أسرار لا تعرفها عن مقابلة الـ120 دقيقة لتاكر كارلسون مع بوتين.. الأول تعرض للتوبيخ وظل صامتاً 30 دقيقة! وانفوبلس تكشف تاريخ المذيع الأمريكي الذي أساء للعراق
انفوبلس/ تقرير
في مقابلته التي استغرقت ساعتين مع مقدم البرامج السابق بشبكة Fox News الأمريكية، تاكر كارلسون، أمضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول 30 دقيقة، وهو يلقي خطبة تاريخية عن الأساطير المؤسِّسة لروسيا وأوكرانيا، وتفكُّك الاتحاد السوفييتي، وتوسُّع الناتو، فما تفاصيل المقابلة كاملة؟ ولماذا خلّفت موجة كبيرة من الأصداء العالمية؟
تفاصيل مقابلة تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي.. "بوتين تحدث دون انقطاع والصحفي قضى الوقت صامتاً"
وبحسب ما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، أمضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول 30 دقيقة من المقابلة، وهو يلقي خطبة تاريخية عن الأساطير المؤسِّسة لروسيا وأوكرانيا، وتفكُّك الاتحاد السوفييتي، وتوسُّع الناتو، كما وبَّخ بوتين، المذيعَ الأمريكي عندما قاطعه، واسترسل في الحديث بيقينيةٍ وغطرسة عن شتى الموضوعات، بدايةً من الحرب في أوكرانيا والعلاقات مع الولايات المتحدة، وقضية المراسل الأمريكي المسجون إيفان غيرشكوفيتش، والذكاء الاصطناعي.
وبحلول نهاية المقابلة، ظهر واضحاً من كلام بوتين أنه ليس لديه أي نيّة في إنهاء حربه على أوكرانيا عما قريب، ومع ذلك بدا أن كارلسون ليس به طاقة لمعارضته. وعرض بوتين مواصلة اللقاء، إلا أن كارلسون كان من الواضح أنه مُنهك من إسهاب الرئيس الروسي في الحديث عن نظريات المؤامرة ومظالم بلاده لدى الغرب، فشكرَ بوتين واختتم اللقاء الذي كان يُروَّج أنه سيكون انقلاباً إعلامياً.
وقال محللون، إن أحد الأسباب التي دفعت بوتين لاختيار كارلسون من أجل هذا اللقاء، هو التعاطف الملحوظ من المذيع الأمريكي معه، فقد رفض مراراً الانتقادات الموجهة لبوتين على مر السنين. وقد أراد بوتين كذلك أن يخاطب مؤيدي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الحزب الجمهوري خلال عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأن ذلك قد يعزز فرص ترامب في الفوز بالانتخابات، ويُسهم في إقناع الجمهوريين بمواصلة منع المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا ورفض الموافقة عليها في الكونغرس.
الكلمة لبوتين في المقابلة
فيما قضى كارلسون، كما تقول الصحيفة الأمريكية، معظم المقابلة صامتاً، وبدا مرتبكاً، ولم يطرح سؤالاً واحداً عن الهجمات الروسية على المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، والتي أسفرت عن مقتل آلاف الأوكرانيين.
كما لم يتطرق لادعاءات جرائم الحرب التي يُتهم بها الزعيم الروسي ولا الترحيل القسري للأطفال الأوكرانيين. وغابت أيضاً الأسئلة عن حملات القمع السياسية الشاملة التي يُقال إن السلطات الروسية شنَّتها على معارضي بوتين، وأحكام السجن الطويلة التي صدرت بحق المواطنين الروس العاديين الذين نظموا احتجاجات مناهضة للحرب.
واقتصر كارلسون على فئة معينة من الأسئلة، مثل، هل يمكن لأي رئيس عالمي أن يكون مسيحياً حقيقياً؟ وبدا في بعض الأحيان أنه يستدرج بوتين إلى إبداء التأييد لمزاعم وجود دولة أمريكية عميقة، والترويج لنظريات مؤامرة أخرى.
وعندما حاول كارلسون التدخل أثناء حديث بوتين، وبَّخه الرئيس الروسي، وقال له بلهجة متعالية: "سأخبرك، أنا مقبل إلى الحديث عن ذلك. هذه الإحاطة التمهيدية تقترب من نهايتها. قد يكون الأمر مملاً، لكنه يفسر أشياء كثيرة".
حملت سيطرة بوتين على المقابلة مع كارلسون تناقضاً شديد الوضوح مع الاستجواب الذي تلقاه الزعيم الروسي من مذيع الأخبار النمساوي أرمين وولف، الذي نال الاستحسان في عام 2018، لأنه عارض بوتين أكثر من مرة خلال مقابلته معه، ووضعه في موقف الدفاع عن نفسه بشأن قضايا مختلفة.
من جهة أخرى، أعاد الزعيم الروسي خلال اللقاء ترديد المزاعم التي قدمها لغزو أوكرانيا، ومنها "اجتثاث النازية" من البلاد، وقال: "إذا كانوا يعتبرون أنفسهم شعباً منفصلاً، فلهم الحق في الانفصال. لكن ليس على أساس اتّباع الأيديولوجية النازية"، ثم قال إن أوكرانيا دولة تابعة للولايات المتحدة.
وحذر بوتين الغرب بشدة من إرسال قواته للقتال في أوكرانيا، ثم تساءل مستنكراً: لماذا تتدخل الولايات المتحدة في الصراع بدلاً من الاهتمام بمشكلاتها؟ وقال إن واشنطن يجب أن تكون على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب، متجاهلاً رأي أوكرانيا في ذلك.
وأكد بوتين، أنه "من غير الوارد" أن تغزو القوات الروسية بولندا أو لاتفيا، مشدداً على أنه "ببساطة ليست لدينا أي مصلحة" في توسيع الحرب الدائرة في أوكرانيا. وبوتين اعتبر في المقابلة التي تعتبر الأولى له مع جهة أمريكية منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، أن هزيمة قواته في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا "مستحيلة بحكم التعريف".
وأشار بوتين إلى أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحافي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش، المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسس.
متى يمكن أن تهاجم روسيا بولندا؟
ورداً على سؤال عما إذا كان يمكنه تصور سيناريو يتم خلاله إرسال قوات روسية إلى بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، أجاب بوتين: "فقط في حالة واحدة، إذا هاجمت بولندا روسيا. لماذا؟ لأننا ليس لدينا مصلحة في بولندا أو لاتفيا أو أي مكان آخر. فلماذا نفعل ذلك؟ ببساطة ليس لدينا أي مصلحة".
وقال بوتين: "أعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بشأن الأمريكي المحتجز. ليست هناك محرمات لتسوية هذه القضية. نحن مستعدون لحلها، لكن بعض الشروط تناقش عبر قنوات أجهزة الاستخبارات".
وتجاوز عدد مشاهدات مقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون 150 مليون مشاهدة خلال 23 ساعة من نشرها على منصة "إكس".
وأثارت المقابلة اهتماماً عالمياً وجدلاً أمريكياً واسعاً، فمن هو المذيع السابق بشبكة فوكس نيوز الذي كان ترامب يشاهد برنامجه بانتظام؟
يذكر أن كارلسون، الذي يقدم برنامجه الخاص عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) منذ أن ترك العمل بفوكس نيوز أواخر أبريل/ نيسان 2023، كان قد أعلن عن المقابلة مع بوتين قبل أسبوعين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، ومطالبات بمنع المذيع الشهير من السفر إلى روسيا.
*من هو تاكر كارلسون؟
وُلد تاكر كارلسون يوم 16 مايو/ أيار عام 1969 في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية. ووالدته هي الفنانة الأمريكية ليزا ماكنير، أما والده ديك كارلسون فهو إعلامي شهير عمل مديراً لشبكة الأخبار الحكومية "صوت أمريكا"، كما عمل سفيراً للولايات المتحدة في سيشيل.
وعندما كان تاكر في السادسة من عمره انفصلت والدته عن والده، وحصل الأب على حضانة تاكر وأخيه الأصغر، بينما انتقلت والدته إلى فرنسا ولم يرَها مرة أخرى. وألحقه والده لفترة قصيرة بمدرسة داخلية في سويسرا، لكنه سرعان ما طُرد منها، بحسب ما قاله تاكر لاحقاً عن تلك الفترة.
