رفض نيابي وترحيب شعبي.. ضجة بعد الدخول الوزاري الشامل.. فرصة أم انتكاسة تربوية؟

انفوبلس/ تقارير
ضجة بعد قرار رئاسة الوزراء السماح بالدخول الشامل للامتحانات الوزارية، وانقسام في الآراء على الصعيدَين السياسي والشعبي، فالفريق الأول عدّه بـ"الانتكاسة التربوية" والثاني دافع وبرر مدافعته بظروف الطلبة، انفوبلس فصلت القرار وتداعياته واستعرضت جميع وجهات النظر في سياق التقرير الآتي.
قرار مجلس الوزراء
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والاجتماعية، قرر مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، السماح بـ"الدخول الشامل" للامتحانات الوزارية للمرحلتين المتوسطة والإعدادية بجميع فروعها للعام الدراسي 2024-2025
ويعني هذا القرار أن جميع الطلبة، بمن فيهم الراسبون في السعي السنوي، يمكنهم التقديم للامتحانات النهائية، مما فتح الباب أمام تساؤلات حول تأثيراته على العملية التعليمية ومستوى التحصيل العلمي.
من جانبها، قالت وزارة التربية في بيان ورد لشبكة انفوبلس، أن مجلس الوزراء وافق على مقترح وزير التربية بالدخول الشامل والسماح للطلبة الراسبين في السعي السنوي وغير المؤهلين للدراستين المتوسطة والإعدادية/ الثالث المتوسط والسادس الاعدادي بفروعه كافة / أداء امتحاناتهم في الدور الثاني واعطائهم فرصة ومتسع من الوقت لمراجعة المواد الدراسية.
إيضاح من التربية عن المشمولين
بعد القرار، أصدرت وزارة التربية، توضيحا بشان الدخول الشامل للصفوف المنتهية.
وقالت الوزارة في بيان ورد لشبكة انفوبلس، ان “المشمولين بقرار الدخول الشامل في الدراستين المتوسطة والإعدادية يؤدون امتحاناتهم في الدور الثاني”.
الخارجي يدخلون على الخط
تزامنا مع ذلك، طالب طلاب الدراسة الخارجية بشمولهم أيضا بالدخول الشامل.
ونشر الطلاب مناشدة عبر "فيسبوك" جاء بها: "الى رئيس مجلس الوزراء المحترم محمد شياع السوداني، والى أعضاء مجلس النواب كافة والى وزير التربية وأعضاء هيئة الراي والنيابية ،نحن طلاب الدراسة الخارجية الخارجي، نطلب منكم شمولنا بعطفكم الابوي والانساني بشمولنا في الدخول الشامل مع اخوتنا طلاب الصباحي والمسائي، كلنا اصحاب طموح وهدف الحياة سابقا لم تعطينا الفرصة لكمال الدراسة والآن ونحن في هذا العمر نتمنى تحقيق اهدافنا".
وتابعوا، "لذا نرجو منكم السماح لطلبة الخارجي بالشمول ضمن الدخول الشامل وهذا الموقف سوف يبقى خالدا للابدبانه اول حكومة عراقية تنصف طلبة الخارجي وتسمح لهم في اداء الامتحانات النهائية عن طريق الدخول الشامل".
رفض نيابي وشنكالي يصف بـ"القرار الشعبوي"
بعد ذلك، وصف النائب ماجد شنكالي قرار الحكومة بالدخول الشامل للطلاب لأداء الامتحانات الوزارية بـ"الشعبوي" و"الانتخابي".
وقال شنكالي في تدوينة له تابعته شبكة انفوبلس، إن "قرار مجلس الوزراء بالدخول الشامل للامتحان الوزاري غير صحيح وغير مدروس وقرار شعبوي وانتخابي يتحمل مسؤوليته مجلس الوزراء".
وتابع "عليهم من الآن ولاحقا عدم التحدث عن رصانة التعليم لأن هذا القرار يناقض الرصانة".
انتكاسة تربوية
إلى ذلك، وصف مراقبون بينهم تربويين قرار الدخول الشامل بالانتكاسة التربوية التي يجب ان تنتهي، وفق تعبيرهم.
وقالوا، إن "الطالب الذي لم يتمكن من تحقيق نسبة نجاح تبلغ 50% طيلة عام دراسي كامل، بما في ذلك الامتحانات الشهرية والنصفية، كيف يمكنه اجتياز الامتحانات الوزارية التي تتطلب مستوى علميًا وتحصيليًا عاليًا؟".
وأضافوا، إن "ما يُعرف بـ"الدخول الشامل" لا يُعدّ دعمًا تربويًا، بل يمثل تراجعًا في معايير التعليم ومساسًا بجودة المخرجات التعليمية".
وتابعوا، "فليست العبرة بعدد الخريجين أو حملة الشهادات، بل في مستوى الوعي العلمي الذي يمتلكونه، وفي قدرتهم على توظيف المعرفة وتحويلها إلى مهارات عملية منتجة".
وختم بالقول: إن "مراعاة ظروف الطلبة لا تعني تعريضهم لامتحانات لا يمتلكون أدواتها الأساسية، بل تقتضي توفير نظام تعليمي رصين، يجمع بين البُعدين النظري والتطبيقي، ويراعي مراحل النمو المعرفي ويعزز من كفاءة التحصيل العلمي، الدخول الشامل = عبور شكلي بلا محتوى علمي".
جدل
احتدم الجدل على القرار، ورصدت انفوبلس ردود الفعل المؤيدة والمعارضة، إذ قال أحد المعترضين، "والله خطية الطلاب صار عندهم ظروف وين جان هذا على طول السنة؟ يعني هاي طول السنة هو عنده ظرف؟".
وأضاف، "زين الي قاري وتعبان شنو ذنبه اذا اجتي الأسئلة صعبة لا سامح الله؟ فرق بين الطالب التعبان والطالب الي كاظيها فصول من المدارس ولا تكلي اكو طلاب ما دخلت ويرادلهم ٥ درجات الوزارة انطت الدخول تلاثة وعشر درجات اسهل من عدها ماكو".
وأكمل المعترض على القرار اعتراضه بالقول: "بعدين على شنو ادخل طلاب تعبانة ومشايفه الكتاب اني ضد الدخول الشامل".
بينما وعلى "تويتر" يخالف أحد المدونين اعتراض الكاتب أعلاه ويدافع عن الدخول الشامل بالقول: "كثر الكلام حول الدخول الشامل بين فئة مؤيدة تطالب فيه وفئة رافضة، وهنا اني راح تكلم من واقع الحال اول شي الدخول الشامل بيه ايجيابيات وسلبيات".
وأضاف، "ايجابياته اكو طلاب صارت عدهم ظروف او امور عائلية اكو طلبة انتساب انظلموا بالمدارس فهذا حقهم لكن سلبياته انه الطالب اللي تعب وقرأ وسهر وعيونه راحت من القراية ويدرس من شهر السادس وتعب هواي بس علمود يدخل وزاري مو من الانصاف انه يتساوي مع طالب كضاهة تسخيت ولهو وغير مبالي ويجي على الحاضر يدخل وزاري".
وتابع، "ثاني شي اذا اجة الدخول الشامل راح تجي الاسئلة 100% صعبة واحتمال حتى خارجي وثالث شيحتى المعدلات راح تصعد".
وختم، "صدكوني طلاب احنة ما حاقدين على الشخص اللي ما دخل ولا انانيين لكن راح يصير ظلم بين الطالب المجتهد والطالب الكسلان".
التداعيات
في النهاية، سلطت انفوبلس الضوء على تداعيات القرار، وشخصت جملة مما سيتسبب به وكما الآتي:
ـ تأثيره على جودة التعليم: قد يؤدي السماح لجميع الطلبة بالتقديم للامتحانات النهائية، بغض النظر عن أدائهم في السعي السنوي، إلى تقليل الحافز على الاجتهاد خلال العام الدراسي.
ـ ضغط على الكوادر التعليمية: يضع القرار عبئاً إضافياً على المعلمين والمراقبين، حيث يتطلب تنظيم الامتحانات لعدد أكبر من الطلبة جهوداً مضاعفة.
ـ تحديات لوجستية: زيادة عدد الممتحنين قد تؤدي إلى مشاكل في توفير القاعات والمستلزمات الضرورية، مما قد يؤثر على سير الامتحانات.