الموت يُغيب الفنان العراقي طالب الربيعي.. ماذا تعرف عمن كان يلقب بـ"صبحي الاكرع"؟

انفوبلس/ تقرير
خيّم الحزن على الأوساط الفنية والجماهيرية في العراق فور انتشار نبأ وفاة الفنان العراقي القدير طالب الربيعي، اليوم الخميس 3 تموز/يوليو 2025، بعد صراع مع مرض عضال. وقد أثارت وفاته موجة واسعة من ردود الفعل التي عكست مكانته الكبيرة في قلوب محبيه وزملائه، فماذا تعرف عنه؟
وفاته
نعت نقابة الفنانين العراقيين، اليوم الخميس، رحيل الفنان طالب الربيعي والذي وافته المنية هذا اليوم إثر مرض عضال. وذكرت النقابة في بيان، أنه "ببالغ الحزن والأسى تنعى النقابة رحيل الفنان طالب الربيعي والذي وافته المنية هذا اليوم إثر مرض عضال سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملائه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون".
فور إعلان نقابة الفنانين العراقيين خبر الوفاة، سارعت العديد من الشخصيات الفنية والإعلامية إلى التعبير عن حزنها العميق وتقديم التعازي، إذ عبّر العديد من الفنانين عن صدمتهم وحزنهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستذكرين مناقب الفقيد ومسيرته الفنية الحافلة.
نشر البعض صوراً مشتركة مع الربيعي من كواليس أعمال سابقة، مع كلمات مؤثرة تعبر عن خسارتهم لزميل وصديق وأستاذ. كما أشار آخرون إلى أدوار الربيعي التي تركت بصمة في الذاكرة العراقية، مثل شخصية "صبحي الأكرع" في مسلسل "عالم الست وهيبة"، و"صاحب الملك" في "سائق الستوتة".
كما استذكر مخرجون ومنتجون العمل مع الربيعي، مشيدين باحترافيته والتزامه وموهبته الكبيرة في تجسيد الشخصيات المختلفة. فيما خصصت العديد من القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية الفنية مساحات واسعة لتغطية خبر الوفاة، وبث مقتطفات من أعماله، وإجراء مقابلات مع فنانين للحديث عن ذكرياتهم معه.
أما بالنسبة للجماهير، فقد امتد الحزن إلى الشارع العراقي وعبر عنه الجمهور الواسع، الذين تفاعلوا بشكل كبير مع خبر وفاة الفنان طالب الربيعي، اذ ضجت التواصل الاجتماعي بالمنشورات والتعليقات المعبرة عن الأسى لفقدان فنان لطالما أدخل البهجة إلى بيوتهم.
واستذكر المستخدمون أدوار الربيعي المحببة، خاصة شخصية "صبحي الأكرع"، حيث تداولوا مقاطع فيديو وصوراً لأدواره الأيقونية. وعبر الكثيرون عن شعورهم بفقدان جزء من ذاكرتهم الفنية، مشيرين إلى أن الربيعي كان جزءاً من طفولتهم وشبابهم.
ويُعد رحيل الفنان طالب الربيعي يمثل خسارة كبيرة للساحة الفنية العراقية، إلا أن إرثه الفني الغني وأعماله الخالدة ستظل حية في ذاكرة الأجيال، وستبقى شاهدة على عطائه وموهبته الفريدة.
من هو؟
ووُلد الفنان طالب الربيعي في بغداد عام 1951، وترعرع فيها، حيث قدم للعراق الكثير من الأعمال الفنية المتميزة. عُرف بأدوار قليلة ومتميزة، وتميز بابتسامته التي لا تفارقه عن الشاشة. وعمل الربيعي في مجال الدوبلاج، واعتمد على صوته الرخم الحنون في تقديم أعمال فنية متميزة.
ويُعد الفنان طالب الربيعي من الأسماء اللامعة في سماء الفن العراقي، حيث قضى عقودًا طويلة من حياته في خدمة المسرح والتلفزيون والسينما، مقدمًا أعمالًا فنية خالدة أثرت المشهد الثقافي العراقي. تميز الربيعي بأسلوبه الفريد وحضوره الآسر على الشاشة والخشبة، ما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب الجمهور.
من أبرز ملامح مسيرته الفنية:
الانطلاقة والتأسيس: بدأ الربيعي مسيرته الفنية في فترة شهدت ازدهارًا كبيرًا للحركة الفنية في العراق (مطلع السبعينيات من القرن المنصرم)، حيث انخرط في العمل المسرحي مبكرًا، مؤمنًا بقوة الفن في التعبير عن قضايا المجتمع والإنسان.
تنوع الأدوار: لم يقتصر إبداع الربيعي على نوع واحد من الأدوار، بل تنوعت مشاركاته بين الأعمال الكوميدية والتراجيدية، مقدمًا شخصيات لا تُنسى بقيت في ذاكرة المشاهدين. كان يتمتع بقدرة عالية على التقمص، ما منحه المرونة في أداء مختلف الأدوار ببراعة واقتدار.
بصمة في المسرح والتلفزيون: ترك الفنان الراحل بصمة واضحة في كل من المسرح والتلفزيون. ففي المسرح، كان يُعرف بحضوره القوي وأدائه المعبر، بينما في التلفزيون، ساهم في العديد من المسلسلات الدرامية التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وعالجت قضايا اجتماعية وسياسية مهمة.
الزميل والصديق: كان الربيعي يُعرف بين زملائه وأصدقائه في الوسط الفني بروحه الطيبة، وتعاونه، ودعمه للمواهب الشابة. كان مثالًا للفنان الملتزم بقضايا وطنه وشعبه، ويعكس فنه دائمًا هموم الإنسان العراقي.
وعلى الرغم من رحيله، إلا أن إرث الفنان طالب الربيعي سيظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال. فأعماله الفنية ستبقى مصدر إلهام للممثلين الصاعدين، وشاهدًا على فترة ذهبية من الفن العراقي. إن الفراغ الذي تركه الربيعي في الساحة الفنية كبير، لكن عزاءنا هو ما خلفه من فن راقٍ ومؤثر.
الفنان العراقي الراحل طالب الربيعي ترك بصمة واضحة في الدراما العراقية، واشتهر بأدواره المتنوعة التي علقت في أذهان الجمهور. إليك أبرز أعماله التي ساهمت في شهرته:
أبرز أعمال الفنان طالب الربيعي
اشتهر الربيعي بمشاركته في العديد من المسلسلات التلفزيونية التي حظيت بمتابعة جماهيرية واسعة، ومن أهمها:
مسلسل "عالم الست وهيبة": يُعد هذا المسلسل من أبرز أعماله، حيث جسّد فيه شخصية "صبحي الأكرع" التي لاقت صدى كبيرًا بين المشاهدين، وأصبحت من الشخصيات الأيقونية في الدراما العراقية.
مسلسل "سائق الستوتة": قدم فيه شخصية "صاحب الملك"، وهي أيضًا من الأدوار التي حظيت بشعبية واسعة وأظهرت قدرته على تجسيد الشخصيات الكوميدية والاجتماعية ببراعة.
مسلسل "النخلة والجيران": عمل درامي مهم آخر ضمن مسيرته الفنية.
مسلسل "أسد بابل": من الأعمال التي شارك فيها الربيعي، وعكست تنوع أدواره.
مسلسل "النبي أيوب": شارك فيه كضيف شرف، مما يدل على حضوره في الأعمال التاريخية والدينية.
مسلسل "أمطار النار".
مسلسل "عش الأزواج" (1994).
مسلسل "بيت البنات".
مسلسل "السرداب".
مسلسل "شموع خضر الياس" (2005).
تمثيلية "رديت الكاعي": من أعماله التلفزيونية المبكرة.
مسلسل "النسر وعيون المدينة" (1982): يُعتبر من أوائل أعماله التلفزيونية البارزة.
أعمال أخرى
إضافة إلى أعماله في التلفزيون، كان للفنان طالب الربيعي حضور في:
المسرح: شارك في العديد من الأعمال المسرحية التي أثبتت موهبته وحضوره القوي على خشبة المسرح.
الدوبلاج: استغل صوته "الرخم الحنون" في تقديم أعمال دوبلاج مميزة، مما يعكس مرونة موهبته الفنية.
تُظهر قائمة أعماله ثراء مسيرته الفنية وقدرته على الانتقال بين أنماط درامية وشخصيات مختلفة، ما جعله فنانًا محبوبًا وراسخًا في ذاكرة الجمهور العراقي.