edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. حين تعود كربلاء إلى الحياة.. "التشابيه" تجسّد الطف بدموع وأجساد وأصوات تهتف بالحسين

حين تعود كربلاء إلى الحياة.. "التشابيه" تجسّد الطف بدموع وأجساد وأصوات تهتف بالحسين

  • 3 تموز
حين تعود كربلاء إلى الحياة.. "التشابيه" تجسّد الطف بدموع وأجساد وأصوات تهتف بالحسين

انفوبلس/..

في كل عام، ومع مطلع شهر محرم الحرام، تتجدد في الذاكرة الشيعية واحدة من أعظم مآسي التاريخ الإسلامي: واقعة الطف، التي سُفك فيها دم الحسين بن علي (عليه السلام) وآل بيته وأصحابه على رمال كربلاء سنة 61 للهجرة. وبينما تتعدّد وسائل إحياء هذه الذكرى، تظلّ “التشابيه” من أبلغها تعبيرًا وأعمقها تأثيرًا في نفوس الجماهير، لما تحمله من تجسيد حيّ للحظات الفاجعة وكأنّها تعود إلى الحياة مجددًا على مسارح مفتوحة في الشوارع والساحات.

*ما هي التشابيه؟

“التشابيه” أو “تمثيل واقعة الطف” هي عروض مسرحية شعبية تُؤدّى في مواسم محرم وعاشوراء، وتقوم على إعادة تمثيل أحداث معركة كربلاء، منذ انطلاق الإمام الحسين من المدينة إلى مكة ثم كربلاء، وانتهاءً باستشهاده وسبايا عياله. يُؤديها أفراد من الأهالي، غالبًا بهيئة تطوعية، يرتدون الملابس المناسبة للأدوار، ويتقمصون شخصيات الإمام الحسين وأصحابه وأعدائه، مستخدمين الخيول والأسلحة البيضاء والرايات، في مشاهد تمتلئ بالانفعال والدموع والصيحات.

تُقام هذه العروض في أماكن مفتوحة، غالبًا في الساحات العامة أو الشوارع التي تخصصها المواكب الحسينية لهذا الغرض، وتحضرها جموع من الناس من مختلف الأعمار، بعضهم للمشاهدة، وبعضهم الآخر للبكاء والتفاعل الوجداني، إذ يرى كثير من الشيعة في التشابيه وسيلة للاتصال الروحي المباشر بحادثة كربلاء، وليس مجرد عرض بصري.

*جذور تاريخية تعود لقرون

يرجّح باحثون أن طقس التشابيه ظهر أول مرة في العصر البويهي أو الصفوي، أي في الفترة الممتدة من القرن العاشر إلى السادس عشر الميلادي، وتطوّر لاحقًا في العراق وإيران والهند، حتى أصبح تقليدًا راسخًا في ثقافة المجتمعات الشيعية. وفي العراق تحديدًا، شهدت “التشابيه” ازدهارًا ملحوظًا خلال القرنين الماضيين، ولا سيما في مناطق كربلاء، والنجف، والديوانية، والحلة، وواسط، بل وحتى بغداد حيث تجهّز لها المجاميع الحسينية طيلة السنة، وتُعقد تدريبات مكثفة للمشاركين، لضمان دقّة التمثيل وتأثيره العاطفي.

وفي بعض المدن، مثل طويريج، والناصرية، أصبحت عروض التشابيه جزءًا من هوية المدينة الدينية، وتحظى بمشاركة جماهيرية ضخمة، حيث يتجمّع الآلاف لمشاهدتها وسط هتافات “يا حسين” ودموع تنهمر على وقع السيوف والرماح.

*طقوس وإخراج شعبي عميق الرمزية

ما يميز التشابيه هو بساطة أدواتها وعمق دلالاتها. فالممثلون لا يسعون إلى الدقة التاريخية من حيث الملابس أو اللغة، بل يركّزون على إيصال الجوهر العاطفي والروحي للمأساة. مشاهد مثل وداع الحسين لأخته زينب، أو سقوط علي الأكبر، أو عطش الرضيع عبد الله، تتحول إلى لحظات مفصلية تُلهب مشاعر الحضور، وتُبكي حتى من اعتاد على حضورها.

