هل هي متعمدة؟.. تزايد حالات تخريب المشاريع والممتلكات العامة وآخرها حريق لمستشفى قيد الإنشاء في بغداد
انفوبلس..
في أكثر من مناسبة، تحاول الحكومة تسليط الضوء بشكل بسيط على ظاهرة التخريب الذي يطال المشاريع والمنشآت العامة، والذي تزايد في الآونة الأخيرة ليصبح ذا نمط يمكن قراءته وتوقعه، الأمر الذي يؤكد بشكل كبير بأنها عمليات تخريب متعمدة تستهدف مشاريع الدولة أبرزها قطاعات الكهرباء والإنترنت وكان ختامها حريق مريب في مستشفى البنوك الجديد.
حريق بمستشفى قيد الإنشاء
يوم أمس السبت، اندلع حريق كبير في مستشفى البنوك قيد الانشاء في منطقة الشعب شمالي بغداد.
وقال مصدر أمني، إن "فرق الدفاع المدني وصلت إلى مكان الحريق وهي تحاول إخماده"، مشيراً إلى أن "القوات الأمنية فتحت تحقيقاً لمعرفة أسباب الحريق".
وقال بيان لوزارة الداخلية، إن "الوزير عبد الأمير الشمري أشرف شخصياً على عمل فرق الدفاع المدني بمكافحة حادث حريق مستشفى الشعب قيد الإنشاء في العاصمة بغداد".
وأضاف، إن "الشمري، وجه بفتح تحقيق لمعرفة أسباب اندلاع هذا الحريق".
وبنفس السياق، أعلنت محافظة بغداد عن تواجد المحافظ عبد المطلب العلوي بشخصه لمتابعة حادث الحريق حيث تمت السيطرة عليه بشكل كامل، بحسب بيان رسمي.
وبحسب التوقيتات المعلنة من قبل وزارة الصحة، من المفترض أن يُفتتح المستشفى خلال هذا الشهر، حيث لم يتبقَّ سوى لمسات أخيرة، حتى جاء حادث الحريق.
وفي وقت لاحق، كشف الناطق باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، عن حجم الخسائر في مستشفى الشعب بعد إخماد الحريق.
وقال ميري في بيان، إن "الأداء المهني وسرعة وصول فرق الدفاع المدني إلى محل حادث الحريق الذي اندلع في مستشفى الشعب قيد الإنشاء في العاصمة بغداد حال دون اتساع الحادث إلى أماكن أخرى".
وأضاف، إن "الحادث، تسبب فقط في حريق داخل غرفتين وبعض الأثاث وتم السيطرة عليه بالكامل".
ولم يتطرق أي مصدر رسمي لوجود شبهة أو شكوك بأنه حريق متعمد، ولكن مصادر محلية أكدوا عدم وجود أي أسباب طبيعية لنشوب الحريق، والاحتمال الوحيد هو أن يكون حريقاً مفتعلاً.
تخريب في منظومة الكهرباء
وفي بيان لرئاسة مجلس الوزراء صدر في الـ30 من شهر أيار الماضي، تحدث السوداني عمن وصفهم بـ"أصحاب النفوس المريضة" الذين يقومون بأعمال تخريب داخل منظومة الكهرباء لأنهم لا يريدون للبلد أن يستقر.
وضمن متابعته لواقع الكهرباء الوطنية، وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزارة الكهرباء باستنفار جهودها في ذروة الصيف، فيما أشار إلى أن سكوت المسؤول عن الخلل في المنظومة يعد إهمالاً أو تخريباً متعمداً منه.
وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء في بيان، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أعلن عن افتتاح وتشغيل 200 محطة مختصة لنقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، ضمن المرحلة الأولى من حزمة مشاريع حلِّ اختناقات شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في بغداد وعدد من المحافظات"، وذلك من خلال دائرة تلفزيونية من مقرّ وزارة الكهرباء، بحضور المديرين العامين المختصين".
واطلع رئيس الوزراء، على "مستويات الإنتاج الحالي في جميع المحطات العاملة"، مشيرا إلى "أهمية هذه المشاريع لمعالجة الاختناقات التي تعاني منها الشبكة على مستوى المحافظات، من نينوى إلى البصرة، وستحقق فارقاً ملموساً في أداء المنظومة".
واوضح، أن "مشاكل الطاقة الكهربائية لا تكمن في عملية إنتاج وتوليد الطاقة، وإنما في قطاعي النقل والتوزيع"، مبينا ان "الحكومة أكدت رؤيتها منذ البداية في المضي بمسارات عدة لحل مشكلة الكهرباء، فتم إطلاق مشاريع محطات الدورات المركبة والطاقة الشمسية، وتجري دراسة إنشاء محطّات جديدة للتوليد، كما جرى التركيز على فكّ الاختناقات في النقل والتوزيع".
واكد، أن "المحطات المتنقلة التي يُعمل بها حالياً لا تمثل حلاً نهائياً لمشكلة الاختناقات، فهي معالجة وقتية وممكن أن ترتب وضعاً خطيراً على الشبكة الوطنية"، مشددا على "استنفار الجهود خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأن ينزل جميع الفنيين في مقارّ الدوائر إلى المواقع الميدانية".
ولفت، إلى "الشكاوى العديدة مؤخراً بسبب كثرة الانقطاعات خلال ساعات التجهيز، إذ شخّص وجود حالات من التقاعس والإهمال من قبل بعض مديري الصيانة والفروع، وستكون كثرة العوارض والانقطاعات مبرراً للإعفاء من المسؤولية".
ونوه البيان، ان "المرحلة الأولى من حزمة حلّ الاختناقات التي أعلن رئيس مجلس الوزراء افتتاحها، اشتملت على مشاريع محطّات نقل الطاقة الكهربائية للضغط الفائق والعالي، بعدد 48 مشروعاً، وبطاقة إجمالية جديدة 3846 أم.في.أي، وكذلك إنشاء خطوط نقل الطاقة الكهربائية للضغط الفائق والعالي، بمجموع أطوال إجمالي 1177 كم، بالإضافة إلى إنشاء محطّات توزيع الكهرباء جهد(11/33 ك.ف)، بعدد 152 محطة، بطاقة إجمالية جديدة 5571.2 أم. في أي.، كما تضمنت إنشاء مغذيات جهد سعة (11 ك.ف) جديدة لتصريف أحمال المحطات، وحلّ الاختناقات بعدد 1101 مغذٍ".
واستدرك رئيس الوزراء بالقول: إن "هذه الحزمة من مشاريع المرحلة الأولى ستعطينا فارقاً في الأداء، وستسهم في تقليل الضائعات"، مبينا ان "الضائعات في الشبكة تسبب الهدر في الطاقة والمال العام".
واضاف، "نحتاج رؤية وجدولاً زمنياً لرفع المحطات الوقتية، حتى تستقر الشبكة الوطنية"، منوها ان "هناك انقطاعات يومية في مغذيات توزيع جهد 11 كي في، تتسبب بإرهاق المواطنين وتذمّرهم، نتيجة كثرة الانقطاعات خلال وقت التجهيز".
واردف، ان "كثرة العطلات والانقطاعات مبرر كافٍ لإعفاء مديري الفروع ومسؤولي أقسام الصيانة"، مشيرا الى ان "مجلس الوزراء يدعم وزارة الكهرباء، وتم رصد التخصيصات الكافية، ومنح الصلاحيات للمسؤولين فيها".
وشدد، "سأتابع يومياً جدول الكهرباء في جميع المحافظات"، لافتا الى ان "هناك نفوس مريضة تقوم بعمليات تخريب داخل المنظومة، لأن هناك من لا يعجبه الاستقرار المتحقق في البلد".
وتابع، "سكوت المسؤول عن الخلل في المنظومة يعد إهمالاً أو تخريباً متعمداً منه، ويجب أن يغادر مدير عام التوزيع مكتبه ويتواجد بشكل ميداني، وأن يقوم وكلاء الوزارة بالجولات الميدانية المستمرة".
واختتم، "موسم ذروة الصيف سيكون محطّة لتقييم أداء الوزارة".
تخريب الإنترنت
وفي آذار الماضي، كشف النائب طه المجمعي، عن تخريب متعمد في أكبر مشروع للكيبل الضوئي في ديالى.
وقال المجمعي، إن "جهودنا في إعمار ديالى تواجه للأسف من قبل مجهولين بسياسة التخريب التي لا تريد الخير. لافتا الى أن الكيبل الضوئي قرب جامعة اليرموك الاهلية في بعقوبة استُهدف بشكل مباشر ما يؤثر على مشاريع خدمية متعددة ومنها مجاري غرب بعقوبة باعتبارها مشاريع في نسق مترابط".
واضاف، إنه "يدعو الامن الوطني والاجهزة الاستخبارية الى أداء واجباتها في كشف المخربين وتقديمهم للعدالة. مؤكدا بأن هكذا أفعال هدفها عرقلة أي مشاريع تنموية في بعقوبة والسعي الى بقاء معاناة الأهالي".
واشار الى، أن "استهداف المشاريع الخدمية أمر بالغ الخطورة يستدعي جهودا أمنية مكثفة من أجل كشف مَن يقف وراؤها".
ويُعد مشروع الكيبل الضوئي غرب بعقوبة من المشاريع المهمة في ديالى والذي تصل كلفته الى مليارات الدنانير.
وفي الرابع عشر من حزيران الجاري، أفادت مصادر محلية، بتعرض كابلات الاتصالات التابعة لمشروع WiFi، الى أعمال تخريب "متعمدة" في نينوى ما أدى إلى توقف خدمة الإنترنت في مناطق عدة من المحافظة.
وتحدثت المصادر، أن "أعمالا تخريبية مقصودة ومتعمدة تعرضت لها الكابلات الهوائية المرخصة من قبل الشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية والتابعة لمشروع WiFi في محافظة نينوى"، مبينة أن "أعمال التخريب ادت الى توقف خدمة الانترنت في مناطق عدة من المحافظة".
وأشارت إلى أن "الشركة المنفذة استنفرت كوادرها الفنية بالتنسيق مع مديرية اتصالات ومعلوماتية نينوى والجهات الأمنية الداعمة إلى اجراء الكشوفات الميدانية وتثبيت حالة التخريب المتعمد وإصلاح كافة القطوعات وارجاع الخدمة".
ولفتت المصادر، إلى أن "الشركة تعهدت بتقديم الدعم الكامل للأجهزة الأمنية المختصة لملاحقة المخربين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".
تخريب في مشاريع النقل
في الرابع من حزيران الجاري، كشف وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني، عن تعرض جميع مشاريع حزمة فك الاختناقات الى أعمال تخريب متعمدة.
وقال ريكاني، إن "جميع مشاريع حزمة فك الاختناقات تتعرض الى أعمال تخريب متعمدة منها الإنارات وغير ذلك".
وتساءل "كيف لمواطن أن يقوم بتخريب ممتلكاته؟".