الميناء المؤقت في غزة خطة أمريكية مموهة.. 1000 جندي لمحاصرة القطاع والتدخل لصالح الجيش الإسرائيلي المنهك
تعرف على التفاصيل
الميناء المؤقت في غزة خطة أمريكية مموهة.. 1000 جندي لمحاصرة القطاع والتدخل لصالح الجيش الإسرائيلي المنهك
انفوبلس/..
في مقترح وُصِف أُممياً بـ"الخبيث" تسعى من خلاله الولايات المتحدة إلى إنشاء ميناء في قطاع غزة الذي يعاني من حرب مدمرة وانتشار للأمراض والمجاعة، بهدف إيصال مساعدات وغذاء، هذا الظاهر منه فقط، أما باطنه فالمراد هو مد الجيش الإسرائيلي بقوات أمريكية إضافية لمحاصرة القطاع بشكل تام وتنفيذ عمليات تساعد جيش الكيان المنهك.
*الإعلان
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الجمعة، أنها تحضّر لتأسيس ميناء مؤقت من أجل إيصال المساعدات عبر البحر لقطاع غزة المحاصر، وذكرت أن العملية "ستستغرق عدة أسابيع".
وقال متحدث باسم البنتاغون في إفادة للصحفيين: "نحن في طور تحديد المصادر والقوات التي سيتم نشرها". مضيفا، إن "التخطيط والتنفيذ سيستغرق عدة أسابيع".
وأضاف، إن الولايات المتحدة تهدف في نهاية المطاف تقديم مليوني وجبة إلى مواطني غزة يومياً، وفق ما نقلته رويترز.
وأكد المتحدث، إن "العمل على التفاصيل مع الشركاء سيشمل إسرائيل عند تناول الجانب الأمني"، وإن الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع الدول الشريكة بشأن ميناء غزة المؤقت.
ورجح المتحدث، أن يُخصص 1000 جندي أميركي لهذا الغرض، لكنه أكد أنه "لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في قطاع غزة".
من جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن إسرائيل ستوفر الأمن للميناء المؤقت، والذي كان قد أعلن عنه في خطاب "حالة الاتحاد"، يوم الخميس.
وأضاف الرئيس الأميركي أنه يتعين على بنيامين نتانياهو، السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سُمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشاً صريحاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب في القطاع.
*كيف سيعمل الميناء المؤقت؟
سيتولى الجيش الأميركي بناءَ الرصيف البحري قبالة سواحل غزة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول قوله، إن الرصيف سيتصل باليابسة عبر جسر مؤقت.
ومن المقرر شحن المساعدات إلى الرصيف البحري من قبرص، حيث سيفتشها مسؤولون من الكيان الصهيوني أولاً، كما يحدث حاليا على الحدود البرية.
وتواجه بعض المناطق في غزة أزمات أكبر من غيرها، ما يعني أن عملية توزيع المساعدات قد تمثل التحدي الحقيقي للخطة المرتقبة. ولم تتضح بعد أي تفاصيل حول كيفية التوزيع.
*كم سيستغرق من الوقت؟
لم يتطرق الرئيس الأميركي لهذا، لكن مسؤولا قال لرويترز إن الأمر سيستغرق "بضعة أسابيع للتخطيط والتنفيذ".
ومع ورود تقارير عن وفاة أطفال في مستشفيات بشمال غزة بسبب سوء التغذية، فإن خطة الميناء المؤقت ليست حلا فوريا فيما يبدو لأشخاص يقتلهم الجوع بالفعل.
وبحسب متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فإن منظومة الميناء المؤقت التي تسعى واشنطن إلى إنشائها “ما يصل إلى 60 يوما على الأرجح” وسيشارك فيها نحو ألف جندي.
*أين سيكون موقع الميناء؟
هذا ليس واضحا أيضا، فمعظم ساحل غزة شواطئ، وربما لا يوجد إلا مواقع محدودة تستطيع السفن الكبيرة الاقتراب منها دون تجريفها.
وبموجب اتفاق أوسلو في 1993، وعدت الدول الأوروبية ببناء ميناء بحري بالقرب من مدينة غزة في شمال القطاع، لكن الفكرة انهارت بعد الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000، ولا يوجد الآن سوى ميناء صيد صغير هناك غير ملائم للسفن الكبيرة.
وعزلت إسرائيل شمال غزة عن جنوبه عسكريا في وقت مبكر من الحرب، ومنعت السكان من التنقل بينهما. وتواجه قوافل المساعدات صعوبات في عبور نقاط التفتيش الإسرائيلية من الجنوب إلى الشمال.
ويوجد -كذلك- رصيف طويل يمتد في البحر بالقرب من خان يونس في الجنوب، تستخدمه عادة قوارب الصيد.
*مخطط خبيث
من جانب آخر، أثار الإعلان الأمريكي إنشاء ميناء على شاطئ غزة مرتبط بممر مائي لإيصال المساعدات إلى القطاع، أثار مخاوف من استغلال المأساة التي يعيشها سكان القطاع لتحقيق "مخطط التهجير".
ووصف المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري الاقتراح الأمريكي، أنه "خبيث" إذ إن الولايات المتحدة تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعماً مالياً لإسرائيل.
وقال المقرر الأممي خلال مؤتمر صحفي في جنيف، "للمرة الأولى أسمع أحداً يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفا بحريا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني".
ورأى أن الرغبة الأميركية في إنشاء ميناء تهدف قبل كل شيء إلى الاستجابة مع اقتراب الانتخابات في الولايات المتحدة، للضغوط الداخلية التي يمارسها جزء من الأميركيين. وأضاف الخبير، أن الأمر يستهدف جمهورا وطنيا.
وقال، "ما يمنحني الأمل هو التحرك المتزايد في كل أنحاء العالم، وخصوصا في الولايات المتحدة، لأشخاص يطالبون بوقف إطلاق النار".
*فوضى
وحذرت الأمم المتحدة مرة أخرى الأسبوع الماضي من أن المجاعة في قطاع غزة "شبه حتمية، إذا لم يتغيّر شيء".
وقال فخري "قلنا في السابق إن المجاعة وشيكة، ولكن أعتقد أن من الإنصاف أن نقول حاليا إن إسرائيل عمدت إلى تجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وإن المجاعة تحدث بالفعل أو هي على الأبواب".
وأضاف، "بدأنا نرى أطفالا يموتون بسبب سوء التغذية". وتابع "لم نرَ قط مجموعة كاملة من السكان المدنيين تُدفع إلى الجوع بهذه السرعة".
ولفت أيضا إلى، أن إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة، مشيرا إلى الأراضي الزراعية والبساتين وحتى زوارق الصيد.
وفيما بدأت دول مانحة بإنزال إمدادات إغاثية بمظلات، اعتبر فخري أن الكمية التي تم إسقاطها من الجو لن تفعل سوى القليل للتخفيف من حدة الجوع وسوء التغذية ولن تفعل شيئا لإبطاء المجاعة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الفوضى.
وأشار إلى، أن الدول عادةً ما تستخدم عمليات الإنزال الجوي والأرصفة البحرية فقط لإيصال المساعدات إلى "أراضي العدو".
*موقف فلسطين
وبينما لم تعلق حركة حماس على "الميناء الأمريكي" و"الممر القبرصي" لإدخال المساعدات، برزت أصوات في السلطة الفلسطينية تخشى من استغلال ميناء غزة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن تركيز إسرائيل على إعطاء الموافقات على فتح ممرات بحرية ومنع مرور المساعدات برياً عن طريق المعابر، هدفة تطبيق خطة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتكريس الاحتلال والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت بوقت سابق، إن الممر تترتب عليه مخاطر تستهدف الوضع الديموغرافي في قطاع غزة، في ضوء عمليات القتل والتجويع وقطع شريان الحياة عن القطاع.