إصابات أقل من العام الماضي.. "انفوبلس" تتتبع خريطة انتشار "الحمى النزفية" في العراق خلال 2025

انفوبلس/ تقرير
فيما لا يزال العراق يتعافى من موجة "الحمى القلاعية" الأخيرة، ظهر فيروس "الحمى النزفية" مرة أخرى مسببا قلقاً بين الأوساط الصحية والشعبية العراقية، مسجلاً إصابات ووفيات جديدة في عدة محافظات بينها العاصمة بغداد، وسط تحذيرات جديدة من المؤسسات الصحية، فما آخر المستجدات حول هذا الملف؟ وما الإحصائيات الحديثة؟
ويُعرف مرض الحمى النزفية باسم "حمى القرم- الكونغو" النزفية، وهو واحد من مجموعة حميات نزفية فيروسية والتي تنتشر في مناطق الشرق المتوسط، من بينها العراق، بحسب منظمة الصحة العالمية مؤخراً.
*مستجدات جديدة
وآخر إحصائية لمرض الحمى النزفية في العراق خلال العام الحالي 2025، أعلنت وزارة الصحة، اليوم السبت 19 نيسان/ ابريل 2025، عن تسجيل 14 إصابة وحالتي وفاة بالحمى النزفية بعموم العراق خلال العام الحالي.
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في بيان، إنه "سجل خلال العام الحالي بعموم العراق 14 إصابة وحالتي وفاة بالحمى النزفية، موزعة كالآتي: 6 حالات في محافظة ذي قار و4 في كركوك وإصابة واحد في كل من بغداد والمثنى ونينوى والبصرة".
وأشار الى أنه "تم تسجيل حالتي وفاة بمحافظة كركوك، واحدة منها لمنتسب في وزارة الصحة"، مشيراً الى أن "أكثر الإصابات تم تسجيلها للعاملين في المواشي، وإذا تم تشخيص الإصابة بوقت مبكر يتم التعامل معها ومعالجتها".
ودعا البدر، المواطنين الى "مراجعة المراكز الصحية في حال حصول الأعراض"، مبيناً أن "الحمى النزفية مرض متوطن منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وهو مرض فايروسي خطير ينتقل من الحيوانات المصابة أو لحومها، وينتقل كذلك من حشرة القراد، ويصيب الأبقار والأغنام والمواشي الأخرى". وتابع، أنه في "العام الماضي كانت أعداد الإصابات والوفيات قياسية، وتمكنت وزارة الصحة من احتواء المرض"، مشدداً على "ضرورة خزن اللحوم بدرجة منخفضة وعند طهيها بدرجة حرارة عالية".
كما أعلنت دائرة صحة محافظة كركوك، اليوم السبت، وفاة أحد كوادرها بمضاعفات مرض الحمى النزفية. اذ وقالت الدائرة في بيان، "ينعی منتسبو دائرة صحة كركوك باستشهاد الممرض الفني يادگار نوري، ٲحد الملاكات التمريضية البطلة في طوارئ مستشفى كركوك التعليمي إثر اصابته بالحمى النزفية أثناء واجبه الرسمي".
ويأتي هذا وسط مخاوف من تزايد الإصابات، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وتسجيل حالات جديدة في بعض المناطق، في ظل مطالبات باتخاذ إجراءات وقائية عاجلة للحد من انتشار المرض.
وشهدت الأعوام الماضية، ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابات بالحمى النزفية يرجعها مختصون إلى "غياب حملات التعقيم التي تجريها السلطات للحيوانات، إلا أن الجهات المعنية أكدت الانتهاء من هذا الملف بعد توفر المبيدات الخاصة.
و"الحمى النزفية" مرض متوطّن منذ سبعينات القرن الماضي، وتسجل الإصابات والوفيات بسببه في معظم دول العالم، خصوصاً في الدول المحيطة بالعراق. وهو مرض خطير ينتقل عبر التماس المباشر مع الحيوانات المصابة أو التماس مع لحومها او أنسجتها أو سوائلها، كذلك من خلال حشرة "القراد".
وبمراجعة حصيلة الإصابات والوفيات خلال العام الماضي، تبين انه خلال الأربعة أشهر الأولى من العام 2024 سجلت المؤسسات الصحية في العراق 40 إصابة مؤكدة، نجم عنها 5 وفيات، فيما تتصدر محافظة ذي قار معدل الإصابات المسجلة بين المحافظات.
دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة، وعبر مسؤولة الإعلام والإرشاد البيطري في الدائرة، زينب رحيم، أكدت الشهر الماضي، السيطرة على الحمى القلاعية وانحسار أعداد الإصابات فيها، فيما أعلنت إطلاق حملة لمكافحة القراد الناقل الرئيسي لمرض الحمى النزفية.
كما أعلن المستشفى البيطري في صلاح الدين، اليوم السبت، الاستمرار بإجراءات للسيطرة على بؤر الإصابة لمرض الحمى النزفية في المحافظة. وذكرت المستشفى في بيان، ان "المستشفى سيستمر بإجراءاتها للسيطرة على بؤر الإصابة لمرض الحمى النزفية في المحافظة حملة الرش والتغطيس للحد بؤر الإصابة لمرض الحمى النزفية في المحافظة".
أما المستشفى البيطري التعليمي في كركوك، فقد أعلن عن انطلاق حملة وطنية كبرى لوقاية الأبقار والجاموس والأغنام والماعز من مرض الحمى النزفية. وقال مدير المستشفى، طلعت محمود بكر، إنه "بناءً على التوجيهات الصادرة من مدير عام دائرة البيطرة العامة في وزارة الزراعة، ثامر حبيب حمزة الخفاجي، باشرت طواقم المستشفى البيطري التعليمي في كركوك بحملة وطنية مجانية شاملة ربيعية لرش الأبقار والجاموس وتغطيس الأغنام والماعز ضد مرض الحمى النزفية".
جدير بالذكر، أن ظاهرة الرعي العشوائي للأغنام والأبقار، تنتشر بشكل واسع في بغداد والمحافظات الجنوبية، وغالبا ما تكون في المناطق السكنية، كما أن عمليات الذبح غالبا ما تكون في الطرقات والمنازل، وليس في مجازر خاصة ووفق الشروط الصحية.
*أعراض الإصابة بالحمى النزفية؟
بعد الإصابة بالعدوى بفيروس الحمى النزفية تختلف فترة الحضانة والتي في غالبها تتراوح بين يوم إلى ثلاثة أيام، ولكنها قد تتراوح بين 6 إلى 12 يوما في بعض الحالات.
وعادة ما تتحسن حالة المرضى ويستردون عافيتهم في اليوم التاسع أو العاشر بعد ظهور المرض، ولكن في حالة استمرارها قد تنتهي في الوفاة في الأسبوع الثاني، إذ يبلغ معدل الوفيات حوالي 30 في المئة.
وتشمل الأعراض الإصابة بالحمى النزفية، حمى، وآلاف عضلات، ودوخة وصداع، بالإضافة الى آلام في الرقبة والظهر والتهاب العيون والحساسية للضور والشعور بالغثيان، فضلا عن قَيء وإسهال، آلام في البطن، التهاب الحلق، وتقلبات مزاجية حادة، وشعور بالنعاس، وكذلك اكتئاب وتضخم في الكبد.
وفي حال عدم تلقي الرعاية الصحية، أو عدم مقاومة جسم المصاب للمرض قد تظهر علامات أخرى للمرض: سرعة في نبضات القلب، وتضخم الغدد اللمفاوي، وظهور طفح ناتج عن النزيف تحت الجلد، وظهور ما يشبه الكدمات على الجسم، والنزيف من مناطق مختلفة بالجسم، كذلك التهاب في الكبد وتدهور سريع في وظائف الكلى والكبد والرئة، بالإضافة الى
*العلاج والوقاية من الحمى النزفية
لا يوجد علاج مخصص للحمى النزفية، إذ يتم توفير الرعاية الطبية لتخفيف أعراض الإصابة بالمرض، ومساعدة أجسادهم على المقاومة، ولكن قد يستخدم عقار "ريبافيرين" المضاد للفيروسات. كما لا تتوفر لقاحات قادرة على حماية الحيوانات أو الإنسان من الإصابة بهذا الفيروس.
ولكن في حال اكتشاف حالات إصابة على العاملين في تربية الماشية والعاملين في القطاع الطبي اتخاذ تدابير لحمايتهم من الإصابة بالمرض، والتي ترتكز على ارتداء ملابس واقية وفاتحة اللون حيث يمكنك اكتشاف وجود أي قرادات على ملابسك، وارتداء القفازات خلال التعامل مع الحيوانات المصابة، وفرض حجر صحي عليها.
يعتقد اطباء أن الالتزام بارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه الشبيهة بملابس الوقاية من باقي الأمراض المعدية عند التعامل مع الدم أوسوائل الجسم مع الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلّص منها فورا؛ كلها وسائل كفيلة بالوقاية من المرض، مؤكدين على الالتزام بالإرشادات الصحية اللازمة والنظافة والتعقيم، وخاصة بعد ملامسة الحيوانات، والتوجه إلى أقرب مركز صحي عند الشعور بالأعراض أو حصول أي نزيف.
وبحسب دائرة البيطرة في العراق، فإن لتجنب الإصابة، يجب على المواطنين شراء اللحوم من المحالّ المجازة التي تتعامل مع اللحوم المختومة والمجازر الرسمية، ويجب الفحص قبل الذبح واتباع الطرق الصحيحة والصحية في ذبح الحيوانات والفحص بعد الذبح وإعطاء الصلاحية للحوم وعملية نقلها بالسيارات المبردة الخاصة بنقل اللحوم.
كما تقول الدائرة، إن هذا الفيروس حساس للتجميد عند درجة (-20 مئوية) في الثلاجات والمجمدات ولهذا السبب يُستبعد انتقاله عن طريق اللحوم المجمدة، أما بدرجات الحرارة العالية فإنه يفقد حيويته عند درجة 56 مئوية لمدة 30 دقيقة، وعند 60 درجة مئوية لمدة 15 دقيقة، وكذلك هو حساس للمعقمات مثل الكحول والحوامض والمنظفات والفورمالين والأشعة فوق البنفسجية.
ويقول الدكتور أسامة إسماعيل، إن الحمى النزفية الفيروسية هي مجموعة أمراض مُعدية يمكن أن تتسبب في علّة شديدة تهدّد الحياة من خلال تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، وهو ما يجعلها تنزف وتُعيق قدرة الدم على التجلّط.
ويلفت إلى، أن العيش في المناطق الموبوءة بالفيروس أو السفر إليها، والعمل مع أشخاص مصابين، والتواجد في الأماكن الموبوءة بالفئران، ومشاركة الأُبر الوريدية المستخدمة في حقن الأدوية؛ كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة. منوهاً إلى، أنه "تختلف مؤشرات الحمى النزفية الفيروسية وأعراضها وفق نوع المرض؛ حيث يمكن أن تكون الأعراض الأولية بسيطة ويمكن أن تكون شديدة تهدد الحياة".
ويرى الدكتور أسامة إسماعيل، أن الاستمرار بتجاهل تعليمات الرقابة الصحية بما يتعلق بتربية وذبح الحيوانات وعدم الالتزام بسُبل الوقاية وإهمال النظافة الشخصية؛ أمور من شأنها أن تسرّع وتيرة انتشار المرض بشكل وبائي.
فيما يعتقد، أن "الالتزام بارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه الشبيهة بملابس الوقاية من باقي الأمراض المعدية عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم مع الحذر عند التعامل مع عينات المختبرات والنفايات وتطهيرها والتخلّص منها فوراً، كلها وسائل كفيلة بالوقاية من المرض". وأكد إسماعيل على الالتزام بالإرشادات الصحية اللازمة والنظافة والتعقيم، وخاصة بعد ملامسة الحيوانات، والتوجه إلى أقرب مركز صحي عند الشعور بالأعراض أو حصول أي نزيف.