ادعاءات أم سبق للكارثة وتداعياتها.. هذه هي قصة العجول المصابة بالطاعون في عرض البحر
![ادعاءات أم سبق للكارثة وتداعياتها.. هذه هي قصة العجول المصابة بالطاعون في عرض البحر ادعاءات أم سبق للكارثة وتداعياتها.. هذه هي قصة العجول المصابة بالطاعون في عرض البحر](http://media.infoplusnetwork.com/archive/image/2025/1/20/3802d3c2-09ca-48ea-9379-4eadb8dd3702.jpeg?format=jpg&v=1)
قلق مستمر رغم النفي الحكومي
ادعاءات أم سبق للكارثة وتداعياتها.. هذه هي قصة العجول المصابة بالطاعون في عرض البحر
انفوبلس/..
على الرغم من النفي الرسمي، لوجود شحنة عجول مصابة بالطاعون قادمة إلى العراق، إلا أن الجدل حول الموضوع لا يزال مستمراً، فالبعض يعتقد أن البلاد أصبحت مكاناً لتصفية البضائع والمواشي الفاسدة خاصة وأن هذه الحالة سبقتها شحنة مواشي أُطلق عليها "سفينة الموت" كانت تحمل على متنها 19 ألف رأس من الماشية البرازيلية ذات الرائحة النتنة دخلت إلى البلاد.
*برلمانية تسرد التفاصيل
كشفت عضو مجلس النواب العراقي، ساهرة الجبوري، أمس الأحد، عن استيراد عجول مصابة بمرض الطاعون، وهي الآن في طريقها للتفريغ بميناء أم قصر بمحافظة البصرة.
ووجهت الجبوري، في تدوينة لها على صفحتها الشخصية "فيسبوك" نداء استغاثة عاجلة الى الجهات المختصة، موضحة أن "شركة عراقية تدّعي بقربها إلى إحدى الجهات المتنفذة، قامت باستيراد عجول من (دولة جيبوتي) وبأوراق (مزورة) بشهادة منشأ وأوراق صحيحة صادرة من (اليمن) بمساعدة من دائرة البيطرة قسم الأمراض الوبائية.
وأضافت، أن "هذه العجول حاملة لـ(العترة السابعة) (مرض الطاعون) والآن هذا الوباء وصل إلى (ميناء أم قصر) وعلى الباخرة الجيبوتية (ليدي رشا)".
وأشارت الجبوري، إلى أن "منظمة الصحة العالمية، منعت تصدير اللحوم (الإفريقية) الحية الى جميع دول العالم باستثناء الدول التي لديها مجازر، على أن تُصدَّر هذه اللحوم مذبوحة ومجمدة إلى بلدان إفريقيّة أخرى".
ولفتت إلى أن "دول جوار العراق (تركيا، إيران، والأردن) ودول عربية أخرى، منعت دخولها الى بلدنها لغرض الحفاظ على ثرواتها الحيوانية من هذا الوباء".
وتابعت: "الباخرة في (ميناء أم قصر) وفي حال أفرغت حمولتها اقرأوا على الثروة الحيوانيّة في العراق السلام، وبالإمكان مراقبة حركة الباخرة على (ريلز) والتأكد من ذلك لإنقاذ البلد من هذه الكارثة الخطيرة".
وخلصت الجبوري، إلى القول: "تم إجراء تسوية مع صاحب العلاقة، بالبداية طلبوا مبلغ 250 ألف دولار مقابل التوقيع بعدم وجود إصابة، وأنها خالية من الأمراض وبعدها تم التوصل إلى 20 ألف دولار استلموها الآن في البصرة وسيتم ليلاً تفريغ الحيوانات"، مؤكدة أن "الباخرة حالياً متواجدة في رصيف 12 وجاري تفريغها".
*نفي
نفى أولاً، مدير المستشفى البيطري في البصرة، رياض محمد، أمس الأحد، دخول أبقار حاملة لمرض "الطاعون" إلى الموانئ العراقية قادمة من دولة جيبوتي.
وقال محمد لوسائل إعلام عراقية، إن "المعلومات المتداولة عن دخول عجول مصابة بمرض الطاعون إلى ميناء أم قصر في البصرة غير صحيحة، كما أن هذا المرض منقرض منذ فترة طويلة ولا وجود له إطلاقاً وهذه المعلومات مثبتة ومؤكدة لدى منظمة الصحة العالمية".
وأضاف، "هناك تكليف رسمي بمتابعة هذه الباخرة عبر لجنة مؤلفة من الجهات العليا ذات العلاقة وتم فحص الحمولة بكاملها والكشف على الباخرة ولم يتم تسجيل أي حالة إصابة بأي مرض يذكر والعجول بحالة جيدة وسليمة".
بعد ذلك، دافعت وزارة الزراعة العراقية، اليوم الاثنين، عن شحنة العجول التي وصلت مؤخراً إلى ميناء أم قصر، قادمة من جيبوتي، مؤكدة أن العجول غير مصابة بمرض الطاعون.
وقال مستشار الوزارة، مهدي ضمد القيسي، في بيان تابعته شبكة انفوبلس، إن "الباخرة متابعَة من قبل لجنة مشكلة من دائرة البيطرة ومدير المستشفى البيطري في البصرة والجهات المعنية ذات العلاقة وتم فحص الحمولة بكاملها والكشف على الباخرة ولم يتم تسجيل أي حالة إصابة بأي مرض يذكر".
وأضاف القيسي، أن "إجازة الاستيراد صادرة بشكل رسمي ضمن تعليمات استيراد الحيوانات الحية رقم 1 لسنة 2010"، مشدداً على ضرورة "توخي الدقة في نقل المعلومات ومعرفة الحقائق من مصادرها الرسمية".
*شحنة الأبقار إلى الواجهة من جديد
وتُعيد شحنة العجول، إلى الأذهان الضجة الكبيرة التي أُثيرت في آذار مارس 2024، حول شحنة الأبقار المستوردة من البرازيل والتي أُطلق عليها شحنة المواشي في “سفينة الموت”، والتي تحمل على متنها 19 ألف رأس من الماشية ذات الرائحة النتنة، ورغم تطمينات الحكومة حول سلامة الأبقار، إلا أنها بقت موضع شك العراقيين.
عبّر (آنذاك) سكان جنوب أفريقيا، عن غضبهم من سفينة تحمل اسم “الكويت” وتقل نحو 19 ألف بقرة، تتجه إلى العراق قادمة من البرازيل، حيث انتشرت رائحة كريهة في مدينة كيب تاون منبعثة من الناقلة العملاقة، بعد أن توقفت للتزود بالعلف، لكنها أقلقت منظمات “الرفق بالحيوان”.
وقال مسؤولون محليون إن رائحة كريهة تفوح في أرجاء مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا تنبعث من سفينة راسية في الميناء تحمل 19 ألف بقرة.
وذكر ليراتو باشينغ (29 عاما)، وهو من سكان كيب تاون، لبي بي سي: “كانت أسوأ رائحة كريهة رأيتها في حياتي”. وتم إرجاع الرائحة إلى السفينة الراسية في كيب تاون. وقالت مدينة كيب تاون على موقع X إن مسألة الرائحة قيد المعالجة.
وصعد عملاؤها على متن السفينة لتقييم الحالة، وقالوا في بيان: “هذه الرائحة تشير إلى الظروف المروعة التي تعيشها الحيوانات، بعد أن أمضت بالفعل أسبوعين ونصف على متن السفينة، مع تراكم البراز والأمونيا”.
وقالت باشينغ، “لقد دمر يومي لأنه حتى عندما كنت في الداخل، في كل مرة يُفتح فيها المصعد، كانت الرائحة تنتشر في المكتب وتعلق في مؤخرة حلقي مثل مذاق سيئ”.
وقال ساكن آخر، يعمل بالقرب من المرفأ، لبي بي سي إن الرائحة كانت “نفّاذة” واضطروا إلى إغلاق نوافذ سياراتهم، على الرغم من أن الجو كان حاراً.
دفعت تلك الرائحة، وزارة الزراعة العراقية إلى وضع الأبقار البرازيلية المستوردة وعددها 19 ألف رأس في الحجر الصحي لغرض التأكد من سلامتها.
بعد ذلك، أكدت دائرة البيطرة أحد تشكيلات وزارة الزراعة، سلامة المواشي المستوردة من البرازيل، وفيما نفت وجود حالة نفوق بينها، أوضحت إجراءاتها بعد وصول الشحنة إلى العراق.
وقال مدير عام دائر البيطرة، ثامر حبيب حمزة، إن "شحنة المواشي المستوردة من البرازيل سليمة وتم منحها الشهادة الصحية البيطرية بالدخول إلى العراق، بالإضافة إلى شهادة التصريح من دولة البرازيل".
وأضاف حمزة، أن "عدد الحيوانات المستوردة يبلغ 19 ألفاً من المواشي، وهذه الشحنة لم تصل إلى العراق لغاية الآن"، مستدركاً بالقول: "تم الاتصال مع المستثمر الذي أكد عدم وجود أي حالة نفوق في السفينة".
وأوضح، أن "عملية نقل الحيوانات من بلد إلى بلد في حال إذا كانت المسافات بعيدة، يكون فيها ترانزيت لتنظف الفضلات والعمل على استراحة الحيوانات من السفر لمسافات طويلة، وهو أمر طبيعي في عملية نقل واستيراد الحيوانات من بلد إلى آخر"، مُبدياً استغرابه من "تصريحات بلدية كيب تاون السياحية في جنوب أفريقيا التي أشارت إلى وجود رائحة كريهة بين الحيوانات".
وبين، أن "الروائح الكريهة تنتج عن تراكم الفضلات والأمونيا، بسبب نقل الحيوانات لمسافات طويلة، وهو أمر طبيعي"، مشيراً إلى أنه "بعد وصول الشحنة إلى العراق، سيتم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة، وهي حجر الحيوانات وفحصها بالكامل، وبعد التأكد من سلامتها تدخل البلاد".
ولفت إلى أن "وزير الزراعة عباس جبر المالكي، اتخذ قرار استيراد الحيوانات لردع جشع التجار الذي تسبب بارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق المحلية وخاصة نحن مقبلون على شهر رمضان المبارك"، مبيناً أن "هذا القرار هو أحد الإجراءات لخفض أسعار اللحوم في الأسواق المحلية".
*ارتفاع اللحوم
وسجلت أسعار اللحومِ الحمراء والبيضاء في العراق، خلال الأشهر الماضية، ارتفاعا كبيرا، الأمر الذي أثار موجة اعتراضات لازمت ذوي الدخل المحدود بسبب المستويات القياسية التي بلغتها الأسعار.
وبلغ سعر كيلو لحم الأغنام ما بين 22 الى 24 الف دينار، فيما بلغ سعر كيلو لحم الأبقار ما بين 18 الى 20 ألف دينار.
أما اللحوم البيضاء فقد بلغ سعر كيلو لحم الدجاج العراقي الحي 4500 دينار، بينما بلغ سعر كيلو السمك الواحد أكثر من 7500 دينار عراقي، بحسب استطلاعات ميدانية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، محمد الخزاعي، في 9 كانون الأول ديسمبر 2024، بأن ارتفاع أسعار اللحوم بسبب ارتفاع نسبة الطلب عليه، مشيرا إلى تخفيض الرسوم الجمركية مقدار 50% وتصفير الرسوم التي كانت تُستقطع في وزارة الزراعة وغرفة تجارة بغداد.
وقررت الحكومة العراقية في شباط فبراير 2024 فتح باب استيراد الأغنام والعجول بعد وقف دام 20 عامًا، بهدف معالجة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم وتوفيرها للمواطنين بأسعار مناسبة.