التحق تاكر بمدرسة سانت جورج في رود آيلاند للمرحلة الثانوية، وهي مدرسة داخلية، حيث تعرّف على زوجته سوزان أندروز. ثم درس في كلية ترينتي بهارتفورد في كونيكتيكيت، لكنه لم يكمل دراسته بها ولم يحصل على شهادة جامعية.
وحاول تاكر كارلسون الالتحاق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لكن تم رفض طلبه، فقرر التوجه للعمل في مجال الإعلام، حيث بدأ مشواره الإعلامي مطلع تسعينيات القرن الماضي صحفياً في مجلة Weekly Standard، وكان له مشوار طويل في الصحافة المطبوعة، حيث كان له عمود في مجلة نيويورك تايمز وصحف ومجلات أخرى.
وفي الفترة من 2000 حتى 2005، عمل معلقاً سياسياً في شبكة CNN وكان مذيعاً مشاركاً في برنامج الشبكة الإخباري الرئيسي الذي يُبث في وقت الذروة.
انتقل بعد ذلك إلى قناة MSNBC ليقدم برنامجاً سياسياً باسمه "تاكر" في الفترة من 2005 حتى 2008. ثم التحق بشبكة Foxnews اليمينية وعمل فيها محللاً سياسياً تتم استضافته في برامج الشبكة قبل أن يكون له برنامجه الخاص "تاكر كارلسون الليلة Tucker Carlson Tonight)، في الفترة من 2016 حتى مغادرته فوكس نيوز العام الماضي.
*وصف العراقيين بـ"القردة" سابقا
ونشرت مؤسسة Media Matters سلسلة مقاطع صوتية لكارلسون وهو يوجه عبارات مسيئة لمختلف فئات المجتمع.
وبين التسجيلات مقطع يعود لعام 2008، وصف فيه العراق بأنه "مكان مقرف ومليء بمجموعة من القردة البدائية شبه الأمية، ولهذا السبب لم يكن الأمر يستحق غزوه".
وتابع: "ليس لدي أي تعاطف مع العراقيين، لأنهم لا يستخدمون ورق الحمام أو يتناولون الطعام بالشوكة وعليهم أن يصمتوا ويطيعوا"، مشيرا إلى أنه لا يمكن إنقاذ العراق إلا "بطريقة ما، فيما قرّر العراقيون أن يتصرفوا مثل البشر".
*أشهر مذيعي فوكس نيوز ومقرب من ترامب
خلال عمله في فوكس نيوز، كان برنامج تاكر كارلسون، الذي يُبث في وقت الذروة، واحداً من أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدةً في الولايات المتحدة، وأصبح كارلسون أحد أشهر المذيعين المنتمين للتيار المحافظ والمروّجين لنظريات المؤامرة، ويوصف بأنه "صوت رائد في الدفاع عن سياسات الرجل الأبيض"، وأدخل بقوة نظريات اليمين المتطرف إلى المجال السياسي والإعلامي العام.
فمن "نظرية الاستبدال الديموغرافي" إلى "كوفيد-19 مؤامرة وليس وباء"، مروراً بالترويج لوجود أسلحة بيولوجية تطورها أمريكا في أوكرانيا، حتى مؤامرة تزوير الانتخابات الأمريكية 2020 لصالح جو بايدن، وظّف تاكر كارلسون شهرته الواسعة للتأكيد على تلك النظريات بشكل يومي.
كان برنامجه "تاكر كارلسون الليلة" على فوكس نيوز واحداً من أعلى البرامج مشاهدةً على الإطلاق، وعندما ظهر دونالد ترامب على المسرح السياسي في الولايات المتحدة عام 2015 وترشح عن الحزب الجمهوري وفاز بالرئاسة عام 2016، أصبح المذيع الشهير يتمتع بعلاقة قوية للغاية مع الرئيس السابق، وكان الأخير حريصاً دائماً على مشاهدة برنامجه الأول.
وكان كارلسون من أعلى المذيعين راتباً في الإعلام الأمريكي، إذ أفادت تقارير إعلامية أنه كان يتقاضى راتباً سنوياً يبلغ 8 ملايين دولار، وعندما غادر فوكس نيوز العام الماضي، أفاد موقع Celebrityworth أنه كان يتقاضى خلال السنوات الأخيرة راتباً قدره 10 ملايين دولار سنوياً، أي إنه كان الأعلى راتباً على الإطلاق بين مذيعي الشبكة.
أما لماذا ترك تاكر كارلسون شبكة فوكس نيوز فجأة، فلا توجد معلومات مؤكدة سواء من جانبه أو من جانب الشبكة، على الأرجح بسبب "اتفاق سري" تم توقيعه بين الطرفين، يحظر على المذيع والشبكة الحديث عن تفاصيل إنهاء العقد بينهما.
لكن وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن سبب الطلاق المفاجئ بين الطرفين هو قضية آلات التصويت لشركة Dominion، والتي كان ترامب والمروجون لنظرية تزوير انتخابات 2020 قد روجوا لها بشدة، وبطبيعة الحال كان كارلسون على رأس تلك الحملة التي طالت الشركة.
كانت شركة Dominion لأنظمة التصويت في الولايات المتحدة قد رفعت قضية تشهير ضد شبكة فوكس نيوز بسبب تلك الادعاءات، وانتصرت الشركة في القضية، مما دفع الأخيرة إلى دفع مبلغ قدره 787 مليون دولار كتعويض، وهي التسوية التي تم التوصل إليها في أبريل/ نيسان 2023، وبعد الإعلان عن تلك التسوية بأسبوع واحد، فوجئ الجميع بتاكر كارلسون يعلن لمشاهديه في بداية برنامجه "تاكر كارلسون الليلة" أن "هذه هي الحلقة الأخيرة من البرنامج"، وأصدرت فوكس نيوز بياناً يؤكد على نفس الأمر.
انتقل تاكر كارلسون بعدها إلى منصة إكس ليقدم برنامجه اليومي عبر منصة التواصل الاجتماعي، وواصل نفس مساره كإعلامي يميني محافظ وأحد أبرز المقربين من دونالد ترامب، الساعي الآن للعودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى عبر انتخابات 2024 رغم مشاكله القانونية التي لا تنتهي.
*ما قصة مقابلة كارلسون مع بوتين؟
منذ أن اندلعت الحرب في أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، لم يُجرِ أي صحفي أو مذيع غربي مقابلة خاصة مع الرئيس الروسي بوتين، في ظل الحصار الغربي المفروض على روسيا على جميع المستويات.
فيديو الترويج للمقابلة أثار جدلاً واسعاً
لكن قبل أسبوعين تقريباً، أعلن تاكر كارلسون، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، أنه بصدد السفر إلى روسيا لإجراء مقابلة خاصة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وهو ما أثار جدلاً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها أيضاً، حيث تعرض المذيع الشهير لحملة انتقادات عنيفة واتهامات بأنه يقدم فرصة ذهبية لزعيم الكرملين كي يبرر موقفه للمواطنين الغربيين.
لكن كارلسون برر موقفه بأنه من حق الأمريكيين أن يستمعوا إلى وجهة النظر الأخرى في قضية تؤثر عليهم بشكل مباشر، على أساس أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقدم دعماً ضخماً لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "من حق الأمريكيين كل ما يمكنهم معرفته عن حرب هم متورطون فيها".
واتهم كارلسون، البيت الأبيض، بالتجسس عليه بطريقة غير شرعية والسعي لمنعه من السفر إلى روسيا لإجراء المقابلة مع الزعيم الروسي، لكن البيت الأبيض نفى مزاعم المذيع السابق في فوكس نيوز ووصفها بأنها "اتهامات سخيفة"، بحسب تقرير لشبكة Sky News.
كما شنَّ كارلسون، في مقطع فيديو للإعلان عن موعد بث المقابلة مع بوتين: "وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية فاسدة وتكذب على جماهيرها؛ لأنها تنشر دعاية من أبشع الأنواع. وفي الوقت نفسه، كان السياسيون ووسائل الإعلام لدينا يفعلون ذلك، من خلال الترويج لزعيم أجنبي وكأنه علامة تجارية استهلاكية جديدة، ولم يكلف أي صحفي غربي نفسه عناء إجراء مقابلة مع رئيس الدولة الأخرى المتورطة في هذا الصراع: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
أما من يقصده كارلسون بإشارته إلى الزعيم الأجنبي الذي يروج له الإعلام الأمريكي، فهو الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي كان ولا يزال مادة للسخرية والاستهزاء من جانب المذيع الأمريكي الشهير، فقد وصف كارلسون، زيلينسكي، من قبل بأنه "فأر".
مذيعة شبكة CNN الشهيرة كريستيان أمانبور ردت على كارلسون، بالقول: "هل يعتقد تاكر حقاً أننا كصحفيين لم نحاول إجراء مقابلة مع الرئيس بوتين، كل يوم منذ غزوه الشامل لأوكرانيا؟ إنه أمر سخيف – سنستمر في طلب إجراء مقابلة، تماماً كما فعلنا منذ سنوات حتى الآن".
وموقف كارلسون من الحرب في أوكرانيا، التي يصفها الغرب بأنها "غزو روسي غير مبرر" بينما يصفها الكرملين بأنها "عملية عسكرية خاصة لمنع تهديد وجودي لأمن روسيا القومي"، ليس سراً، فالمذيع الأمريكي يندد منذ البداية بموقف إدارة جو بايدن ويتهمها بأنها لعبت دوراً رئيسياً في إشعال الحرب التي كان يمكن منعها بسهولة من خلال التعهد بعدم ضم كييف لحلف الناتو.
وقبل وقت قليل من بث مقابلة كارلسون مع الرئيس الروسي، الخميس 8 فبراير/ شباط، وجه جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، تحذيراً للأمريكيين: "تذكروا أنكم تستمعون إلى فلاديمير بوتين. لا يجب أن تأخذوا أي شيء يقوله على علاته أبداً".
لماذا وافق بوتين على إجراء هذه المقابلة؟
أما الكرملين فقد قال إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون؛ لأن النهج الذي يتبعه مذيع فوكس نيوز السابق يختلف عن التغطية "أحادية الجانب" للصراع في أوكرانيا التي تتبعها العديد من وسائل الإعلام الغربية، بحسب رويترز.
نائب يتحدى بايدن بإجراء لقاء مع صحفي روسي
تحدى ميخائيل شيريميت، نائب مجلس الدوما الروسي عن شبه جزيرة القرم، اليوم السبت، الرئيس الأمريكي جو بايدن بإجراء مقابلة مع صحفي من روسيا، على غرار مقابلة الرئيس الروسي مع صحفي أمريكي.
وقال شيريميت، المنتخب عن منطقة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، إن "بايدن اعتاد على اعتبار نفسه الرئيس الأكثر ديمقراطية، لكنه في الواقع يخشى التواصل مع الناس والصحفيين دون المطالبة بالبطاقات المثقوبة. يجب على بايدن أن يأخذ مثالاً في التواصل مع الصحفيين من الرئيس الروسي". وأضاف: "أعتقد أن الجميع سيكونون مهتمين بردود الرئيس الأمريكي على الأسئلة المهمة في مقابلة مع أحد الصحفيين الروس داخل جدران البيت الأبيض".
واعتبر النائب المقرب من الرئيس بوتين، أن "ذلك يمكن أن يعطي فرصة أخرى للعالم أجمع، وفرصة لفهم دوافع ومنطق تصرفات بايدن الرامية إلى تدمير الأسس الراسخة والاتفاقيات الدولية".
ورأى، أن "بايدن يمثل عارًا كبيرًا على مواطنيه، وهذا الرجل الأمريكي ببساطة لا يمتلك الشجاعة لإجراء مثل هذه المقابلة. أود بشدة أن أكون مخطئًا في كلماتي الموجهة إليه، بل إنني على استعداد، إذا تم تنظيم مقابلة مماثلة، للاعتذار علناً للجميع ولشعب الولايات المتحدة". وختم شيريميت بالقول: "لكن لسبب ما أنا متأكد داخلياً أن رئيس أمريكا العظيمة ليست لديه الشجاعة للقيام بذلك".