وغالبًا ما يُرافق المشاهد قارئ أو “راوٍ” يستخدم لهجة محلية مألوفة، يسرد بها تفاصيل المعركة، ويصف مواقف البطولة والمأساة، مما يُضفي جوًا سرديًا يمزج بين الحزن والتوثيق، بين الذاكرة والهوية. كما تُستخدم أصوات الطبول، والنداءات، والصراخات لإضفاء طابع واقعي على الحدث، فيما تتعالى أصوات النحيب والتكبير، وتُرفَع رايات الحسين الحمراء في كل مكان.

*المجتمع والتشابيه: انخراط جماعي وإحياء للهوية

تُعد التشابيه مشروعًا جماعيًا بامتياز، يشارك فيه العشرات وربما المئات من الشباب والكبار، ليس فقط في التمثيل، بل في الإعداد والبناء والخياطة والطبخ وتوزيع الأدوار. وهي بهذا المعنى تُجسّد العمل الحسيني الجماعي الذي لا يستهدف الربح ولا الشهرة، بل الوفاء لرسالة عاشوراء.

في بعض المناطق، يُعدّ تمثيل شخصية الإمام الحسين أو العباس شرفًا لا يُمنح إلا لشخصيات يُشهد لها بالتقوى والسمعة الطيبة، ويُشترط فيها الطهارة والورع. بينما يُنظر لأدوار الشخصيات السلبية، مثل شمر أو يزيد أو ابن زياد، نظرة مشوبة بالحذر، ويُفضّل أن تُؤدى من قِبل مجهولين أو زائرين من مناطق أخرى، خشية أن يُلصق بالفاعل شيء من اللوم الرمزي أو النفور الاجتماعي.

والمفارقة أن بعض من يُمثّل الأدوار الشريرة قد يتعرض لانتقادات أو حتى مقاطعة اجتماعية مؤقتة، رغم علم الجميع أنها تمثيلية، ما يعكس عمق التماهي العاطفي لدى الجمهور مع الحدث، بحيث تُذوّب الحدود بين “التمثيل” و”الحقيقة”.

*رمزية التشابيه في الوعي الجمعي

لعلّ السرّ الأعمق في استمرار “التشابيه” عبر الزمن هو قدرتها على تحويل التاريخ إلى تجربة حيّة، بحيث لا يبقى الإمام الحسين مجرّد شخصية من الماضي، بل يصبح حاضرًا في الشارع والذاكرة والوجدان. فحين يرى الطفل والشيخ والمرأة مشهد السهم يخترق عنق الرضيع، أو الخيل تدوس جسد الحسين، يشعرون أن الطف لم ينتهِ بعد، وأن رسالة المظلوم لا تزال تنتظر من يحملها.

وفي عالم تزداد فيه المعاني استهلاكًا وسرعة، تأتي التشابيه كجرعة وجدانية ثقيلة تُعيد الناس إلى أصل الحكاية: حكاية الثبات على المبدأ، والرفض للذل، والشهادة في سبيل الله.

*المسرح المفتوح للوفاء

هكذا، تتحوّل التشابيه في عاشوراء إلى مسرح مفتوح للهويّة والوفاء، تختلط فيه الدموع بالأداء، ويذوب فيه التمثيل في الحقيقة، وتُترجم فيه الحناجر والقلوب حكاية كربلاء. وعلى الرغم من بساطتها الظاهرية، فإنها تُثبت عامًا بعد عام أنها إحدى أنبل وأعمق أشكال التعبير الشعبي عن الحسين وثورته، وتجسيد لندائه الخالد: “أما من ناصرٍ ينصرنا؟”. والجواب لا يزال يُردّد من ساحات التشابيه: “لبّيك يا حسين!".

أخبار مشابهة

جميع
بسبب خلل في البواية الشرقية.. العراق يفقد 70% من الإنترنيت منذ صباح اليوم

بسبب خلل في البوابة الشرقية.. العراق يفقد 70% من الإنترنيت منذ صباح اليوم

  • اليوم
صرح لحفظ إرث عملاق المنبر الحسيني.. ما لا تعرفه عن متحف ومركز العلامة الشيخ أحمد الوائلي

صرح لحفظ إرث عملاق المنبر الحسيني.. ما لا تعرفه عن متحف ومركز العلامة الشيخ أحمد الوائلي

  • 24 تموز
واقع متضارب وغامض.. العاملات الأجنبيات في العراق بين الانتهاك والاحتواء وغياب القوانين والضمانات

واقع متضارب وغامض.. العاملات الأجنبيات في العراق بين الانتهاك والاحتواء وغياب القوانين...

  • 24 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة