edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. الأخبار
  3. محليات
  4. عاشوراء الكاظمية.. حالة روحانية خاصة وطقوس تصنع الذاكرة الحسينية

عاشوراء الكاظمية.. حالة روحانية خاصة وطقوس تصنع الذاكرة الحسينية

  • 1 تموز
عاشوراء الكاظمية.. حالة روحانية خاصة وطقوس تصنع الذاكرة الحسينية

انفوبلس..

تشهد مدينة الكاظمية المقدسة ذروة مظاهر الحزن والولاء في شهر محرم، حيث تحتضن مواكب العزاء الحسيني القادمة من مختلف أنحاء العراق وخارجه. في هذه المناسبة تتجسد القيم الدينية والاجتماعية والإنسانية، من خلال طقوس متوارثة وممارسات خدمية تعبّر عن عمق الانتماء لثورة كربلاء وروحها المتجددة.

 

وتتحول الكاظمية في شهر محرم، لا سيما في الأيام العشرة الأولى منه، إلى لوحة إيمانية تفيض بالحزن والولاء، إذ تحتضن المدينة مئات مواكب العزاء الحسيني، التي تتوافد من مختلف مدن ومناطق العراق، بل ومن دول الجوار، لإحياء ذكرى واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه.

 

تمتاز مواكب الكاظمية برمزية خاصة، حيث تلتقي قداسة المكان بقدسية المناسبة، فتتخذ مراسم العزاء أبعادًا روحية واجتماعية كبيرة، وتبدأ الاستعدادات عادة قبل أسابيع، حيث ينصب السائرون السرادق، وتتهيَّأ مواكب اللطم والزنجيل، وتمتلئ الطرقات بالأعلام السود والشعارات الحسينية، وتنطلق المواكب من أطراف بغداد متجهة نحو المرقدين الطاهرين للإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام)، مرددةً الأناشيد الحسينية التي تُحيي مأساة كربلاء.

 

يقول الحاج أبو مرتضى الكعبي، وهو أحد رؤساء المواكب القديمة في الكاظمية:

خدمة الامام الحسين شرف لا يقاس، نحن نحمل هذه المسؤولية عن آبائنا وأجدادنا، ونجتهد كل عام  لتقديم ما يليق بمصاب كربلاء، لا سيما في جوار الإمامين الكاظم والجواد، فهنا للحزن نكهةٌ ايمانية خاصة، وتُعرف هذه المواكب بتنظيمها العالي، والتزامها بسلاسل زمنية دقيقة لدخول الحرم، وقد أضفت العتبة الكاظمية المقدسة طابعا تنظيميا راقيا عليها، من خلال توجيه ومتابعة دخول المواكب وترتيب أوقات سيرها، فضلا عن توفير الخدمات والدعم اللوجستي.

 

وكذلك تحيي الحاجّة فاطمة الركابي، وهي زائرة جاءت من مدينة النهروان، توزع قناني الماء بين المعزين، وتقول بعينين دامعتين:

هذه مشاركتي البسيطة في عزاء سيدي الحسين، لا أملك سوى الماء، لكنني أقدمه بنية الزهراء وأم العباس، فالحسين علَّمنا الكرم حتى في العطش.

 

ولم تقتصر المواكب على إحياء الشعائر فقط، بل امتدت لتقديم الطعام والماء للزائرين في ما يعرف بـ"الخدمة الحسينية"، حيث تنتشر مواكب الإطعام على امتداد الشوارع المؤدية الى المدينة المقدسة، وابتداءً من الأول من محرم وحتى الأربعين من شهر صفر، مؤكدين على قيم الكرم والتكافل.

 

ويقول علي الحسيني، وهو متطوع في موكب يخدم الزائرين:

"ننام ساعات قليلة في هذه الأيام، لكن التعب يزول مع نظرة طفل يبتسم وهو يتناول الطعام، أو دعاء أم  وهي تقول: جزاكم الله خيرًا، هذا هو ربحنا الحقيقي، تمثل هذه المواكب إرثا حضاريا واجتماعيا، وتحمل في طياتها ملامح من هوية العراق الدينية والثقافية، وهي في الوقت نفسه رسالة متجددة بأن ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ليست في ضمير الامة الاسلامية، يستعاد كل عام ليغذي قيم الحق، وعلى امتداد الطرق المؤدية للمرقد الشريف، توشحت المدينة بالسواد وبدت الحياة شبه معطلة، وكأن المصيبة قد حدثت للتو.

 

وبهذا الصدد أشار المؤرخ جواد الملا حسن بالقول: 

مدينة الكاظمية لها تاريخ مجيد ومشرف في خدمة الزوار في كل المناسبات، لعلها تحيا بين أزقتها كل معاني الكرم والجود، فأهلها ينتظرون موسم عاشوراء، ليبينوا مديات العزاء بأشكاله المتعددة، هذا هو السر في الأثر الذي خلفته واقعة الطف في نفوس المسلمين وعلى امتداد التاريخ، فحرارتها لا تبرد أبدا ولا يمكن لتقادم الزمن أن يلفها في عالم النسيان،  فالكاظميون، هذا هو ديدنهم، فهم يشعرون بأن المحظوظ منهم هو من يقع بيته أو محل عمله على الطرق المؤدية لمرور للزائرين، ليتمكن من تقديم أفضل الخدمات في هذه المناسبة والمناسبات الأخرى".

 

ارتسمت اجواء عاشوراء الامام الحسين (ع) في مدينة الكاظمية المقدسة، حيث انتشرت المواكب الحسينية امام القبب الذهبية معلنة الحب والعزاء، شأنها شأن باقي المدن الاسلامية على إقامة المجالس الدينية والمواكب العزائية في شهر محرم الحرام، ولكونها مدينة لها خصوصيتها وقداستها، فمن الطبيعي أن يكون لها السبق والصدارة في إحياء مراسم العزاء، فهنا ترى موكب الانباريين بسرداقه الكبير، الذي يقدم خدماته ليلا ونهارا للزائرين والمعزين، والى جانبه نصب سرداق صغير لمجموعة من الاطفال اولاد الخدم، الذين اعتادوا رسم صورة عميقة لموكب عزاء منظم له القابلية والمحبة لأهل البيت عليهم السلام، وفي المقابل نجد خيم النساء تتوزع بين طول الطرق المؤدية الى مدينة الكاظمية المقدسة، ليعبر هذا المنظر المهيب بقيمة ايام عاشوراء وحتى ايام الاربعين، حيث يكون العزاء في قمة وذروة نشاطه.

 

والى جانب موكب الانباريين يحط موكب عزاء السعديين، الذي تميز بهيبته المعهودة وكثرة الخدم الذين يحييون ايام محرم بشكل مكثف، ويعد هذا العطاء الحسيني كما وصفوه من اجمل ما ينتظرونه خدمة للزائرين والمعزين، وتتوزع مواكب الكريعات والنواب والسادة النعيم وغيرها في الطرقات والشوارع، التي تؤدي لمرقد الاماميين الكاظمين(عليهما السلام).

 

إحياء عاشوراء في العراق من التقاليد التي توارثها العراقيون منذ القِدم، تشمل إقامة المواكب الحسينية ومجالس العزاء، وتبدأ في الأول من شهر محرم لتبلغ ذروة فعالياتها في العاشر منه كما تنظم عزاءها أيضا في الأيام القريبة من أربعينية سيد الشهداء (عليه السلام)، يشير المواطن أبو كرار من الكاظمية في بغداد، الذي ينظم موكبًا للعزاء سنوياً، إلى أن موكبه يضم سنويًا عربًا وكردا وسنة ايضًا، يتوافدون من منطقة الأعظمية وأماكن أخرى الى المدينة المقدسة في الكاظمية إحياءً لذكرى استشهاد أبي الأحرار، كما يتوافد  كل عام عبر مواكب حسينية، العديد من المتشاركين مع أبناء الطوائف الأخرى، إذ تضم المواكب المئات منهم الذين تواجدوا لخدمة الزائرين والتعايش معهم، وهي أمثل صورة رسمت خصائص العزاء في كل مكان وزمان، وبرهان دامغ على وحدة النسيج العراقي بجميع اطيافه ومكوناته، وهي رسالة واضحة الى بعض رجالات الطبقة السياسية، من أجل توحيد الخطاب الوطني وتغليبه على خطابات التفرقة من أجل وحدة وخدمة الوطن والمواطن بحسب قول صاحب الموكب.

 

وفي قلب العاصمة بغداد، تتجلى الكاظمية المقدسة كرمز حيّ لتجذر الشعائر الحسينية في الوجدان العراقي، ولا سيما في شهر محرم، الذي يُعدّ محطة روحية وموسمية يُعيد فيها العراقيون تشكيل ذاكرتهم الجمعية على وقع الحزن الحسيني. وما أن يبدأ الهلال الجديد، حتى تنقلب المدينة إلى مسرح ضخم للعزاء، تشارك فيه مكونات المجتمع كافة، من رجال ونساء، شيوخ وشباب، بل حتى الأطفال الذين توارثوا هذا العطاء جيلاً بعد جيل.

 

إن خصوصية الكاظمية لا تنبع فقط من احتضانها لمرقدي الإمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام)، بل من رمزيتها الثقافية والروحية التي ترسّخت في العقل الشعبي العراقي. المدينة تُمثّل واحدة من أبرز الحواضر الشيعية التي تبثّ قيم كربلاء إلى الأجيال، فالعزاء فيها ليس طقسًا فقط، بل هو سلوك اجتماعي وولاء عقدي وانتماء وجداني عميق.

 

المواكب التي تنطلق من أطراف العاصمة أو المدن المجاورة نحو الكاظمية، ليست مجرد جماعات تبكي الإمام الحسين (عليه السلام)، بل هي كيانات مجتمعية تنقل معها الموروث، وتعيد إنتاجه بأساليب تنظيمية حديثة، حتى غدت الكاظمية نموذجًا في الترتيب والانضباط والالتزام الزمني لدخول المواكب وخروجها، بإشراف العتبة الكاظمية التي عززت من هذا الإرث بإجراءات لوجستية ومتابعة ميدانية.

 

من أبرز سمات هذه المواكب، ما يُعرف بـ"الخدمة الحسينية"، وهي ممارسة تضع الزائر في مقام الضيف المقدس، وتُحوّل الشوارع إلى مطابخ متنقلة، تُقدَّم فيها الأطعمة والماء بلا مقابل، وبمحبة فائقة. في مشهد يندر تكراره في مناسبات أخرى. لا تقتصر هذه الخدمة على الطعام فحسب، بل تشمل تنظيف الطرق، إسعاف الزائرين، توفير الاستراحات، وحتى توزيع الورود والتمور وأعلام الحزن.

 

ولعل الأهم من كل ما سبق، هو أن هذه المواكب تمثل صورة مصغّرة عن البنية الاجتماعية العراقية. فهي تجمّعات من مختلف الأعراق والمذاهب والطوائف، تُمارس العزاء الحسيني كفعل وحدوي، يُذيب الحواجز التي عجزت السياسة عن كسرها. فموكب أبو كرار الذي يضم مشاركين من العرب والكرد والسنّة، ليس استثناءً، بل هو أحد عشرات النماذج التي تعكس طبيعة التعايش في العراق، رغم محاولات التقسيم الطائفي التي مارستها أطراف داخلية وخارجية.

 

وهكذا يغدو الموكب مؤسسة مدنية عابرة للهوية الضيقة، تمارس دورًا وطنيًا غير مباشر، وتجسّد في أيام عاشوراء مفهوماً عميقًا للهوية الجامعة التي تتكئ على المظلومية، لكنها لا تنتج الكراهية، بل التكاتف.

 

الطقوس العاشورائية في الكاظمية – من اللطم والزنجيل إلى قراءة المقتل وتوزيع الرايات السوداء – ليست مجرد تكرارات سنوية، بل هي أساليب ترسيخ للذاكرة. إنها "سياسة الوجدان"، إذا جاز التعبير، إذ تُعيد سرد كربلاء، لا بوصفها واقعة تاريخية فقط، بل كرمز مستمر للثورة ضد الظلم والفساد.

 

من هنا، لا يمكن النظر إلى هذه الشعائر بمعزل عن واقع العراق المعاصر، فهي في أحد وجوهها، نقد رمزي لكل من يحاول اختطاف الوطن أو تهميش هويته. ولذلك فإن هذه المظاهر الحزينة في ظاهرها، تُخفي تحتها نبضًا حيًا يعيد شحن الضمير الجمعي بقيم الحسين: الكرامة، والعدل، والتضحية.

 

الرسالة الأهم التي ترسلها الكاظمية في عاشوراء، تتلخّص في مشهد الوحدة بين أبناء الشعب العراقي. ففي وقت تعجز فيه الكثير من المبادرات الوطنية عن بناء خطاب موحّد، نجد أن شعائر الحسين تفعل ذلك بهدوء. لا شعارات سياسية، ولا انتماءات حزبية، بل محبة خالصة لرجل قُتل عطشاناً ليبقى الناس أحراراً.

 

وفي هذا السياق، يأتي كلام المؤرخ جواد الملا حسن، الذي أشار إلى أن الكاظمية "تحيا بين أزقتها كل معاني الكرم والجود"، كتوصيف دقيق لهذا البُعد الإنساني الذي يجعل من المدينة، في أيام عاشوراء، ليس فقط مزاراً دينياً، بل بوصلة أخلاقية.

 

ما تشهده الكاظمية من زخم شعائري وتنظيم اجتماعي وولاء عقائدي، يُعدّ دليلاً ملموساً على أن كربلاء ليست ذكرى، بل حدث متجدد يسكن الوجدان ويتحرك في كل زمان. وهذا ما يجعل الحسين "ثورة لا تموت"، ومواكب الكاظمية دليلاً عملياً على أن الشعائر ليست طقوساً جامدة، بل روحًا نابضة تصنع المجتمع، وتعيد توجيهه نحو القيم، كلما حاول أن ينحرف عنها.

 

إنها الكاظمية في عاشوراء.. حيث تتقاطع الجغرافيا بالتاريخ، والمكان بالوجدان، في مشهد لا يمكن تفسيره إلا بلُغة الحسين: "إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أخبار مشابهة

جميع
بسبب خلل في البواية الشرقية.. العراق يفقد 70% من الإنترنيت منذ صباح اليوم

بسبب خلل في البوابة الشرقية.. العراق يفقد 70% من الإنترنيت منذ صباح اليوم

  • اليوم
صرح لحفظ إرث عملاق المنبر الحسيني.. ما لا تعرفه عن متحف ومركز العلامة الشيخ أحمد الوائلي

صرح لحفظ إرث عملاق المنبر الحسيني.. ما لا تعرفه عن متحف ومركز العلامة الشيخ أحمد الوائلي

  • 24 تموز
واقع متضارب وغامض.. العاملات الأجنبيات في العراق بين الانتهاك والاحتواء وغياب القوانين والضمانات

واقع متضارب وغامض.. العاملات الأجنبيات في العراق بين الانتهاك والاحتواء وغياب القوانين...

  • 24 تموز

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة