بريطانيا تقف عاجزة أمام إحدى قطعها البحرية المستهدفة من أنصار الله.. تعرف على تفاصيل الصفعة التي تلقتها لندن
المملكة المتحدة رفضت العرض فغرقت "روبيمار"
بريطانيا تقف عاجزة أمام إحدى قطعها البحرية المستهدفة من أنصار الله.. تعرف على تفاصيل الصفعة التي تلقتها لندن
انفوبلس/..
على دفعتين، استهدفت حركة أنصار الله اليمنية، سفينة "روبيمار" البريطانية لتجعل المملكة المتحدة واقفةً بشكل عاجز تتفرج على غرق إحدى قطعها البحرية، في وضع شكّل صدمةً وصفعة قوية للمملكة والولايات المتحدة.
*غرق أكيد
وأكد الجيش الأمريكي أن السفينة "روبيمار"، المملوكة لشركة بريطانية، غرقت بعد تعرضها لهجوم بصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون باليمن في 18 فبراير شباط.
وكتبت القيادة المركزية الأمريكية على موقع إكس: "ما يقرب من 21 ألف طن متري من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم التي كانت تحملها السفينة تمثل خطرا بيئيا في البحر الأحمر".
وكانت الحكومة اليمنية المدعومة أمريكياً قالت في وقت سابق السبت، إن روبيمار، والتي هاجمها الحوثيون الشهر الماضي، غرقت في البحر الأحمر، محذرةً من "كارثة بيئية" بسبب حمولة السفينة من الأسمدة.
وفي 19 فبراير، قالت حركة الحوثي اليمنية، إنها استهدفت سفينة الشحن روبيمار في خليج عدن وإنها معرضة للغرق، وكانت تحمل أسمدة وتحتوي خزاناتها على وقود الديزل.
*بريطانيا تتحمل مسؤولية
وقد حمّل قيادي كبير بجماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية، رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وحكومته مسؤولية غرق سفينة الشحن روبيمار المملوكة لشركة بريطانية.
وفي منشور على إكس، قال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى، إن "سوناك أمامه فرصة لانتشال روبيمار بالسماح بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة".
وتضامناً مع قطاع غزة الذي يواجه منذ نحو 5 أشهر حرباً إسرائيلية مدمرة، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو متوجهة إلى الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، وأكدت جماعة الحوثي مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن ما يسمى "تحالف حارس الازدهار"، الذي تقوده واشنطن، غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.
ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحى تصعيديا لافتا في يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.
*تفاصيل عن السفينة الغارقة
وكانت سفينة الشحن ترفع علم بليز، وتديرها شركة GMZ لإدارة السفن في لبنان، لصالح شركة تابعة لشركة Golden Adventure Shipping S.A في المملكة المتحدة.
ويعود تاريخ بناء السفينة إلى عام 1997 من قبل شركة Onomichi اليابانية، وشاركت في مبادرة حبوب البحر الأسود عام 2022، بحسب معلومات نقلتها موسوعة "ويكيبيديا".
فيما تعتبر "روبيمار" سفينة شحن ضخمة حيث يبلغ طولها 171 متراً وعرضها 27 متراً، وهي مجهزة بمحركات من نوع ميتسوبيشي الذي يوفر 7059 كيلوواط من الطاقة.
وأُطلق عليها اسم "كين شين" في عام 2007، وجزيرة تشاتام في عام 2009، وجزيرة إيكاريا في عام 2020، قبل إعادة تسميتها باسم "روبيمار".
في عام 2022، شاركت في مبادرة حبوب البحر الأسود، حيث نقلت 35 ألف طن من القمح من أوكرانيا إلى مصر أثناء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
*اتهامات متبادلة
بدورها، قالت وزارة الخارجية اليمنية، الجمعة الماضية، إنها فوجئت بتعرُّض محيط السفينة البريطانية المنكوبة والتي جنحت قبالة سواحل المخا إلى قصف "حوثي"، حيث طال الاستهداف أحد زوارق الصيد، ما أدى إلى سقوط وفقدان بعض الصيادين.
غير أن متحدثاً إعلامياً تابعاً لحكومة صنعاء، استبعد أن تكون الجماعة اليمنية قد أعادت استهداف السفينة البريطانية الغارقة "روبيمار"، مستنداً إلى أنها لم تعلن فعل ذلك.
وقال المستشار الإعلامي لوزارة الإعلام التابعة لجماعة "الحوثي" توفيق الحميري في تصريحات خاصة لوكالة أنباء العالم العربي: "يمكن أن يكون هناك طرف آخر هو من استهدفها"، مشيراً بأصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، التي اعتبرها "المتهم الأول".
كما اعتبر أن اتهام الجماعة بإعادة استهداف السفينة قبل غرقها "محاولة لخلط الأوراق لإيجاد فوضى، وإفشال عرض كان الحوثيون قد تقدموا به للسماح بانتشال السفينة مقابل إدخال مساعدات لقطاع غزة".
*تقرير أمريكي يستعرض الأضرار
من جانبه، استعرض تقرير أمريكي، الأضرارَ المتوقعة من غرق السفينة، يقول الخبير البيئي، علي عشقي، إن غرق السفينة سينتج عنه كارثة بيئية بكل المقاييس، بحسبما نقلت الحرة.
وقال، إن "غرق الأسمدة التي تحتوي على مادة الفوسفات ومواد كيميائية أخرى خطيرة للغاية، يغير طبيعة دورة الغذاء في النظم البيئية البحرية، لأن الأسمدة تحفّز نمو الطحالب".
وأوضح، إن "الطحالب ستتكاثر بشكل كبير جدا، وستُحِدُث غطاءً فوق سطح الماء وفوق الشعاب المرجانية (تحت الماء)، وتحجب الضوء عنها، وبالتالي ستموت الشعاب المرجانية".
وأضاف، إن "أساس حياة الشعاب المرجانية يعتمد على ضوء الشمس، وفي العادة هناك أنواع من الطحالب تعيش داخل المراجين التي تتغذى عليها".
ولفت إلى أن "الزيت (الديزل) يمكن أن يتبخر في الجو أو يتسرب ويختفي بعد فترة، ولكن الأسمدة تؤثر على الشبكة الغذائية للنباتات البحرية وتحدث خللاً في التوازن بينها".
وأشار إلى، أنه "في العادة كمية السماد الذي يحتاجه النبات البحري يكون أقل بعشرين ضعفاً من كمية السماد الذي تحتاجه النباتات على الأرض".
وأكد، إن "الديزل أيضا خطير جدا ويكوّن طبقة تحجب الضوء والأوكسجين عن الشعاب المرجانية والحيوانات البحرية"، الأمر الذي سينعكس سلبا على الثروة السمكية، وأن "الكارثة مزدوجة، ولكن تأثير الأسمدة أكبر من الديزل".
ويوم 19 فبراير الماضي، استهدف انصار الله بصاروخين باليستيين السفينة روبيمار- تحمل علم بليز- أثناء عبورها على بُعد 25 ميلا بحريا من ميناء المخا في البحر الأحمر، ما أدى إلى تدفق المياه إلى جسم السفينة وتعرضها لأضرار وتسرب كمية من النفط.
والسبب الرئيس في غرق السفينة يعود إلى امتناع بريطانيا عن قوبل عرض قدمتها حركة أنصار الله بانتشال "روبيمار" مقابل إطلاق المساعدات إلى غزة.