روسيا تعلن إنتاج لقاح للسرطان قد يتسبب بتغيير كبير في العالم ويساعد أنواعا محددة من المرض.. تعرف على تفاصيله
بمساعدة الذكاء الاصطناعي
انفوبلس/..
كشف رئيس مركز "غاماليا" الروسي للميكروبيولوجيا ألكسندر غينتسبورغ، أن لقاح السرطان الذي ابتكره المركز سيتم إعداده حسب كل حالة مرضية، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي العامل ببرمجيات روسية "عالية المستوى".
وقال مدير المركز "غاماليا"، السبت: "لقد جهزنا مختبرا متكاملا، وخبراؤنا يصممون في الوقت الراهن برمجيات عالية للذكاء الاصطناعي تساعد في إعداد صيغة اللقاح.. سيعمل البرنامج الذي ننتظره على تحليل المعلومات حول الورم، ووضع خطة تركيب اللقاح اللازم وفق كل حالة مرضية"، بحسب ما ذكرت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء.
وأشار إلى أنه بفضل الذكاء الاصطناعي فإن إعداد اللقاح سيستغرق أسبوعا كحد أقصى من بداية تحليل الورم.
وكان غينتسبورغ قد أعلن، أمس الأول الجمعة، أنه من المقرر بدء التجارب السريرية للقاح المذكور على المرضى بحلول منتصف عام 2025، كما ذكر موقع "روسيا اليوم".
وفي وقت سابق، أشار غينسبورغ إلى أن اللقاح اختُبر على فئران مصابة بالورم الميلانيني، ولاحظ الباحثون بعد 15 يوما على تلقيحها فرقا كبيرا في حجم الورم بين الحيوانات الملقحة وتلك غير الملقحة، وكانت النتيجة أن الفئران غير الملقحة توفيت بين يومي 19 و22، في حين لا تزال الفئران الملقحة على قيد الحياة حتى الآن.
وأضاف، إنه يجري الآن اختبار اللقاح في الدراسات ما قبل السريرية على الفئران، ويجري تطوير هذه التقنية ليس فقط لإطالة عمر الحيوانات المصابة بالورم الميلانيني بمقدار مرتين أو ثلاث مرات، بل لابتكار مثل هذه الأدوية التي تسمح بتدمير مضمون للورم والنقائل على حد سواء.
ووفقًا لغينتسبيرغ، إذا أمكن تطوير هذه التقنية، فإن اللقاح سيساعد المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وسرطان البنكرياس وأنواع معينة من سرطان الكلى والأورام الميلانينية.
وأوضح غينتسبيرغ، إنه في هذه الأمراض، تظهر النقائل في مراحل مبكرة، لذلك سيكون هذا اللقاح مناسبًا جدًا لهؤلاء المرضى.
من ناحيته أعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو مؤخرا أن النتائج الأولية للدراسات قبل السريرية للقاح قد يتم نشرها حتى نهاية العام.
غاماليا.. مركز البحوث الرائد
ويُعد مركز "غاماليا" الوطني لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة، أحد مراكز البحوث الرائدة في العالم ضمن مجال تخصصه، وأسس المركز كمختبر خاص عام 1891، ويحمل اعتباراً من عام 1949 اسم نيقولاي غاماليا، رائد الأبحاث الروسية للأحياء الدقيقة.
ودرس نيقولاي غاماليا في مختبر العالم البيولوجي الفرنسي لويس باستور في باريس، كما افتتح ثاني مركز في العالم للتطعيم ضد داء الكلب في روسيا عام 1886. وفي القرن العشرين، عمل غاماليا، بصفته أحد رؤساء المركز، على مقارعة أوبئة الكوليرا والدفتريا والتيفوس، وكان أحد منظمي حملات التلقيح الجماعي في الاتحاد السوفييتي.
يمتلك المركز إحدى أكبر "مكتبات الفيروسات" في العالم، ولديه خط إنتاج خاص به لإنتاج اللقاحات، ومنذ الثمانينيات من القرن الماضي، عمل أخصائيو مركز غاماليا على تطوير منصة تكنولوجية باستخدام الفيروسات الغدية التي تم استخراجها أساساً من الزوائد الأنفية للبشر.
ونجح مركز غاماليا بتطوير وتسجيل لقاحَينِ ضد فيروس إيبولا في عام 2015 (كما تم تسجيل لقاح ثالث في عام 2020)، باستخدام النواقل القائمة على الفيروس الغدي. وتم اعتماد اللقاحات من قبل وزارة الصحة الروسية بشكل رسمي. وطُعم نحو 2000 شخص في غينيا باللقاح ضد إيبولا وذلك في إطار المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية، وفي الأعوام 2017-2018 حصل مركز غاماليا على براءة اختراع دولية لهذا اللقاح.
كما استخدم مركز غاماليا النواقل القائمة على الفيروسات الغدية من أجل تطوير لقاحات ضد الإنفلونزا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، وهذان اللقاحان حالياً ضمن مراحل متقدمة للاختبارات السريرية.
ويرأس الأكاديمي ألكسندر غينزبورغ المركز منذ عام 1997.
إعلان الاقتراب من اللقاح
في شباط الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العلماء الروس يقتربون من إنتاج لقاحات للسرطان قد تكون متاحة للمرضى قريبا.
وأضاف بوتين في تصريحات متلفزة، "لقد اقتربنا للغاية من إنتاج ما يسمى بلقاحات السرطان وأدوية تعديل المناعة لجيل جديد".
وأوضح، خلال كلمة له في منتدى بموسكو حول تقنيات المستقبل، "آمل أن يتم استخدامها قريبا بشكل فعال كوسائل للعلاج الفردي".
ولا توجد معطيات حينها، حول اللقاحات الروسية التي تحدث عنها بوتين.
وفكرة إنتاج لقاحات مضادة للسرطان تمتد لأكثر من 20 عاماً حيث حاول العلماء البحث عن لقاحات بالفعل تعمل على تقوية الجهاز المناعي للجسم.
كما أنها تشبه فكرة وجود لقاح للتطعيم العادي ضد الفيروسات والأوبئة، حيث تعتمد على وجود إنزيمات الحمض النووي الريبوزي التي تعمل على إصلاح الخلل الموجود في الأحماض النووية في خلايا الجسم والمؤدي لحدوث السرطان.
إن السرطان ينشأ عندما يحدث خلل في الأحماض النووية لا يستطيع الجسم إصلاحه نتيجة نقص الإنزيمات، ولذلك يعكف العلماء على هندسة بعض اللقاحات، ومنها غالبا اللقاح الروسي الجديد للعمل على ذلك.
وإن اللقاح يتكون من حامل للفيروس أو ما يُعرف بالغلاف الفيروسي، وبه فيروس معروف بقدرته على مهاجمة خلايا الجسم والانتشار، ويتم تفريغه من الحمض النووي الخاص به، ثم وضع الحمض النووي المطلوب إصلاحه في الجسم داخل هذا الفيروس ومزجه بالإنزيم القادر على إصلاح هذا العطل والخلل المؤدي للسرطان.
كذلك فإن هذا الغلاف الفيروسي المحقن بالإنزيم والحمض النووي المطلوب إصلاحه وبمجرد حقنه في الجسم يسير في الدم حتى يصل إلى الخلية المصابة بالسرطان أو الجزء الذي فيه خلل وبشكل مهندس وراثياً، ثم يبدأ مهمته على إصلاح الخلل والحمض النووي داخل الخلية المصابة.