edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. فتوى الجهاد الكفائي في سطور.. عندما نطقت النجف وتحرر ثلث العراق

فتوى الجهاد الكفائي في سطور.. عندما نطقت النجف وتحرر ثلث العراق

  • 12 حزيران
فتوى الجهاد الكفائي في سطور.. عندما نطقت النجف وتحرر ثلث العراق

انفوبلس/ تقارير

حين بلغت الأزمة الأمنية ذروتها في العراق عام 2014، واجتاحت المجاميع الإرهابية مدنًا بأكملها وأسقطت مؤسسات الدولة في لحظات خاطفة، برز صوت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بنداءٍ استثنائي، مثّل نقطة تحول في مسار الأحداث. في 13 حزيران من ذلك العام، أصدرت المرجعية فتوى "الجهاد الكفائي" دفاعًا عن الوطن والمقدسات، لا باعتبارها دعوة لحمل السلاح فحسب، بل بوصفها موقفًا شرعيًا ووطنيًا جامعًا هزّ وجدان المجتمع العراقي وحرّك آلاف المواطنين لتلبية النداء. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد المشهد العراقي كما كان، إذ أعادت الفتوى ترميم الثقة المنهارة، وأسست لمرحلة جديدة من المقاومة والوعي الشعبي.

وفي الذكرى الحادية عشرة لهذه الفتوى المباركة التي توافق (غداً الجمعة 13 حزيران)، يستذكر العراقيون -قادة وسياسيون ومحللون- الأثر العميق لهذا الموقف التاريخي، الذي أسس النصر والاستقرار، وجعل من الحشد الشعبي ركيزة أساسية في الدفاع عن الوطن، إلى جانب القوات الأمنية الرسمية، في ملحمة بطولية ستظل منقوشة في ذاكرة الأجيال.

إنقاذ الدولة

وبهذا الصدد، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم عليوي: إن "الفتوى الكفائية التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في حزيران عام 2014، غيرت مجرى الأحداث بالكامل، وأسهمت في إنقاذ الدولة العراقية من خطر الانهيار والسقوط بيد تنظيم (داعش) الإرهابي".

وأضاف، أنه "في لحظة حرجة من تاريخ العراق، حين كانت مدينة الموصل قد سقطت وتمدّد الإرهاب ليهدد سائر المحافظات، جاءت فتوى الجهاد الكفائي لتكون بمثابة نداء وطني حقيقي حرّك الجماهير وأعاد لها الروح، وشكّل بداية مشروع الدفاع الشعبي الشامل عن الدولة العراقية".

وبيّن، أن "الفتوى دفعت مئات الآلاف من المتطوعين للتوجه إلى مراكز التطوع في بغداد والمحافظات، لاسيما في الوسط والجنوب، لتشكّل هذه الحشود النواة الأساسية لما أصبح لاحقاً قوات الحشد الشعبي، التي قاتلت إلى جانب الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب لتحرير المدن المغتصبة".

وأوضح عليوي، أن "الحكومة العراقية استجابت حينها لهذا الزخم الشعبي الكبير، فأسست هيئة الحشد الشعبي بقرار رسمي، ومنحتها هيكلية قانونية وتنظيمية خاضعة لسلطة الدولة، ما ضَمِن دمج هذه القوة ضمن المنظومة الدفاعية للعراق".

وتابع: أن "الحشد الشعبي الذي تأسس بفضل هذه الفتوى، أثبت كفاءة قتالية عالية، وساهم بشكل حاسم في استعادة المدن والقصبات من قبضة (داعش)، من تكريت إلى بيجي، ومن الفلوجة إلى الموصل، حتى إعلان النصر الكبير وتحرير كامل الأراضي العراقية".

ونوّه عليوي، بأن "الفتوى لم تكن حدثاً عسكرياً فقط، بل شكلت تحولاً استراتيجياً في الوحدة الوطنية، فقد دعت إلى حماية جميع العراقيين دون تمييز طائفي أو ديني أو عرقي، وعززت من مكانة المرجعية الدينية كضامن لوحدة الشعب واستقرار الدولة". 

وأشار إلى، أن "ما رافق تلك المرحلة من تحديات ونقاشات سياسية وأمنية، خاصة بشأن دمج الفصائل وتنظيم العلاقة بين القوات النظامية والحشد الشعبي، أمر طبيعي في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد"، مؤكداً أن "الحشد أصبح اليوم مؤسسة رسمية خاضعة للقانون والدستور العراقي، وتحت رقابة  الدولة".

