جريمة جديدة تهز العاصمة.. واجه متحرشين بزوجة أخيه فقتلوه بالسكاكين والـ"كرك".. عصابة منظمة من 10 أشخاص في العامرية

انفوبلس..
كلما تحدث جريمة جنائية في مكان ما بالبلاد، يتساءل العراقيون عن مدى انتشار وقوة ووجود العصابات الإجرامية المنظمة، ويستذكرون بكثير من القلق حقبة الطائفية المقيتة وما شهدته حياتهم من مآسٍ خلالها، وهذا اليوم، تتحدث شبكة "انفوبلس" عن جريمة راح ضحيتها شاب على يد 10 عناصر بعصابة إجرامية، طعناً بالسكاكين، قرب محل سكنه في منطقة العامرية ببغداد، فما تفاصيل الجريمة؟
مازال ذوو الشاب الضحية أحمد العكيدي يعيشون هول صدمة التي تعرض لها ولدهم المغدور ومدى بشاعتها، حيث يقول متحدثون من العائلة إن أكثر من 10 أشخاص هاجموا المغدور طعناً بالسكاكين وباستخدام "كرك"، حتى فارق الحياة.
وفي التفاصيل، فإن أحمد حاول مساعدة أخيه في الدفاع عن زوجته حين تحرش بها المهاجمون لفظياً، لكنهم هاجموه ثم استعانوا بمجموعة أخرى قبل أن يردوه قتيلاً.
وقامت القوات الأمنية باعتقال بعض المتهمين لكن عائلة الضحية تطالب باعتقال المجموعة بالكامل والإسراع في القصاص، خاصةً وأن مدينة العامرية منزوعة السلاح وليست معتادة على هذا النوع من الحوادث.
أحد أقارب الضحية، كشف أن "المجرمين هم عصابة منظمة مستهترة، مكونة من 12 شخصاً بينهم 3 مسلحين بمسدسات مع أسلحة بيضاء".
فيما قال شيخ عشيرة آلبو عيلان، قبيلة العكيدات، وليد خالد: إنه "يوم الأحد ذهب شقيق الضحية مع زوجته لزيارة أحد أقاربه، فقام أحد ضعاف الأنفس الذي يتعاملون بالكريستال والحبوب، بالاعتداء على الزوجة بألفاظ سوقية، وبعد دقائق هجم أكثر من 10 أشخاص على الشاب أحمد العكيدي، حاملين الأسلحة الخفيفة وقتلوه طعناً بالسكاكين ومثّلوا بالجثة، رغم أن العامرية تعتبر منطقة منزوعة السلاح".
وتابع، إنه " تم اعتقال قرابة 4 أشخاص من بينهم شقيق القاتل، لكن الجاني الأول لا يزال خارج قبضة القانون".
وشهد العراق خلال السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لعصابات الجريمة المنظمة التي تمارس أنشطة خطيرة، أبرزها الخطف والابتزاز المالي والسرقة وتجارة الأعضاء البشرية وتجارة المواد المخدرة وغيرها من الجرائم، وذلك ما أكدته البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية العراقية.
اللافت في انتشار هذه الشبكات، أن أعضاءها ليسوا عراقيين فقط، حيث يوجد الكثير من حملة جنسيات آسيوية، ما يؤكد وجود شبكات دولية تدير الجريمة المنظمة داخل العراق.
وتصاعدت خلال العام الماضي عمليات ضبط شبكات إجرامية تضم عناصر باكستانيين متورطين بجرائم اختطاف وابتزاز مالي، وتجارة المخدرات والتسول إلى جانب دخول العراق والعمل فيه بطريقة غير شرعية وخلافا لتعليمات وقوانين الإقامة.
وخلال العام الماضي، وفي إطار عمليات مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في العراق، وسّعت السلطات الأمنية العراقية نطاقها لتشمل عشرات المناطق، وسط تفاعل شعبي إيجابي معها، إلى جانب التعاون وتقديم المعلومات.
وفي 25 إبريل/ نيسان الماضي، نفّذت قوات أمنية من وزارة الداخلية عملية لتطهير منطقة البتاويين الواقعة وسط بغداد، حيث يُسجَّل العدد الأكبر من الحوادث الأمنية في العاصمة، علماً أنّها العملية الأولى من نوعها منذ سنوات عدّة، وقد شملت عمليات دهم وتفتيش شقق سكنية ومحال تجارية في المنطقة كلها.
وأسفرت عملية البتاويين عن إلقاء القبض على أكثر من 600 متورّط بقضايا مخدرات واتجار بالبشر وغيرها من التي تُصنَّف في إطار الجرائم المنظمة. وما إن أنهت القوات الأمنية عملية البتاويين حتى انتقلت إلى مناطق أخرى، من بينها الشعب والكرخ القديمة والعلاوي، التي شهدت عمليات مشابهة لعملية البتاويين، علماً أنّه جرى اعتقال العشرات.
وقامت القوات الأمنية بعملية جديدة في أربع مناطق من العاصمة. ووفقاً لبيان صادر عن قيادة عمليات بغداد، فإنّ العمليات الأمنية في بغداد انطلقت في مناطق جكوك والطوايل والتاجي الشمال، وكذلك في عشوائيات العاصمة من جهة الكرخ، الهدف منها ملاحقة عصابات الجرائم المنظمة في العراق، وكذلك الجرائم الجنائية والخارجين عن القانون والمخالفين لشروط الإقامة وضوابطها.
وأوضح المقدّم في الشرطة العراقية حيدر العابدي، أنّ العملية التي تتضمّن دهم وتفتيش تندرج في إطار خطة تطهير المناطق من شبكات الجريمة المنظمة في العراق التي انطلقت بدايةً من منطقة البتاويين. وأضاف، أنّ "العمليات تُنفَّذ بطريقة مباغتة في المناطق التي تُطوَّق وتُنصَب حولها حواجز أمنية لمنع الدخول والخروج منها إلا بعد التدقيق في مستندات الأشخاص الثبوتية، من أجل القبض على المطلوبين".
وتابع العابدي، أنّ "العملية انطلقت بعدما توفّرت قاعدة بيانات شاملة للمناطق، وحُدّدت أسماء المطلوبين من شبكات الجريمة المنظمة والعناصر الشاذة في تلك المناطق". وتحدّث عن "تفاعل واسع سُجِّل من قبل الأهالي مع تلك العمليات، وقد أيّدوا استمرارها"، مبيّناً أنّ "المواطنين راحوا يدلون بمعلومات مهمّة عن تحرّكات المطلوبين وأماكن وجودهم، وقد ساهمت هذه المعلومات بإلقاء القبض على عدد كبير منهم".
وأشار العابدي إلى أنّ "خطة تطهير المدن سوف تستمرّ في عموم مناطق العاصمة بغداد بحسب المؤشّرات الأمنية، ثمّ تغطّي مناطق في المحافظات الأخرى".
وفي هذا الإطار، أفاد شهود عيان بأنّ القوات الأمنية تستهدف في عملياتها العناصر المشبوهة، وتداهم منازلهم ومحالهم التجارية. وأكد هؤلاء، أنّ المناطق المستهدفة في حاجة إلى تطهير، لافتين إلى أنّ تزايداً خطراً في نشاط شبكات الجريمة المنظمة في العراق سُجِّل في السنوات الأخيرة. وقد أدّى ذلك إلى انتشار المخدرات وغيرها، الأمر الذي يؤثّر في أمن المناطق واستقرارها. وشددوا على "ضرورة أن تواصل القوات عمليات الرقابة الأمنية في تلك المناطق، وألا تسمح بعودة تلك العناصر بعد التطهير".
من جهته، أثنى الناشط المدني زهير الفتلاوي على خطة تطهير المناطق، ووصفها بأنّها "مهمة جداً"، مشدّداً على "وجوب تطهير المناطق من تلك العناصر (شبكات الجريمة) التي أثّرت بصورة سلبية في الأمن المناطقي". ولفت إلى أنّ "الجريمة المنظمة تزايدت أخيراً بصورة خطرة في المجتمع العراقي، ولم تستطع القوات الأمنية تحجيمها حتى بدأت العملية الأخيرة"، مبيّناً أنّ "الجريمة تراجعت بوضوح في الأسبوعَين الأخيرَين". وشدّد على "ضرورة استمرار دعم الأهالي لتلك العمليات، ومواصلتهم تقديم المعلومات الأمنية في سبيل تطهير مناطقهم".