ارتقاء الشهيد طالب سامي في عملية غادرة.. تعرف على دوره و"وحدة نصر" التي يقودها وأهم العمليات التي دفعت الكيان لاغتياله
القائد التاريخي في المقاومة الإسلامية
انفوبلس/..
زفّت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، اليوم الأربعاء، ثلّة من الشهداء على طريق القدس، والذين ارتقوا إثر استهداف إسرائيلي مُعادٍ على بلدة جويّا الجنوبية.
والشهداء هم القائد المجاهد طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب"، مواليد عام 1969، من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، والشهيد المجاهد محمد حسين صبرا "باقر"، من مواليد عام 1973، من بلدة حدّاثا الجنوبية.
كما زفّت المقاومة الشهيد المجاهد علي سليم صوفان "كميل"، من مواليد عام 1971، من بلدة جويّا، والشهيد المجاهد حسين قاسم حميّد "ساجد"، من مواليد عام 1980، من مدينة بنت جبيل في الجنوب.
وجاء ذلك إثر استهداف غارة إسرائيلية بثلاثة صواريخ منزلاً في بلدة جويّا، حيث توجّهت سيارات الإسعاف إلى المنطقة المستهدفة، إذ أُفيد عن إصابات قُدّر عددها بعشرة بين شهيد وجريح، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وتواصل المقاومة الإسلامية في لبنان استهداف مواقع الاحتلال وانتشار جنوده على طول الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة، دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة واسناداً لمقاومته، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية.
أبو طالب.. المقاوم المغوار
القائد طالب سامي عبدالله "أبو طالب"، اسمٌ لطالما عرفته محاور وجبهات المقاومة خلال أكثر من 4 عقود، وذاقت بأسه أعداؤها، من جنوب لبنان وفلسطين، الى كل مكان طلبت منه قيادة المقاومة أن يكون. فهو المقاوم المغوار منذ ريعان الشباب، وهو القائد والمدير والمخطّط والنموذج، وهو مثال الأخلاق الحميدة والإيمان الراسخ والعقل الراجح، وكل ذلك في إطار تأدية التكليف. فهو المقاتل منذ الطلقات الأولى، وهو الذي خاض أشرس المواجهات والمعارك، وهو الذي درّب وأعدّ وخطّط وجهز لكافة أشكال المواجهة، وصنع مع رفاقه المجاهدين والقادة الانتصارات.
لذلك كان هدفاً لإسرائيل منذ سنوات، ولم تستطع النيل منه إلّا بعد مرور 249 يوماً من معركة طوفان الأقصى، لينال عندها الأمنية التي سعى إليها: شهيداً على طريق القدس.
أبرز وأهم المحطات في مسيرة القائد أبو طالب
الشهيد القائد طالب سامي عبدالله "الحاج أبو طالب" من مواليد بلدة عدشيت في جنوب لبنان بتاريخ 1969/03/20، التحق بصفوف المُقاومة الإسلاميّة منذ العام 1984، كان من المجاهدين اللذين شاركوا في الدفاع عن مسلمي البوسنة بين عاميّ 1992 و1994، ومن القادة اللذين شاركوا في العمليّات النوعيّة ابان الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وحتى التحرير عام 2000.
قاد "ابو طالب" المواجهات البطوليّة مع العدو الإسرائيلي على محاور مارون الراس، وبنت جبيل، ومربّع التحرير خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، وكان من القادة المُلتحقين في التصدّي للتنظيمات الإرهابيّة عند الحدود اللبنانيّة السوريّة دفاعاً عن لبنان.
خلال معركة طوفان الأقصى، قاد العمليّات العسكريّة ضد مواقع ومنشآت وتموضع العدو الإسرائيلي في الجزء الشرقي من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة وصولاً إلى الجولان السوري المُحتلّ.
حاز الشهيد طالب سامي، على تنويه سماحة الأمين العام لحزب الله عدّة مرّات، حتى اغتالته أيدي الغدر الصهيونيّة مع مجموعة من المجاهدين مساء يوم الثلاثاء بتاريخ 11 - 06-2024 في بلدة جويّا في جنوب لبنان.
القائد التاريخي
وُصف بالقائد التاريخي في المقاومة الإسلامية، حيث انخرط في جبهات القتال في حرب البوسنة أوائل التسعينيات، إلى جانب القائد علي عزت بيجوفيتش.
أبو طالب قبل استشهاده في معركة طوفان الأقصى، كان بمثابة قائد لواء نظامي، فهو المسؤول العسكري الأعلى عن كل عمليات المقاومة في منطقته الجغرافية، التي خيضت في إطار دعم المقاومة الفلسطينية، والتي استهدفت اللواء الشرقي من فرقة الجليل (الفرقة 91).
لذلك وفي إطار الجانب الإعلامي للمعركة، اختارته قيادة المقاومة عدّة مرات لكي يقوم بتبيين واقع الجبهة وتأثيرها على الكيان المؤقت، للوفود الإعلامية والسياسية.
من الصفات الشخصية اللافتة فيه: اهتمامه الكبير بالثقافة والمطالعة خاصةً الكتب الهادف، التواضع الكبير والوجه البشوش، حرصه الدقيق على أداء التكليف بأفضل وجه ولو كان بما لا يتوافق معه.
في الـ 11 من حزيران 2024، نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 3 غارات متتالية على منزل في بلدة جويا – جنوبي لبنان، والذي كان الحاج أبو طالب ورفاقه يتواجدون فيه، أما رفاقه فهم الشهداء: محمد حسين صبرا الملقب بـ "باقر"، وعلي سليم صوفان الملقب بـ "كامل"، وحسين محمد حميد الملقب بـ "ساجد".
وذكرت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لوكالة رويترز تعليقاً على الحادث، أن أبو طالب هو أرفع قائد لحزب الله يتم استهدافه منذ بداية الحرب.
وقد نعته العديد من حركات المحور، مثل فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وحركة حماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر صلاح الدين.
أما ألوية الناصر صلاح الدين فقد وصفته في بيانها بأنه الشهيد المجاهد القائد الكبير، موجّهة التحية لحزب الله على مشاركته في معركة دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، بالإضافة الى كافة جبهات إسناد محور المقاومة.
وفي بيان نعي وتعزية حركة حماس، وصفته الحركة بـ"القائد الكبير في المقاومة الإسلامية في حزب الله، الذي ارتقى شهيداً... دفاعاً وإسناداً ومشاركة بطولية في معركة شعبنا الفلسطيني في طوفان الأقصى، وبعد حياة جهادية حافلة في ضرب العدو الصهيوني، ودكّ معاقله في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة". موجّهة ً التقدير لحزب الله على جهوده خلال معركة طوفان الأقصى، واصفةً دماء الشهداء بانها التي ستعبد الطريق نحو تحرير الأرض والمقدسات.
أمّا حركة الجهاد الإسلامي، فأكّدت في بيانها بأن "أبو طالب" كان له "حضور كبير ومميز في مسيرة المقاومة، وعلى وجه الخصوص في المواجهات البطولية التي يقدمها مجاهدو حزب الله على جبهة الجنوب اللبناني دفاعاً عن لبنان ودفاعاً عن فلسطين وشعبها المجاهد في قطاع غزة والضفة الغربية".
إرباك في المشهد الصيهوني
يجمع المراقبون على أن الجبهة الشمالية للبنان تشهد تصعيداً غير مسبوق، في حين أصبح بنك الأهداف الذي تقوم بـ استهدافه المقاومة الإسلامية في لبنان، اخذ في الارتفاع، والتصعيد العميق وتوسيع نطاقه أو في العمليات النوعية، وشهد هذا الشهر منذ بدايته نقلة نوعية في العمليات النوعية التي يقوم بها حزب الله، وهو ما جعل الارباك سيد المشهد في الكيان المؤقت.