وأكد عليوي، أن "فتوى الجهاد الكفائي ستبقى علامة مضيئة في تاريخ العراق، لأنها أنقذت البلاد من الانهيار، وفتحت باب الاستنهاض الوطني، ورسخت ثقافة الدفاع عن السيادة الوطنية بوجه كل الأخطار التي تهدد العراق وشعبه".

ليس نداءً عسكريا فقط

لم تكن الفتوى مجرد نداء عسكري، بل كانت دعوة لتحرير الإنسان من الخوف والذل، وتحرير الأرض من دنس الإرهاب.

استجاب أبناء العراق من مختلف المشارب لهذه الدعوة، ليخوضوا معارك الشرف والكرامة، ويعيدوا للمواطن أمنه وكرامته، ومع كل شبرٍ تحرر، كانت الفتوى تُترجم إلى فعل بطولي، يرسّخ مفاهيم الوطنية والتضحية، ويؤكد أن الأرض لا تُستعاد إلا بأبنائها المؤمنين بها وبمستقبلها.

وأكد نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول ركن قيس المحمداوي، أن "فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني في العام 2014، شكّلت منعطفاً أمنياً وسياسياً وإنسانياً كبيراً في تاريخ العراق الحديث، خاصة في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي كان يمر بها البلد آنذاك".

وأوضح المحمداوي في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أن "الفتوى كان لها تأثير مباشر وسريع، حيث استجاب لها أبناء الشعب العراقي من مختلف مكوناته، وتدفّق عشرات الآلاف من المتطوعين إلى جبهات القتال، مما أسهم في تعزيز وإسناد القواطع الأمنية، ولاسيما في المناطق التي كانت تشهد ثغرات وإخفاقات أمنية".

وأضاف أن "مخرجات هذه الفتوى العظيمة بدأت بالظهور خلال أيام قليلة، وأسهمت بشكل واضح في إيقاف تمدد عصابات داعش الإرهابية، كما ساعدت في تعزيز صمود المناطق المحاصرة آنذاك مثل آمرلي، والضلوعية، وبلد، والبشير، وحديثة، والبغدادي، وعامرية الصمود".

وأشار نائب قائد العمليات المشتركة إلى أن "الفتوى منحت القادة الميدانيين فرصة لإعادة تنظيم القوات وتوظيف الموارد البشرية والمعدات والأسلحة، مما مهد للتخطيط بواقعية وثقة لاستعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الإرهابية".

وبيّن المحمداوي أن "أولى ثمار هذه الجهود كانت في تحرير منطقة جرف النصر بمحافظة بابل في آب 2014، وهو إنجاز استراتيجي مهم ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في بغداد وكربلاء وبابل وعامرية الصمود"، مضيفاً أن "الانتصارات توالت بعد ذلك، حتى تحرير جميع الأراضي العراقية من براثن داعش، وإعلان النصر العسكري الكامل في نهاية العام 2017".

بدوره، أكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، أن "العراق تجاوز الهجمة البربرية التي شنتها عصابات داعش الإرهابية بفضل تلاحم القوات الأمنية ودعم المرجعية الدينية العليا"، مشيدا "بالدور الكبير الذي لعبته فتوى الجهاد الكفائي في توحيد الصف الوطني والتصدي للإرهاب".

وقال التميمي، إنه "بعد مرور العراق بالهجمة الإرهابية وسيطرة عصابات داعش على أجزاء من أراضي العراق، تمكنت القوات العراقية وبفضل وقفة المرجعية الدينية الشجاعة، ودعمها الكامل للقوات الأمنية عبر إصدار الفتوى المباركة، ما أسهم بشكل كبير في توحيد الجهود الأمنية والشعبية للتصدي لهذا الخطر الداهم".

وأضاف أن "اليوم، وبعد سنوات من التضحيات، ينعم العراق بالأمن والاستقرار، لاسيما في العاصمة الحبيبة بغداد، حيث إن الوضع الأمني جيد جداً، والحياة عادت إلى طبيعتها، كما أن التحسن الأمني انعكس بشكل إيجابي على الواقع الخدمي، حيث تشهد البلاد حركة إعمار في مختلف المجالات".

وأشار التميمي إلى أن "الفتوى المباركة كان لها دور مشرف في تعزيز الروح المعنوية للقوات الأمنية، وأعادت التلاحم الحقيقي بين الشعب والقوات المسلحة، ما أسهم في الوقوف صفًا واحدًا بوجه الإرهاب، وزيادة الثقة المتبادلة بين المواطن ورجل الأمن".

من جهته، قال قائد الدفاع الجوي، الفريق الركن الطيار مهند غالب: إن "فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، لعبت دورًا حاسمًا في إعادة التوازن للقوات العسكرية، وتعزيز الأمن الوطني العراقي في مواجهة تهديد تنظيم داعش الإرهابي".

وأوضح أن "الفتوى شكّلت نقطة تحول استراتيجية، حيث أدت إلى تعبئة وحشد أكثر من مليون ونصف المليون متطوع، وتشكيل قوة شعبية متماسكة والمتمثلة بالحشد الشعبي، الذي كان له دور فاعل ومساند للقوات الأمنية في عمليات التحرير".

وأضاف أن "الفتوى ساهمت بشكل كبير في رفع الروح المعنوية للمواطنين والمقاتلين، من خلال منح المعركة بعدًا دينيًا ووطنيًا، الأمر الذي أدى إلى توسيع المشاركة الشعبية، وتسريع وتيرة الانتصارات ضد داعش"، مشدداً على أن "الفتوى غيّرت بوصلة المعركة لصالح القوات الأمنية".

وأشار إلى أن "الفتوى لم تقتصر آثارها على الجانب العسكري فقط، بل كان لها أثر بالغ في تعزيز الوحدة الوطنية، إذ التفّ العراقيون من مختلف المكونات حول هدف الدفاع عن الوطن، ما عزز النسيج المجتمعي، وساهم في استعادة مكانة العراق على المستويين الداخلي والخارجي".

وأكد غالب أن "الفتوى مثلت لحظة تاريخية فارقة، أثبتت قدرة العراقيين على التصدي لأخطر التحديات، وتحقيق النصر بإرادة شعبية راسخة تستند إلى مبادئ الدين والوطن".

من جانبه، أكد رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء سعد معن، أن "فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، كانت نقطة انطلاق حقيقية في توحيد صفوف العراقيين بمختلف مكوناتهم، ومثلت استجابة وطنية شاملة كان لها الدور الحاسم في إحباط مخططات عصابات داعش الإرهابية".

وقال معن في حديث للوكالة الرسمية تابعته شبكة انفوبلس، إن "الفتوى المباركة شكلت لحظة مفصلية في تاريخ العراق الحديث، حيث استجاب لها العراقيون من جميع الطوائف والقوميات والمناطق، بعيداً عن أي اعتبارات دينية أو مذهبية أو قومية، وكانت تلك الاستجابة السريعة والمزلزلة تمثل نصف المعركة، ونصف النصر، قبل أن تبدأ المواجهة الميدانية".

وأضاف أن "الجهود التي بذلت بعد الفتوى لم تقتصر على العمل العسكري، بل شملت كل أشكال العطاء الوطني، من الدعم اللوجستي والمساعدات الإنسانية، إلى المواقف البطولية للمقاتلين العقائديين في الحشد الشعبي الذين آمنوا بتربة العراق، وقدموا التضحيات الغالية من أجل الدفاع عن الوطن".

وشدد رئيس خلية الإعلام الأمني على "ضرورة توحيد الجهود ونبذ الخلافات الجانبية لمواجهة التحديات الراهنة"، مؤكداً أن "الروح الوطنية والإيمانية التي تجلت في استجابة العراقيين للفتوى لا تزال تمثل الحجر الأساس في صون سيادة البلد واستقراره".

لحظة تاريخية

بدوره، قال النائب جواد اليساري، إن "الفتوى الكفائية التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف مثلت لحظة تاريخية فارقة في حياة العراق وشعبه، وغيّرت مجرى الأحداث بشكل جذري، لتكون القوة الروحية والمعنوية التي أوقفت تمدد قوى الإرهاب والظلام، وأنقذت البلاد من خطر التقسيم والدمار".

وأشار الى، أن "الفتوى لم تكن مجرّد دعوة لحمل السلاح، بل كانت نداءً وطنياً جامعاً استنهض ضمير الأمة العراقية بكل أطيافها ومكوناتها، وأسست لمرحلة جديدة من الوعي الشعبي، قائمة على الدفاع عن السيادة الوطنية، وصون وحدة الأراضي العراقية، وحماية الشعب من أبشع تنظيم إرهابي عرفه التاريخ الحديث". وبيّن اليساري، أن "الاستجابة الشعبية العارمة لهذا النداء المبارك أظهرت المعدن الأصيل للشعب العراقي، وأثبتت أن أبناء هذا البلد قادرون، متى ما استشعروا الخطر، على التضحية والفداء بلا حدود، في سبيل بقاء العراق آمناً موحداً مستقلاً".

وأضاف، أن "الفتوى الكفائية صنعت رجالاً أشداء، وقفوا بوجه الظلم والإرهاب، وسطروا أروع ملاحم النصر، التي يجب أن تبقى حيّة في وجدان كل عراقي حر"، وشدد على "ضرورة تحويل هذه الروح الوطنية المتوقدة، التي فجّرتها الفتوى، إلى مشروع بناء حقيقي للدولة، يقوم على العدالة، والمساواة، ومحاربة الفساد، وترسيخ قيم المواطنة الصالحة"، مشيراً إلى أن "النصر العسكري الذي تحقق بفضل فتوى المرجعية، بحاجة إلى نصر سياسي واقتصادي يكمل مسيرة الإصلاح وينقل العراق إلى مرحلة الاستقرار والازدهار".

ودعا اليساري، "جميع القوى الوطنية إلى استلهام دروس هذه الملحمة الكبرى، والعمل بروح المسؤولية من أجل مصلحة الوطن العليا، بعيداً عن المصالح الضيقة والخلافات"، مؤكداً أن "العراق لن ينهض إلا بوحدة صف أبنائه وتكاتفهم، مثلما توحدوا خلف راية الفتوى الكفائية التي أنقذت البلاد".

ترسيخ الوحدة الوطنية

من جانبها، قالت النائب نادية العبودي: إن "الفتوى المباركة التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا شكّلت علامة فارقة في تاريخ العراق الحديث، وأسهمت في ترسيخ معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب بمختلف أطيافهم ومكوناتهم".

وأضافت، أن "هذه الفتوى المباركة كانت النداء الجامع الذي استنهض ضمير الأمة، وحرّك مشاعر الإخلاص والمسؤولية لدى العراقيين كافة، فهبّ الملايين لتلبية النداء دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات، ووقفوا صفاً واحداً بوجه أخطر تهديد استهدف سيادة العراق ووحدته". وأوضحت، أن "المرجعية الدينية العليا أثبتت بحكمتها ووطنيتها أنها الحارس الأمين للعراق، حين دعت أبناء الشعب إلى الوقوف صفاً واحداً، دون تمييز بين مكون أو طائفة، في مشهد نادر يعكس أصالة هذا الشعب ووعيه بأهمية حماية وطنه من كل المؤامرات التي استهدفته".

وأشارت العبودي، إلى "الدور المحوري الذي لعبه الحشد الشعبي كقوة وطنية جامعة، استجاب لنداء المرجعية وساهم بفعالية في دحر التنظيمات الإرهابية، محافظاً على وحدة الأراضي العراقية وسلامة نسيجها الاجتماعي، ما يعكس مدى التكامل بين الروح الوطنية والجهود الميدانية في حماية العراق".

وبيّنت، أن "الفتوى الكفائية أسهمت في إفشال مخططات تمزيق النسيج الوطني، ورسخت روح التعاون والتكاتف بين العراقيين، الأمر الذي عزز ثقة الشعب بنفسه وبقدرته على حماية سيادة العراق وصون أمنه واستقراره، رغم كل التحديات الداخلية والخارجية".

الدفاع عن المقدسات

إما عضو المكتب السياسي لحركة "الصادقون" سلام الجزائري فقال: إن "الذكرى العطرة لفتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) تمثل محطة تاريخية فاصلة استعاد فيها العراقيون إرادتهم الوطنية وأثبتوا قدرتهم على حماية وطنهم والدفاع عن مقدساتهم".

وأضاف، "لقد أحيا العراقيون هذه الذكرى العظيمة بقلوب مفعمة بالإجلال والامتنان لتلك الفتوى المباركة التي أرست دعائم وحدة الموقف الوطني، وشكّلت سداً منيعاً أمام قوى الظلام والإرهاب التي حاولت النيل من العراق وشعبه وهويته. ففي لحظة حرجة، نهض أبناء العراق، وفي مقدمتهم شبابها الغيور، استجابةً لنداء المرجعية، فتصدوا بكل بسالة للمخططات الخبيثة التي استهدفت الأرض والعرض والسيادة".

وتابع، أن "المجاهدين سطروا ملاحم بطولية ستبقى منارة تهتدي بها الأجيال، فحملوا السلاح، وثبتوا في السواتر، وواجهوا العدو بلا تراجع ولا وهن، وقدموا الدماء الزكية قرابين لصون العراق ومقدساته ولقد أثبت الأبطال بصدق مواقفهم وشجاعة قلوبهم أن الدفاع عن الوطن واجب لا يقبل التأجيل ولا يعرف التردد، فبنوا بسواعدهم جدار الصمود، ودفعوا ببطولاتهم خطر الانهيار، وصانوا هيبة الدولة وكرامة الشعب".

وأكد الجزائري، أن "العراقيين ماضون في عهدهم الذي قطعوه أمام الله والتاريخ، مستلهمين من فتوى المرجعية المباركة نهج الدفاع عن الدولة وسيادتها، وترسيخ أسس البناء والإعمار، ومواجهة كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن العراق واستقراره"، مشدداً على أن "خيار الدفاع عن السيادة الوطنية سيظل راسخاً وثابتاً لا حياد عنه، وأن العراق سيبقى عصياً على الانكسار بفضل وعي شعبه وصلابة إرادته ووحدة مواقفه".

شهادة حيّة

الرئيس الأسبق لجهاز مكافحة الأرهاب، عبد الغني الأسدي، قال في حديث للصحيفة الرسمية وتابعته شبكة انفوبلس، إن "فتوى الجهاد الكفائي كان لها تأثير كبير في المعركة ضد (داعش)، لأنها أضافت دماء جديدة ومقاتلين بعقيدة خاصة وقفوا وقفة مشرفة على قواطع  العمليات"، مضيفاً، أن "دخول دماء جديدة أثّر في المعادلة - وخاصة الدفعة الأولى بعد الفتوى - الذين جاؤوا بعقيدة قوية وقاتلوا قتالاً شرساً وأثبتوا وجودهم وتفوقهم في المعركة".  وأشار الأسدي، إلى أن "كل معركة تخرج بدروس مستنبطة، وهذه الدروس تكون عبارة عن خطوات بتجاه رسم العقيدة العسكرية والروح القتالية"، ورأى من خلال تجربته أنه "طالما هناك انسجام وتفاهم بين مختلف المسميات والقطعات الأمنية؛ فإنه في المستقبل عندما تظهر فقاعة هنا وهناك يتم القضاء عليها بسهولة".

موقف المرجعية

إلى ذلك، قال المحلل السياسي محمد صلاح، إن "الذكرى السنوية الحادية عشرة لصدور فتوى الجهاد الكفائي تمثل لحظة فاصلة في تاريخ العراق الحديث، بعدما أصدرت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، ممثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني، تلك الفتوى الخالدة يوم الجمعة 13/6/2014، والتي دعت فيها بوضوح إلى الدفاع عن الوطن والشعب والعرض أمام الخطر الداهم الذي مثّلته التنظيمات الإرهابية".

وأوضح، أن "المرجعية العليا لم تكتفِ بالتشخيص أو التحذير، بل خطت خطوة شجاعة بفتوى واجبة التنفيذ، فرضت (الجهاد الكفائي) على العراقيين، داعية إياهم إلى النهوض للدفاع عن الأرض والمقدسات والسيادة الوطنية، وهو ما جعل فتواها تمثل منعطفاً تاريخياً حاسماً غيّر مجرى الأحداث، وأنقذ العراق من السقوط في براثن الإرهاب".

وأشار صلاح، إلى أن "الفتوى لم تقتصر على التحفيز، بل صنعت روح التضحية والإيثار، وأيقظت الوعي الجمعي للمجتمع العراقي بمختلف مكوناته، فاندفعت جموع المتطوعين من أبناء هذا الشعب بكل طوائفه ومناطقه، ليشكّلوا ملحمة وطنية أسهمت في كسر شوكة الإرهاب، واستعادة المبادرة من عصابات (داعش) التي كانت تراهن على انهيار الدفاعات العراقية".

وبين، أن "القوات الأمنية بكل صنوفها، مدعومة بالحشد الشعبي والجماهير المؤمنة بالفتوى، تصدّت بشجاعة للتهديدات، وأثبتت قدرتها على حماية الدولة، ونجحت في تحرير الأراضي والمدن من سيطرة الإرهاب، لتفشل بذلك مخططات المتربصين الذين راهنوا على تمزيق وحدة العراق وإضعاف إرادته الوطنية".

وشدد على، أن "فتوى الجهاد الكفائي لم تكن مجرد نداء عابر، بل كشفت عن عمق عقيدة العراقيين، وإيمانهم بوطنهم، واستعدادهم الدائم للفداء دفاعاً عن الأرض والكرامة والمقدسات، كما عكست حكمة المرجعية العليا، وحرصها على وحدة العراق أرضاً وشعباً وسيادةً".

وأضاف، أن "هذه الفتوى المباركة أعادت رسم معادلة القوة في المنطقة، ووضعت العراق في موقع الفاعل لا المنفعل، حين التف الشعب حول جيشه وقواته الأمنية والحشد الشعبي، ليسجلوا أعظم الانتصارات التي ستبقى خالدة في ضمير الأمة ووجدانها".

التحدي الكبير

من جانبه، يرى الخبير الاستراتيجي الدكتور هاني عاشور، أنه عندما يكون التحدي كبيراً يجب أن تكون الاستجابة لردِّ هذا التحدي أكبر منه، وأضاف، في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، أنه "عندما استعرض (داعش) قوته من خلال هجمات الإرهابية نالت من حقوق الإنسان ومن مقدرات العراقيين؛ كان لابد أن يكون هناك رد فعل قوي ضد هذا التحدي وبالفعل كانت المرجعية قد استجابت لهذا التحدي ودعت جماهير الشعب إلى أن ترد على هذا العدوان الإرهابي الكبير".

وأشار عاشور إلى "الدور الفعّال الذي قدمه من لبّوا هذه الدعوة وما قدموه من تضحيات كبيرة، ولكن في النتيجة كانت المعركة لصالح من لبّى دعوة المرجعية وردها هذا الشر الكبير  الذي أراد أن يمحق تاريخ وخارطة العراق". 

خارطة التوازنات

ويرى الخبير السياسي جليل اللامي، أن "فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني كانت ذات تأثير عميق في العراق على المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية.، حيث نجد تغيرات في خارطة التوازنات السياسية والأمنية في العراق".

وأضاف اللامي، أن "الفتوى أثرت في التوازن الأمني، حيث أدت إلى تدفّق عشرات الآلاف من المتطوعين إلى ساحات القتال حيث استجاب أكثر من (60,000) متطوع خلال الأيام الأولى وبلغ عدد المتطوعين (120,000) مع نهاية عام 2014 أغلبهم من محافظات الوسط والجنوب". 

وأكد على "دور الفتوى في إعادة تعريف الوطنية العراقية بمعزل عن الهوية الطائفية، حتى لو استثمرتها بعض القوى سياسياً لاحقاً"، مبيناً أن "الفتوى شكّلت لحظة مفصلية أعادت صياغة العلاقة بين المرجعية والمجتمع والدولة، ورسخت مفهوم (المرجعية الدستورية) التي تتدخل فقط في الأزمات الكبرى، لكنها عندها تحدث تأثيراً كبيرا.

نص الفتوى

في النهاية تضع انفوبلس أمام مرآتكم نص الفتوى المباركة إذ ألقى متولي العتبة الحسينية ووكيل المرجع السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي نص الفتوى في خطبة صلاة الجمعة في ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) وجاء في ضمن الخطبة:

"إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي…، ومن هنا فإن على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس."

أخبار مشابهة

جميع
معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات الخارج

معاقبة 5 ضباط بسبب "دَوسهم" على العلم الأمريكي.. كركوك غاضبة جرّاء الانحياز لحساسيات...

  • 9 تموز
أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال نعيم؟

أيقونة المسرح العراقي ترحل عن عمر ناهز 67 عاما.. ماذا تعرف عن الفنانة العراقية إقبال...

  • 9 تموز
استعادة "ذاكرة مسلوبة" بعد "إبادة أثرية".. أين وصل ملف الآثار العراقية المهربة بعد 2003

استعادة "ذاكرة مسلوبة" بعد "إبادة أثرية".. أين وصل ملف الآثار العراقية المهربة بعد 2003

  • 9 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة