هروب كبير للسجناء "الدواعش" من يد قسد السورية مجدداً.. تعرف على التفاصيل كاملةً
انفوبلس/ تقرير
شهد سجن الشرطة العسكرية في مدينة رأس العين شمالي الحسكة السورية، حادثة هروب عدد من السجناء "الدواعش" اليوم السبت 17 حزيران/ يونيو 2023، على يد القيادي فيما تسمـى الشرطة العسكرية التابعة لقسد المدعو "علاء حمزة ــ ٲبو عمر" مقابل مبلغ مالي ضخم.
سجن الشرطة العسكرية تابع لما يسمى "الشرطة العسكرية" التابعة للفصائل "التركمانية" الخاضعة للاحتلال التركي.
وأفادت مصادر محلية في ريف الحسكة، أن "سجناء متهمون بالانتماء لتنظيم "داعش" الإرهابي فرّوا من سجن الشرطة العسكرية في مناطق سيطرة الاحتلال التركي في مدينة رأس العين شمال شرقي سوريا، جميعهم من جنسيات عراقية وسورية وسعودية وكويتية". مشيرة إلى أن السجن تابع لما يسمى "الشرطة العسكرية" التابعة للفصائل "التركمانية" الخاضعة للجيش التركي، في مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة.
وتابعت المصادر، أن "من بين الهاربين، عشرة عراقيين وسعودي وكويتي و13 سورياً ينحدرون من مدن شرقي سوريا، تم اعتقالهم في نهاية وبداية العام الماضي بعد حملة أمنية". لافتة إلى، أنه "لم يتسنَّ حتى الآن معرفة وجهة هروبهم، وعلى الأغلب تكون باتجاه الأراضي التركية الملاصقة للمدينة".
وحصلت "انفوبلس" على أسماء وصور السجناء الهاربين من السجن المذكور، نشرتها قوات "الشرطة العسكرية" التابعة للفصائل المسلحة "التركمانية"، اليوم السبت 17 حزيران/ يونيو، دون معرفة تاريخ وتوقيت هروبهم.
كما أن عملية الهروب قام بها الرائد علاء حمزة (أبو عمر) رئيس الشرطة العسكرية برأس العين والذي ينحدر من حي بابا عمرو بحمص السورية، فجر اليوم السبت 17 حزيران/ يونيو 2023 بمدينة رٲس العين المحتلة، مقابل مبلغ مالي ضخم، بحسب المصادر.
وللتغطية علـى الحدث، استنفرت ما تُعرف بالشرطة العسكرية في شوارع المدينة المحتلة، وسط حالة ذعر بين الأهالي جراء عمليات التفتيش والتدقيق التي تجريها هذه المليشيا في خطوة لإيهام الجهات المعنية بأن لا علاقة لهم بعملية التهريب هذه.
عملية التهريب، تمت بتسهيل الطريق أمام السجناء من قبل الشرطة العسكرية، للوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية غرب الحسكة، بمنطقة مبروكة الفاصلة بين الطرفين.
ويأتي هروب السجناء بعد ساعات من مغادرة نحو 40 عائلة من عوائل تنظيم "داعش" الذين يحملون الجنسية العراقية بينهم نساء وأطفال، منطقة رأس العين في ريف الحسكة وتل ابيض بريف الرقة الواقعتين تحت سيطرة الاحتلال التركي، باتجاه داخل الأراضي التركية، عبر المعبر الحدودي في رأس العين.
وأكدت مصادر محلية في ريف الحسكة بأن هؤلاء العوائل تم تسليمهم بعد الدخول إلى الأراضي التركية من قبل القنصلية التركية للحكومة العراقية، بتنسيق مشتركة فيما بينهم.
وتابعت المصادر بأن الفصائل "التركمانية" قامت خلال السنوات الماضية بتوطين عوائل تنظيم "داعش" خلال فترات سابقة ضمن منطقة رأس العين في ريف الحسكة وتل أبيض في ريف الرقة، ولاسيما في حيي المحطة والخرابات في مدينة رأس العين التي تمت السيطرة عليهما أواخر عام 2019م، ما أدى لتهجير ثلث سكانها من أبناء القبائل العربية والشيشان والسريان والأكراد.
كما أن المخابرات التركية عبر هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH)والفصائل الموالية لها، أجبروا العوائل العراقية المذكورة من منطقتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا على الخروج عن طريق تركيا، بعد إجراء فحوصات طبية لأفراد العائلات واستخراج جوازات سفر عائلية مستعجلة، لإظهار بأن عوائل "داعش" غير متواجدين ضمن منطقة “نبع السلام"، وفقا للمصادر.
وتابعت المصادر بأن المغادرين بلغوا 37 عائلة عراقية حيث بلغ تعداد أفرادها 103 معظمهم من الأطفال والنساء ممن نزحوا باتجاه بلدتي تل أبيض ورأس العين من مخيم المبروكة في ريف الحسكة والمخيمات التي كانت تشرف عليها قوات "قسد" إبّان السيطرة على المنطقة.
وهذه هي المرة الرابعة عشرة التي يتم في إعادة عوائل عراقية من أُسر تنظيم "داعش" من رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، إلى العراق عبر تركيا، حيث كانت 139 عائلة قد غادرت المنطقة في حزيران 2022.
يُشار إلى أن حادثة الهروب هذه ليس الأولى، بل تكررت سابقاً، حيث بعد الزلزال المدمّر الذي وقع في سوريا، تمكن نحو 20 سجيناً من الهروب من سجن يحتجز مسلحين يشتبه انتماؤهم لـ"داعش" شمال غربي سوريا.
إلى ذلك، فإن الحسكة السورية حدودية مع العراق، حيث تمتد الحدود بين البلدين لأكثر من 600 كم، وترتبط بصحراء عميقة تمتد من الحسكة شرقاً إلى ريف حمص الشرقي، وتقابلها في الجانب العراقي الموصل والأنبار، وتشمل مساحة هذه المنطقة ثلث مساحة سوريا، وربع مساحة العراق، وهو ما حذّر منه خبراء أمنيون، بسبب احتمالية دخول "الدواعش الفارين" إلى الأرضي العراقية.
وكانت تقارير عدة صدرت في عام 2020، تحدثت عن وجود 19 ألف محتجز من "داعش" لدى قوات سوريا الديمقراطية "الإدارة الذاتية"، من بينهم 12 ألف سوري و5 آلاف عراقي، وألفا أجنبي ينحدرون من 55 دولة، محتجزين في 12 سجناً، في مناطق عدة بمنطقة شرقي الفرات. إلا أن هذا العدد تراجع بعد عملية فرار السجناء من سجن غويران (يناير/ كانون الثاني 2022) بالإضافة إلى إخراج عدد من المحتجزين السوريين نتيجة وساطات عشائرية.
وإضافة إلى الارهابيين، فإن هناك الآلاف من نساء وأطفال مسلحي التنظيم الإرهابي وضعتهم "قسد" في مخيمات، خصوصاً مخيم الهول في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي. وكانت فصائل المعارضة السورية أبدت الاستعداد لاستلام هؤلاء المحتجزين، إلا أن القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، قال في أكتوبر/ تشرين الأول 2019: إن "مسلحي داعش المعتقلين وعائلاتهم لدينا. نحن من ألقى القبض عليهم، ونحن من يحدد مصيرهم".