من هي كامالا هاريس؟ تعرف على خليفة بايدن المحتملة للسباق الرئاسي ومواقفها من العراق والمنطقة
انفوبلس..
مع اقتراب انتخاب الأمريكيين لرئيسهم السابع والأربعين والمنافسة المشتعلة بين الديمقراطيين والجمهوريين، برز اسم نائبة الرئيس الحالي جو بايدن كمرشحة بديلة عن الحزب الديمقراطي خلفاً لبايدن الذي أعلن انسحابه من السباق للرئاسة، فماذا نعرف عن كامالا هاريس؟ وما هي مواقفها من العراق وقضايا المنطقة؟
بإعلان بايدن انسحابه من سباق الرئاسة ودعم نائبته كامالا هاريس مرشحةً للحزب الديمقراطي، توجهت الأضواء إلى من تطمح أن تكون أول امرأة في المكتب البيضاوي.
في الأسابيع الثلاثة بين تخبط بايدن في مناظرته أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب وإعلانه انسحابه، شبّه البعض هاريس بأنها «فيل في الغرفة» يؤخر إعلان بايدن الانسحاب، بسبب عدد من «نقاط الضعف» التي كانت تحول دون أن تكون مرشحة إجماع داخل حزبها.
ويعكس هذا الوصف مستوى التحديات التي تنتظر الديمقراطيين والبيت الأبيض في عملهم لتحسين موقعها. فقد تعرضت هاريس، أول نائبة رئيس في البلاد، وأول شخص من أصول أفريقية - آسيوية يشغل هذا المنصب، لانتقادات بسبب قصورها عن لعب دور في قضايا سياسية حساسة على أجندة بايدن.
وعلى رأس هذه القضايا ملف الحدود الجنوبية، وأزمة الهجرة عبرها، الذي كلفها به بايدن في بداية ولايته، لتخفق في تحقيق نتائج تُذكر، إضافة إلى حضورها الباهت على الساحة الدولية، كما غابت أيضاً عن التصدي لجهود الجمهوريين لتقييد حق التصويت.
ومع استطلاعات رأي تشير إلى مستوى قبول باهت لها، والجهود المكثفة من قبل الجمهوريين للاستفادة من ضعف شعبيتها، يمكن لهاريس أن تصبح أيضاً، عبئاً على فرص الديمقراطيين في غياب جهد قوي لإعادة تقديم شخصيتها العامة.
لكن في مقابل الحضور السياسي الضعيف، تعد حياة هاريس الشخصية مميزة. فأصولها اللاتينية الأفريقية والآسيوية الهندية تختصر «الحلم الأميركي» للعديد من المهاجرين إلى الولايات المتحدة. فوالدها من المهاجرين من جامايكا ووالدتها من الهند.
فهي أول مدعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة في هذا المنصب وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأميركي. وُلدت هاريس في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا. والدها دونالد هاريس كان أستاذاً في الاقتصاد، ووالدتها شيامالا غوبالان كانت باحثة في سرطان الثدي. لكنهما انفصلا عندما كانت هاريس في الخامسة تقريباً، وتولت والدتها تربيتها مع شقيقتها مايا.
نالت هاريس درجة البكالوريوس من جامعة «هوارد» إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. ودرست القانون في كلية «هايستينغز» بجامعة كاليفورنيا. وتحدثت كثيراً خلال ترشحها للرئاسة عن مدى تأثير الجامعتين في تشكيل هويتها وآرائها حول الصراع العرقي والعدالة في أميركا، قبل أن تصبح مدعيةً، حيث شغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين.
انتُخبت مدعيةً عامة لكاليفورنيا في 2010 ثم في 2014، وتزوجت في العام نفسه من دوغلاس إيمهوف، وهو محامٍ أبيض لديه ولدان من زواج سابق.
وعندما كانت مدعية عامة، أقامت هاريس علاقة عمل مع ابن بايدن الراحل بو الذي كان يتولى المنصب نفسه في ولاية ديلاوير، وتوفي بالسرطان عام 2015.
وتعد هاريس من كبار منتقدي الرئيس السابق دونالد ترمب في العديد من القضايا؛ من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة «كورونا» إلى العنصرية وصولاً إلى الهجرة.
وبعد انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، تعهدت هاريس بحماية المهاجرين من سياسات ترمب، ووصفت رسالته بـ«المظلمة» بعد يوم من تنصيبه، خلال مشاركتها في أكبر مظاهرة نسائية في واشنطن. وأدانت قراره الرئاسي بمنع مواطني سبع دول، غالبيتها مسلمة، من دخول الولايات المتحدة. كما صوّتت لمصلحة عزله في محاكمته بمجلس الشيوخ.
وسعياً «لإلحاق الهزيمة به»، أكدت على الحاجة لإعادة تشكيل «تحالف أوباما» الذي يضم أميركيين من أصول أفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية. لكن فشلها في القيام بإصلاحات قضائية جنائية جريئة عندما كانت مدعية عامة، أثّر ولا يزال على شعبيتها، خصوصاً بين الناخبين السود الذين يُراهن اليوم على كتلتهم لدفع ترشيحها لمنصب الرئاسة.
حتى الآن لم تطلق هاريس أي وصف أو تسمية لموقعها. هل هي من يسار الوسط أو يمين أقصى اليسار أو في أي مكان بينهما. وعندما سألتها مراسلة عما إذا كانت «من أتباع أوباما»، ردت هاريس ببساطة: «أنا كامالا».
وفي السياسة الخارجية، لا تختلف هاريس عن الرئيس بايدن، سواء في الموقف من أوكرانيا وروسيا، أو مستقبل حلف الناتو، ونظرتها إلى «التنافس» مع الصين، والعلاقة مع ملف إيران النووي. ورغم دعمها سياسات بايدن من إسرائيل، لكنها قالت إنه ينبغي أن نحظى بصوت يحترم النقاش حول السياسات بما يضمن دعم إسرائيل، وبأن هناك فارقاً بين انتقاد السياسات والسياسيين ومعاداة السامية.
صحيح أن دعم بايدن لترشيح هاريس منحها دفعة، لكن طريقها ليست معبدة بالكامل إلى البيت الأبيض، وقبله إلى مؤتمر الحزب الديمقراطي في 17 أغسطس (آب)، حين سيتوجب عليها إقناع منتقديها بقدرتها على هزيمة ترمب. وإذا حصلت على تفويض مؤتمر الحزب الشهر المقبل، فقد يمنحها فرصة أكبر لدخول التاريخ كأول رئيسة سوداء للولايات المتحدة.
هاريس والعراق
لا تمتلك المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية مواقف واضحة من العراق، لكنها في شهر شباط من العام الجاري التقت برئيس الوزراء محمد شياع السوداني في ألمانيا، وذكر البيت الأبيض في بيان ان "نائبة الرئيس كامالا هاريس اجتمعت برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم في ميونيخ بألمانيا، واكدا على أهمية الشراكة القوية والدائمة كما هو منصوص عليه في اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق".
وأكدت هاريس، بحسب البيان على "التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في تحقيق مستقبل آمن ومستقر لشعبه، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان شرق أوسط مزدهر ومترابط".
وحثت هاريس الحكومة العراقية على "منع الهجمات ضد الأفراد الأمريكيين"، معربة عن "تقديرها لجهود رئيس الوزراء في هذا الصدد لغاية الآن".
وشددت على أن "سلامة الأفراد الأمريكيين تمثل أولوية قصوى للولايات المتحدة، وأنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن النفس عند الضرورة".
وتابع البيان "كما ناقش الجانبان أهمية استمرار عمل اللجنة العسكرية العليا الأمريكية العراقية، التي ستمهد الطريق للانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق، وهي الخطوة الطبيعية التالية للبناء على التعاون الناجح للغاية خلال السنوات العشر الماضية بين العراق والتحالف الدولي لهزيمة داعش".
واوضح "كما ناقش الجانبان أهمية استمرار التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة بين الولايات المتحدة والعراق من خلال اللجنة التنسيقية العليا والاستمرار في دمج العراق اقتصاديًا بشكل أوسع في المنطقة".
وجددت نائبة الرئيس "دعوة الرئيس بايدن لرئيس الوزراء السوداني لزيارة البيت الأبيض".
إيران
تدعم هاريس الاتفاق النووي مع طهران، وقد وبّخت ترامب عام 2018 لانسحابه من الاتفاق النووي متعدد الأطراف. وقالت في بيان بعد انسحاب ترامب من الاتفاق "قرار اليوم بانتهاك الاتفاق النووي الإيراني يهدد أمننا القومي ويعزلنا عن أقرب حلفائنا".
أوائل عام 2020، بعد الغارة الأميركية التي استهدفت الجنرال الإيراني الشهيد قاسم سليماني، شاركت في رعاية تشريع يهدف إلى منع استخدام أموال وزارة الدفاع (البنتاغون) في عمل عسكري ضد إيران، في محاولة لتجنب الحرب مع الجمهورية الإسلامية. وقالت حينها ان تصرفات ترامب زادت من تأجيج التوترات وزعزعت استقرار المنطقة. ومن الضروري أن يأخذ الكونغرس مسؤوليته الدستورية على محمل الجد ويعمل على تهدئة الوضع.
فلسطين
وفيما يتعلق بفلسطين وإسرائيل كانت هاريس من أشد المؤيدين للأخيرة. فبعد أشهر من أداء اليمين الدستورية في مجلس الشيوخ عام 2017 ألقت خطابا في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، اللوبي الأميركي الموالي لإسرائيل "أيباك" (AIPAC) واصفة العلاقة بين الطرفين بأنها "منيعة" وقالت "ينبغي ألا تكون إسرائيل قضية حزبية على الإطلاق. وطالما أنني عضو بمجلس الشيوخ عن الولايات المتحدة سأفعل كل ما في سلطتي لضمان الدعم الواسع والحزبي لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس".
وفي شباط الماضي، قالت كامالا هاريس، في مؤتمر صحفي إنه "لا سلام ولا أمن للإسرائيليين والفلسطينيين من دون تطبيق مبدأ حل الدولتين".
وأكدت على ضرورة "عدم احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتغيير طبيعته الجغرافية بعد انتهاء الحرب".
السعودية
منذ أن احتضن ترامب بالكامل العائلة المالكة السعودية بعد دخوله البيت الأبيض، انتقد معظم الديمقراطيين ومنهم هاريس علاقات واشنطن بالرياض.
وبعد مقتل جمال خاشقجي بأيدي عملاء الحكومة السعودية عام 2018 انضمت إلى زملائها الديمقراطيين في إدانة الرياض، والمطالبة بإجابات من إدارة ترامب.
عام 2019 صوتت أيضا لصالح قرارات لإنهاء الدعم الأميركي للحرب التي تقودها السعودية باليمن، ومنع بيع الأسلحة للمملكة. وتم تمرير كلا الإجراءين في الكونغرس لكن ترامب رفضهما. وقالت وقتها "ما يحدث في اليمن مدمر. العام الماضي قتلت الحرب ما معدله مئة مدني أسبوعيا، وآلاف الأطفال ماتوا جوعا، ويجب على الكونغرس اتخاذ موقف".
وأضافت "لكننا بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتنا بشكل أساسي مع السعودية باستخدام نفوذنا للدفاع عن القيم والمصالح الأميركية".