وعليه تسارعت الاحداث أيضًا هناك، من توعد العضو السابق في حكومة الطوارئ "بيني غانتس" بانسحابه وتنفيذه للوعد والذي جاء بعد يومين من عملية النصيرات التي قام بها الكيان في الثامن من الشهر الجاري، والذي بني عليها تقديرات بأن يتراجع غانتس عن الانسحاب الا أنها لم تؤتِ نتاجها.
وإضافة الى ذلك، زيارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، في جولة مكوكية بمحاولة من الإدارة الأميركية انقاذ صفقة الأسرى، وتهدئة الوضع ومنع التصعيد وعلى الجبهة الشمالية وهو ما عبر عنه بصريح العبارة بلينكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن الصفقة تساوي الهدوء في الشمال، الا أن من غير الواضح إذا كان بنيامين، اخذ فيما أملته عليه واشنطن، نتيجة ما قام به الكيان من استهداف لمسؤولي في حزب الله مساء 11-6-2024.
أهم العمليات قبل الاغتيال
وهنا سنقدم بعض من العمليات التي قامت بها المقاومة الإسلامية في لبنان والتي شكلت ضغطاً على الكيان على صعيد المستويين العسكري - السياسي والجمهور. وذلك من مطلع الشهر الحالي وصولاً الى عملية الاغتيال الأخيرة التي قام بها العدو، مساء 11-6-2024، والسياق العام في الكيان الذي قد دفعه للقيام بعملية الاستهداف الأخيرة.
تصعيد الجبهة اللبنانية
1- بتاريخ 1-6-2024، قامت المقاومة بإسقاط طائرة "هيرميس 900 وهذه كانت الثانية منذ بدء عملية طوفان الأقصى.
2- اندلعت حرائق ضخمة نهار الإثنين الواقع في 3-6-2024، بفعل الصواريخ التي استهدف بها حزب الله، المناطق الشمالية، والتي طالت حوالي الـ 20 نقطة في الشمال، وتركزت أشد حرائق الغابات في كريات شمونة وما حولها شمالي الكيان، وكانت هيئة الطبيعة والمتنزهات "الإسرائيلية" قد أعلنت في 3 يونيو أن أكثر من 2470 فدانا (أي أكثر من 10 كم مربع) من الأراضي قد احترقت نتيجة هجمات حزب الله الأخيرة.
3- هجوم "الكوش" بتاريخ 5-6-2024، استهدف حزب الله حينها تجمع مستحدث جنوب مستعمرة الكوش الجليل الغربي والذي ترتب عليه خسائر بشرية للعدو إثبات قدرة المقاومة على اختراق الدفاعات "الإسرائيلية" وتنفيذ ضربات دقيقة في العمق توجيه ضربة موجعة المعنويات الجيش والجمهور الإسرائيلي.
4- بتاريخ 5-6-2024 استهدف حزب الله منصة القبة الحديدية في ثكنة راموت نفتالي بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى الى تدميرها.
5- نفذت المقاومة الاسلامية مساء 6-6-2024، أولى عمليات المضايقة والتشويش على الطائرات الصهيونية، عندما استهدفت بعدة صواريخ دفاع جوي طائرات حاولت خرق جدار الصوت فوق مناطق الجنوب والبقاع الغربي.
6- بتاريخ 9-6-2024، قام حزب الله بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات على مقاتلات إسرائيلية فوق جنوب لبنان، وقال الحزب تصدت وحدات دفاعه الجوي بصواريخ أرض - جو لطائرة حربية إسرائيلية انتهكت الأجواء اللبنانية في الجنوب للمرة الثانية خلال 3 أيام.
7- بتاريخ 10-6-2024، أعلن حزب الله تنفيذ هجوم بسرب من الطائرات المسيرة الانقضاضية على موقع عسكري إسرائيلي شرق نهاريا، وقال الحزب إنه هاجم بسرب من المسيرات الانقضاضية مقر القيادة المستحدث للفرقة 146 شرق نهاريا.
8- أعلن حزب الله بتاريخ 10-6-2024، إسقاطه مسيرة إسرائيلية من نوع "هرمز 900 في جنوب لبنان، ومع إسقاط الحزب لهذا النوع من الطائرات بدون طيار، يرتفع عدد الطائرات بدون طيار من نوع " هرمز 900" التي يتم إسقاطها في لبنان إلى 3 مسيرات.
السياق العام الدافع للقيام بعملية الاغتيال
1- معضلة الجبهة الشمالية في حين أصبحت تشكل العبء الأكبر على الكيان.
2- اعتبار أن غزة لم تعد تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل وإن معظم العمل قد تم بالفعل، وعليه التركيز على الساحة الشمالية.
3- زيادة الضغوط على حكومة نتنياهو، لإعلان أن الجبهة اللبنانية (حزب الله) أصبحت التهديد الرئيسي وعليه اتخاذ قرارات للتعامل مع هذا التهديد. وهنا يلاحظ الضغوطات من المستوى السياسي إن كان يميني أو معارض في هذا الاتجاه غانتس في بيان استقالته واعطاءه الأولوية للجبهة الشمالية، وزراء اليمين الذين طالبوا بضربة حاسمة في لبنان.
4- ضغوط المستوطنين الشماليين واقتراب المهلة الزمنية التي وعدوا بها للعودة الى مناطقهم.
5- استغلال الوقت المتبقي للانتخابات الأميركية في حال كان الهدف استدراج حزب الله للحرب في التوقيت الحالي.
6- الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جولة شرق أوسطية والتي التقى فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حين اعتبر الأول أنّ من غير المصلحة الان للتصعيد على الجبهة الشمالية وذلك ما قد يكون جعل في حسابات نتنياهو، أنه يجب أن يقوم بتصعيد ما في الشمال باعتبار أنهم قادرين على معالجة الشمال ومنه لعدم التوجه نحو صفقة مع حركة حماس والتنصل منها.
حزب الله يتوعد بزيادة العمليات
توعّد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين بزيادة العمليات ضدّ اسرائيل "كمّاً ونوعاً"، رداً على "اغتيال" القيادي العسكري البارز في الحزب طالب عبدالله بغارة ليلاً في جنوب لبنان.
وفي كلمة له خلال مراسم تشييع الشهيد المجاهد الحاج طالب سامي عبد الله "أبي طالب" في بيروت، رأى السيد صفي الدين أن العدو ما زال على حماقته وغيه، ولم يتعلم من كل التجارب التي مضت، حين يعتقد بأن شهادة القادة سيضعف المقاومة، مشددًا على أنه إذا كانت نية الاحتلال من الاغتيالات النيل من عزيمتنا لثنينا عن نصرة المظلومين فالرد أننا سنزيد عملياتنا شدة وبأسًا.
وقال السيد صفي الدين: "إذا كان العدو يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل".
وأضاف السيد صفي الدين: "الشهادة هي الطريق الأسرع لبلوغ غاية المنى والكمال حيث يلتحقون بمن مضى من الشهداء والأولياء".
وذكر صفي الدين، أنه "إذا كان الجيش الاسرائيلي يصرخ ويئن مما أصابه في شمال فلسطين فليجهز نفسه للبكاء والعويل".
160 صاروخ خلال دقائق
بعد ساعات من توعد حزب الله بزيادة العمليات ضد العدوان الإسرائيلي، قالت إذاعة جيش الاحتلال، إن عددا من الصواريخ سقطت في مواقع عدة شمال فلسطين المحتلة، أدت إلى اندلاع حرائق.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنّ أكثر من 160 صاروخاً أطلقت من جنوب لبنان باتجاه صفد وطبريا ومحيطهما خلال دقائق معدودة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أن هذه هي المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الأول الماضي، حيث أصدر ما يسمى "المجلس الإقليمي الإسرائيلي المحلي" في الجليل الأعلى توصيات لمستوطنين بالبقاء قرب الملاجئ والأماكن الآمنة.
وأفادت وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي، بسماع دوي انفجارات قوية متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى.