كمين جباليا يُذكّر العالم بغزة.. المقاومة الفلسطينية تسحق فوجاً من جنود الاحتلال والداخل الإسرائيلي يغلي من تخبط قياداته
انفوبلس..
كلما أوغل الكيان الصهيوني بالعدوان على غزة لإيهام العالم بالانتصار، تأتي المقاومة الإسلامية الفلسطينية بعملية تنسف هذا الوهم وتوضح حجمه الحقيقي أمام الرأي العام الداخلي والعالمي، حتى أصبح "المثلث الأحمر المقلوب" علامة مرعبة ودلالة على الهزيمة.
عملية بطولية
وعرضت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد من استهداف مقاتليها، قوات خاصة إسرائيلية أثناء دخولها أحد المنازل شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، فضلا عن إسقاط قذيفة من طائرة مسيّرة تابعة لها.
ويعود فيديو المقاومة الفلسطينية إلى 14 أيار الجاري، حيث جرى استهداف القوات الخاصة الإسرائيلية بعبوة أفراد "رعدية" ضمن كمين مركّب.
وبعد عملية التفجير علَت هتافات التكبير، في حين قال أحد مقاتلي القسام "قسماً سنأتيكم بالموت الزؤام"، وأضاف، "تقدموا لتجمعوا أشلاءكم أيها الجبناء".
وأعلنت القسام تنفيذ عملية مركّبة في نهاية شارع مدارس مخيم جباليا إذ استهدفت قوة خاصة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد، كما تم استهداف الجنود فور إخلائهم لأسفل المنزل بعبوة مضادة للأفراد ووقعوا بين قتيل وجريح.
وأضافت القسام، في بيان لها عبر قناتها على تليغرام، أنه "بعد وقت قصير تقدم عدد من عناصرها صوب نفس المنزل وفجروا عبوة مضادة للأفراد في مدخل المنزل وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح".
وأشارت إلى، أنه "فور تقدم قوة مدرعة لإنقاذ المصابين وانتشال القتلى، استهدف عناصرها دبابة ميركافا بقذيفة (الياسين 105) وفجرنا دبابة ميركافا ثانية بعبوة شواظ".
تطور في سير المعركة
وأفادت مصادر إسرائيلية بمقتل وجرح 20 جنديا في تفجير مبنى مفخخ في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في حين ارتكب الاحتلال المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.
وجاء هذا التطور بعد أن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن حدث أمني صعب تعرضت له الفرقة 98 (التي تنشط في مخيم جباليا حاليا)، مشيرة إلى أنباء عن قتلى.
كما يأتي بعد أن هبطت مروحيات إسرائيلية شرق مخيم جباليا لنقل مصابين وقتلى محتملين من الجنود الإسرائيليين.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن المستشفيات الإسرائيلية تتعامل مع أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى الإسرائيليين جراء المعارك الضارية التي تدور في قطاع غزة.
وكانت فصائل المقاومة قد أعلنت عن سلسلة عمليات تم تنفيذ بعضها بشكل مشترك وشملت كمائن وقنص جنود واستهداف آليات متوغلة في مخيم جباليا شمالا وشرق رفح جنوبا، مما أسفر عن قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن 23 عسكريا أُصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية في معارك غزة، وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين المصابين إلى 120 منذ يوم الجمعة الماضي.
وبدا أن المعارك الأكثر ضراوة تدور في مخيم جباليا، حيث تنفذ قوات الاحتلال توغلاً لليوم الرابع.
آخر عمليات المقاومة
وفي أحدث العمليات، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين أنهما استهدفا قوة إسرائيلية متحصنة في منزل بمخيم جباليا بصاروخ 107 وأوقعا أفرادها قتلى وجرحى.
كما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ـ أن مقاتليها أجهزوا على قوة إسرائيلية بعد تفجير عبوة ناسفة فيها أثناء محاولتها التسلل إلى منزل بالمخيم.
وقبل ذلك بساعات، أعلنت القسام مقتل ما لا يقل عن 12 جنديا إسرائيليا في عملية جديدة مركّبة استهدفت قوة إسرائيلية متحصنة بأحد المنازل في مخيم جباليا وقوة أخرى قَدِمَت لنجدتها.
كما استهدفت كتائب القسام آليات إسرائيلية بينها دبابة ميركافا وجرافة عسكرية وقصفت مواقع لقوات الاحتلال، واستولت على طائرة مسيرة إسرائيلية، بمخيم جباليا.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قال، إن قواته توغلت في قلب مخيم جباليا، الذي سبق أن شنَّ فيه عملية عسكرية واسعة قبل أن ينسحب منه مطلع العام الجاري.
من جهتها، نفذت سرايا القدس منفردة أو بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين عمليات أخرى بمخيم جباليا شملت استهداف قوة إسرائيلية متحصنة في منزل وأخرى تعتلي مبنى، وقنص جندي، وقصف آليات بينها دبابة وجرافة عسكرية.
وفي محاور القتال بمدينة غزة، أعلنت كتائب القسام اليوم أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية بقذيفة مضادة للأفراد في حي الزيتون وأوقعوا عناصرها بين قتيل وجريح.
وبالتوازي، قصفت كتائب القسام وسرايا القدس أهدافا في غلاف غزة بينها مستوطنتا سديروت وأميتاي.
وفي رفح جنوبي القطاع، أعلنت القسام أنها قنصت جنديا إسرائيليا قرب مسجد التابعين واستهدفت جرافة عسكرية شرق المدينة.
وكانت قوات الاحتلال توغلت شرق رفح قبل 10 أيام، مما تسبب في تهجير نصف مليون فلسطيني، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن العملية العسكرية هناك ستستمر أسابيع.
إحباط إسرائيلي كبير
وبالتزامن مع تكثيف عمليات المقاومة الإسلامية الفلسطينية، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تزايد الاستياء بين القادة العسكريين الإسرائيليين تجاه الحرب في غزة، الذين يرون المهمة العسكرية بالقطاع ينتهي بها الأمر للتكرار، في ظل عدم وجود رؤية واضحة لما بعد الحرب.
التقرير أوضح أن القادة العسكريين الإسرائيليين يرون خطرا في عدم وجود خطة لحكم غزة بعد الحرب، خاصة مع تزايد حدة الاشتباكات مع حركة حماس شمالي وجنوبي القطاع.
وبدأ كبار ضباط الجيش الحاليين والسابقين يؤكدون بصراحة أن فشل الحكومة في طرح خطة لما يلي القتال في غزة، جعل القوات مضطرة في الشهر الثامن من الحرب إلى القتال مرة أخرى، خاصة في مناطق الشمال التي عاد إليها مقاتلو حماس، مؤكدين أن المهمة القتالية ينتهي بها الأمر إلى التكرار.
ومع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق للقتال، وتوقف محادثات وقف إطلاق النار على ما يبدو، فإن المخاطر التي يواجهها الجنود تتزايد.
وقال مسؤولان إسرائيليان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن بعض الجنرالات وأعضاء مجلس الوزراء الحربي يشعرون بالإحباط من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لم يعلن عن أي بديل لحماس في حكم غزة.
كما لفتوا إلى أن عدم رغبة نتنياهو في إجراء محادثة جادة حول "اليوم التالي"، سهّل على حماس إعادة تشكيل نفسها في أماكن مثل جباليا شمالي غزة، التي هاجمتها إسرائيل لأول مرة في أكتوبر الماضي.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2015 عيران ليرمان، إن رد الفعل العنيف الذي تواجهه إسرائيل من معظم أنحاء العالم بشأن الحرب، وارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين في غزة، يأتي بسبب "الافتقار إلى رؤية متماسكة للوضع الراهن".
وقد قاوم نتنياهو الدعوات لإنهاء القتال بحجة أنه لا يمكن أن تكون هناك حكومة مدنية في غزة حتى يتم تدمير حماس.
لكن مع تزايد عدد المحللين والمسؤولين الذين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق مثل هذا الهدف الواسع، فإن الانتقادات الأكثر صراحة من داخل الجيش تعكس اتساع الفجوة تدريجيا مع حكومة نتنياهو.
المسؤولان الإسرائيليان أكدا أن البدء في تشكيل سلطة حكم جديدة في غزة من شأنه أن يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لحماس وقد يخفف الحمل على الجيش الإسرائيلي.