دخلوا من كردستان وخططوا لتفجير مؤسسة دفاعية في أصفهان.. إيران تُعدم "مجموعة فرامرزي" المرتبطة بالموساد.. إليك أسرار القضية
انفوبلس/ تقارير
بعد توغلهم من كردستان ودخولهم الأراضي الإيرانية بغية شن عمليات إرهابية، في مقدمتها تفجير مؤسسة دفاعية في أصفهان، وبعد الإطاحة بهم من قبل السلطات الإيرانية. تم اليوم إعدام "مجموعة فرامرزي" في إيران والمتكونة من أربعة أشخاص. فما هي تفاصيل وأسرار القضية؟ وما قصة ارتباط أفراد هذه المجموعة بالموساد الإسرائيلي؟ إليك كل ما تريد معرفته عن مخططهم وطريقة دخولهم عبر الإقليم إلى إيران.
*دخول من كردستان العراق
خلال أغسطس/ آب 2022، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية حينها اعتقال خلية عملياتية مرتبطة بجهاز الموساد بعد دخولها الأراضي الإيرانية عن طريق إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أن الخلية كانت "بصدد تنفيذ عمليات تفجيرية في مصنع لإنتاج المعدات الدفاعية والصاروخية التابع لوزارة الدفاع في أصفهان وسط إيران".
*قرار الإعدام
وبعد شهر تقريباً من اعتقال الخلية، أصدر الجهاز القضائي الإيراني حكماً بالإعدام على المعتقلين الأربعة الذين اتهمتهم السلطات الإيرانية الأمنية أيضاً بالانتماء لحزب "كومله" الكردي المعارض المحظور، وذكرت أسماء المعتقلين وهم محمد فرامرزي، ومحسن مظلوم، ووفا آذربار، وبجمان فاتحي.
وواجه المعتقلون تهمة الإفساد في الأرض خلال المحاكمة، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.
*تنفيذ حكم الإعدام
واليوم الاثنين، أعدمت السلطات في إيران 4 مواطنين أكراد بتهمة التجسس لمصلحة الموساد الإسرائيلي والتخطيط لتنفيذ تفجيرات في مدينة أصفهان خلال عام 2022، وفقاً لوكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية.
*ارتباطهم بالموساد وحزب "كومله"
من جهتها، ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية اليوم، في تقريرها، أن الأربعة، وقبل عام ونصف من الاعتقال، "ارتبطوا بالموساد" عن طريق أحد مسؤولي حزب "كومله" الكردي المعارض المصنّف في إيران كـ"تنظيم إرهابي". مشيرة إلى أنهم "تلقوا التدريبات في عدة مراحل في دول أفريقية".
*تفجير مصنع دفاعي في أصفهان
وبحسب "ميزان"، فإن هؤلاء الأشخاص الأربعة خططوا لتفجير مصنع تابع لوزارة الدفاع في مدينة نجف آباد بمحافظة أصفهان، بالتعاون مع إسرائيل، عبر حزب كومله، واعتقلتهم الأجهزة الأمنية قبل أيام قليلة من العملية.
وجاء في تقرير "ميزان": "كان ضباط الموساد حاضرين في هذه التدريبات، وحتى ديفيد بارنيا، رئيس جهاز الموساد، حضر في أحد الاجتماعات لتحفيز أعضاء الفريق وألقى كلمة لهم".
ونشرت وسائل الإعلام الحكومية أيضًا مقطع فيديو يتضمن اعترافات من السجناء، قائلين إن الأربعة سافروا إلى رواندا وبوتسوانا في إفريقيا للتدريب.
وكتبت وكالة أنباء "إيرنا"، أنه بالإضافة إلى "ثماني قنابل قوية جداً لتفجير الهدف الرئيسي وثماني قنابل صغيرة لتدمير المعدات"، تم العثور أيضا على أجهزة أخرى بحوزتهم مثل "المسدسات المجهَّزة بكاتم الصوت"، و"مجموعة كاملة من أدوات المكياج، والشعر المستعار، وأدوات لتغيير بصمات الأصابع".
*أدوار الخلية ومهامها
وبحسب وكالة فارس، فإن الخلية الإرهابية تضم "محمد فرامزي" زعيم الخلية، و"محسن مظلوم" مسؤول عمليات الدعم والإسناد، و"وفا آذربار" المكلف بتفخيخ القاعة المستهدفة، و"بيجمان فاتحي" الذي أُنيطت به مسؤولية معالجة العقبات والاشتباك مع الأفراد في حال انكشاف العملية، كما تم اعتقال أفراد آخرين في إطار هذا الملف شاركوا بالدعم العملياتي والاستخباري.
وذكرت الوكالة، أنه بعد أن أنجزت النيابة العامة الإيرانية التحقيقات وجمعت الأدلة والمستندات "تمت إحالة ملف القضية إلى محكمة الثورة الإسلامية، حيث وجهت لهم عدة اتهامات بالتعاون الاستخباري لصالح الكيان الصهيوني، وتشكيل وإدارة زمرة إرهابية بهدف الإخلال بأمن البلاد".
وقالت الوكالة، إنه "استنادا للمادة 6 من قانون الإجراءات المضادة لعدائية الكيان الصهيوني ضد السلم والأمن، والتي تنص على أن أي تعاون استخباري أو جاسوسي لصالح الكيان الصهيوني بحكم الحرابة والإفساد في الأرض، وعليه أُدينوا بالإعدام". وهو الحكم الذي رفضت المحكمة الإيرانية العليا الطعن فيه.
وأعلنت إيران في أغسطس/ آب 2023 إحباط مخطط "متشعب جدا" دبّره الموساد بهدف "تخريب" برنامجها للصواريخ الباليستية. وقبل ذلك اتهمت طهران، إسرائيل في فبراير/ شباط بتحمل مسؤولية هجوم بمسيّرات على موقع عسكري في أصفهان.
*تفجير لصالح الموساد
وأفادت التقارير بأن عملية التفجير كان من المفترض تنفيذها في صيف 2022 لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، لكن المخابرات الإيرانية أحبطت العملية.
واتُهم الأربعة بالتسلل إلى الأراضي الإيرانية بشكل غير قانوني من إقليم كردستان العراق لتنفيذ عملية تفجير في مصنع في أصفهان ينتج معدات عسكرية لوزارة الدفاع الإيرانية.
*ليست الأحكام الأولى
وجاءت إعدامات اليوم بعد سلسلة إعدامات مماثلة نُفذت في إيران ضد خلايا تابعة للموساد الاسرائيلي، حيث نفذت السلطة القضائية أيضاً في أواخر الشهر الماضي حكم إعدام بحق 4 آخرين، أكدت أنهم من أعضاء خلية تخريب مرتبطة بإسرائيل ارتكبوا أعمالاً كثيرة ضد أمن البلاد بتوجيه من ضباط الموساد ، بحسب المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية الإيرانية.
وأكد المركز، إعدام 3 رجال وامرأة من عشرة متهمين معتقلين سابقاً، بتهمة "الحرابة" و"الإفساد في الأرض عبر التعاون الاستخباري مع إسرائيل بهدف ضرب أمن البلاد.
وفي الـ 16 من الشهر الماضي أيضاً، قالت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، إن السلطة أعدمت في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان، "عميلاً" لإسرائيل، وذلك بعد يوم من استشهاد 11 شرطياً إيرانياً وإصابة 7 آخرين في هجوم مسلّح على مقر قيادة الشرطة في قضاء راسك في محافظة سيستان وبلوشستان، جنوب شرقي إيران.