حريق الرميلة يواصل إثارة الجدل والتساؤلات.. المشغّل البريطاني يتبرأ وعلي شداد يكشف حزمة حقائق

انفوبلس/ تقارير
احتراق نحو 200 ألف برميل، وتوقف 120 بئراً، خسائر فادحة مُني بها اقتصاد العراق جرّاء الحريق الذي نشب في حقل الرميلة والتهمَ المحطة الخامسة، مَن المسؤول؟ يتساءل الجميع، لكن الأسئلة لا تتوقف عند ذلك.. المشغّل البريطاني يتبرأ من الحادثة وعلي شداد الفارس يكشف حزمة حقائق! فماذا جاء بها؟ إليك كل ما تريد معرفته في سياق التقرير الآتي.
ماذا حدث؟
يوم الجمعة الماضي، شهد حقل الرميلة النفطي جنوبي العراق، اندلاع حريق كبير في إحدى المصافي أدى إلى إصابة ستة من العاملين إصابات متفاوتة.
وبحسب المعلومات الأولية التي توفرت آنذاك، فإن "ستة من العاملين في المصفاة أُصيبوا جراء الحريق أحدهم بكسر في الساق، وآخر بحروق في وجهه، والآخرون إصابات متباينة".
بعد ذلك، أفاد مصدر أنه تم إخماد الحريق بشكل نهائي، وأكدت الوزارة ذلك في بيان لاحق.
سبب الحريق
عقب ذلك، أعلنت وزارة النفط، عن سيطرتها على الحريق الذي نشب في أحد الخزانات بالمحطة الغازية الخامسة في الرميلة الشمالية في البصرة.
وبينت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن "الاستجابة السريعة من قبل ملاكات الإطفاء والسلامة التي قامت بعزل الصمام المتضرر جراء الحريق وتبريد الوحدات المجاورة الأخرى ساهم بشكل كبير في السيطرة على الحريق وإخماده بوقت قياسي".
وعن سبب الحريق، أشارت الوزارة إلى أن "شركة نفط البصرة أوضحت أن الحريق نشب بعد ادخال النفط الخام إلى الخزان رقم 2 في محطة DS5 في الرميلة الشمالية والذي انتهت أعمال الصيانة فيه مؤخراً، فحدث حريق في الخزان لأسباب فنية لم تحدد لحد الآن".
تساؤلات واستغراب
توالت المعلومات بالظهور تباعاً، إذ أثار خبير نفطي، تساؤلات جديدة عن حريق المحطة الخامسة في حقل الرميلة الشمالي النفطي، مستغرباً من إدخال الخزان الذي اشتعلت به النار إلى العمل في يوم الحريق ذاته، بعد سنة من التوقف لإعادة تأهيله.
وقال الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن "كل خزانات الرميلة الشمالية تعمل على الشعلة الباردة من دون الحاجة إلى أي نار لإدخالها في العمل"، متسائلاً "كيف حدث الحريق وما هي شرارته الأولى؟".
وتابع، أن "خزانات الجريان تحترق فقط عندما تكون هناك شعلة في حال السحب من الخزان بعد تشغيله لفترة وهذه الحادثة حدثت مرتين في السبعينيات، وفي حادثة يوم الحريق كان الخزان في بداية التشغيل".
وأكد، أنه "في يوم الجمعة (يوم نشوب الحريق) لا يوجد كادر صباحي من الإنتاج والمشغلين ومهندسي المواقع والكوادر الهندسية الساندة من الآلات والميكانيك والصيانة ولا حتى لجان الإشراف والاستسلام، ما عدا بعض المناوبين المكلفين بأعمال روتينية، فما الداعي لإدخال الخزان بالعمل في هذا اليوم بالتحديد؟ مع العلم أن الخزان لمدة عام كامل كان بمشروع تأهيل من قبل شركة مصرية وعندما تم تشغيله انفجر".
احتراق 200 ألف برميل وتوقف 120 بئراً
تسبب الحريق بخسائر هائلة، وأكد مصدر من داخل الحقل، أن "الخسائرالأولية التي تسبب بها الحريق في حقل الرميلة النفطي، هي 135 ألف برميل نفط، فضلاً عن توقف 60 بئراً عن العمل من المحطة".
وأضاف، أن "إخماد الحريق تمت بمشاركة 20 عجلة إطفاء، و10 عجلات اختصاص بهكذا حرائق، فضلاً عن 10 عجلات أخرى حوضية ساندة سعة 16 ألف لتر".
في حين لفت مصدر آخر إلى "ارتفاع عدد الآبار المتوقفة إلى 120 بئراً، بعد أن كانت 60 بئراً، مرتبطات بالمحطة الخامسة والرابعة التي وقع فيها حريق الخزان"، مبيناً أن "الخسارة أصبحت 200 ألف برميل نفط".
ووفق المعلومات المتداولة، فلم يتم تسجيل أي خسائر بشرية، وتسبب الحريق بأضرار كبيرة للخزان المحترق، والذي تمت إعادة تأهيله مؤخراً، وسبب الحريق المرجح خطأ تشغيلي، وعلى إثره تشكلت لجنة فنية لمعرفة أسباب الانفجار والحريق".
علي شداد يكشف حزمة حقائق
بعد تشكيل اللجنة التحقيقية، كشف عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية النيابية، علي شداد، اليوم الأحد، عن نتائج التحقيق بالحريق الذي اندلع في المحطة الخامسة من حقل الرميلة النفطي، وفيما حمّل "المشغل الأجنبي" مسؤولية الحادث، حذر من تكرار حوادث مشابه في الحقل.
وقال شداد في تصريح له تابعته شبكة انفوبلس، إن "لجنة رسمية تم تشكيلها من نواب محافظة البصرة اطلعت ميدانياً على أسباب الحريق الذي اندلع يوم الجمعة الماضي في أحد الخزانات الخارجة عن الخدمة في حقل الرميلة النفطي وخلف أضراراً مادية كبيرة".
وبين، إن "الحريق تسبب بخروج المحطة الخامسة (ds5) بالكامل عن الخدمة، الأمر الذي أدى إلى خسارة العراق أكثر من 180 ألف برميل نفط من الطاقة التصديرية".
وأوضح، إن "المعطيات الأولية تشير إلى تقصير واضح من قبل المشغل الأجنبي في حقل الرميلة النفطي وذلك بسبب إيعازه لبعض الموظفين بتشغيل أحد الخزانات الخارجة عن الخدمة" لافتا إلى أن "الحادث لم يتسبب بأي خسائر بشرية لكنه خلف خسائر مادية كبيرة".
وأضاف شداد، إن "لجنة النفط والغاز النيابية ستتخذ القرارات المناسبة بخصوص هذا الموضوع بعد استكمال الإجراءات التحقيقية، والمحطة الخامسة التي وقع فيها الحريق تخلو من إجراءات للسلامة الإلكترونية المتطورة فيما يعاني حقل الرميلة النفطي بالكامل من تقادم في بناه التحتية ما قد يعرضه للعديد من الحوادث المشابهة".
تقصير بين الإدارة والمشغّل
من جانبه، اعتبر عضو لجنة النفط والغاز النيابية، علي المشكور، إن هناك تقصير واضح ما بين الإدارة والمشغل المسؤول عن موقع الحريق في حقل الرميلة النفطي.
وقال المشكور في حديث له تابعته شبكة انفوبلس، إنهم "ذهبوا للاطلاع على أعمال الصيانة الموجودة وإجراءات السلامة فلم يجدوا هنالك أي تواصل بين القائمين على العمل وبين المشغل".
وأضاف، إن "هناك خروقات كبيرة في إجراءات السلامة"، مؤكدا "إنهم سيقفون عندها إدارياً باجتماع مع مدير الهيئة ومدير الموقع".
وأشار المشكور إلى، أنه "سيتم الذهاب بعدها للتفاصيل حيث سيتم إعلان التوصيات والمقصرين لاحقا".
المشغّل البريطاني يُبرّئ نفسه: أسباب الحريق غير مؤكدة
من جانبها، كشفت شركة "بريتيش بتروليوم" BP البريطانية المشغّلة لحقل الرميلة الشمالي النفطي في البصرة جنوبي العراق، عن إجراءاتها المتخذة خلال حادث حريق خزان 2 في محطة العزل الخامسة، فيما برّأت نفسها ولم تعلن عن تحملها المسؤولية.
وقال المدير العام للشركة أورخان غوليف في وثيقة رسمية، إن "أسباب الحادث لا تزال غير مؤكدة في هذه المرحلة، لكن سيتم التحقيق فيها بشكل كامل لمعرفة السبب، وسيتم تحديد الدروس المستفادة من هذا الحدث وتطبيقها لمنع حدوث حالات مشابهة في المستقبل".
وتابع غوليف، إن"سرعة استجابة فرقنا لاحتواء هذا الحادث والسيطرة عليه تعكس التزامنا بقيم السلامة واحترام روح الفريق الواحد وعزيمة المسؤولية الفردية لكوادرنا، حيث استجابت فرقة العمل في الوردية (C) في محطة العزل الخامسة (DS5) بسرعة وحُسم من خلال تنفيذ الإيقاف الطارئ للإنتاج والاتصال فوراً بفريق الاستجابة لحالات الطوارئ. وتم تنفيذ إخلاء الموظفين بشكل منظم مما ضمن سلامة الجميع".
وأكد، إن"الاستجابة السريعة لفريق الطوارئ في إغلاق الآبار التي تغذي محطة DS5 كانت عاملا مهما في إيقاف تدفق النفط، مما قلل من مخاطر انتشار الحريق، وعملت فرق الاستجابة الطارئة، بما في ذلك رجال الإطفاء، بلا كلل للسيطرة على الوضع، وقد نجحت جهودهم في منع الحريق من الانتشار إلى الخزان رقم 3 الذي تم الحفاظ على برودته لتجنب زيادة الحريق".
وأوضح، إن "فرق الإطفاء من الرميلة الشمالية والجنوبية إلى جانب فرق من شركة نفط البصرة (BOC) والزبير، لعبت دوراً محورياً في إخماد الحريق، وكان لتدخل فرق الحمايات وشرطة النفط في الرميلة دوراً حاسماً في ضمان تسهيل الوصول وسرعة حركة الأفراد والمركبات طوال فترة الطوارئ، ونحن ممتنون أنه لم تحدث إصابات خطيرة، و تعرض عدد قليل من الأفراد لإصابات طفيفة وخرجوا بعد أن تلقوا الرعاية الطبية الفورية في الموقع، وإن سلامة موظفينا والبيئة تظل على رأس أولويتنا".