إيران تثأر لنفسها وتحتجز "ناقلة نفط أميركية" في بحر عُمان.. القصة كشفت معلومات "مثيرة" تخص النفط العراقي
انفوبلس/ تقرير
احتجزت القوات البحرية الإيرانية "ناقلة نفط أميركية" في بحر عُمان مؤخراً، ردّا على قيام الولايات المتحدة بتوقيف الناقلة ذاتها ومصادرة شحنتها من النفط الإيراني العام الماضي، في حين طالبت واشنطن بالإفراج عنها فورا، ويسلط تقرير شبكة "انفوبلس"، الضوء على تداعيات هذه العملية الناجحة وتفاصيل "مثيرة" تخص النفط العراقي.
الناقلة التي تحمل اسم "سانت نيكولاس"، والتي ترفع علم جزر مارشال، انطلقت من موانئ البصرة يوم الاثنين 8 كانون الثاني/ يناير 2024، وكان من المقرر وصولها الى تركيا في ميناء الياجا يوم 23 يناير، ما يعني رحلة مدتها 15 يومًا لنقل النفط العراقي من البصرة الى تركيا، وفقا لمواقع فيزل فايندر ومارين ترافك، المتخصصة برصد الحركة البحرية، بحسب ما تابعته "انفوبلس" حتى ساعات متأخرة من مساء الخميس الماضي، إلا أن الناقلة اختفت الآن من مواقع تتبع المركبات بشكل نهائي.
وقالت البحرية الإيرانية، إن احتجاز الناقلة تم بموجب "قرار قضائي"، وإن الناقلة المحتجزة "سرقت شحنة نفط مملوكة لإيران بتوجيه من الولايات المتحدة".
وكانت وكالتا أمنٍ بحري بريطانيتان أفادتا بأن مسلحين صعدوا إلى متن سفينة في خليج عمان على مقربة من إيران، ثم فُُقد الاتصال بها.
وذكرت شركة "إمباير نافيغايشن" اليونانية في بيان، أن ناقلة النفط تابعة لها و"تحمل طاقما مكونا من 18 فلبينيا ويونانيا واحدا". وأوضحت أنها "كانت قد حملت في الأيام الماضية في البصرة (العراق) شحنة من حوالي 145 ألف طن من النفط الخام متجهة إلى (تركيا) عبر قناة السويس".
وقالت شركة "أمبري" لأمن الملاحة البحرية "صعد على ناقلة "سانت نيكولاس" للنفط الخام التي ترفع علم جزر المارشال، 4 أو 5 أشخاص مسلحين عندما كانت على بعد نحو 50 ميلا بحريا إلى شرق ولاية صحار العُمانية". وأوضحت أن الناقلة "بدّلت وجهتها وزادت سرعتها قبل فقدان الاتصال بها"، و"توجّهت نحو (ميناء) بندر جاسك في إيران".
وبالتزامن مع الحادث، أعلنت شركة مصافي النفط التركية "توبراش" أنها فقدت الاتصال بسفينة سانت نيكولاس التي تنقل آلاف الأطنان من النفط الخام العراقي، مؤكدة أن الحادث لن يؤثر على عمليات التكرير الخاصة بالشركة.
وقالت الشركة (خاصة) -في بيان- إن السفينة التي تحمل علم جزر المارشال، كانت تنقل نفطا من موانئ مدينة البصرة العراقية قبل أن ينقطع الاتصال بها. وأكدت على عدم وجود أي مواطن تركي ضمن طاقم السفينة المملوكة لشركة إمباير نافيغايشن اليونانية.
من جهة أخرى، قالت شركة "تانكر تراكرز" لتعقب السفن، في بيان، إن ناقلة النفط المذكورة، سبق أن احتجزتها الولايات المتحدة على خلفية نقلها نفطاً إيرانياً، لتغير السفينة لاحقاً اسمها من "Suez Rajan" إلى "St Nikolas".
فيما ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية نقلاً عن مسؤولَين أمريكيَّين اثنين قولهما، "إن السفينة المحتجزة، المعروفة سابقًا باسم سويز راجان، كانت ذات يوم محور نزاع آخر بين الولايات المتحدة وإيران، مما أدى في النهاية إلى الاستيلاء على أكثر من مليون برميل من النفط الخام الإيراني بواسطة أمريكا".
كما تأتي العملية الجديدة عقب ساعات على استصدار الولايات المتحدة قرارا من مجلس الأمن يدين العمليات اليمنية ضد "الكيان الصهيوني" في البحر الأحمر وسط مؤشرات تصعيد جديدة في المنطقة.
*إيران استعادت أكثر من شحنة النفط التي صادرتها الولايات المتحدة قبل عام
بينما كانت وسائل الاعلام "متعطشة" لمعرفة التفاصيل المرتبطة بالقضية، خرجت شركة توبراس التركية، لتؤكد في وقت متأخر من مساء يوم الخميس الماضي، أن السفينة سانت نيكولاس، التي احتجزتها القوات الإيرانية في المياه قبالة الساحل العماني.
وأوضحت الشركة، أن "الناقلة تحمل نحو 140 ألف طن من النفط الخام اشترتها توبراس من شركة النفط العراقية الحكومية سومو وكانت في طريقها من ميناء البصرة إلى مصفاتنا".
والـ140 ألف طن يعادل قرابة مليون برميل من النفط الخام العراقي الذي توجه نحو إيران، بعد أن كان في رحلة نحو مطوّلة من البصرة الى الخليج العربي وبحر العرب ومن ثم عبور قناة السويس نحو البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة ثم ميناء الياجا التركي.
والعام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها صادرت الناقلة "سويس راجان" وحمولتها البالغة 980 ألف برميل من النفط الخام، وهو ما يعني أن إيران استعادت أكثر من شحنة نفط التي صادرتها الولايات المتحدة سابقاً.
ويبلغ سعر برميل النفط بالمتوسط بين 75 الى 80 دولارا للبرميل، ما يعني أن الشركة التركية قد فقدت قرابة 80 مليون دولار في عرض البحر، وليس العراق هو من سيخسر أموال هذه الناقلة لأنها خرجت من الأراضي العراقية.
كما تضمنت القصة، معلومات قد تكون نادرة، وهي أن النفط العراقي لايزال يتجه الى تركيا، ولكن عبر ناقلات بحرية في عملية مطولة ومكلفة بعد أن كان ينتقل عبر الأنابيب، التي ما زالت مغلقة بين كردستان وشمال العراق وبين ميناء جيهان التركي.
*مطالبة أميركية
بدورها، طالبت الولايات المتحدة بالإفراج "فورا" عن الناقلة. وهي التي أكدت في سبتمبر/ أيلول 2023 أنها قامت في إبريل/ نيسان من العام ذاته بمصادرة شحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة تحمل اسم "السويس راجان" (الاسم السابق لسانت نيكولاس) تديرها شركة يونانية.
وكان الإعلان في حينه أول تأكيد رسمي للواقعة التي أعقبها مصادرة طهران ناقلتين في مياه الخليج في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضيين.
ودعت الولايات المتحدة الخميس الماضي، إيران إلى الإفراج الفوري عن ناقلة النفط المحتجزة في بحر عمان، وقال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه "يجب على الحكومة الإيرانية الإفراج الفوري عن الناقلة وطاقهما".
وأضاف، إن "هذا الاحتجاز غير القانوني لسفينة تجارية هو تماما أحدث سلوكا من جانب إيران -أو بتمكين من إيران- يهدف إلى تعطيل التجارة الدولية".
وتشير بيانات من شركة التحليلات "فورتكسا" إلى مرور نحو خُمس الإمدادات العالمية من النفط الخام والمنتجات النفطية المنقولة بحرا عبر مضيق هرمز، وهو بمنزلة عنق زجاجة بين إيران وسلطنة عمان.
ويستهدف الحوثيون سفناً تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بالكيان الصهيوني أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، ويقولون إنّهم يشنّون هذه الهجمات تضامنًا مع قطاع غزة.