مع حلول الصيف.. 150 شركة تستهدف السوق العراقي بمشاريع الطاقة الشمسية

انفوبلس..
مع اقتراب فصل الصيف، تشهد الساحة العراقية حراكًا غير مسبوق في مجال الطاقة المتجددة، حيث أعلنت 150 شركة استعدادها للاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية. وتعمل الحكومة على إطلاق خطط طموحة لتقليل الضغط على الشبكة الكهربائية، عبر نماذج استثمارية ذكية تتيح للمواطنين الاستفادة من الطاقة دون أعباء مالية، في ظل دعم رسمي واسع وتوجه لتحويل آلاف المباني الحكومية والسكنية إلى منظومات طاقة شمسية.
مشاريع طموحة
أعلن الفريق الوطني لمشاريع الطاقة المتجددة، التوجه لإطلاق مشاريع طاقة شمسية طموحة خلال فصل الصيف، وفيما أشار إلى أن 150 شركة أبدت رغبتها المشاركة بتلك المشاريع، كشف عن عمل الحكومة على حلول لتمكين المواطنين من الاستعانة بالطاقة الشمسية دون كلفٍ إضافية.
وقال رئيس الفريق نصير كريم، إن "هناك دعمًا كبيرًا من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لإدخال مشاريع الطاقة الشمسية في قطاع الطاقة العراقي، مع التركيز على التحكم في إدارة الاستهلاك"، مبينًا، أن "الحلول الجديدة التي يجري العمل على تنفيذها تمثل نموذجًا سريعًا وذكيًا للتخفيف من أزمة الكهرباء".
وأضاف، إن "الفريق الوطني يعمل على إطلاق المشاريع في الأقضية والنواحي بالمحافظات الشمالية، الوسطى، الغربية، الجنوبية والوسطى، وسيركز على استخدام المقاييس الذكية ومنظومات الطاقة الشمسية الفعالة، مما سيسهم في تجاوز تحديات الشبكة الكهربائية"، لافتًا إلى، أن "هذه المشاريع لن تشكل عبئًا على الموازنة العراقية، إذ سيتم تنفيذها وفق نهج استثماري".
وذكر، إنه" ضمن هذا المشروع الحيوي سياسة التحول الطاقي التي تبناها رئيس الوزراء التي بدأت بالفعل من القصر الحكومي، حيث تم قياس استهلاكه ليصل إلى 2.5 ميغاواط، فيما دخلت محطة شمسية بقدرة 2 ميغاواط حيز الإنشاء، مدعومة بميغاواط إضافي، ما سيغطي 80-90 بالمئة من استهلاك القصر الحكومي بالطاقة الشمسية".
وأكد، إن "هذه الخطوة تمثل رسالة سياسية واضحة لتمديد نطاق هذه السياسات إلى جميع القطاعات، بما في ذلك الحكومي، السكني، التجاري، الزراعي والصناعي، ما سيخفف الضغط على الشبكة الكهربائية ويسهم في تقليل الطلب على الطاقة التقليدية"، مشيرًا إلى، أن "العراق يتمتع بموارد شمسية غنية تجعله في المرتبة الثانية بعد بلدان شمال أفريقيا من حيث الوقود الشمسي، حيث يمتلك قدرة تصل إلى 2000 كيلوواط ساعة لكل متر مربع سنويًا، ما يؤهله ليكون أحد أهم الدول في إنتاج الطاقة المتجددة".
وأكد، إن "إنتاج الطاقة الشمسية سيتم عند مراكز الأحمال، مما سيقلل من مشاكل الشبكة الكهربائية مثل الاختناقات والمحولات المتضررة، وسيتم دمجها مع عدادات ذكية للتحكم بالاستهلاك لأول مرة".
وأوضح كريم، إن "المحطات التي سيتم إنشاؤها ستكون متوسطة الحجم، حيث تبدأ من 3 ميغاواط للقضاء الواحد، وتصل إلى 30-100 ميغاواط حسب الحاجة"، موضحًا، أن "كل قضاء سيكون مجهزًا بحصته من الطاقة الكهربائية، مما سيقلل الاستهلاك من الشبكة التقليدية بنسبة تصل إلى 70 بالمئة".
وأشار إلى، "وجود مبادرة من البنك المركزي لدعم المشاريع المنزلية، والحكومة تعمل على حلول استثمارية تتيح للمواطنين الاستفادة من الطاقة الشمسية دون تحمل كلف إضافية، حيث ستكون المنظومات تابعة للمستثمر، وسيتم دعم فواتير الكهرباء بنسبة 90 بالمئة دون تغيير في الأسعار".
وأكد كريم، إن "هذه المشاريع ستبدأ في بداية الصيف المقبل، بعد أن خصص مجلس الوزراء أراضي زراعية لإنشاء المحطات عليها"، مشيرًا إلى، أن "مدة تنفيذ المرحلة الأولى ستتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، مع خطط مستقبلية لتعزيز الشبكة الكهربائية ودعم استقرارها في جميع المحافظات".
خطط كهربائية
وفي السياق، أعلنت وزارة الكهرباء، أمس الأحد، عن خططها لتنفيذ مشاريع جديدة تهدف إلى إنتاج 14 ألف ميغاواط من الكهرباء، باستخدام تقنيات متعددة مثل المحطات الغازية والشمسية والدورات المركبة والمحطات البخارية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد موسى، أن الوزارة تعمل على إتمام عدد من المشاريع الخاصة بالمحطات الغازية التي توفر سعة إنتاجية تبلغ 2000 ميغاواط، إلى جانب منظومات الدورات المركبة بطاقة 3800 ميغاواط، ومحطات الطاقة الشمسية بطاقة 4800 ميغاواط، بالإضافة إلى محطات بخارية تصل قدرتها الإنتاجية إلى 3500 ميغاواط.
وأكد موسى، على أن هذه المشاريع ستساهم بشكل كبير في تحسين القدرة الإنتاجية للكهرباء بمجرد اكتمالها، مشيرا إلى أن وتيرة العمل تتسارع لإتمام هذه المشاريع.
ولفت، إلى أن المحطات البخارية تعد من المشاريع البارزة التي تركز الوزارة على تنفيذها، بما سيعزز قدرة الوزارة في معالجة أزمة الكهرباء في المناطق ذات الطلب المرتفع على الطاقة.
تم تحديد مواقع تنفيذ المحطات البخارية في محافظات بغداد والأنبار وكربلاء والنجف، إضافة إلى بعض المحافظات الشمالية. كما أكد موسى أن الوزارة وضعت استراتيجية متكاملة لمعالجة أزمة الطاقة، التي نتجت عن زيادة الطلب على الكهرباء.
أولويات حكومية
وفي هذا الإطار، كشف وزير النفط حيان عبدالغني، عن خطة مشتركة بالتعاون مع وزارة الكهرباء لإنتاج 12 ألف ميغاواط من الطاقة النظيفة بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
وقال عبدالغني، إن محور الطاقة الشمسية في العراق يُعَد من أولويات اهتمام الحكومة ضمن المحاور الرئيسة لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء.
ولفت إلى أن وزارة النفط تعمل مع وزارة الكهرباء وفق خطة مشتركة لرفع إنتاج الطاقة الشمسية إلى أكثر من 5000 ميغاواط مرحلةً أولى وصولًا إلى إنتاج 12 ألف ميغاواط من الطاقة النظيفة.
شمس البصرة
كما أعلنت وزارة الكهرباء، مطلع آذار الماضي، انطلاق "شمس البصرة" أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العراق.
ويُنَفذ المشروع بالتعاون مع شركة توتال إنرجي، ضمن صفقة الـ27 مليار دولار التي وقّعتها عملاقة الطاقة الفرنسية قبل ما يزيد على عام ويتضمن تنفيذ 4 مشروعات عملاقة للنفط والغاز والطاقة المتجددة.
وجاء انطلاق المشروع في إطار جهود وزارتي الكهرباء والنفط لتنويع مصادر الطاقة؛ إذ بدأت شركة توتال إنرجي الأعمال المدنية لتشييد محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية بمحافظة البصرة.
ويمتد المشروع على مساحة تُقدر بـ9 آلاف دونم (9 ملايين متر مربع) في صحراء البصرة، ويضم نحو مليوني لوح شمسي موزعة على 4 وحدات توليدية، لإنتاج 1000 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، بواقع 250 ميغاواط لكل وحدة.
وقال عبدالغني، إن الحكومة اتخذت خطوات كبيرة لتعظيم إنتاج الكهرباء في العراق بمختلف المحافظات، كاشفًا عن صدور موافقة مجلس الوزراء على تنفيذ مشروعات محطات الدورات المركبة لإنتاج 5 آلاف ميغاواط لدعم الطاقة الكهربائية.
وتعمل الحكومة العراقية جاهدةً على وضع حلول جادة لأزمة الكهرباء، من خلال معالجات لشبكات النقل والتوزيع، وفك الاختناقات، وتنفيذ الجباية.
المباني الحكومية
كما أعلن الفريق الوطني لمشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، مؤخرًا، البدء بتطبيق منظومة الطاقة الشمسية في العراق على 5 آلاف مبنى حكومي.
وقال رئيس الفريق نصير كريم قاسم، إن المرحلة الأولى من حملة تعميم استعمال الطاقة الشمسية في العراق، ستضم 543 مبنى تركز على المدارس بعدد 290 مدرسة وعلى المراكز الصحية بعدد 24 مركزًا، في بغداد ومختلف المحافظات، وستعقبها لجنة متخصصة بإدراج المشروعات، وستتحول آلاف المباني الحكومية إلى أبنية موفرة للطاقة من خلال نصب منظومة الطاقة الشمسية.
وأضاف قاسم، إن اللجنة جردت أكثر من 5000 مبنى حكومي من أجل إدخال منظومة الطاقة الشمسية عليها والتي تتمثل بإدخال سخان الطاقة الشمسية أيضًا للتخفيف من الأحمال.
السعي لحلول مبتكرة
ولمواجهة أزمة الكهرباء المحتملة خلال فصل الصيف، وجه وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، باعتماد حلول مبتكرة تضمن جاهزية شبكات التوزيع قبل بدء موسم الذروة الصيفية واستعداداً للزيارات المليونية المقبلة، مشدداً على أهمية استنفار الملاكات الفنية لتنفيذ أكبر حملة للصيانة المبرمجة.
جاء ذلك خلال ترؤس الوزير اجتماعاً مع مسؤولي شركة توزيع كهرباء الفرات الأوسط، حيث اطلع فاضل على نسب إنجاز المشاريع ضمن الحملة استعداداً للصيف المقبل.
وذكر المكتب الإعلامي للوزير في بيان، أن فاضل وجه بـ"اعتماد حلول مبتكرة تضمن جاهزية شبكات التوزيع قبل بدء موسم الذروة الصيفية"، مؤكداً على ضرورة "تذليل كافة العقبات التي قد تعترض سير العمل".
وشدد فاضل، على أهمية "استنفار الملاكات الفنية لتنفيذ أكبر حملة للصيانة المبرمجة تشمل خطوط الضغط الفائق والعالي ومحطات النقل ومحطات التوزيع ومغذيات الجهد المتوسط ومحولات التوزيع وشبكات الجهد المنخفض، وحسب اختصاص كل شركة، لتحقيق وثوقية تشغيلية مستقرة خلال فترة حمل الذروة الصيفية".
وتنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، نقل البيان، عن وزير الكهرباء، تشديده على ضرورة العمل بواقع ثلاث وجبات (صباحية – نهارية – ليلية) لضمان إنجاز الأعمال ضمن التوقيتات المحددة".
وأضاف البيان، أن "الوزير أولى اهتماماً خاصاً بملف المدن المقدسة، وقال: نضع في أولوياتنا إنجاز أعمال فك الاختناقات في المدن المقدسة استعداداً للزيارات المليونية القادمة، لاسيما زيارة الأربعين المباركة، حيث تتطلب جهوداً استثنائية لضمان توفير التيار الكهربائي
لملايين الزائرين الكرام بشكل مستقر ومستدام".