المقاومة الفلسطينية تشترط إيقاف إطلاق النار والانسحاب قبل أي اتفاق.. تعرف على بنود اتفاق واشنطن والدوحة والقاهرة وتل أبيب
انفوبلس/..
كشفت وسائل إعلام عالمية، اليوم الثلاثاء، عن أبرز نقاط "وثيقة باريس" التي تبحث "اتفاق تهدئة" في قطاع غزة بحضور مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وقطريين ومصريين.
وجرت في باريس، الأحد الماضي، محادثات بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ومسؤولين كبار من مصر وقطر والكيان الإسرائيلي، لبحث اتفاق هدنة في حرب غزة، حسبما أفادت مصادر مقربة من المشاركين في هذه اللقاءات.
وذكرت مصادر إسرائيلية، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وافق من حيث المبدأ على إطار الاتفاق المقترح، بينما أبدَت حماس انفتاحها لكن لم تقدم ردا نهائيا بعد.
وذكرت وسائل الإعلام، أبرز النقاط التي تضمنتها وثيقة باريس: وهي أن "الصفقة جزئية وذلك لتفادي نقطة الخلاف الرئيسية وهي مطلب حماس لوقف تام لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي".
وأضافت، أن "الصفقة بها مرحلتان أخريان تتلوان المرحلة الجزئية لكن تُركتا دون كثير من التفاصيل لكي لا تشكلان عائقا أمام المرحلة الأولى على أن يتم التفاوض على الخطوات القادمة خلال فترة وقف إطلاق النار".
وبيّنت، أن "المرحلة الأولى صفقة تبادل تشمل مَن يُسمّيهم الاحتلال الإسرائيلي بالحالات الإنسانية من بين المحتجزين وتتراوح أعدادهم بين 35 الى 40، هؤلاء سيتم استبدالهم مع أسرى فلسطينيين".
موقف حماس
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في بيان، الاثنين على موقفها من وقف الحرب على غزة، قبل إبرام أي اتفاق تبادل للأسرى.
وأشارت إلى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى، أن على إسرائيل وقف هجومها على غزة وسحب قواتها من القطاع قبل إبرام أي اتفاق لتبادل الأسرى.
والجبهة هي ثاني الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الفلسطينية بعد حركة فتح المنتمي إليها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وانضمت الجبهة إلى قتال إسرائيل بعد هجوم السابع من تشرين الأول.
على جانب آخر، قال مسؤول رفيع في حماس الإثنين، إن الحركة تريد "وقف إطلاق نار شامل وكامل" في غزة، بعدما تطرّق الوسيط القطري إلى مقترح لهدنة مؤقتة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو في تصريح صحفي، "نتحدث أولًا عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة مؤقتة".
وأدلى النونو بتصريحه بعد عقد لقاء باريس في نهاية الأسبوع بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وقطريين ومصريين في إطار الجهود المبذولة لوضع حد للمعارك في القطاع.
شروط حماس.. وقف العدوان وتأمين الإيواء
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الثلاثاء، إن الحركة تسلمت المقترح الذي تم تداوله في اجتماع باريس وبصدد دراسته وتقديم ردها عليه على قاعدة أن الأولوية هي لوقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كُلياً إلى خارج القطاع، مُثمّناً دور مصر وقطر لدعم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مستدام في غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي.
وأشار هنية إلى، أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة، من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق لشعبنا المجاهد مصالحه الوطنية في المدى المنظور.
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس في تصريحات، اليوم، أن حركة حماس منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدّية وعملية شريطة أن تُفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء لأهلنا وشعبنا الذين أُجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومَن دُمِّرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدّية للأسرى تضمن حرية أسرانا الأبطال وتنهي معاناتهم.
وقال "هنية"، إنه على العالم أن يضغط على الاحتلال لوقف هذه المجازر وجرائم الحرب، بما في ذلك سياسة التنكيل التي يتعرض لها شعبنا في مناطق الضفة الغربية والإعدامات والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات، مؤكدًا أن كل هذه الممارسات لن تكسر عزيمة شعبنا وتصميمه على الحرية والاستقلال.
اعتراض إسرائيلي على مجريات الاتفاق
وسجل وزراء حكومة الاحتلال، اعتراضا كبيرا على ما تم التوصل إليه في اجتماع باريس، بشأن اتفاقية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وتهديدات بحل الحكومة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، قوله لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إنه "إذا تم إيقاف القتال، فمعنى ذلك حلّ حكومة اليمين".
ويأتي هذا التصريح، ضمن تهديدات عدّة تلقّاها نتنياهو من الأحزاب اليمينية في حكومته، لثنيه عن السير في الصفقة التي تحدث الإعلام الغربي والإسرائيلي عن كواليسها.
وسجّل وزراء الليكود أنفسهم، اعتراضات عالية اللهجة، إذ عدَّ وزير التعليم، يوآف كيش، القبول بالصفقة "استسلاماً لحركة حماس".
وكانت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، قد نقلت عن مصدر مطّلع على المحادثات الجارية في باريس، بشأن صفقة أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، قوله، إنّ المفاوضين من "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر "اتفقوا على إطار عمل لصفقة جديدة".
ووفقاً للمصدر، يتضمّن الاتفاق "إخراج الأسرى الأميركيين والإسرائيليين الباقين في غزة"، وذلك على مراحل، تبدأ بالنساء والأطفال، ويرافق ذلك توقّف تدريجي للقتال وتوصيل المساعدات إلى القطاع، إلى جانب تبادل أسرى فلسطينيين.
كما أشار رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن، إلى أنّ المرحلة الحالية من المحادثات قد تُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل في غزة.
وأضاف، أنّه "جرى إحراز تقدّم بشأن وضع الأساس للمُضيّ قُدُماً، في مسألة الأسرى، والمحادثات في تحسُّن مقارنةً بالأسابيع الماضية، لكنّ التصعيد الحالي في غزة لن يؤدي إلى أيّ تقدم فيما يتعلق بالمسألة".
من جهتها، أكدت حركة حماس، على لسان المستشار الإعلامي لرئيس مكتبها السياسي، طاهر النونو، أنّ "وقف إطلاق النار في غزة هو المقدمة الأساسية لأي خطوة لاحقة"، مؤكداً موقف الحركة الثابت على ضرورة "وقف شامل وكامل لإطلاق النار، يعقبه تبادل أسرى وإعادة الإعمار".
حماس: ردنا جاهز بنهاية الأسبوع
القيادي في حركة حماس "محمد نزال" ذكر أن الحركة عرضت رؤيتها لحل ملف الحرب والأسرى خلال اجتماع باريس عبر الوسطاء المصريين والقطريين.
وأضاف نزال أمس الاثنين خلال حديث متلفز: أن "باريس استضافت اجتماعا یوم الأحد من أجل إنهاء ملف الحرب والأسرى، لافتا إلى أن الأطراف المجتمعة في العاصمة الفرنسية توصلت إلى رؤية مشتركة سنستلمها خلال ساعات للبتّ فيها."
وأوضح نزال: أن حماس مرنة ومنفتحة وتريد وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات، مشيرا إلى أن عملية تبادل الأسرى جزء لا يتجزأ من المفاوضات.
ونوّه القيادي بحماس: أن رد الحركة على مقترح التوصل لاتفاقية جديدة بشأن الحرب وتبادل الأسرى سيكون جاهزا بنهاية الأسبوع.
وأشار نزال إلى أن أسباب أمنية تدفع حماس لعدم الإعلان عن أسماء وأعداد شهدائها في قطاع غزة.
كارثة إنسانية في غزة.. وخسائر موجعة للاحتلال
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.9 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهَّزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 26637 شهيدا، و65387 مصابا بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.
في سياق متصل، أعلنت كتائب شهداء الأقصى في غزة أنها دمرت ثلاث آليات لقوات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة قذائف "التاندوم" المضادة للدروع في خانيونس. مضيفة، أنها استهدفت بقذائف الهاون تمركزا لآليات وجنود الاحتلال جنوب منطقة تل الهوى بمدينة غزة وأطلقت رشقة صاروخية على مواقع لجيش الاحتلال شرق المدينة.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لتوغلات الاحتلال الإسرائيلي على كافة محاور القتال في قطاع غزة لاسيما في خانيونس ومدينة غزة، مكبّدةً جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الآليات والأرواح.
وأقرَّ جيش الاحتلال بارتفاع عدد قتلاه إلى 557 ضابطا وجنديا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينهم 226 قتيلا منذ بدء التوغل البري في الـ27 من الشهر ذاته.
وارتفعت حصيلة جرحى جيش الاحتلال المعلن عنها رسمياً إلى 2771 جنديا وضابطا منذ بدء العدوان المتواصل على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينهم 1267 منذ بدء التوغل البرّي في الـ27 من الشهر ذاته.