الأمن اليمني يلقي القبض على شبكة تجسس أمريكية مرتبطة بالـ CIA نفذت أدوارا تخريبية في مؤسسات رسمية.. تعرف على أسرار العملية
واشنطن حاولت تصفيتهم قبل اعتقالهم
انفوبلس/..
أعلنت حركة "أنصار الله" في اليمن اليوم الاثنين، "القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، مرتبطة بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، فيما أكدت مصادر مطلعة، أن الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية حاولت قتل بعض عناصر شبكة التجسس قبل القبض عليهم، خشية تسريبهم للمعلومات.
وقال جهاز الأمن والمخابرات اليمني في بيان، إنه "بعون الله وتوفيقه، تم إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية"، لافتا إلى أن "شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية قامت بأدوار تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود لصالح العدو".
وأضاف البيان: "شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية مرتبطة بشكل مباشر بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وتم تزويد الشبكة بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة تمكنهم من تنفيذ أنشطتهم بشكل سري".
وتابع بيان الأجهزة الأمنية: "عناصر شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية والضباط الأمريكيون استغلوا صفاتهم الوظيفية بالسفارة الأمريكية لتنفيذ أنشطتهم التخريبية"، مشيرا إلى أنه "بعد خروج السفارة الأمريكية من صنعاء، استمرت عناصر الشبكة التجسسية بتنفيذ أجنداتها التخريبية تحت غطاء منظمات دولية وأممية".
وأكمل البيان: "الإنجاز الكبير تحقق بعون الله وفضله وبجهود كبيرة وتعاون مشترك بين مختلف الأجهزة الأمنية".
وأتم, أن "الأعمال التجسسية والتخريبية لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية امتدت إلى أغلب نواحي الحياة، وأن آثار أعمال شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التخريبية تراكمت على مدى عقود من الزمن".
واستطرد البيان: "شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية كانت الذراع الرئيسية لتنفيذ مخططات العدو الأمريكي والإسرائيلي في الجمهورية اليمنية"، موضحا أن "شبكة التجسس زودت أجهزة المخابرات المعادية بمعلومات هامة عن مختلف الجوانب في القطاع الرسمي وغيره".
وأضاف بيان الأجهزة الأمنية: "شبكة التجسس تمكنت لعقود من الزمن من التأثير على صانعي القرار واختراق سلطات الدولة وتمرير القرارات والقوانين".
والشبكة استقطبت الكثير من الشخصيات ونسقت لهم زيارات إلى الولايات المتحدة أثير عليهم وتجنيدهم، وجندت اقتصاديين ومالكي شركات نفطية وتجارية وربطتهم بالمخابرات الأمريكية والإسرائيلية".
وقال الحوثيون، إن هذه الشبكة "مارست أدوارا تخريبية وتدميرية للجانب الزراعي، وركزت على إفشال الهيئات البحثية الزراعية ومراكز إكثار البذور وجندت عددا من الجواسيس بوزارة الزراعة"، مضيفين: "شبكة التجسس عملت على تنفيذ مخططات أمريكية من خلال إنتاج وإكثار الآفات الزراعية والسعي، والشبكة عملت على تنفيذ مشاريع وبرامج تستهدف المجال الصحي وتسهم في نشر الأمراض والأوبئة في مختلف المحافظات اليمنية.. شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية نفذت مخططات تدميرية للعملية التعليمية ودورها الهادف، وفصلت التعليم عن البناء والتنمية".
وأكمل البيان: "شبكة التجسس شاركت في تنفيذ مخططات تستهدف الهوية الإيمانية للشعب اليمني وقيمه وعاداته الأصيلة، وسعت لنشر الرذيلة والتفسخ وإدارة بؤر للإفساد الأخلاقي".
كما جاء في بيان الأجهزة الأمنية: "شبكة التجسس نفذت عمليات تقنية تجسسية مباشرة لصالح مخابرات العدو للحصول على معلومات سرية سيادية، وقامت بالتنصت على خصوصيات المجتمع اليمني وتسخيرها في صالح مخططاتها العدائية، وزودت الـCIA والموساد الإسرائيلي منذ عقود بمعلومات عسكرية وأمنية بالغة الأهمية والسرية والخطورة.. بعد انتصار "ثورة الـ 21 من سبتمبر" ومغادرة السفارة الأمريكية لصنعاء استمرت الشبكة في تنفيذ أدوار تخريبية.. الشبكة جمعت لأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية معلومات محدودة التداول عن الموازنة العامة للدولة".
وأكدت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين، أنها "ستكشف خلال الأيام القادمة المزيد من التفاصيل والمعلومات وقيامها بمسؤوليتها في مواجهة كل المشاريع التآمرية".
وأكدت مصادر خاصة، لوسائل إعلام عالمية، أن "الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، حاولت قتل بعض عناصر شبكة التجسس قبل القبض عليهم، خشية تسريبهم للمعلومات".
اعترافات أحد جواسيس الشبكة
وفي سياق الاعترافات التي نشرتها الأجهزة الأمنية اليمنية، لعدد من عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، كشف أحد أفراد الخلية عن المؤامرات التي تعرض لها الاقتصاد الوطني، وقطاعاته الحيوية.
الجاسوس جميل الفقيه، أقر في اعترافاته عما كان يقوم به من دور تجسسي خطير مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، وما كُلف به من مهام تستهدف بشكل رئيسي البنك المركزي والبنوك التجارية والعملة وغيرها من القطاعات الاقتصادية.
وذكر، أنه تم تجنيده للعمل لصالح المخابرات الأمريكية في العام 2009م، من قبل الضابط "براين مقراث" المسؤول في القسم الاقتصادي بالسفارة الأمريكية.. مبينا أن طبيعة العمل التي كُلف بها هي تجميع معلومات عن القطاع الاقتصادي بشكل عام.
وأقر، أنه "جمع على مدى 12 عاما معلومات عن البنك المركزي ونشاطه، والبنوك التجارية والحكومية ووزارة المالية والجمارك، والضرائب، وهي فترة تجنيده في السفارة الأمريكية".
وأكد الفقيه، أنه "عمل على تزويد الأمريكيين بمعلومات عن القطاع التجاري في وزارة الصناعة والتجارة، والغرفة التجارية، وعدد من المؤسسات الأخرى، وتم تكليفه من قبل القسم السياسي والاقتصادي في السفارة، بتجنيد مصادر في الجهات الحكومية المختلفة، لتزويد السفارة بالمعلومات".
وأوضح، أن "المعلومات التي جمعها عن البنك المركزي كانت حساسة وهامة، تتعلق بطبيعة عمل البنك ونشاطه، والاحتياطي النقدي.. لافتاً إلى أنه وبعد إغلاق السفارة الأمريكية بصنعاء في العام 2015م، تم تكليفه بجمع معلومات عن إيرادات حكومة صنعاء، والموازنة العامة للدولة، وكيفية إعدادها في وزارة المالية".
استهداف الاقتصاد
وبحسب اعترافات الجاسوس الفقيه، فقد تم تكليفه من قبل العناصر الأمريكية بجمع معلومات عن العملة الصعبة، والأسباب المانعة من ترحيل وتهريب العملة الصعبة.. موضحاً أن الجانب الأمريكي سعى من وراء جمع المعلومات المختلفة لاستهداف الاقتصاد بشكل أكبر، والتركيز على القطاعات الحيوية.
كما أكد أن الجانب الأمريكي، ركز على استهداف العملة الوطنية، بشكل كبير، حيث تم تكليفه إلى جانب ذلك، بجمع معلومات حول ما يمنع تداول العملة غير القانونية التي أقدم المرتزقة على طباعتها وإغراق السوق المصرفية بها.
وبحسب الاعترافات، فقد ساعد أعضاء الشبكة الجانب الأمريكي ممثلا بوكالة المخابرات المركزية الـ"سي آي إيه" في الحصول على المعلومات عن مدى تأثير نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وما ترتب على ذلك من تداعيات على الاقتصاد والأوضاع المعيشية ومدى تدهور أسعار صرف العملة وانعدام الخدمات الأساسية وارتفاع أسعارها.
تجنيد اقتصاديين ونقل معلومات
جندت شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية بعض الاقتصاديين، ومالكي الشركات النفطية والتجارية، وربطتهم بمخابراتها، ووظّفتهم لتنفيذ التوجهات والمخططات الإفسادية والتدميرية، التي تخدم مصالح العدو الأمريكي والإسرائيلي.
كما عملت الشبكة، على تزويد أجهزة المخابرات المعادية بكافة المعلومات والتقارير، والدراسات السرية لكل القطاعات الاقتصادية، كالقطاع النفطي والتجاري والمصرفي والاتصالات وغيرها، ورصد المؤشرات الاقتصادية في المجالات المختلفة، وذلك بهدف التحكم والسيطرة على الاقتصاد وضربه، وضمان استمرار النهب للثروات اليمنية.
كما اعتمدت المخابرات الأمريكية على جواسيسها لمعرفة الإجراءات والسياسات المتبعة لمنع تهريب العملة الصعبة، ومنع تداول العملة غير القانونية، بما يمكن الجانب الأمريكي من اتباع ترتيبات جديدة تزيد من تدهور العملة الوطنية وتراجعها أمام العملات الأجنبية.
وبحسب الوثائق التي نشرتها الأجهزة الأمنية فقد شكل الجاسوس الفقيه إحدى النوافذ التي اعتمدت عليها الحكومة الأمريكية في الحصول على كل ما تريد من معلومات حول الجانب الاقتصادي في اليمن.