100 دولار، وذلك بالتزامن مع معلومات عن نوايا امريكية لفرض عقوبات على مصارف جديدة غير ملتزمة بشروط نقل وتمويل التجارة باستخدام الدولار.
وقال رئيس الغرفة، محمد التميمي، إن "ارتفاع الدولار لن يتوقف لأسباب عدة منها لجوء 90 بالمئة من المسافرين خارج البلاد الى السوق الموازي لتأمين الدولار بسبب التعقيدات وضبابية الإجراءات"، لافتا الى انه "بشكل شخصي لم يحصل على الدولار من خلال المنافذ المعتمدة بالسعر الرسمي لغرض السفر رغم محاولاته المتكررة فما بالك بالبسطاء من المواطنين".
واضاف، أن "عدد المسافرين ليس بقليل وهم يشكلون عاملا ضاغطاً على السوق الموازي لأن معدل الشراء يُقدر بملايين الدولارات يومياً ما يعني زيادة في الاقبال وسط معروض محدود مما يؤدي الى الارتفاع تدريجيا بسعر الصرف"، مشيراً إلى أن "ملف بيع الدولار بالسعر الرسمي للمسافرين يحتاج الى اعادة نظر جدية والاستماع لشكاوى الناس المتكررة".
وأوضح ان" ارتفاع الدولار يعني زيادة الاسعار وبالتالي استنزاف جيوب البسطاء ممن يتأثرون بشكل مباشر، فضلا عن وجود 11% هم تحت خطر الفقر في كل المحافظات".
المضاربة والتهريب يهددان قيمة الدينار
وكان الخبير المالي في سوق بغداد للأوراق المالية حسام الخيزران قد أكد في وقت سابق، أن "المضاربة المتواصلة بالعملة الصعبة، والتهريب ما زالا يهددان قيمة الدينار العراقي".
وأضاف الخيزران أن "شبكات التهريب والمضاربة وجدت طرقاً جديدة لتجنب إجراءات البنك المركزي"، داعياً "السلطات للقيام بخطوات جديدة لمعالجة أزمة تدهور قيمة العملة الوطنية".
واعتبر أن "الأسر تدفع الثمن الأكبر، لكون أغلب المواد الغذائية مستوردة وترتبط بالدولار وليس الدينار"، متوقعاً "ارتفاعاً جديداً في معدلات الفقر بحال استمرار حالة تراجع قيمة الدينار وعدم الاستقرار".
ودعا الباحث الاقتصادي، أحمد عبد ربه، في تصريحات إعلامية، البنك المركزي العراقي إلى إطلاق حزمة إصلاحية جديدة تعيد الاستقرار إلى أسعار صرف الدولار.
بينما أكد الخبير المالي العراقي، زياد الهاشمي، في تدوينة له، أن "شحّ المعروض من الدولار في السوق المحلي أدى إلى ارتفاعات جديدة في أسعار صرفه"، متوقعاً "مزيداً من الارتفاعات".
لا منافذ لبيع العملة في المحافظات
بيع الدولار يقتصر على فروع المصارف ببغداد ومطار بغداد في حين يخلو مطار النجف منها
ويطالب مسافرون من سكان المحافظات العراقية، اليوم الخميس، البنك المركزي العراقي بفتح منافذ لبيع الدولار بالسعر الرسمي في محافظاتهم، بدلا من عناء الرحلة الى العاصمة بغداد.
وقال فيصل أحمد (مسافر من النجف)، اننا "نحتاج للدولار بالسعر الرسمي عند السفر، وخاصة أن تكاليف العلاج الخاص بي عالية جدا"، مبينا ان "بيع الدولار يقتصر على فروع المصارف ببغداد ومطار بغداد في حين يخلو مطار النجف منها".
واضاف ان "فتح منفذ لبيع للدولار في مطار النجف سيجنبنا السفر عن طريق مطار بغداد وخاصة بعد المسافة والحالة المرضية التي اعاني منها او سأكون مضطرا لشراء الدولار من السوق السوداء".
فيما يقول المواطن علي حازم (من كركوك)، إن "شركات الصرافة التي تبيع الدولار بالسعر الرسمي قليلة جدا في المحافظات، ولذلك نجد الزخم الكبير عليها، في حين لا نجد أفرع المصارف الحكومية تمارس هذا النشاط التجاري".
في حين طالب، ابو محمد (مسافر من البصرة) البنك المركزي والحكومة بفتح منافذ أكثر، مشددا على ضرورة أن تُعطى كل المصارف بتخصيص حصة لتقليل الزخم الحاصل وبنفس الوقت سيقلل من ارتفاع أسعار الدولار في السوق السوداء.
ويُمنح المسافر العراقي الى دول حددها البنك المركزي 3000 دولار، وفي حالة العلاج يمنح مع المرافق 6000 دولار بالسعر الرسمي باستثناء إيران وسوريا ولبنان .
وارتفع الدولار امام الدينار العراقي ليبلغ 156 الف دينار بالسوق الموازي في حين يكون السعر الرسمي 132 الف دينار.
وفروع مصرف الرافدين في بغداد المشمولة بإيداع الدينار واستلام الدولار من مطار بغداد وهي (المعرفة - الخضراء - ساحة الفردوس - المشتل - باب المعظم - القدس - الفرع الرئيسي - الامانة العامة لمجلس الوزراء - شارع المحيط - السنك - الحي العربي - حي العامل - براثا - شارع فلسطين).