edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. حين تجفّ الحياة وتموت الذاكرة.. جريمة العصر البيئية في هور الحويزة بين لعنة النفط وصمت الحكومة!

حين تجفّ الحياة وتموت الذاكرة.. جريمة العصر البيئية في هور الحويزة بين لعنة النفط وصمت الحكومة!

  • 5 حزيران
حين تجفّ الحياة وتموت الذاكرة.. جريمة العصر البيئية في هور الحويزة بين لعنة النفط وصمت الحكومة!

انفوبلس/..

في لحظة وداع ثقيلة، ترك أبو قاسم، ابن الستين عاماً، موطنه الأبدي في هور الحويزة جنوب العراق، متخلياً عن أرض الأجداد ومصدر رزقه، بعد أن استسلم لجفاف قاتل نحر الماء ونفَق الجاموس وسحق كل أمل بالحياة. رحيل أبو قاسم ليس مجرد قصة فردية، بل هو رمز لانهيار بيئي كارثي بات يهدد واحدةً من أغنى وأقدم الأنظمة الإحيائية في العراق والعالم، وسط اتهامات تتصاعد للحكومة وشركات النفط بالمساهمة في هذه المأساة التي تُنذر بمحو كامل لهوية الأهوار الثقافية والبيئية.

*أهوار تموت… وسكان يرحلون

في منتصف نيسان 2025، قرر أبو قاسم مغادرة قريته “المطبج” في ناحية الكحلاء بميسان، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالجفاف، ناقلاً ما تبقى له من الجواميس الناجية إلى هور الشويجة في محافظة واسط. يصف رحيله بـ”القرار الموجع”، وهو لا يبالغ؛ إذ لم يكن مغادرة مكان نشأ فيه وقضى عمره سهلاً، خصوصاً بعد أن خسر عشرة من جواميسه نتيجة نقص المياه وازدياد ملوحتها وتفشي الأمراض.

الجفاف لم يُنهك الجاموس فحسب، بل حرم أبناءه الأربعة من صيد السمك، وحرم زوجته من صناعة مشتقات الحليب. حياة كاملة انهارت فجأة، وتحولت إلى مجرد ذكريات تُروى.

*أهوار بلا ماء… شكوك تتجاوز المناخ

بينما تُحمّل الجهات الرسمية التغير المناخي وقلة الأمطار مسؤولية الكارثة، يرى سكان الأهوار، وعلى رأسهم أبو قاسم، أن في الأمر ما هو أعمق وأخطر من مجرد عوامل طبيعية. يعتقدون أن ما يحدث نتيجة قرارات سياسية متعمّدة، متهمين الحكومة بعدم فتح القنوات المائية، وشركات النفط بتخريب البيئة تحت غطاء “التنمية”.

ويعزز هذا الشك تصاعد أعمال التنقيب النفطي في المنطقة، وما يصاحبها من إنشاءات وسدود ترابية قطعت المجاري المائية الطبيعية، وتسببت بتجفيف تدريجي للهور، وفق ما تشير إليه تقارير بيئية مستقلة وأصوات محلية متزايدة.

*هور الحويزة: إرث عالمي يحتضر

هور الحويزة، المُدرج على لائحة التراث العالمي منذ 2016، يُعد من أبرز النظم البيئية الغنية بالتنوع الأحيائي، ويتغذى من نهر دجلة وسيول الأمطار، ويتوسط محافظتي ميسان والبصرة. مساحته تقارب 1377 كم²، ويبلغ عرضه 30 كم وطوله 80 كم.

لكن منذ عام 2021، بدأ الجفاف يزحف إليه بشكل غير مسبوق، حتى بلغت نسبة انخفاض المياه فيه 85%، حسب خضر عباس، مسؤول شعبة الأهوار في ميسان. وأكد أن أبرز البرك المائية، مثل “أم العظيم” و”السودة” و”أم النعاج”، تعرضت لجفاف شبه تام، وفُقد معها أحد أهم مكونات النظام البيئي.

*انقراض الأحياء وموت الطبيعة

يقول خضر عباس، إن جولاته الميدانية لم تُظهر أي مؤشرات على بقاء التنوع الأحيائي. نباتات القصب والبردي اصفرّت وذبلت، بينما ازدادت حالات نفوق الجاموس نتيجة أمراض معوية وجلدية، إضافة إلى تسجيل إصابات بين المربّين أنفسهم بسبب المياه الراكدة الملوثة وغياب الخدمات البيطرية.

ولم تعد المشكلة بيئية فحسب، بل أصبحت كارثة صحية واقتصادية واجتماعية. السكان باتوا يعانون من العزلة، والتصحر، وانعدام الموارد، في وقت تواصل فيه الحكومة الترويج لفوائد المشاريع النفطية، متجاهلة أن “الماء” كان وسيبقى عصب الحياة في الأهوار.

*الساتر الترابي… خطوة أمنية بمفعول بيئي مدمّر

في شباط 2022، قرر مجلس الوزراء إنشاء ساتر ترابي على حدود هور الحويزة مع إيران، بدعوى منع تهريب المخدرات. لكن ناشطين بيئيين أكدوا أن القرار ساهم بشكل كبير في منع تدفق المياه من الجانب الإيراني إلى الهور، مما سرّع من وتيرة الجفاف ومهّد لتوسّع التنقيب النفطي في المنطقة.

الناشط البيئي مصطفى هاشم وصف ما يحدث بـ”التجفيف المتعمد”، مشيراً إلى أن وزارة الموارد المائية تحاول تضليل الرأي العام بعوامل طبيعية بينما الحقيقة أن هناك مخططاً لاستغلال الأراضي الجافة لأغراض نفطية.

*وزير سابق يدق ناقوس الخطر

وزير الموارد المائية الأسبق، حسن الجنابي، لم يتردد في إعلان موقفه، مؤيداً اتهامات التجفيف المتعمد، ومشيراً إلى أن هذه السياسات بدأت خلال حكومة مصطفى الكاظمي وما زالت مستمرة. وشدد على أن “تقنيات اليوم قادرة على استخراج النفط من أعماق البحار، فكيف يُقال إن الماء يمنع الاستخراج من عمق لا يتجاوز متراً؟”.

وأكد الجنابي، أن بعض الجهات تسعى للاستحواذ على أراضي الأهوار، ضاربة بعرض الحائط الالتزامات الدولية للعراق تجاه منظمة اليونسكو والمجتمع الدولي.

*النفط يغزو الأهوار دون دراسات بيئية!

في 21 شباط 2023، وقّعت شركة نفط ميسان عقداً مع شركة “جيو جيد” الصينية لتطوير حقل الحويزة النفطي، الذي يُقدّر خزينه بـ2,400 مليون برميل. المشروع وُصف بأنه اقتصادي واعد، لكنه يمثل كارثة بيئية، خصوصاً أنه ينفَّذ في منطقة مصنّفة كمحمية طبيعية.

والأخطر، بحسب الوثائق الرسمية، أن مديرية بيئة ميسان اعترفت في أيلول 2024 بعدم امتلاكها أي دراسة أثر بيئي للمشروع! وفي تقرير آخر صدر في كانون الأول 2024، تبيّن أن الرقعة النفطية تتداخل مع “المنطقة المركزية” لموقع التراث العالمي بمساحة 300 كم²، ما يجعل المشروع في تعارض صريح مع المعايير الدولية.

*صمت حكومي وتجاهل مميت

على الرغم من كل هذه التحذيرات، لم يُسجل أي تحرك فعلي من الحكومة لمعالجة تداعيات الجفاف أو لوقف التوسع في مشاريع النفط. وزارة الموارد المائية حاولت التقليل من المخاوف، مؤكدة أن الاستكشافات “معزولة” ومحاطة بسدود ترابية لحماية البيئة، لكن الواقع الميداني يكشف عكس ذلك، فالجفاف مستمر، والأنظمة البيئية تنهار، والسكان يهاجرون جماعياً نحو المجهول.

*الكارثة القادمة… صمت لا يبرر، وإهمال لا يُغتفر

ما يحدث في هور الحويزة ليس مجرد تقصير إداري أو ظرف طبيعي عابر، بل كارثة بيئية وإنسانية مركّبة، تقف خلفها قرارات مشبوهة، ومصالح اقتصادية تعلو فوق الحياة. فموت الماء يعني موت الأرض، وموت الأرض يعني رحيل الإنسان، وضياع الذاكرة الجمعية لشعب عاش في حضن الأهوار آلاف السنين.

وإذا استمرت الحكومة العراقية بالصمت أو تبرير ما لا يُبرر، فإننا سنشهد، قريباً، اندثاراً كاملاً لأحد أهم المعالم الطبيعية والثقافية في الشرق الأوسط، وسيُكتب في صفحات التاريخ: “أن هور الحويزة مات، ولم يحرك أحد ساكناً”.

أخبار مشابهة

جميع
فتوى الجهاد الكفائي في سطور.. عندما نطقت النجف وتحرر ثلث العراق

فتوى الجهاد الكفائي في سطور.. عندما نطقت النجف وتحرر ثلث العراق

  • 12 حزيران
حين تحذّر واشنطن من السفر إلى بغداد وتهتز لوس أنجلوس تحت أقدام الغضب الشعبي.. مفارقة السفر والأمن بين واقع العراق وسراب الاستقرار الأمريكي

حين تحذّر واشنطن من السفر إلى بغداد وتهتز لوس أنجلوس تحت أقدام الغضب الشعبي.. مفارقة...

  • 12 حزيران
فساد أراضي الأنبار.. كابوس قانوني لـ100 ألف مواطن والتحقيقات توقفت بعد اقترابها من الحلبوسي

فساد أراضي الأنبار.. كابوس قانوني لـ100 ألف مواطن والتحقيقات توقفت بعد اقترابها من...

  • 12 حزيران

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة