وزير الدفاع الأميركي يسبب ضجة في الولايات المتحدة.. لماذا تأخر بإعلان دخوله المستشفى؟ وما سر عدم ظهوره الإعلامي؟
انفوبلس/ تقارير
تسبب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بإثارة ضجة في الولايات المتحدة، بعدما أبقى على مدى أيام عدة مسألة إدخاله المستشفى بسبب مضاعفات صحية طيّ الكتمان حتى على الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض. غياب أوستن أربكَ البيت الأبيض الذي لا زال يتساءل عن سبب إخفاء أوستن الأمر، في حين اجتاحت شائعات مقتل الوزير الأميركي في أوكرانيا، مواقع التواصل الاجتماعي. فلماذا لم يبلغ أوستن بدخوله المستشفى؟ وما حقيقة مقتله بضربة روسيّة في أوكرانيا؟ وما السر في عدم ظهوره للإعلام؟.
*دخول سرّي للمستشفى
في السادس من يناير الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزير الدفاع لويد أوستن دخل المستشفى بسبب مضاعفات ناجمة عن "إجراء طبي روتيني" وهو يتعافى ويُتوقع أن يتمكن من العودة إلى العمل يوم السبت.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر في بيان: "في مساء الأول من يناير، تم نقل وزير الدفاع لويد أوستن إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري بسبب مضاعفات بعد إجراءات طبية أُجريت مؤخرا".
*واشنطن تتساءل: لماذا أخفى وزير الدفاع مرضه؟
لا تزال إدارة الرئيس جو بايدن عاجزة عن كشف سبب انتظار وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن 4 أيام لإبلاغ البيت الأبيض وقادة الكونغرس والشعب الأميركي بدخوله المستشفى، ووضعه في وحدة العناية المركزة بمركز "والتر ريد" العسكري في حي بيسازدا بمقاطعة مونتغومري بولاية مريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن.
ويُصرّ البيت الأبيض على أن بايدن، الذي لم يعلم أن أوستن نُقل إلى المستشفى إلا بعد 3 أيام من دخوله، لا يزال لديه ثقة كاملة فيه. وقال البيت الأبيض إن الرجلين أجريا محادثة "ودية" قام فيها بايدن بإخبار أوستن أنه يتطلع إلى عودته للعمل.
وقال مسؤولون كبار في البيت الأبيض، إن "طبيعة حالة أوستن الطبية لا تزال لغزاً للعديد من كبار العاملين في البيت الأبيض"، لكنهم أضافوا أنه من غير المرجح أن يؤثر الوضع على رأي بايدن الإيجابي في وزير دفاعه.
*البنتاغون لم يعلم أيضاً
من جانبه، أقرَّ باتريك رايدر المتحدث باسم أوستن، خلال حوار استمر لمدة ساعة مع المراسلين أنه علم لأول مرة بدخول أوستن إلى المستشفى في 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، أي قبل يومين من نقل تلك المعلومات إلى مجلس الأمن القومي وقبل ثلاثة أيام من الكشف عنها إلى الكونغرس والجمهور.
فيما تم إعلام حفنة من المسؤولين الآخرين في وزارة الدفاع، بما في ذلك الجنرال تشارلز كيو براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وكيلي ماغسامين، رئيس أركان أوستن، واللفتنانت جنرال رونالد كلارك، كبير مساعدي أوستن العسكريين، وذلك قبل أن يعلم البيت الأبيض بذلك.
*إحراج لبايدن وإرباك للبيت الأبيض
من ناحية أخرى، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن كبار مسؤولي إدارة بايدن وكبار مسؤولي البنتاجون أعضاء الكونجرس لم يعلموا على مدار أيام بوجود أوستن في المستشفى.
وذكرت الوكالة أن فشل البنتاجون في الكشف عن الوضع الصحي لأوستن ودخوله للمستشفى على مدار أيام يعكس افتقار مذهل للشفافية بشأن مرضه، ومدى خطورته، ومتى يمكنه أن يخرج من المستشفى. وأشارت الوكالة إلى أن هذه السرية، التي تأتي في الوقت الذي تتعامل فيه الولايات المتحدة مع عدد من الازمات المتعلقة بالأمن القومي، تتعارض مع الممارسات التقليدية مع الرئيس وغيره من كبار المسئولين بالإدارة وأعضاء الحكومة.
وفى ذات السياق، أعرب عدد من قيادات الجمهوريين عن غضبهم إزاء السرّية التي أُحيطت بمرض أوستن، وقال السيناتور توم كوتون إن أوستن بحاجة إلى تفسير أسباب عدم إبلاغ البيت الأبيض وكبار المسؤولين بأنه نُقل إلى المستشفى في وقت سابق، في وقت صعب تتعامل فيه إدارة بايدن مع مجموعة من الأمور المتعلقة بالأمن القومي في الخارج.
*سر التكتم وعدم الظهور في الإعلام
بحسب ما يشير أحد كبار المسؤولين الأميركيين، فإن رغبة أوستن في التزام الخصوصية بما يتعلق بدخوله إلى المستشفى، جاءت بنتائج عكسية، واصفًا ما جرى بـ"الغريب".
ويؤكد المسؤولون الأميركيون السابقون والحاليون الذين عملوا مع أوستن، أنه انطوائي ويتجنب الظهور على الكاميرات ويحتفظ بعدد قليل من المقربين خلال مسيرته العسكرية الممتدة لعقود، مشيرين إلى أن الجنرال الذي أشرف على الانسحاب الأميركي من العراق نادرًا ما عقد مؤتمرات صحافية، ولا يأخذ سوى عدد قليل من ممثلي وسائل الإعلام في زياراته الرسمية، كما أنه لم يعقد مؤتمرا صحافيًا في البنتاغون منذ يوليو/ تموز الماضي.
وفي حديث صحفي لها، قالت خبيرة في الشؤون الأميركية، تحفظت عن ذكر هويتها، إن "غياب الشفافية من قبل الجنرال أوستن عن طبيعة حالته الصحية يرتبط بغياب الثقة بالنفس بالدرجة الأولى، وعدم رغبته في الظهور بالضعف الناتج عن المرض، مما يعتبر غريزة إنسانية بالأساس، لكن هذا لا يتفق مع التقاليد السياسية في إدارات الحكم الأميركية خاصة في المناصب العالية والحساسة في مجال الأمن القومي".
*حقيقة مقتله في أوكرانيا
وفي خضم ما حدث، اجتاحت شائعات مقتل أوستن بضربة روسيا في أوكرانيا مواقع التواصل الاجتماعي، وما عزز ذلك هو تقرير نشره موقع "Real Raw News"، في السابع من يناير الحالي زعم فيه أن وزير الدفاع الأميركي قُتل بهجوم روسي كبير في كييف.
وزعم تقرير موقع "Real Raw News" بأن "وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قُتل في كييف في 3 يناير عندما سقطت صواريخ كروز روسيّة على مخبأ للقيادة، حيث التقى أوستن والجنرال فاليري زالوزني، القائد الأعلى للجيش الأوكراني، سرًا".
وبعد تلك الشائعات، رد موقع "أميركا اليوم" بالقول: إن "أوستن على قيد الحياة، وأن دخوله إلى المستشفى في الأول من يناير الحالي، في ولاية ماريلاند، جاء بسبب مضاعفات أعقبت جراحة سرطان البروستات.
*لم يذهب لأوكرانيا
ولفت موقع "أمريكا اليوم" إلى أن أوستن لم يذهب إلى أوكرانيا حديثًا، وكانت آخر زيارة لأوكرانيا بتاريخ 20 نوفمبر 2023 عندما التقى مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي وأركان حربه في خطوة هدفت لتعزيز الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وتابع الموقع، "كما تم تصويره – يقصد أوستن - في عدة مناسبات في ديسمبر 2023، بما في ذلك خلال خطاب ألقاه في 2 ديسمبر في منتدى ريجان للدفاع الوطني في كاليفورنيا، وحضر مباراة كرة القدم بين الجيش والبحرية في ماساتشوستس في 9 ديسمبر 2023، حيث أظهرته الصور في الملعب وهو يقوم برمي العملة ويتفاعل مع الجمهور.