رداً على هجوم كرمان الإرهابي.. الحرس الثوري يستهدف موقعين في أربيل وإدلب لجهات على صلة وثيقة بالموساد الإسرائيلي.. من هو الملياردير الكردي بيشرو دزيي؟
انفوبلس..
دوَّت في الحادية عشرة والنصف من مساء أمس الاثنين أصوات انفجارات عنيفة في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق، فضلاً عن انفجارات أخرى متزامنة سُمِع دويّها في محافظة إدلب السوريّة، وبعدها بنحو ساعة أعلن حرس الثورة الإسلامية في إيران تبني الهجمات، مؤكداً أنها استهدفت مراكز تابعة لجهات تعمل مع الموساد الإسرائيلي، وأن هجماته رداً على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة كرمان مسقط رأس الجنرال قاسم سليماني بالتزامن مع ذكرى استشهاده الرابعة.
إيضاح الحرس الثوري
وفي 3 بيانات منفصلة كشف الحرس الثوري عن تفاصيل عملياته، جاء في أولها: "إلى أمة إيران الإسلامية المتوكلة على الله عز وجل وببركات حضرة مولانا صاحب الزمان عليه السلام وردًا على الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية، نعلن استهداف مقرات الجواسيس والتجمعات الإرهابية المناهضة لإيران في أجزاء من المنطقة في منتصف الليل بعدد من الصواريخ الباليستية وتم تدمير الأهداف والتفاصيل ستُعلن لاحقًا".
أما البيان الثاني فقد ذكر فيه: "ردًا على الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواطنينا في كرمان، تم استهداف مواقع لقيادة وتجمعات التنظيمات الإرهابية في سوريا بعدد من الصواريخ الباليستية، والتفاصيل ستُعلن لاحقًا".
وأضاف في البيان الثالث: "ردًا على جرائم النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية والتي كانت آخرها استشهاد عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية، تم استهداف مقر تجسسي رئيسي للموساد في إقليم كردستان العراق وتم تدميره بالصواريخ الباليستية".
وتابع: "كان هذا المركز الصهيوني الرئيسي مسؤولاً مقرًا لتطوير وإطلاق عمليات التجسس وتخطيط الأنشطة الإرهابية في المنطقة لاسيما ضد بلدنا الحبيب، ونؤكد لامتنا الحبيبة أن العمليات الهجومية لحرس الثورة سوف تستمر حتى الأخذ بالثأر لآخر قطرة دم للشهداء".
فجر اليوم
وفي وقتٍ مبكر من فجر اليوم الثلاثاء، نقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أمنية أن دوي انفجارات سُمع في منطقة تبعد نحو 40 كيلومترا عن مدينة أربيل التابعة لإقليم كردستان في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية ومن مساكن مدنية.
من جانبه، قال مجلس أمن إقليم كردستان، إن 4 مدنيين على الأقل قُتلوا وأُصيب 6 آخرون بجروح -حالة بعضهم غير مستقرة- جراء ضربات صاروخية شنّها الحرس الثوري الإيراني.
وقال المجلس في بيان، إن "الحرس الثوري الإيراني استهدف العديد من المواقع المدنية والمأهولة بالسكان بعدد من الصواريخ الباليستية".
ورفض المجلس التوضيح الإيراني بأن الغارة استهدفت مجموعات معارضة لطهران. واعتبر الضربة انتهاكا لسيادة الإقليم والعراق. وطالب الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بعدم السكوت على هذه الجرائم، وفق وصفه.
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، "نحن نعارض الضربات الصاروخية المتهورة التي تقوم بها إيران، والتي تقوض استقرار العراق". وأضاف في بيان "ندعم جهود حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لتلبية تطلعات الشعب العراقي".
وأبلغت 3 مصادر أمنية رويترز بأن مطار أربيل أوقف حركة الملاحة الجوية بعد سماع دوي انفجارات في أجواء مدينة أربيل الواقعة في إقليم كردستان شمال العراق.
مواقع سوريا
كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر إعلامية في سوريا، أن إيران أطلقت عدة صواريخ على مناطق سيطرة فصائل إرهابية شمال غرب سوريا.
وأفادت المصادر الإعلامية بسماع أصوات القصف في الشمال، وقالت إنها تعود لدوي 4 صواريخ إيرانية من طراز فاتح 110 مصدرها القواعد الإيرانية في الساحل، استهدفت مواقع إرهابية في البادية.
من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" إن القصف الصاروخي الإيراني على أهداف في سوريا طال مقرات "الحزب التركستاني" و"هيئة تحرير الشام" في إدلب.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وقع تفجير مزدوج بالقرب من قبر الشهيد الجنيرال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي إيران وأسفر عن استشهاد نحو 100 شخص.
ملياردير كردي
بعد الاستهداف، أعلنت منابر إعلامية كردية رسمية، بأن رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي لقي مصرعه، وأُصيب نجله جراء استهداف منزله بصواريخ إثر الاستهداف الذي أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني بعدة مواقع في المنطقة بينها إقليم كردستان العراق.
وأطلقت مواقع مقربة من الحرس الثوري الإيراني هاشتاك (#الصيد_السمين).
وبحسب معلومات من عدة مصادر إعلامية، فإن رجل الأعمال بيشرو دزيي قد قُتل في القصف الصاروخي الإيراني على مقر للموساد الإسرائيلي في أربيل بكردستان العراق.
وكشفت بأن رئيس شركة فالكون للأمن والحراسة المقتول "بيشرو دزيي" هو غطاء للموساد الإسرائيلي والمسؤول عن حمايتهم في أربيل ومسؤول الدعم اللوجستي لهم.
وتابعت المصادر، بأن الشركة مقرها الرسمي في مصر وهي شريكة مع شركات لتحديد المواقع والأهداف من خلال أرقام السيارات والإمكانيات التكنولوجيّة الكاملة، ومن أهم هذه الشركات، شركة EIA، وهي وكالة رئيسية تابعة للنظام الإحصائي الفيدرالي الأمريكي مسؤولة عن جمع وتحليل ونشر معلومات وهي شريك رئيسي في شركة فالكون التي قُتل مسؤولها في العراق في قصف مقار للموساد الإسرائيلي بأربيل.
فيما كشفت وكالة نور نيوز الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بأن بيشرو دزيي يعتبر مسؤولاً عن تصدير النفط من كردستان العراق إلى إسرائيل، وكان Dizaei مالك مجموعة Falcon Construction Group على علاقة وثيقة بالموساد وقيادة كردستان، وكان أيضًا مالكًا لمجموعة شركات Empire التي كانت تنشط في مجال تجارة النفط، وقد أُنشِئ هذا المجمع عام 2003 بعد أحداث العراق وكان يعمل في إنتاج النفط. ووفقاً للمصادر ذاتها كان لدى مجموعة SB Falcon أيضًا جيش خاص صغير يضم أفرادًا عسكريين أمريكيين سابقين.
مصادر عراقية، قالت إن دزيي صاحب شركة فالكون جروب، والتي تعمل بشكل أساسي في الأمن والإسكان والنفط، وتُقدر ثروته بـ 2.5 مليار دولار، يعتبر من أغنى 10 أشخاص في الإقليم، وهو من المقربين من عائلة بارزاني الحاكمة للإقليم.
واتهمت وسائل إعلام إيرانية، دزيي، بالعمالة للموساد للإسرائيلي، والعمل كشريك تجاري لإسرائيل، وإمداد إسرائيل بالنفط.
كما اتهمت تلك الوسائل مجموعة شركات دزيي بالمسؤولية عن تدريب المشاركين في الهجمات الأخيرة التي وقعت في جنوب إيران، وقالت إنه شركاته تقوم بتشغيل متقاعدين عسكريين أميركيين في مهام أمنية.